البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الحرب لنا

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3651


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ إعلان الجيش الصهيوني ببدء حملة الجرف الصامد ضد المقاومة في القطاع المحاصر، كانت تباشير النصر عليها بائنة، بالنظر إلى تخبط حكومته السياسي وارتباكها في تقديم قرارات بشأن تطوير الحملة لتشمل حرباً بريّة، لخشيتها من حدوث خسائر، ولعدم ثقتها بتحقيق إنجازات، ثم ما كان يُعلى الهمّة ويزيد في البأس، تلك القدرة القتالية التي حصلت عليها المقاومة نسبة إلى القوة الإسرائيلية المقابلة، وبما لم تتوقعه أجهزة إسرائيل الأمنية المختلفة، حيث أصبحت وعلى رأسها كتائب القسام، هي التي تدير المعركة وليس الجيش الإسرائيلي وحسب قول الإسرائيليون أنفسهم.

صحيح أن هناك تفوّقات صهيونية جوية وهناك تفوّقات إجرامية ضد المدنيين العزل والممتلكات الخاصة والعامة، وهي مصحوبة بدعم وتأييد دوليين، إلاّ أن تفوّقات المقاومة بارزة أمام الجميع ولا تحتاج إلى بيان، على الرغم من عدم استنفادها كل ما لديها من مفاجئات، كانت حذّرت بها في كل مرة، ولم تكترث بها الحكومة ولا الجيش الإسرائيليين، إلاّ حين يرونها رأي العين، وهي ما جعلت الدائرة تضيق أمامهما أكثر كلما تقدمت الحرب لأيام أخرى.

كل الألة الصهيونية (المُهاجمة) - سلاح الجو والمدفعية وسلاج البحر-، وأنظمة القبة الحديدية (الحامية والمدافعة)، لم تشفع لإسرائيل في رد اعتبارها، ولم تعطي قدراً من أهدافها، ولم تحُل دون تحقيق المقاومة لإنجازات مهمّة، تُسَجّل لها كانتصارات باهرة، عجزت جيوش مختلفة عن تحقيقها، نسبةً إلى مواجهتها العدوان الأشرس، على بقعة صغيرة ومكشوفة لا تكاد تملكها المقاومة بسهولة، سيما وأنه ليس هناك من واقٍ ولا ساتر يمكن ذكره.

إن وضع وإضافة أنحاء حيويّة في إسرائيل كانت بعيدة أو في مأمن، تحت قوة النار الصاروخية القوية والدقيقة التي تميزت بها المقاومة، جعلت إسرائيل تضع يدها على قلبهاـ ليس من الصواريخ ذاتها، أو من حجم الأضرار المختلفة التي تُحدثها، ولكن من حجم التطور الهائل الذي طرأ عليها، والذي مثّل قدرات قتالية مضافة لدى المقاومة بعمومها، وفي مدة وجيزة وخلال الظروف القاسية من الضيق والمراقبة، تضاهي المدّة ذاتها التي تتقدم خلالها الدول.

كما أن التحول إلى اختيار إشعال حرب شُجاعة، فيما وراء خطوط العدو وتنفيذ مهمّات قتالية بمختلف الأسلحة وإيقاع إصابات مؤلمة، والقدرة على جلب جنود – والتي أفرغت سروراً بالغاً لدى الفلسطينيين والعرب بشكلٍ عام- والعودة إلى القواعد بسلام، كان لها الأثر الكبير في بعثرة الجهد العدواني الصهيوني، وشل حركته.

ثمّ إن العقيدة القتالية لدى المقاومة، باتجاه المواجهة على مبدأ الموت أو الانتصار، عملت بلا ريب على إلغاء ميزة التقدّم بسلاسة إلى داخل حدود القطاع، وقد رأينا الكثير من الوقت، قد مرّ منذ إعلان الحرب البرّية، وهي لم تحصل إلى حد الآن كما تم التخطيط لها تماماً، وحتى في حالة تقدمها، فقد كانت نتيجةً لجر المقاومة لها، لإيقاعها في كمائن مُعدة مسبقاً، وفي استقبالها أسلحة متطورة وطرق ومبانٍ مفخخة، باتت إسرائيل بسببها، غير قادرة على إخفاء خسائرها سواء في المعدات أو الأرواح وهي بالضرورة أعظم.

الحكومة الاسرائيلية بعد ورطتها في إعلان الحرب، كونها لم تحقق هدفاً واحداً منذ بدايتها وإلى الآن، فهي في ورطة أدهى وأكبر، بسبب أن ليس لديها خطة للخروج من هذا المأزق الذي دحرجت نفسها بأسفله، سيما بعد فشل المبادرة المصرية، وقد كانت تعلق الآمال الكبار عليها في وقف الحرب وتثبيت تهدئة ما، بعد رفض حماس لها بالكليّة، حيث كانت إسرائيل تأمل بموافقة حماس سريعاً، إن لم تكن رغبةً في درءِ حدوث خسائر إضافية أو خشيةً من هزيمة تلحق بها، أو مخافة من الجانب المصري الذي لا يروقه مشاهدة كيان اسمه حماس قريباً من حدوده، لكنها تفاجأت بأن رفضتها وبكل قوّة ومن دون حساب لأحد، إلاّ من خلال تلبية شروطها، وعلى رأسها فسخ الحصار.

الآن وبعد أسبوعين كاملين من بدء العدوان الصهيوني الهمجي، يجدر بنا ونحن في خضم تحقيق الإنجازات وعلى ثقة بالنصر الأكبر في النهاية، يجدر بنا التذكير أمام الكل بأن المواقف المحلية والعربية وسواء كانت المؤيّدة والداعمة للهجمة الصهيونية، أو التائهة والمرتعشة، بأن تتحسس رأسها أولاً، وتعدل عما هي عليه من الذلة والخزي ثانياً، قبل أن يأتي يوم لا ينفع معه الندم، ولا ينصرف مع الأسف، ليس من الفلسطينيين والمقاومة ومن حماس وحسب، بل من شعوبها ومن التاريخ الذي سيسجل تلك المواقف، وهو لا يرحم.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الهجوم على غزة، حماس، إسرائيل، العدوان على غزة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-07-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- جابر قميحة، د.محمد فتحي عبد العال، كريم فارق، خالد الجاف ، د. طارق عبد الحليم، خبَّاب بن مروان الحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بوادي، منجي باكير، محمد شمام ، العادل السمعلي، الهيثم زعفان، فتحـي قاره بيبـان، مصطفى منيغ، عراق المطيري، وائل بنجدو، أشرف إبراهيم حجاج، صالح النعامي ، عبد الله زيدان، أبو سمية، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، ضحى عبد الرحمن، الهادي المثلوثي، رضا الدبّابي، صفاء العراقي، عمار غيلوفي، د. أحمد بشير، د- محمد رحال، صفاء العربي، د - محمد بن موسى الشريف ، سلوى المغربي، محمد أحمد عزوز، سلام الشماع، محمد الطرابلسي، جاسم الرصيف، ماهر عدنان قنديل، محمد اسعد بيوض التميمي، صباح الموسوي ، د. عبد الآله المالكي، صلاح الحريري، محمود طرشوبي، د - الضاوي خوالدية، سيد السباعي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- هاني ابوالفتوح، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. صلاح عودة الله ، نادية سعد، طلال قسومي، أحمد الحباسي، محمد عمر غرس الله، محمد يحي، علي عبد العال، إسراء أبو رمان، علي الكاش، رحاب اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - مصطفى فهمي، أحمد ملحم، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - المنجي الكعبي، كريم السليتي، محمد الياسين، فتحي الزغل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رافع القارصي، رافد العزاوي، يزيد بن الحسين، د. ضرغام عبد الله الدباغ، المولدي الفرجاني، د - صالح المازقي، رشيد السيد أحمد، عزيز العرباوي، د- محمود علي عريقات، حميدة الطيلوش، د. خالد الطراولي ، ياسين أحمد، أنس الشابي، عبد الله الفقير، تونسي، إيمى الأشقر، محمود فاروق سيد شعبان، مصطفي زهران، محمود سلطان، صلاح المختار، سامح لطف الله، أ.د. مصطفى رجب، حسن عثمان، عمر غازي، د - شاكر الحوكي ، عبد الرزاق قيراط ، د. أحمد محمد سليمان، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، أحمد النعيمي، سامر أبو رمان ، د - عادل رضا، فتحي العابد، حاتم الصولي، د - محمد بنيعيش، رمضان حينوني، عواطف منصور، فهمي شراب، مراد قميزة، محمد العيادي، عبد الغني مزوز، محرر "بوابتي"، سعود السبعاني، يحيي البوليني، سليمان أحمد أبو ستة، فوزي مسعود ، مجدى داود، إياد محمود حسين ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة