البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

علينا بقرار التقسيم

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3749


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


اتسمت منظمة الأمم المتحدة منذ ولادتها على أنقاض عصبة الأمم المتحدة في العام 1947، بالضعف تارة والمواراة تارةً أخرى، لوقوعها تحت تأثير وسيطرة الدول الاستعمارية القويّة، وخاصةً في جملة قراراتها التي تصدر بلسان تلك الدول، دون الالتفات إلى المهام التي أُنشئت لأجلها، وأهمها، منع الحروب بين الدول المتصارعة وفض المنازعات فيما بينها بالطرق السلمية، حيث فشلت عصبة الأمم في تأدية تلك المهام، وكانت توضحت تلك السيطرة في شأن قرارها(181)، الصادر في 29/11/1947، والقاضي بتقسيم فلسطين التاريخية بين اليهود والفلسطينيين- والذي اشتُهر بقرار التقسيم – وهي تعلم بأن الأرض هي فلسطينية، ولا تواجد صهيوني من قبل، والذي انطوى على إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيمها إلى كيانين واعتبار المدينة المقدّسة ومدينة بيت لحم وما حولهما، تحت وصاية دولية.

الصهيونية العالمية كانت الرابحة الكبرى من القرار، إذ مثل لها الجائزة الثانية بعد وعد "آرثر بلفور" عام 1917، الذى أعطى وطناً قوميّاً لليهود، حيث شكل خطوة جادّة جداً نحو تحقيق الحلم اليهودي بإنشاء الدولة اليهودية الكبرى، وكانت لتوافق حتى بأقل من تلك المساحة التي ضمنها القرار، والتي اشتملت على السهل الساحلي للمتوسط، بدءاً من ريف مدينة حيفا شمالاً وإلى جنوب مدينة تل الربيع - تل أبيب-، ومنطقة الجليل الشرقي بما في ذلك بحيرة طبريا وإصبع الجليل، ومنطقة صحراء النقب إلى مدينة أم الرشراش – إيلات- في أقصى الجنوب الشرقي، بعكس العرب بشكلٍ عام الذين ساءهم قرار القسمة، حيث تعيّن عليهم الموافقة على الحصول على منطقة الجليل الغربي، ومدينة عكا، ومنطقة الضفة الغربية، ومن الساحل الجنوبي الممتد من حدود مدينة أسدود الشمالية إلى مدينة رفح في أقصى الجنوب.

وبرغم التغيرات التي حدثت بالمنظمة لصالح القضية الفلسطينية، من حيث القرارات الإيجابية وعلى رأسها القرار القاضي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية والصادر بتاريخ وما أعقبها من قرارات أخرى وذلك من جراء ازدياد عدد أعضائها من الدول – العالم الثالث- إلاّ أنها لا تزال وحسب ميثاقها لا تملك قوّة أكبر لتنفيذ قراراتها، بسبب أن الدول الكبرى هي ألّفتها على هذا النحو فقط، وكانت إسرائيل ومنذ زمنها الأول، لم تحفل بأيٍ من قراراتها، بل وزادت فخراً على فخر "أبومازن" حين إعلانه عن حيازته من الدول التي تعترف بالدولة الفلسطينية بأزيد بكثير من الدول التي تعترف بإسرائيل، عندما أبلغته بأن الدول الكبرى لا يُسعدها بأن تعترف بما يقوم به الصغار.

ضعف الأمم المتحدة بالنسبة إلى القضية الفلسطينية بخاصة، يتوضح في ثلاثة جوانب رئيسية: الأول: يكمن في مجموعة الدول الضعيفة أو البعيدة عن صنع القرار الدولي أو المشاركة فيه، الثاني: هناك مجموعة الدول الفاعلة والتي لا تسعى بالكليّة لاستعمال نفوذها لدى الدول الكبرى ومن بيدها مفاتح الحلول، باعتبار أن ذلك ليس من أولوياتها، والثالث: وهو الأهم، وهو يتمثل بمجموعة الدول التي ترى أن من مصلحتها استمرار المشكلة الفلسطينية، ولا تُريد لأحدٍ أن يُمارس أيّة ضغوطات على الغرب في هذا الاتجاه، كي تظل تحت اهتمامه وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل.

الأمم المتحدة، التي اتخذت قرار التقسيم السابق، هي ذاتها التي قلّصت إلى ما بقيت عليه الأراضي الفلسطينية، وليس إسرائيل بفعل مستوطناتها المقامة عليها كما يبدو، بسبب ما أشرنا إليه سابقاً، فهي ذاتها التي اضطرّت الرئيس الفلسطيني "ياسر عرفات" بالتخلّي عن الكفاح المسلح، والجنوح للحلول السياسية، وهي التي اضطرته إلى القبول بأوسلو، والتخلي عن قرار التقسيم، وهي أيضاً التي اضطرّت الرئيس "أبومازن" ليتخلّى عن مسقط رأسه في صفد، وهي التي اضطرته ليعلن عن قبوله بدولة مشتتة على 22% من فلسطين التاريخية، وهي التي اضطرت الفلسطينيين بعمومهم أن يتنازلوا عن أي شيء في سبيل الحصول على أي شيء، وليس ما تقدّم وحسب، بل أوجدت إلى جانب ذلك كله، وجهات نظر، يُسار بها إلى أن يُفرض من خلالها علينا، الاعتراف بإسرائيل على الصيغة التي تريد، وعدم إزعاجها أو المحاولة إلى زعزعة شرعيتها، وأن نعمل على تمكينها بأن تحل محل الولايات المتحدة كقوّة عظمى، باعتبارها قاعدة الديمقراطية وقائدة الأخلاق الدولية، بسبب أن ذلك كلّه يدفع قدماُ نحو السلام المستقبلي، وهو السلام الإسرائيلي الرشيد، الذي يرتكز على السلام مقابل السلام وليس مقابل الأرض، ونختم بقول الجدّة، حين قالت ندماً وحسرةً على قرار التقسيم: "يا ريتهم كسّموا"..!!


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، إسرائيل، قرار التقسيم، الأمم المتحدة، الصهيونية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-11-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسن عثمان، مجدى داود، د. طارق عبد الحليم، سفيان عبد الكافي، صلاح المختار، رمضان حينوني، د - محمد بنيعيش، سيد السباعي، خالد الجاف ، سلوى المغربي، رافد العزاوي، صلاح الحريري، فتحي الزغل، إسراء أبو رمان، أحمد الحباسي، طلال قسومي، د- هاني ابوالفتوح، عبد الغني مزوز، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحي العابد، رافع القارصي، صباح الموسوي ، محمد الياسين، محمد يحي، نادية سعد، علي عبد العال، المولدي الفرجاني، رحاب اسعد بيوض التميمي، ضحى عبد الرحمن، عمر غازي، مراد قميزة، أنس الشابي، إيمى الأشقر، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الله زيدان، جاسم الرصيف، رضا الدبّابي، عواطف منصور، عزيز العرباوي، فهمي شراب، سليمان أحمد أبو ستة، محمد شمام ، صالح النعامي ، عراق المطيري، حسني إبراهيم عبد العظيم، الهيثم زعفان، د. مصطفى يوسف اللداوي، حميدة الطيلوش، محمد عمر غرس الله، فوزي مسعود ، د.محمد فتحي عبد العال، محمد الطرابلسي، أحمد النعيمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - الضاوي خوالدية، د. خالد الطراولي ، أحمد ملحم، صفاء العراقي، محمود طرشوبي، رشيد السيد أحمد، محمود سلطان، د - مصطفى فهمي، د - محمد بن موسى الشريف ، عمار غيلوفي، سامح لطف الله، د- محمد رحال، د - شاكر الحوكي ، أبو سمية، د- محمود علي عريقات، الناصر الرقيق، د. عبد الآله المالكي، د - صالح المازقي، الهادي المثلوثي، ماهر عدنان قنديل، حسن الطرابلسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بوادي، وائل بنجدو، منجي باكير، مصطفى منيغ، يحيي البوليني، سامر أبو رمان ، د - عادل رضا، د. أحمد محمد سليمان، إياد محمود حسين ، د. أحمد بشير، سلام الشماع، مصطفي زهران، العادل السمعلي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، خبَّاب بن مروان الحمد، علي الكاش، سعود السبعاني، أ.د. مصطفى رجب، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم فارق، يزيد بن الحسين، كريم السليتي، عبد الله الفقير، تونسي، أشرف إبراهيم حجاج، محمود فاروق سيد شعبان، محرر "بوابتي"، صفاء العربي، حاتم الصولي، د- جابر قميحة، فتحـي قاره بيبـان، د - المنجي الكعبي، ياسين أحمد، محمد أحمد عزوز، د. صلاح عودة الله ، محمد العيادي، عبد الرزاق قيراط ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة