البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

السّنة الجديدة، هي العام الماضي

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2928


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ألاَ أَيُّهَا اللَيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِي ......................... بِصُبْحٍ، وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَلِ.
لقد أصبح واضحاُ منذ الآن، أن سنة 2015، قد خبت تماماً وأصبحت تراثاً، وبرغم خبوئها، إلاّ أن سيئاتها كانت عالية الدرجة، باعتبارها أكثر قساوة، وأندر فائدة، وسواء كانت بالنسبة للعرب بعامّة أو للفلسطينيين بخاصة، الذين ما فتئوا يئنّون تحت وطأتها، وباتوا ينتظرون قدوم أخرى جديدة، عسى أن تحمل لهم رغداً وأفضل أملاً.

لم يتوقف أمرها إلى هنا، من أنها على هذا القدر من السوء وحسب، بسبب أن آثارها، ستمتد بلا ريب، في أعماق السنة الجديدة الآتية، والتي إن لم تجعل منها سنةً أخرى كئيبة، فستجعلها بلا إيّ ثمر على الأقل، بحيث سيكون صعبًا على الآملين بها، أن يواصلوا أمانيّهم باتجاهها، باعتبارها كما رأي "امرؤ القيس"، بأن الصبح الذي يتعجل بانبلاجه، لن يكون أفضل من ظلمة الليل الذي يتوق لانقشاعها.

وبالمناسبة، فإن السّنة المقصودة، لم تكن هي وحدها السّيئة، أو هي التي تعمّدت أن تكون سنةً سيّئة، أو هي التي تنفرد بسيئاتها، فقد سبقتها سنين جدّ مُضنية، تركت بصماتها عليها، وأورثتها رغماً عنها، كل ما حفُلت به، من بلايا سياسية، ورزايا اقتصادية، وأوجاع اجتماعية مختلفة، بلغت من الدرجة نسبة عميقة، لا تدعونا إلى التفاؤل بجدّية، بسبب أن تواجدها أصبح مستعصياً على مطاردتها، أو إدوائها وبأي طريقة، بل يمكن القول بأنها تتفاقم أكثر، كلما تقدّمنا خلال متاهاتها.

فبرغم علمنا بما آلت إليه الأوضاع العربية والفلسطينية المُزرية، فإنه لا يمكننا القول بأن يمكنها الانتقال، خاصة بعد سنوات ثقيلة من الخلاف والخصام، وقاضية من الحرب والدمار، إلى الحلول المُبهجة، ومن ثمّ الهدوء والاستقرار، كما لا يمكننا أن ندّعي بأن عصر السلام، الذي شغِل بالنا على مدى أكثر من عقدين متواصلين، بأنه ما زال حيّاً.

إن كل إنسان له عقل يميّز به بين الخير والشر والممكن والخيال، يستطيع النظر في جملة الوقائع الناشئة، وتلك التي لا زالت تنشأ من حولنا، يمكنه ببساطة أن يفهم ما سيأتي به الغد، وحتى على مدار أيّامٍ وشهور هذه السنة، وربما سيصل بفهمهِ إلى استنتاجات حقيقية، قد تصل نسبة الخطأ فيها قدراً ضئيلاً، لا يتجاوز جزء في المائة، وأقلّها، تلك التي ستؤكّد له، بأن من غير الممكن أن تحتوي أيّامها، على نشأة زعامة عربية، لديها ما يكفي من العقل والحكمة، لإحداث تغيير ما.

لا يمكن بأي حال، نشر جملة القضايا، أو سرد كل الأزمات، التي مررنا بها في السنة الخالية، بسبب أن عناوينها معلومة للجميع، ولكن يمكن الإشارة إلى أن ما وصلت إليه الأوضاع العربية خلالها، قد أثّرت على حياتها الداخلية ومكانتها الدولية والإقليمية، قبل أن تُلقي بانعكاساتها المدوّية، على مسارات القضية الفلسطينية وأوجاع الفلسطينيين بشكلٍ عام، وخاصة تلك الدول، التي وُصفت بالقويّة والمتماسكة، وعُهد إليها على مدار سنين طويلة فائتة، مسألة تحرير فلسطين واسترداد حقوقها، أو المساهمة في إيجاد حلول ما، باعتبارها على رأس قضاياها المصيرية.

ستظل السّنة الجديدة بالنسبة لنا، مجرّد سنة أماني وأحلام، لا سنة نهاية للصراعات والدماء، أو سنة سلام ووئام، وسنستمرّ بالشعور بخيبات أمل جديدة، طالما بقينا (عرباً وفلسطينيين) نسير على نفس الديدنة، من التفكك والانحدار.

ليس هذا وحسب، بل سيكون أمامنا وفي حال توقعنا تراجعاً جديداً واحداً، فإننا سنحصل على اثنين، وإذا توقعنا أزمة فسنُعاصر أزمات كُثر، وستبرز معضلات أُخريات، تجعل من الثمن المطلوب دفعه في مُقابلها ثمناً عالياً، بحيث لا يُستطاع إلى دفعه وحتى مُقسّطاً، لدرجة أننا سنعاود بالحنين إلي السنة المنصرمة، باعتبارها كانت أكثر ليناً وأقل وطأة.

وإذا ما برز سؤال عن سبب كل ذلك، فإن الجواب يعود إلى سيطرة (الغموض الاخلاقي) للولايات المتحدة التي تقوم بتسديده باتجاه العرب والفلسطينيين وقضاياهم المصيرية، والذي لا يزال يتمادى - بلا قيم ولا حدود - وعلى كل لون وجانب، باعتباره لديها الضامن الأزلي والوحيد، لبقاء قوّتها على الرقاب، واستمراراً لمصلحتها داخل مدار الزمن، والتي على رأسها وجود إسرائيل.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

السنة الجديدة، السنة الميلادية، العام الجديد، حصيلة 2015،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 31-12-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد بن عبد المحسن العساف ، محرر "بوابتي"، محمود فاروق سيد شعبان، حسني إبراهيم عبد العظيم، صلاح المختار، عواطف منصور، د - مصطفى فهمي، أ.د. مصطفى رجب، حسن عثمان، فوزي مسعود ، الهيثم زعفان، د. طارق عبد الحليم، مصطفي زهران، حميدة الطيلوش، محمد الياسين، علي عبد العال، فتحـي قاره بيبـان، عبد الغني مزوز، أبو سمية، منجي باكير، رافد العزاوي، أشرف إبراهيم حجاج، مجدى داود، محمد اسعد بيوض التميمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مصطفى منيغ، ياسين أحمد، نادية سعد، صالح النعامي ، د.محمد فتحي عبد العال، تونسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، وائل بنجدو، سلام الشماع، د - محمد بنيعيش، أحمد ملحم، عزيز العرباوي، محمود طرشوبي، فتحي العابد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رمضان حينوني، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - عادل رضا، أحمد النعيمي، الهادي المثلوثي، خالد الجاف ، يزيد بن الحسين، خبَّاب بن مروان الحمد، د- جابر قميحة، د. خالد الطراولي ، حاتم الصولي، عمر غازي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد الطرابلسي، محمد عمر غرس الله، د. كاظم عبد الحسين عباس ، طلال قسومي، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الله الفقير، صباح الموسوي ، د. صلاح عودة الله ، إياد محمود حسين ، كريم السليتي، أحمد الحباسي، محمود سلطان، محمد شمام ، رحاب اسعد بيوض التميمي، سامر أبو رمان ، سفيان عبد الكافي، فهمي شراب، سعود السبعاني، محمد يحي، ضحى عبد الرحمن، د - المنجي الكعبي، د- محمد رحال، إيمى الأشقر، د. عبد الآله المالكي، مراد قميزة، محمد أحمد عزوز، صفاء العربي، عبد الله زيدان، أنس الشابي، ماهر عدنان قنديل، د- هاني ابوالفتوح، إسراء أبو رمان، فتحي الزغل، المولدي الفرجاني، د- محمود علي عريقات، صفاء العراقي، كريم فارق، سامح لطف الله، سليمان أحمد أبو ستة، رافع القارصي، د - شاكر الحوكي ، حسن الطرابلسي، سيد السباعي، عبد الرزاق قيراط ، صلاح الحريري، رضا الدبّابي، د. أحمد محمد سليمان، رشيد السيد أحمد، جاسم الرصيف، محمد العيادي، العادل السمعلي، سلوى المغربي، د - صالح المازقي، عراق المطيري، يحيي البوليني، د - الضاوي خوالدية، علي الكاش، عمار غيلوفي، أحمد بوادي، د. أحمد بشير، الناصر الرقيق،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة