البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

يهوديّة الدولة: حرب من الداخل

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3689


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ أن خرجت حكومة "بنيامين نتانياهو" الأولى إلى الوجود أوائل عام 2009، نبتت معها فكرة يهودية الدولة، بما تعني بأن إسرائيل هي "الوطن القومي لليهود" وأن هذا الحق ينفرد به اليهود فقط، في مقابل أن لا حقوق متساوية لفلسطينيي الداخل، باعتبارها مطلب أساسي في المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، ولا تستقيم الحلول دون الاعتراف الفلسطيني الكلي والشامل بها.

للوهلة الأولى، لم تُشكل هذه الفكرة لدى المفاوضين الفلسطينيين أيّة مشكلة، كونها تحصيل حاصل، لولا تدخلات خبيرة فلسطينيّة وعربيّة نبّهت إلى خطورتها، باعتبارها الماحقة، والتي ستلحق بالفلسطينيين والقضية الفلسطينية الضرر الأكبر، على مدار مستقبلهم، بمستوياته السياسية والاقتصادية والدينية على نحوٍ خاص.

وعلى أي حال فإننا هنا ومع تطورها وتعاظم صيغها التي تبدو عليها في كل يوم ومناسبة، حتى أصبحت مطلباً رئيساً للحكومة، فإننا هنا ومع عدم التغافل عن الرفض الفلسطيني الشديد، وما يُماثله من الرفض العربي والإسلامي، فإننا لا ننظر أيضاً إلى مجموعة الانتقادات الدولية متعللةً بأنها تقف حائلاً أمام العملية السلمية وإيجاد الحلول بشكلٍ عام، وإننا أيضاً لسنا بصدد تبيان قيمة المعارضة – مع أهميتها- التي يشكلها عرب الداخل والذين يشكلون أكثر من 20% من سكان الدولة، لكننا نعتني بشكل أكبر، بما تشكله المعارضة الداخلية الإسرائيلية واليهودية ذاتيهما معاً، بسبب أنها معارضة أكبر تأثيراً، ولها من الفرص الأفضل في إحباط الفكرة من أساسها، ذلك لأن اليمين في إسرائيل، ليست لديه عوامل تُمكّنه من كبحها تماماً، كونها لا تقتصر على اليسار، وإنما يتواجد في إطارها من هم من ذاته أيضاً.

كون الفكرة تنزع عن إسرائيل رداء الديمقراطية خاصتها، وتُدخِلها في صراعات جديدة، سياسية ودينية وأخلاقية، وهي بتطبيقها حتى بأقل من حذافيرها، سوف لن تجد راحةً بالمطلق وعلى مدار مستقبلها، فإن حركة رافضة بدأت بالتوالد وعلى نطاقٍ واسع كلما مر الوقت، وقد شاهدنا خلال الفترة الماضية وحتى في الأثناء، مساعٍ داخلية متعاظمة لأجل وأد تلك الفكرة قبل تواجدها كحقيقة من خلال (قانون)، فعلاوةً على الهبّة الشعبيّة في إسرائيل، فإن قيادات إسرائيلية تقف بشدة ضد يهودية الدولة وتحذر من عواقبها، وكان رئيس الدولة السابق "شمعون بيرس" قد رفض الفكرة كمطلب، واتّهم "نتانياهو" بأنه يسعى لجني مكاسب سياسية، قد تجرّ إلى صراع ديني. واتهمه رؤساء أجهزة أمنية وعسكرية بأنه يأخذ إسرائيل إلى الجحيم، - مثالاً- وصفه "كارمي غيلون" رئيس الشاباك السابق وأعوانه، بأنهم مرضى (إيجو- EGO، الأنا) وسيتسببون بحرب يأجوج ومأجوج، ونهاية إسرائيل بالتالي، ومن جانبها "تسيبي ليفني" زعيمة الحركة، و"إسحق هيرتسوغ" زعيم العمل أيضاً، أكّدا وقوفهما في مواجهة أحلامه، في ظل تأكيد وزراء وقيادات أخرى، بخطأ الفكرة، معتبرين أن إسرائيل لجميع مواطنيها، اليهود والعرب سواءُ بسواء.

منذ قرار التقسيم (181) الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1947، والذي تضمن إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية، على فلسطين التاريخية، كان الأمريكيون تحديداً، يخشون من إقامة الدولة اليهودية، عندما أوصت الخارجية الأمريكية، بعدم الموافقة على قرار التقسيم، قبل انتصار اللوبي الصهيوني وإرغامها بالتوقيع على القرار، وباتت الولايات المتحدة تئنّ بسببه إلى هذه السّاعة.

لم يمرّ الكثير من الوقت، حتى تحقق قيام الدولة الإسرائيلية، وكان ذلك سببه تعاون الصهيونيين مع القرار، حيث كانوا مرتّبين ومنظّمين بشكل جيّد، ولم يكن بواردهم الفكرة ذاتها- يهودية الدولة- كما هي اليوم، برغم معتقدات متناثرة لدى بعضهم بحلم (إسرائيل الكبرى)، بدلالة أنهم قبِلوا بقيام الدولة على المساحة 55% من الأراضي الفلسطينية بما فيها ما يربو على 500,000 فلسطيني مقابل 600,000 يهودي، أي أقل قليلاً من عدد اليهود آنذاك، وكانوا راضين تماماً، بأن يعيش ما ينوف عن 10,000 من اليهود وسط 750,000 من الفلسطينيين داخل الدولة الفلسطينية، لكننا الآن نرى أن الأوضاع قد تغيّرت وإلى الأسوأ، بلغت ذروتها بيهودية الدولة، والتي من شأنها أن تعمل علاوةً على ما تقدّم، على شطب حق العودة، وبشكلٍ خاص على تنقية الدولة من الفلسطينيين، وربما غيرهم من الأقليات الأخرى، وهذا هو ما يُعبّر عنه بصراحةٍ أكبر، الوزير المتطرّف "أفيغدور ليبرمان" بنقل فلسطينيي الداخل من إسرائيل إلى الدولة الفلسطينية المرتقبة، في ضوء تمنياتٍ جيّدة، بأن يقبل العرب الخطوة للوصول إلى حل، وهي التي من شأنها إضعاف آمالِنا باتجاه أن باستطاعتهم إثناء حكومة "نتانياهو" عن مواصلة مساعيها النرجسيّة، لكن وبالمقابل، فإن بإمكاننا - ولو قليلاً- الرهان على الداخل الإسرائيلي، كون الحكومات الإسرائيلية تخشى التفكك من الداخل، أكثر من أيّة عوامل خارجية أخرى.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، اليهود، اليهودية، يهودية الدولة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-11-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صفاء العراقي، د - عادل رضا، عزيز العرباوي، حسن عثمان، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد يحي، أحمد ملحم، يحيي البوليني، محمد العيادي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد بوادي، رافد العزاوي، مراد قميزة، أنس الشابي، محمد أحمد عزوز، سامر أبو رمان ، محمد الياسين، سامح لطف الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سليمان أحمد أبو ستة، د. أحمد محمد سليمان، عمار غيلوفي، د. طارق عبد الحليم، عبد الرزاق قيراط ، أحمد النعيمي، مصطفي زهران، محمود طرشوبي، أ.د. مصطفى رجب، علي عبد العال، حسن الطرابلسي، رمضان حينوني، مصطفى منيغ، محرر "بوابتي"، فتحـي قاره بيبـان، د. صلاح عودة الله ، رضا الدبّابي، إيمى الأشقر، ضحى عبد الرحمن، عبد الغني مزوز، سعود السبعاني، منجي باكير، د- جابر قميحة، نادية سعد، عبد الله الفقير، ياسين أحمد، د. أحمد بشير، أبو سمية، عواطف منصور، د. عبد الآله المالكي، مجدى داود، الهيثم زعفان، فتحي العابد، يزيد بن الحسين، فتحي الزغل، الهادي المثلوثي، محمد شمام ، د - صالح المازقي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، كريم فارق، وائل بنجدو، رشيد السيد أحمد، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم السليتي، عراق المطيري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الله زيدان، علي الكاش، عمر غازي، د - شاكر الحوكي ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صالح النعامي ، المولدي الفرجاني، حميدة الطيلوش، إسراء أبو رمان، صلاح المختار، خالد الجاف ، العادل السمعلي، تونسي، محمود فاروق سيد شعبان، د.محمد فتحي عبد العال، د- محمد رحال، رافع القارصي، أحمد الحباسي، د- هاني ابوالفتوح، ماهر عدنان قنديل، جاسم الرصيف، صلاح الحريري، سفيان عبد الكافي، د - محمد بنيعيش، سيد السباعي، أشرف إبراهيم حجاج، سلوى المغربي، خبَّاب بن مروان الحمد، فوزي مسعود ، محمد عمر غرس الله، د - الضاوي خوالدية، صباح الموسوي ، فهمي شراب، محمود سلطان، إياد محمود حسين ، د- محمود علي عريقات، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - محمد بن موسى الشريف ، صفاء العربي، حسني إبراهيم عبد العظيم، طلال قسومي، سلام الشماع، محمد الطرابلسي، الناصر الرقيق، د - مصطفى فهمي، د - المنجي الكعبي، د. خالد الطراولي ، حاتم الصولي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة