البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

شعرة النبي المزعومة: ثقافة الانحطاط وتدين القطيع

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6566


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يبدئ البعض ويعيد ويعدون العدة لما يقولون انه احتفال بوصول شعرة النبي عليه الصلاة والسلام لتونس، وتحركت آلة إعلامية تبدو كبيرة لإطلاق مايشبه طقوس احتفال بهذه الذكرى الفريدة كما يريد القائمون على الموضوع تصويرها.

أولا ما يدريكم أن الشعرة المزعومة ترجع نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم فعلا.

ثم وهذا الأهم، لتكن هي فعلا شعرته بل ليكن حذائه وردائه وغطاء رأسه بل وكل شعره قد وصل لتونس، طيب وماذا يهم المسلم من شعر النبي ولباسه، ولماذا يدعى المسلم للفرح بلباس النبي وبشعره.

متى كان المسلم يعبد النبي كجسد ويقدسه، فضلا أن يدعى المسلمون للفرح بشعر النبي. فضلا على أن يكون التقديس لشعرة من رأسه؟

السنا معشر المسلمين نعتبر النبي مرسلا وقدوة في أفعاله فقط، مادون ذلك فلسنا مدعوين لاتخاذها مناط وأداة تقرب؟

أليس إسلامنا ينهانا عن تقديس الأشخاص كائن من كان؟

أليس ديننا يزجرنا عن إتباع اليهود كيف كانوا يقدسون أحبارهم ويتخذونهم أربابا من دون الله؟

أليس الرسول الكريم ذاته كان يقول انه ابن امرأة كانت تأكل القديد في معرض تهوين أمره على الناس، ونهاهم عن إطرائه كما تطري النصارى ابن مريم؟

من أين إذن هذا التقديس المسرف في القذاعة حد إعلان البهجة بوصول شعرة لتونس؟

هذا يسمى صنمية وهو الأمر –للمفارقة- الذي دعا الإسلام لمحاربته، وهو الأمر الذي كان كل الأنبياء عليهم السلام يعملون على إقتلاعه بضراوة؟

إنها ثقافة الانحطاط التي لانتشر إلا لدى ضحايا ثقافة الصنمية الذهنية، ولذلك فلا عجب أن تتفشى دعوات الاحتفال هذه لدى متديني القطيع، أي أولئك الذين نما تدينهم تأثرا بالرأي العام وتوجهات المتحكمين فيه، الذي هو ذاته نتاج لاعتبارات ثقافية وسياسية، أي انه تدين متحكم فيه من خلال القائمين على الواقع.

وإن أردنا الدقة، هو تدين يوجهه القائمون على تشكيل الأذهان، وهؤلاء قد يكونون أدوات تثقيف أو تعليم ببعض الانظمة من تلك التي تزعم الشرعية الدينية كالمغرب والأردن وكيان ال سعود، وقد يكونون شيوخا يتربعون على وسائل إعلام، وقد يكونون شيوخا زعماء أحزاب تزعم العمل للإسلام، ولذلك فإنك تلاحظ استشراء الامعية القرينة بالسلبية لدى عموم الأتباع من أبناء الصف الإسلامي، لترسخ تدين القطيع والسلبية لديهم وغياب الإيجابية وتدين النهي عن المنكر والأمر بالمعرف الذي هو المضاد المطلق لمنطق الصنمية، حيث أن النهي عن المنكر والأمر بالمعروف هو فعل واثبات لوجود الذات امام كل الكيانات مهما كانت قيمتها الاجتماعية والسياسية والدينية والعلمية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الاحتفال بالمولد النبوي، شعرة النبي بتونس، الانحطاط الفكري، الصنمية الذهنية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-01-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المعارف التعليمية جعلت للإقناع بالواقع وليس لتغييره
  لا تبرر مبادئك ولا تعتذر عنها: حادثة احتفال المدرس بالفتاة ذات الحجاب
  الطالبة التي عرفت بفطرتها خطر اللغة الفرنسية
  حول الصراع والتدافع والمغالبة
  المبتئسون "المتقلّقون" من احتفال أستاذ بلابسة الحجاب: ضحايا منظومات التحويل الذهني
  ما لايصح عقديا لا معنى لقبوله معرفيا: حول الدفاع عن الشذوذ الجنسي
  وجوب توفّر نموذج تفسيري للتعامل مع الواقع: فهم غياب الجامعة عن الفعل وحفلة "منوبة"
  التقييم يكون لفكرة الفعل وليس لنتيجته
  الثقة وتوظيفها في نقل المعنى والتوجيه الذهني
  الأسئلة الواجب طرحها حول الحركة الإسلامية واحتمالية التجنيد المخابراتي
  مجلدات ومعارف لا تغير الواقع وإنما تكرسه
  لايكفي أن تفعل وإنما ماذا تفعل: الفعل كمسار وليس كنقطة، ووجوب النظر في تأسيسات تونس الحديثة
  الإختصاص لازم في المعارف وليس في الفكر
  من له تعاملات مع منظمات أجنبية لا يجب أن يُتوقف عنده حتى وإن عارض الإنقلاب
  في فهم بعض أسباب تتالي هزائم حركة "النهضة"
  الوعي الموجه، نموذج الشيعة وخطرهم: من أنتجه وكيف نشأ
  إنها القناعة بما تعتقد في نفسك، هي التي تنتج الفاعلية
  لايمكن أن تقاوم من تتخذه مسطرة: نموذج القبول بالتحقيب الغربي وبمصطلح "الديكولونيالية"
  الفرق بين الفكرة ومحورية الفكرة: حالة الغنوشي
  شروط لنجاح أفعال تغيير الواقع
  الذين يشيدون بالعفيفة لابسة الحجاب، وإذا تزوجوا اختاروا المتبرجة المتهتكة
  نقاش الانتخابات: الأفضل أن نبحث في كيفية خروجنا من السجن لا تحسين ظروف البقاء فيه
  تأملات في الغيب (5): العجز الذهني هو الذي ينتج الجرأة على الله والقرآن
  الواقع تغيره الفاعلية وليس المبادىء والحق
  المصطلح الدعائي المكثف كأداة للفعل السياسي "الناجح": الخوارج، الخوانجية، الإرهاب...
  تماثيل شكري بلعيد، أعمال عدائية يجب أن تزال
  لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
  "الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
  "الكيل بمكيالين": نموذج لصيغ الإخضاع الذهني
  حول اغتصاب الفلسطينيات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الله زيدان، د - المنجي الكعبي، عبد الله الفقير، د - الضاوي خوالدية، أحمد النعيمي، كريم السليتي، صفاء العراقي، يزيد بن الحسين، فتحي العابد، فتحي الزغل، منجي باكير، سليمان أحمد أبو ستة، مصطفي زهران، عمر غازي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سامر أبو رمان ، ماهر عدنان قنديل، عزيز العرباوي، محمد الطرابلسي، رمضان حينوني، أحمد بوادي، أنس الشابي، محمد اسعد بيوض التميمي، صباح الموسوي ، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود سلطان، عبد الرزاق قيراط ، سلوى المغربي، أ.د. مصطفى رجب، د. عبد الآله المالكي، رافد العزاوي، إيمى الأشقر، مراد قميزة، عواطف منصور، خالد الجاف ، د. خالد الطراولي ، د- هاني ابوالفتوح، فتحـي قاره بيبـان، فهمي شراب، سامح لطف الله، محمود طرشوبي، د- محمود علي عريقات، حسن عثمان، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد ملحم، علي عبد العال، محرر "بوابتي"، تونسي، محمد العيادي، د- جابر قميحة، مصطفى منيغ، ضحى عبد الرحمن، د- محمد رحال، محمد أحمد عزوز، محمد يحي، د. طارق عبد الحليم، حاتم الصولي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. عادل محمد عايش الأسطل، صالح النعامي ، الهادي المثلوثي، نادية سعد، محمد شمام ، رضا الدبّابي، محمود فاروق سيد شعبان، د - صالح المازقي، طلال قسومي، عراق المطيري، د. صلاح عودة الله ، علي الكاش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، إياد محمود حسين ، محمد عمر غرس الله، جاسم الرصيف، العادل السمعلي، سفيان عبد الكافي، د. أحمد محمد سليمان، صفاء العربي، حميدة الطيلوش، إسراء أبو رمان، ياسين أحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد الياسين، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - مصطفى فهمي، د - عادل رضا، رشيد السيد أحمد، د - محمد بنيعيش، د. أحمد بشير، فوزي مسعود ، صلاح الحريري، د.محمد فتحي عبد العال، سيد السباعي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، يحيي البوليني، أحمد الحباسي، د - شاكر الحوكي ، سلام الشماع، الهيثم زعفان، أبو سمية، رافع القارصي، المولدي الفرجاني، كريم فارق، الناصر الرقيق، أشرف إبراهيم حجاج، حسن الطرابلسي، مجدى داود، عبد الغني مزوز، حسني إبراهيم عبد العظيم، رحاب اسعد بيوض التميمي، صلاح المختار، وائل بنجدو، سعود السبعاني، عمار غيلوفي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة