البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

أضرار دُرزيّة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4012


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


علاقات قويّة كانت تربط بين الطائفة الدرزية في فلسطين وبين الجماعات اليهودية- ليس الكل- وازدادت تباعاً منذ قيام الدولة الإسرائيلية في العام 1948، ربما بلغت ذروتها إبان حياة الزعيم الروحي للطائفة "أمين طريف" الذي أعطى ولاءً بلا حدود للدولة الوليدة، التي اعتمدت في سبيل التحقق منه، من خلال وسائل متعددة، وأهمها تقديم الأموال والصعود بالطائفة، ووعدها بمناصب سياسية واقتصادية في الدولة، والتي ساعدت في اجتذاب تعاطفها وكسب ولاءها لها على نحوٍ متقدّم، وإيهامها بأنها أقرب إلى اليهودية من القومية العربية المتلاشية، والتي ترسخت لديهم بشدّة أكثر، حينما تم إحياء هذه المزاعم من خلال نائب الكنيست الدرزي "أيوب قرّا" – عضو في حزب الليكود اليميني الإسرائيلي ويقف جنباً إلى جنب مع رئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو" في سياسته ضد الفلسطينيين، وكان من أشد المعارضين لخطّة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005- حين أكّد بأن الطائفة الدرزية هي إحدى القبائل اليهودية التي تاهت في صحراء سيناء، واستدل على أن أبناء الطائفة يؤمنون بزفولون (سبلان) والياهو (الخضر) ويترو (شعيب) المذكورين في كتاب – التاناخ- التوراة، وأن لا تمييز بين الديانة والطائفة، إذ يرى أن الإسلام طائفة، كما أن مزاعم الهولوكوست الدرزي الكبير، الذي حصد 11 مليون درزي، على أيدٍ عربية، أي ضعف الهولوكوست اليهودي الذي لم يتجاوز 6 مليون يهودي كما تحكي المزاعم اليهودية، كانت مثّلت دعامة قوية في الانتماء الدرزي للدولة والاندماج فيها، وبالتالي ساهم في نمائها وتطورها.

معظم الدروز هم مندمجون في الدولة الإسرائيلية، ويكنّون التقدير والولاء لها، وهم يتفرقون حول الأحزاب الإسرائيلية وخاصةً اليمينيّة، وعلى رأسها (الليكود)، وهناك العديد من الشخصيات الدرزية، التي تبوأت مكانة داخل تلك الأحزاب، والتي أهّلتهم للدخول في مؤسسات الدولة الحكومية، وأهمها مؤسسة الجيش، حيث تقلّدوا خلاله مناصب قيادية لكتائب وألوية وكأعضاء في الكنيست الإسرائيلي، ومنهم النائب "مجلّي وهبة" وسابق الذكر "قرّا" وكلاهما خدما في الجيش الإسرائيلي برتبة (رائد) في وحدات عسكرية مختارة. برغم التقاليد العنصرية ضد غير اليهود، في إسرائيل، هناك من يغارون على الدروز ويدافعون عنهم، نظراً لولائهم للدولة ولليهوديّة بشكلٍ عام، بغض النظر عن بعض تصرفات بعضهم كالتهرّب من أداء الخدمة العسكرية أو عدم الولاء كفاية للعلم الإسرائيلي، أو عدم الانتظام لبعض القوانين الإسرائيلية، وكان الأصولي المتشدد وزعيم حزب البيت اليهودي "نفتالي بينت" قد ثار بقوّة لصالح الدروز، بناءً على صلتهم الجيّدة مع الدولة، وتماهيهم مع الحزب بشكلٍ خاص، سيما وأن مئات الدروز هم أعضاء فيه.

لدينا، وفي أنحاء المناطق العربية، كان يطغى الوصف بـ "الدرزي" لمن يشتد قلبه بالقسوة، أو باختلاق بدعةٍ مؤذية، أو بالمعاملة الصعبة، كما عانى الفلسطينيون أشدما معاناة من أعمال الدروز وسلوكياتهم منذ التحاقهم كعناصر فاعلة في قيادة الدولة، وسلوكهم المعادي لهم، سيما وأن جُل قادة الحكم العسكري داخل المناطق في القطاع أو الضفة الغربية هم من الدروز، وحتى أُلصقت أغلبية عمليات القتل التي حدثت في صفوف الفلسطينيين بدايةً بتحقيق عمليات أمنية ضد فدائيين فلسطينيين ومروراً بعمليات القتل التي حدثت خلال الانتفاضتين الفلسطينيتين 1987،2000، وانتهاءً بالمشاركة في العدوانات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، حيث كان لهم الدور البارز في العدوان الإسرائيلي الأخير في يوليو الماضي -الجرف الصامد- تحمل خلاله الجنود الدروز مسؤولية لا بأس بها، أثناء الحرب، ولا أحد يستطيع نسيان قائد القوات الإسرائيلية "غسان عليان" الذي أصيب خلال العملية العسكرية على مشارف القطاع، وعاد في نفس اللحظة إلى حومة الوغى- متحدياً- للقتال وسحق المقاومة الفلسطينية.

في قرية أبوسنان، في منطقة الجليل شمال فلسطين، اتضح ولاء الدروز للدولة الإسرائيلية والدفاع عنها بشكلٍ صارخ، عندما ثاروا ضد مسلمين مناوئين لإسرائيل وممارساتها القمعيّة ضد الفلسطينيين ومقدساتهم، حيث أصيب عشرات الأشخاص، منهم حالات خطرة خلال شجار عنيف. ليست هذه الحادثة مهمّة، بقدر ما كشفت أن هناك ولاءً درزياً متزايداً بالنسبة إلى الدولة الإسرائيلية، في مقابل عداءٍ متنامٍ ضد الفلسطينيين المسلمين، ليس في القرية هذه والتي تضم 15000 ثلثهم تقريباً من الدروز، وإنما في كل القرى التي يشترك في سكنِها أفراداً من الطائفتين، بما يعني أن المسألة ربما لا تتوقف عند هذ الحد، وهو الأمر الذي يُوجب الحذر


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، إسرائيل، غزة، المقاومة الفلسطينيةالدروز، فلسطينيو الداخل،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-11-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سيد السباعي، العادل السمعلي، د. أحمد محمد سليمان، خبَّاب بن مروان الحمد، مراد قميزة، سلام الشماع، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، ياسين أحمد، منجي باكير، عبد الله الفقير، صلاح المختار، علي عبد العال، محمود طرشوبي، حسن عثمان، عزيز العرباوي، ضحى عبد الرحمن، فوزي مسعود ، إسراء أبو رمان، محمد اسعد بيوض التميمي، حميدة الطيلوش، سامر أبو رمان ، صالح النعامي ، سليمان أحمد أبو ستة، عواطف منصور، محمد شمام ، صباح الموسوي ، د- محمد رحال، يحيي البوليني، د - محمد بن موسى الشريف ، صفاء العراقي، عبد الله زيدان، محمود فاروق سيد شعبان، د. مصطفى يوسف اللداوي، الهادي المثلوثي، أحمد ملحم، رافع القارصي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - صالح المازقي، نادية سعد، أنس الشابي، حاتم الصولي، صلاح الحريري، مجدى داود، د. أحمد بشير، إيمى الأشقر، جاسم الرصيف، كريم فارق، عراق المطيري، محمد أحمد عزوز، د. عادل محمد عايش الأسطل، الهيثم زعفان، محمد العيادي، محمود سلطان، أحمد بوادي، د- هاني ابوالفتوح، سلوى المغربي، المولدي الفرجاني، د. خالد الطراولي ، د - شاكر الحوكي ، طلال قسومي، أحمد الحباسي، حسن الطرابلسي، محمد يحي، وائل بنجدو، يزيد بن الحسين، د - محمد بنيعيش، محمد الطرابلسي، فتحـي قاره بيبـان، محمد الياسين، محمد عمر غرس الله، رشيد السيد أحمد، سعود السبعاني، رافد العزاوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أبو سمية، فهمي شراب، فتحي العابد، د. طارق عبد الحليم، رمضان حينوني، كريم السليتي، مصطفي زهران، سفيان عبد الكافي، تونسي، د. عبد الآله المالكي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ماهر عدنان قنديل، صفاء العربي، د.محمد فتحي عبد العال، محرر "بوابتي"، د - الضاوي خوالدية، أ.د. مصطفى رجب، عبد الغني مزوز، د - عادل رضا، أحمد النعيمي، سامح لطف الله، د. صلاح عودة الله ، د - المنجي الكعبي، عمار غيلوفي، عبد الرزاق قيراط ، علي الكاش، عمر غازي، إياد محمود حسين ، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمود علي عريقات، مصطفى منيغ، د - مصطفى فهمي، الناصر الرقيق، فتحي الزغل، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- جابر قميحة، رضا الدبّابي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، خالد الجاف ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة