البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

غزة تحت النار (8) إسرائيليون يعترفون ... لقد تضررنا كثيراً

كاتب المقال د. مصطفى يوسف اللداوي - بيروت    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3689


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يعترف كثيرٌ من الإسرائيليين أن حروب جيش كيانهم القديمة قد ولت وانتهت إلى الأبد، وأنه لم يعد جيشهم يقاتل على أرض العدو، بعيداً عن مواطنيه ومصالحه، فيلحق خسائر في صفوف خصومه، بينما تكون جبهته الداخلية هادئة مطمئنة، لا تعيش الخطر، ولا تصلها الصواريخ، ولا تلحق بها شظايا المعارك، بل لا تشعر بالحرب، ولا تسمع بها إلا عبر وسائل الإعلام، وتستمر جبهته الداخلية متماسكه، تمده بالقوة، وتشجعه على المزيد من العدوان.

لكن الحسابات الإسرائيلية قد انقلبت في هذه الحرب التي شنها العدو الإسرائيلي على قطاع غزة، وفي الحروب التي سبقتها، حيث بدأ المواطن الإسرائيلي يئن ويصرخ، ويرفع صوته شاكياً متذمراً، مطالباً حكومته وقيادة الجيش بالكف عن العبث، والتوقف عن المغامرات، والاعتراف بحقيقة الواقع الجديد.

فالمقاومة اليوم تختلف عن حالها قديماً، فقد اشتد عودها، وقسي قوسها، وعظم سلاحها، وأصبحت قادرة على الأذى والإصابة، ولم تعد تقبل بأن تكون الحرب على أرضها فقط، بل أصبحت قادرة على نقل المعركة إلى أرض الخصم، وإطلاق الأفاعي في حجر العدو، ليعاني ويقاسي، ويخاف ويرتعد، ويطالب قيادته بسرعة التوصل إلى هدنةٍ واتفاق، تعيد الهدوء إلى الجبهات، وتمكنهم من استعادة الأمن الذي أفقدهم إياه جيشهم وحكومتهم.

المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل، يدرك هذه العيوب، وينتقد جيش كيانه ويقول بأنه بات أعمى لا يميز، وكالثور يضرب في الهواء، فليس لديه أهداف يقصفها، ولا يملك أي معلوماتٍ تساعده على تحديد أماكن منصات إطلاق الصواريخ، أو التعرف على مطلقيها واستهدافهم، ولهذا بدأ يستهدف البيوت السكنية، والأهداف المدنية، الأمر الذي تسبب في مضاعفة أعداد الضحايا المدنيين في القطاع.

بينما تتهم مذيعة في القناة الإسرائيلية الثانية حكومة وجيش كيانها بأنهم ضللوا الجمهور الإسرائيلي، عندما أوحوا لمواطنيهم بأن غزة ستكون وحدها، وأن العالم سيكون مشغولاً عنها بالمونديال، ولن يصل صراخ غزة إلى أسماعهم، ولكن الحقيقة أن إسرائيل هي التي تقصف، بينما العالم لا يسمعها لانشغاله بالمونديال.

أما صحيفة هآرتس فهي تقول بأن هناك أضراراً اقتصادية هائلة قد لحقت بالكيان الإسرائيلي، بسبب تواصل إطلاق الصواريخ على كل مدنها انطلاقاً من غزة، وتتساءل عن حجم الأضرار الاقتصادية التي من الممكن أن تلحق بكيانهم في حال استمر إطلاق الصواريخ عليهم، علماً أن تأثير الصواريخ المتساقطة بدأ يظهر بوضوح على البورصة الإسرائيلية.

وتضيف الصحيفة بأن مناطق كثيرة في البلاد بدأت تدخل سوق القصف، بعد أن أصبحت صواريخ المقاومة تصل إلى كل مكانٍ، دون تنبيهٍ مسبق، أو توقعاتٍ معقولة، فكل "إسرائيل" أصبحت في مرمى نيران صواريخ القسام، بينما فشلت القبة الحديدية في اعتراض الصواريخ التي أطلقت على مناطق جنوب ووسط وشمال البلاد، بينما كان المواطنون يظنون أنها ستمسك كل الصواريخ، وأنها أحداً منها لن يفلت من المنظومة.

وتواصل الصحيفة انتقادها للحكومة الإسرائيلية التي أنفقت مليارات الدولارات على أبحاث القبة الحديدية، وأعمال المراقبة والمتابعة والرصد، وفي النهاية جاء الحصاد ريحاً، وتساقطت الصواريخ كالمطر على كل البلدات، بل إنها خلقت واقعاً مغايراً عما سبق، وأخطر مما كان.

تضيف الصحيفة أن نصف البلاد مهدد، وثلاثة ملايين إسرائيلي لا ينامون في بيوتهم، ولا يمارسون حياتهم الطبيعية، بعد أن فقدوا الثقة في تطمينات حكومتهم، وجهود قادة جيشهم، وهم الذين يغطون نفقاته وأبحاثه من جيوبهم، ومن الضرائب التي تجبى منهم لجلب الأمن لهم.

هذا ما يقوله الإسرائيليون أنفسهم عن الواقع الجديد الذي خلقته المقاومة، والذي صنعته صواريخها، وما أوردناه ليس إلا نزراً يسيراً مما يقولونه في السر والعلن، وفي الخفاء وأمام العامة، إنهم يألمون ويتوجعون، ويشكون ويتذمرون، "إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً".

الخميس 03:00 الموافق 10/7/2014


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الهجوم على غزة، حماس، إسرائيل، العدوان على غزة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-07-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  يومٌ في الناقورة على تخوم الوطن
  فرنسا تضيق الخناق على الكيان الصهيوني
  ليبرمان يعرج في مشيته ويتعثر في سياسته
  يهودا غيليك في الأقصى والكنيست من جديد
  عيد ميلاد هدار جولدن وأعياد الميلاد الفلسطينية
  ليبرمان يقيد المقيد ويكبل المكبل
  سبعون عاماً مدعاةٌ لليأس أم أملٌ بالنصر
  ويلٌ لأمةٍ تقتلُ أطفالها وتفرط في مستقبل أجيالها
  سلاح الأنفاق سيفٌ بتارٌ بحدين قاتلين
  دلائل إدانة الأطفال ومبررات محاكمتهم
  طبول حربٍ إسرائيلية جديدة أم رسائلٌ خاصة وتلميحاتٌ ذكية
  سياسة الأجهزة الأمنية الفلسطينية حكيمةٌ أم عميلةٌ
  العلم الإسرئيلي يرتفع ونجمة داوود تحلق
  نصرةً للجبهة الشعبية في وجه سلطانٍ جائر
  طوبى لآل مهند الحلبي في الدنيا والآخرة
  تفانين إسرائيلية مجنونة لوأد الانتفاضة
  عبد الفتاح الشريف الشهيد الشاهد
  عرب يهاجرون ويهودٌ يفدون
  إيلي كوهين قبرٌ خالي وقلبٌ باكي ورفاتٌ مفقودٌ
  إرهاب بروكسل والمقاومة الفلسطينية
  المساخر اليهودية معاناة فلسطينية
  الدوابشة من جديد
  المهام السرية لوحدة الكوماندوز الإسرائيلية
  المنطقة "أ" إعادة انتشار أم فرض انسحاب
  إعلان الحرب على "فلسطين اليوم" و"الأقصى"
  عظم الله أجر الأمريكيين وغمق لفقيدهم
  الثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب
  الهِبةُ الإيرانية والحاجةُ الفلسطينية
  هل انتهت الانتفاضة الفلسطينية ؟
  سبعة أيامٍ فلسطينيةٍ في تونس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أبو سمية، أنس الشابي، د - محمد بن موسى الشريف ، صلاح المختار، عزيز العرباوي، د. مصطفى يوسف اللداوي، الهيثم زعفان، كريم السليتي، تونسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بوادي، د. خالد الطراولي ، فتحي الزغل، وائل بنجدو، د - الضاوي خوالدية، محمد العيادي، صفاء العربي، صفاء العراقي، إياد محمود حسين ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، مجدى داود، كريم فارق، محمد يحي، أحمد الحباسي، طلال قسومي، د. عبد الآله المالكي، علي عبد العال، مصطفي زهران، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، ياسين أحمد، خبَّاب بن مروان الحمد، فهمي شراب، محرر "بوابتي"، سلام الشماع، د. أحمد محمد سليمان، د - شاكر الحوكي ، علي الكاش، المولدي الفرجاني، سامح لطف الله، رحاب اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، عمر غازي، د. طارق عبد الحليم، محمد الطرابلسي، عمار غيلوفي، رضا الدبّابي، أشرف إبراهيم حجاج، د- جابر قميحة، يحيي البوليني، د - عادل رضا، مصطفى منيغ، خالد الجاف ، فتحي العابد، د. أحمد بشير، سليمان أحمد أبو ستة، سيد السباعي، عراق المطيري، الهادي المثلوثي، صلاح الحريري، عبد الغني مزوز، د - المنجي الكعبي، د - محمد بنيعيش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، العادل السمعلي، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد النعيمي، يزيد بن الحسين، فوزي مسعود ، عبد الله الفقير، سفيان عبد الكافي، سلوى المغربي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسني إبراهيم عبد العظيم، إسراء أبو رمان، عبد الله زيدان، حسن عثمان، محمد الياسين، د. صلاح عودة الله ، ضحى عبد الرحمن، د- هاني ابوالفتوح، محمد أحمد عزوز، عواطف منصور، د- محمود علي عريقات، جاسم الرصيف، سعود السبعاني، د- محمد رحال، محمد عمر غرس الله، أ.د. مصطفى رجب، مراد قميزة، محمود طرشوبي، صالح النعامي ، إيمى الأشقر، رمضان حينوني، حميدة الطيلوش، رشيد السيد أحمد، فتحـي قاره بيبـان، حسن الطرابلسي، ماهر عدنان قنديل، رافد العزاوي، نادية سعد، محمد شمام ، صباح الموسوي ، د.محمد فتحي عبد العال، د. عادل محمد عايش الأسطل، سامر أبو رمان ، د - مصطفى فهمي، عبد الرزاق قيراط ، د - صالح المازقي، أحمد ملحم، حاتم الصولي، منجي باكير، محمود سلطان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة