البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

نتانياهو وحيداً بين أعداء جيّدون وحلفاء سيّؤون

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3318


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من فشِل في توقّعهِ في القسم الأول، من جولة الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، بشأن هزيمة رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" وإزاحته عن المشهد السياسي الإسرائيلي ككل، فله أن يشعر بالرضا الآن، لنجاحه في توقعاته التالية، بخصوص القسم الثاني وما بعد فوزه في تلك الانتخابات، ليس لمرّة واحدة، بل لمرّتين أو ثلاثة أو أكثر، فقد نجح توقعه، في أن لا يستطيع "نتانياهو" الفراغ من تصنيع الحكومة خلال أسبوعين أو ثلاثة بحدٍ أقصى كما وعد، وبتواجد الصعوبة في التوفيق بين حلفائه في اليمين والمتدينين، وفي أنه سيضطر إلى تفصيلها على غير مقاسه، وضد رغباته.

وخاصة بعد مشاهدته يعود في كل مرة، متعرّق الردفين، فارغ اليدين، بعد خوضه جلسات مشاورات شاقّة ومفاوضات متناقضة، بشأن توزيع الحقائب الوزارية والاختصاصات الأخرى، فيما بين الأحزاب الإسرائيلية، الصديقة والحليفة، حتى انتهت الأربعة أسابيع، وهي المهلة المقررة التي نص عليها القانون الإسرائيلي لتشكيل الحكومة.

نجاح التوقعات لم توقف جري "نتانياهو"، ولكنها اضطرّته إلى طرق أبواب رئيس الدولة "رؤوفين ريفلين" وفي جعبته قائمة طويلة من الحجج والذرائع، لمنحه المدّة التالية والأخيرة، وهي أسبوعين فقط، لمواصلة محاولاته في إنجاز الحكومة، برغم علمه بأنه أمام نسبة غير مرضية في هذا الشأن، والتي قد ترغمه على إنتاج خطوات مُنقلبة، وغير متوقعة باتجاه التوفيق بين الأحزاب، التي تبدي استعداداً للدخول في ائتلافه المحتمل.

سيما وهي تعلم مناطق ضعفه، وكأنه يقف عارياً تماماً أمام أعينها المفتوحة، وأن تهديداته بالذهاب نحو اليسار لم تجدِ نفعاً، لأن اليسار بزعامة الثنائي "إسحق هيرتزوغ، تسيبي ليفني" ذهب إلى جهة المعارضة مبكراً، على أمل المكافحة من أجل أن يحل محل "نتانياهو" لتشكيل الحكومة، حيث يُقر النظام السياسي الإسرائيلي، في حال لم يتمكن "نتانياهو" من تشكيل الحكومة في المدّة الإضافية الممنوحة، يحق للرئيس أن يُوكل الفائز التالي للقيام بالمهمة نفسها.

اليسار الإسرائيلي بدا أكثر راحةً، وأشد من شامتٍ، في ضوء مشاهدته تحركات "نتانياهو" البائسة وعلى كل اتجاه، خاصة بعد أن لقي الأمرّين من لسانه وأركان حزبه، ثم ما لحق به من صدمة الدقيقة 90، وتبعاتها، والتي أسفرت عن فوزه، بعد أن كان هذا اليسار، قاب قوسين من الفوز، وإسقاط "نتانياهو" كما وعد، تلك الصدمة كانت بمثابة قرع الجرس داخل الآذان، كي يتوقف عن الاستمرار في الحلم، ومواصلة التأذّي من مشاهدة الواقع.

بادئ الأمر كان سهلاً على "نتانياهو" تعبئة استمارة التكليف التي ناوله إياها "ريفلين" منذ أواخر مارس/آذار الماضي، بناء على توصيات الأحزاب، لكن كل شيء كان صعباً منذ اللحظات الأولى من بدء التكليف، واستمرت الصعوبة بالتصاعد، حتى بدا كفريسة سائغة، لأعداء حقيقيين ولحلفاء انتهازيين- اليسار واليمين على التوالي- وبات كمن يقف منفرداً بين كثبان متحركة.

اليسار بعينه هو اليسار، وأصحاب اليمين كلهم بدوا سيؤوون، "موشيه كحلون، نفتالي بينيت" وحتى "أفيغدور يبرمان" وهو الأضعف، أصبح متمرّداً أيضاً، حيث بدا كمؤشرٍ يبشر بالشرور، لإصراره- و كأنّه لا يرى تناهي حجمه في الكنيست- على استلام حقيبة الخارجية، التي يرنو لها "بينت" في ذات الوقت، باعتباره الأجدر بها، أو إصراره بالتخلي عنها في حال حجبها عن "ليبرمان" باعتباره عدو، يسعى إلى تمرير تشريعات تحررية.

قد يتفق الليكود مع "بينت" في شأن التضحية بـ"ليبرمان"، بتركه خارج الحكومة، لكن "بينت" لايزال يواصل كفاحه باتجاه وزارة الأديان، أو إبقائها لدى التيار الصهيوني الديني، بدلاً من منحها لحزب شاس، باعتباره العدو اللدود ويضمر له الكراهية والحقد، إضافة إلى ما لديه من مطالب سياسية خيالية، لا واقع لها في شيء، وعلى رأسها المطالبة بمواصلة تمسكه بـ (حق الفيتو) على قضايا الدين والدولة، كما كان في الحكومة السابقة، وإلاّ بالتهديد بأنه لن ينضم إلى الحكومة، واذا كان "كحلون" حليفًا قريباً، فعلى "نتانياهو" الاستعداد للإذعان لتسليمه وزارة المالية، أو الإسكان.

ما كان لأحدٍ الحاجة لانتظار هذه المرحلة، كي يفهم بأن قدرة "نتانياهو" على تشكيل الحكومة هي ليست في متناول اليد، ولكن الخطاب اليميني العام أوضح منذ البداية، بأنه لن يسمح لليسار، لأن يقوم بتشكيل الحكومة، ولا أن تتاح له الفرصة بالمشاركة فيها، وهذه هي نقطة "نتانياهو" القوية المتبقية لديه.

فقط عليه من الآن عدم التسكع أكثر أمام تلك الأحزاب، ليس فقط بسبب أنه لم يتبقَ لديه سوى أيام قليلة. بل للقبض على ما يمكن القبض عليه من إنجازات، وتحت قاعدة (شيء أفضل من لا شيء) وصولاً إلى إثبات أن لديه الكثير من الشجاعة من أجل الحديث عن قدراته في تسيّد الحكم وقيادة الدولة، بعيداً عن اليسار برمّته.

وإذا كانت هناك مفاجئات، واستطاع "نتانياهو" التوفيق بين الشركاء المحتملين، كأن يبقى "ليبرمان" على وزارة الخارجية، وأن يظل "بينيت" على وزارة الاقتصاد، والأديان للتيار الصهيوني، فإنه لا يزال من الصعب عليه توزيع باقي المناصب الوزارية الأخرى، كما لا يزال من غير الممكن، في حال تشكيله الحكومة، من ضمانها قويّة، وصامدة أمام تيار اليسار، الذي ما يزال يُوسِع الحفرة لإسقاطه.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

نتنياهو، إسرائيل، فلسطين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-04-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسن الطرابلسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - محمد بن موسى الشريف ، حميدة الطيلوش، خبَّاب بن مروان الحمد، سعود السبعاني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بوادي، أ.د. مصطفى رجب، خالد الجاف ، د - المنجي الكعبي، مصطفي زهران، صباح الموسوي ، عمار غيلوفي، فتحي الزغل، د. خالد الطراولي ، د - الضاوي خوالدية، د.محمد فتحي عبد العال، المولدي الفرجاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، طلال قسومي، ماهر عدنان قنديل، أحمد النعيمي، علي عبد العال، حاتم الصولي، إسراء أبو رمان، د- محمود علي عريقات، صلاح الحريري، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، العادل السمعلي، سلوى المغربي، مصطفى منيغ، سامر أبو رمان ، محمد يحي، صلاح المختار، د - محمد بنيعيش، فتحـي قاره بيبـان، محمود فاروق سيد شعبان، حسن عثمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد العيادي، محمد أحمد عزوز، عراق المطيري، سليمان أحمد أبو ستة، منجي باكير، فهمي شراب، ياسين أحمد، أشرف إبراهيم حجاج، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد الطرابلسي، د- جابر قميحة، أنس الشابي، د. أحمد بشير، د. طارق عبد الحليم، صفاء العراقي، الهيثم زعفان، محمد الياسين، كريم فارق، عبد الغني مزوز، عبد الله زيدان، وائل بنجدو، أبو سمية، علي الكاش، نادية سعد، يزيد بن الحسين، إيمى الأشقر، د. أحمد محمد سليمان، عزيز العرباوي، أحمد الحباسي، د - شاكر الحوكي ، فتحي العابد، صالح النعامي ، رافد العزاوي، رمضان حينوني، سفيان عبد الكافي، عبد الله الفقير، د. صلاح عودة الله ، يحيي البوليني، الهادي المثلوثي، ضحى عبد الرحمن، محمد شمام ، د- هاني ابوالفتوح، مجدى داود، د- محمد رحال، سيد السباعي، صفاء العربي، كريم السليتي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - مصطفى فهمي، فوزي مسعود ، محرر "بوابتي"، محمود سلطان، تونسي، رشيد السيد أحمد، أحمد ملحم، د - عادل رضا، د - صالح المازقي، عبد الرزاق قيراط ، مراد قميزة، الناصر الرقيق، رضا الدبّابي، عواطف منصور، جاسم الرصيف، محمود طرشوبي، إياد محمود حسين ، رافع القارصي، سلام الشماع، عمر غازي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، د. عبد الآله المالكي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد اسعد بيوض التميمي، سامح لطف الله،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة