البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

فتح - حماس، مفاوضات الحاجة

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3714


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تعي جيّدا القيادة في مصر مدى الفجوة الفاصلة بين الحركتين فتح وحماس، على الرغم من توصلهما إلى اتفاق وطني في أواخر أبريل/نيسان الماضي، يقوم على إعادة اللحمة وانهاء الانقسام، الذي ساد على مدار سبع سنوات فائتة، ولولا حرصها على مكانتها في المنطقة، وخشيتها من دخول أقدامٍ غريبة على حسابها، علاوة على تخوّفها من أن استمرار الخلافات بينهما ستنعكس سلباً على مفاوضات التهدئة مع إسرائيل، لما ترددت في الاستغناء عن استكمال رعايتها لمشروع المصالحة بينهما وإلى يوم الدين.

لا نُكران بأن الحركتين قد (أظهرتا) بأنهما مصممتان على حل نقاط الخلاف والعودة إلى الوحدة، وأكّدتا مراراً عن عزمها السير قدماً من أجل معالجة كافة الخلافات القائمة، والتي تهدد المسيرة التصالحيّة، وأبديتا في الوقت ذاته تفاؤلهما باتجاه إنجاز تفاهمات، لكن السؤال هو كيف يمكن الإيمان بالتصميم؟ وكيف تسوغ كل منها لنفسها تفاؤلها الخاص بها؟

نحن نعلم ما هي المواضيع وما هي المعايير، التي يمكن أن توصل إلى أن يحصل مثل هذا التفاؤل، سيما وأن الحركتين تزخران بما طاب من خلق الاشتراطات وبما يتناسب مع سياستها والمتناقضة تماماً عن الأخرى، حيث باتت كل منهما وقد اتهمت الأخرى بقيامها بحملة تحريض مستمرة، في محاولة للتنكّر من جميع التفاهمات الحاصلة، وخاصةً في كلٍ من الدوحة والقاهرة، وبأنهما غير مهتمّتان بحكومة التوافق أو نجاحها.

وتجدر الإشارة إلى أن الخلافات بينهما، قد تطورت أكثر في أعقاب العدوان الصهيوني – الجرف الصامد- فقد اتهمت حركة فتح، حكومة حماس بأنها مسؤولة عن العدوان الإسرائيلي، وأن حكومتها تعمل كما المعتاد داخل القطاع، ولا تسمح لحكومة التوافق بأن تستلم أعمالها، وذهبت إلى أبعد من ذلك في مسألة محاولة حماس بإحداث فوضى داخل منطقة الضفة الغربية، وبالمقابل، فقد اتهمت حركة حماس حركة فتح، بأنها هي التي تسيّر حكومة التوافق بحسب أهوائها فقط، كما أنها تتجاهل قضايا وطنية رئيسة وأهمها، عدم تفعيل المجلس التشريعي وعدم الاهتمام بالتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية، فضلاً عن عدم رغبتها في انعقاد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، وعدم جديّتها في تطبيق سياسة متوازنة داخل القطاع كما هي الحال في الضفة الغربية، علاوة على مطالبة حماس بمشاركة فعلية في إدارة السلطة وفي صنع القرار، سيما في أعقاب شعورها بأنها مستثناة عمداً من أن يتحقق لها أي نوع من المشاركة.

لا يوجد الكثير من التعويل على نجاح المفاوضات والخروج باتفاق وتفاهمات تنهي الأزمات القائمة أو تحِد منها على الأقل، بسبب أنهما غير قادرتين على التوصل إلى اتفاق مهم، وبرغم معدومية الخيارات أمامهما، وقضية العودة إلى المفاوضات - حسب ما نعتقد به- جاءت فقط بسبب حاجتهما إليها، وذلك من أجل الوصول إلى أهدافهما من خلال تثبيت سياسة خاصة وانتزاع تنازلات في المسائل الثانوية، ومن جهةٍ أخرى كسب ثقة الجمهور الفلسطيني، من أنهما ترغبان في المصالحة، ومحاولة إثبات أن الحركة المقابلة هي من يُعيق مسيرتها، والأهمّ، عنايتهما أكثر، بالوصول إلى الانتخابات وبأي شكل، والتي تقرر إجراؤها بعد ستة أشهر من تشكيل حكومة الوحدة في أوائل يونيو/حزيران الماضي، بسبب أمل كلٍ منهما بإزاحة الأخرى عن الحكم.

وضمن هذه البيئة، فإن ما يُفترض انتاجه من المفاوضات، هو تأجيل القضايا التي من الصعب التلاقي معها، على سبيل المثال، سلاح حماس – المقاومة- وقضية التنسيق الأمني مع إسرائيل، كما ستتمكنان من إحراز اتفاقات أو تفاهمات فقط على مجموعة من الفروع أو الأمور الهامشية، والتي تتمحور حول تمكين الحكومة التوافقية من العمل داخل القطاع وإن بنسبة ما، بما يتلاءم مع متطلبات الحياة، وعلى رأسها تسهيل عمل المعابر من أجل الشروع في إعمار القطاع، وإيجاد حلول مناسبة لدفع رواتب موظفي حماس.

وعلى أيّة حال، فإنه حتى في حال وصولهما للانتخابات، فإنها لن تكون النهاية، بل ستكون البداية مجدداً، ففي ضوء فازت حركة فتح، فإن خشية حماس ستتزايد من أن تطالب السلطة الجديدة بتسليم السلاح الذي صنعته بأيديها، لتتبرع به إلى الولايات المتحدة على الأقل، بسبب أنها لا تؤمن به مطلقاً، وبالمقابل فيما إذا فازت حماس، فإنها بالطبع ستطالب بك​​ل أوراق أوسلو لتقوم بحرقها ونثر رمادها في البحر، وفي حال فوزهما معاً واستطاعتهما تشكيل حكومة وحدة وطنية، فعندها سنكون على موعد مع حصارٍ إسرائيلي جديد.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، الفلسطينيون، محمود عباس، الوساطة، حماس، فتح، المصالحة الفلسطينية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-09-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فهمي شراب، د - محمد بن موسى الشريف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الهادي المثلوثي، محمد اسعد بيوض التميمي، فتحي العابد، جاسم الرصيف، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد العيادي، محمد يحي، فتحـي قاره بيبـان، أبو سمية، مجدى داود، مصطفى منيغ، د - مصطفى فهمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، يزيد بن الحسين، سلوى المغربي، صفاء العربي، عمر غازي، أشرف إبراهيم حجاج، عبد الرزاق قيراط ، الناصر الرقيق، سامر أبو رمان ، تونسي، عبد الله زيدان، محمد شمام ، د- محمد رحال، رافد العزاوي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد الياسين، صلاح الحريري، د. صلاح عودة الله ، صالح النعامي ، أحمد بوادي، سفيان عبد الكافي، محمود سلطان، كريم فارق، أ.د. مصطفى رجب، مراد قميزة، عبد الله الفقير، د. أحمد بشير، إيمى الأشقر، سلام الشماع، صلاح المختار، فوزي مسعود ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عواطف منصور، خالد الجاف ، عمار غيلوفي، ياسين أحمد، فتحي الزغل، أحمد النعيمي، د - المنجي الكعبي، محرر "بوابتي"، د- محمود علي عريقات، د. طارق عبد الحليم، أنس الشابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، رشيد السيد أحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامح لطف الله، حسن عثمان، صباح الموسوي ، منجي باكير، حاتم الصولي، د. عبد الآله المالكي، أحمد ملحم، محمد الطرابلسي، المولدي الفرجاني، ضحى عبد الرحمن، ماهر عدنان قنديل، محمود فاروق سيد شعبان، إياد محمود حسين ، نادية سعد، محمد أحمد عزوز، يحيي البوليني، إسراء أبو رمان، محمد عمر غرس الله، عزيز العرباوي، الهيثم زعفان، رمضان حينوني، رضا الدبّابي، د- هاني ابوالفتوح، د.محمد فتحي عبد العال، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الغني مزوز، سيد السباعي، علي عبد العال، حميدة الطيلوش، حسن الطرابلسي، محمود طرشوبي، طلال قسومي، د - شاكر الحوكي ، د - محمد بنيعيش، عراق المطيري، علي الكاش، العادل السمعلي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - صالح المازقي، كريم السليتي، د- جابر قميحة، د - عادل رضا، سعود السبعاني، د. أحمد محمد سليمان، سليمان أحمد أبو ستة، وائل بنجدو، رافع القارصي، مصطفي زهران، د. خالد الطراولي ، د - الضاوي خوالدية، صفاء العراقي، أحمد الحباسي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة