البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تفجيرات باريس وتوظيفها في خدمة السياسة الإسرائيلية

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3544


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لم تكد تجف حادثة شارلي أبيدو الدامية، التي حصلت قبل عشرة أشهر من الآن، والتي راح ضحيتها 17 شخصاً، وحوادث العنف التي تلتها، حتى تلقت فرنسا الضربة الدموية التالية، باعتبارها الأعنف في تاريخها الحديث، فبالتزامن مع إعلان وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" بأن حياة تنظيم الدولة الإسلامية باتت معدودة، قام التنظيم بشن 7 هجمات متزامنة، في قلب العاصمة الفرنسية باريس، والتي أسفرت عن وقوع عشرات القتلى والجرحى، ما أوقع حالة اضطراب كبيرة بين الفرنسيين، ليس بسبب التفجيرات وحدها، بل بسبب شعورها بأنها باتت الآن مستهدفة أكثر من أي وقتٍ مضى، ليس من الخارج فقط، وإنما من الداخل أيضاً، حيث أن منفّذي الهجمات لا يحتاجون لجواز مرور أو لركوب طائرة.

من حق فرنسا حماية مواطنيها وحدودها وسياستها أيضا، ومن حق الرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند" أن يقود التحالف هو هذه المرّة باعتباره الضحية، وأن يُعلن حرباً لا هوادة فيها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بعد أن قام بتحميله مسؤولية الهجمات الدموية القاسية، واعتبارها بمثابة إعلان حرب، ومن حقّه استخدام جميع الوسائل المتاحة لديه، ومن حقّه طلب العون والنجدة من الدول المتحالفة والمؤيّدة لمحاربة الإرهاب، لكن لا أحد يضمن نجاحه في كل ما ينوي إليه، وقد كانت هناك تجربة كبيرة، عندما قادت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً لمحاربة الإرهاب، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 20011، وتم لها أن احتضنت الفشل بجدارة.

هذه الهجمات التي نفذها تنظيم الدولة، لم تكن هكذا، أو لمجرّد القتل أو الانتقام فقط، بل هي تحمل رسائل مختلفة موزّعة على النحو التالي، فعلاوة على التذكير بأن التنظيم موجود وهو في ذروة نشاطه، فإنها رسالة واضحة، للفرنسيين تضم دعوة وتهديد في آنٍ معاً، بأن ليس عليهم المشاركة في الحرب ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب، والتوقف عن إرسال طائراتهم لتنفيذ مهمة قصف عدائية، ومسارعة الانسحاب من المنطقة، وبالتحذير بتنفيذ هجومات أكثر قوة وخطورة في حال عدم قبولها الدعوة، ويجدر بنا القول بأن هناك من الفرنسيين يُعارضون مشاركة بلادهم في التحالف الدولي، مفضلين عدم الانصياع خلف الولايات المتحدة باعتبارها جزء كبير من الشر.

والرسالة الأهم، هي الموجّهة لبقية الدول المشاركة في الحلف والمؤيدة له، بأن عليها الاتعاظ قبل الوصول إلى ترتيبها على الخارطة، وبالتهديد بأن لا قوّة في العالم يمكنها وقف هذه الهجمات أو التقليل منها، وكانت التنظيم قد أرسل على جناح السرعة، للقادة في روسيا بأن ليس عليهم الانتظار طويلاً ليروا آثاره الدامغة عياناً في قلب العاصمة موسكو.

ترى الدول أن من الواجب التعاطف مع فرنسا قيادة وشعباً، من أجل التخفيف عن مُصابها، وتعزيز صمودها، وقد رأينا كيف عبّرت تلك الدول عن استياءها، وعن استعدادها لتقديم يد العون والمساعدة، ولكن الملفت هو أن إسرائيل كانت قد تقدّمت على تلك الدول وفاقت عليها في مجموع استعداداتها بشأن مؤازرتها والوقوف إلى جانبها، حيث سارعت إلى الإقدام على فعل أمور مميزة، باعتبارها فرصة جيّدة أتت إلى أعتاب بيتها.

على أن تلك التفجيرات تُمكنها من توظيفها في خدمتها ومجموع سياستها الاحتلالية، وسواء باتجاه عودة فرنسا إلى رشدها، بشأن إعادة نظرها في المواقف المعادية لإسرائيل، أو بشأن تخلّيها عن كتابة مبادرات أو اقتراحات بشأن القضية الفلسطينية لا تتماشى مع التطلعات الإسرائيليّة، إضافة إلى توصيل فكرة جامعة، بأن على فرنسا وبقية العالم الحر، الاعتراف بأن إسرائيل هي حائط الصد الأول عنها، ضد الإرهاب الإسلامي المنتشر في العالم.

وكان قد سعى رئيس وزرائها "بنيامين نتانياهو" إلى إبراز اسمه بقوة، من خلال إبراز غضبه الشديد باتجاه تلك التفجيرات، حيث عبّر عنه بإصدار أوامره بتنكيس الأعلام الإسرائيلية في كافة أنحاء البلاد والسفارات والقنصليات المنتشرة بين الدول، وأعلن وقوف إسرائيل إلى جانب الفرنسيين، بمشاركتهم الحرب ضد الإرهاب، وأبدى استعداده لفعل ما يمكنه من أجل المساعدة، ضد الإسلام المتطرف والجهات المتطرفة التي ترغب في القتل، مؤكداً على أن الإرهاب في إسرائيل شأنه شأن الإرهاب في فرنسا.

كما قام بإصدار أوامره لوكالات الأمن الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات بتزويد فرنسا - كل المساعدة الممكنة- باعتبار أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية هي الأقوى ومحل ثقة لدى العالم، وأعلن عن تعهدات إضافية بتقديم مساعدة استخباراتية متّصلة، للحيلولة دون وقوع حوادث أخرى في المستقبل.

في مقابل استعداداته تلك، فقد أصرّ "نتانياهو" على دعوة الفرنسيين وكافة الدول، إلى رصّ صفوفها لدحر ما وصفه بـ (الإرهاب) وشجب النشاطات العدائية الموجهة ضد إسرائيل، وسواء كان داخل الأراضي الفلسطينية أو خارج إسرائيل، مثلما تعمل على شجب الاعتداءات في أي مكان آخر في العالم، على اعتبار أن الإرهاب هو المسؤول عن الفوضى وعدم الاستقرار، وليس المستوطنات، أو السياسة الإسرائيلية، التي تعمل على أساس العيش في سلام مع جيرانها.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تفجيرات باريس، العمليات الإرهابية، باريس، فرنسا، الجماعات الجهادية، الدولة الإسلامية، داعش، التدخل الفرنسي بسوريا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-11-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- محمد رحال، عبد الغني مزوز، ياسين أحمد، أ.د. مصطفى رجب، د- جابر قميحة، أحمد النعيمي، د - شاكر الحوكي ، سامر أبو رمان ، فتحـي قاره بيبـان، علي عبد العال، د- هاني ابوالفتوح، العادل السمعلي، الناصر الرقيق، حاتم الصولي، مصطفى منيغ، د. مصطفى يوسف اللداوي، إيمى الأشقر، محرر "بوابتي"، عبد الله زيدان، د - عادل رضا، حسن عثمان، د - المنجي الكعبي، د.محمد فتحي عبد العال، سعود السبعاني، د. أحمد بشير، د - صالح المازقي، مصطفي زهران، صلاح الحريري، محمد الطرابلسي، د - الضاوي خوالدية، أحمد الحباسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، سفيان عبد الكافي، أشرف إبراهيم حجاج، د. صلاح عودة الله ، محمد يحي، الهيثم زعفان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد الياسين، صالح النعامي ، فوزي مسعود ، وائل بنجدو، رشيد السيد أحمد، فتحي العابد، محمد أحمد عزوز، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. طارق عبد الحليم، مجدى داود، محمود طرشوبي، محمد شمام ، حسني إبراهيم عبد العظيم، مراد قميزة، د. عادل محمد عايش الأسطل، أبو سمية، د- محمود علي عريقات، د. خالد الطراولي ، عراق المطيري، صفاء العربي، المولدي الفرجاني، ضحى عبد الرحمن، عبد الرزاق قيراط ، رمضان حينوني، يزيد بن الحسين، محمد العيادي، عزيز العرباوي، د - محمد بنيعيش، سلوى المغربي، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الله الفقير، كريم السليتي، رضا الدبّابي، عواطف منصور، محمود سلطان، نادية سعد، محمد عمر غرس الله، عمار غيلوفي، كريم فارق، علي الكاش، رافد العزاوي، فهمي شراب، الهادي المثلوثي، صفاء العراقي، طلال قسومي، خبَّاب بن مروان الحمد، حميدة الطيلوش، محمد اسعد بيوض التميمي، منجي باكير، سيد السباعي، د. أحمد محمد سليمان، يحيي البوليني، رافع القارصي، خالد الجاف ، صلاح المختار، سامح لطف الله، إسراء أبو رمان، سلام الشماع، إياد محمود حسين ، جاسم الرصيف، أحمد ملحم، صباح الموسوي ، د - مصطفى فهمي، د. عبد الآله المالكي، أحمد بوادي، فتحي الزغل، أنس الشابي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - محمد بن موسى الشريف ، عمر غازي، تونسي، حسن الطرابلسي، محمود فاروق سيد شعبان، ماهر عدنان قنديل،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة