البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

شعرة النبي المزعومة: ثقافة الانحطاط وتدين القطيع

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6534


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يبدئ البعض ويعيد ويعدون العدة لما يقولون انه احتفال بوصول شعرة النبي عليه الصلاة والسلام لتونس، وتحركت آلة إعلامية تبدو كبيرة لإطلاق مايشبه طقوس احتفال بهذه الذكرى الفريدة كما يريد القائمون على الموضوع تصويرها.

أولا ما يدريكم أن الشعرة المزعومة ترجع نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم فعلا.

ثم وهذا الأهم، لتكن هي فعلا شعرته بل ليكن حذائه وردائه وغطاء رأسه بل وكل شعره قد وصل لتونس، طيب وماذا يهم المسلم من شعر النبي ولباسه، ولماذا يدعى المسلم للفرح بلباس النبي وبشعره.

متى كان المسلم يعبد النبي كجسد ويقدسه، فضلا أن يدعى المسلمون للفرح بشعر النبي. فضلا على أن يكون التقديس لشعرة من رأسه؟

السنا معشر المسلمين نعتبر النبي مرسلا وقدوة في أفعاله فقط، مادون ذلك فلسنا مدعوين لاتخاذها مناط وأداة تقرب؟

أليس إسلامنا ينهانا عن تقديس الأشخاص كائن من كان؟

أليس ديننا يزجرنا عن إتباع اليهود كيف كانوا يقدسون أحبارهم ويتخذونهم أربابا من دون الله؟

أليس الرسول الكريم ذاته كان يقول انه ابن امرأة كانت تأكل القديد في معرض تهوين أمره على الناس، ونهاهم عن إطرائه كما تطري النصارى ابن مريم؟

من أين إذن هذا التقديس المسرف في القذاعة حد إعلان البهجة بوصول شعرة لتونس؟

هذا يسمى صنمية وهو الأمر –للمفارقة- الذي دعا الإسلام لمحاربته، وهو الأمر الذي كان كل الأنبياء عليهم السلام يعملون على إقتلاعه بضراوة؟

إنها ثقافة الانحطاط التي لانتشر إلا لدى ضحايا ثقافة الصنمية الذهنية، ولذلك فلا عجب أن تتفشى دعوات الاحتفال هذه لدى متديني القطيع، أي أولئك الذين نما تدينهم تأثرا بالرأي العام وتوجهات المتحكمين فيه، الذي هو ذاته نتاج لاعتبارات ثقافية وسياسية، أي انه تدين متحكم فيه من خلال القائمين على الواقع.

وإن أردنا الدقة، هو تدين يوجهه القائمون على تشكيل الأذهان، وهؤلاء قد يكونون أدوات تثقيف أو تعليم ببعض الانظمة من تلك التي تزعم الشرعية الدينية كالمغرب والأردن وكيان ال سعود، وقد يكونون شيوخا يتربعون على وسائل إعلام، وقد يكونون شيوخا زعماء أحزاب تزعم العمل للإسلام، ولذلك فإنك تلاحظ استشراء الامعية القرينة بالسلبية لدى عموم الأتباع من أبناء الصف الإسلامي، لترسخ تدين القطيع والسلبية لديهم وغياب الإيجابية وتدين النهي عن المنكر والأمر بالمعرف الذي هو المضاد المطلق لمنطق الصنمية، حيث أن النهي عن المنكر والأمر بالمعروف هو فعل واثبات لوجود الذات امام كل الكيانات مهما كانت قيمتها الاجتماعية والسياسية والدينية والعلمية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الاحتفال بالمولد النبوي، شعرة النبي بتونس، الانحطاط الفكري، الصنمية الذهنية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-01-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  لايكفي أن تفعل وإنما ماذا تفعل: الفعل كمسار وليس كنقطة، ووجوب النظر في تأسيسات تونس الحديثة
  الإختصاص لازم في المعارف وليس في الفكر
  من له تعاملات مع منظمات أجنبية لا يجب أن يُتوقف عنده حتى وإن عارض الإنقلاب
  في فهم بعض أسباب تتالي هزائم حركة "النهضة"
  الوعي الموجه، نموذج الشيعة وخطرهم: من أنتجه وكيف نشأ
  إنها القناعة بما تعتقد في نفسك، هي التي تنتج الفاعلية
  لايمكن أن تقاوم من تتخذه مسطرة: نموذج القبول بالتحقيب الغربي وبمصطلح "الديكولونيالية"
  الفرق بين الفكرة ومحورية الفكرة: حالة الغنوشي
  شروط لنجاح أفعال تغيير الواقع
  الذين يشيدون بالعفيفة لابسة الحجاب، وإذا تزوجوا اختاروا المتبرجة المتهتكة
  نقاش الانتخابات: الأفضل أن نبحث في كيفية خروجنا من السجن لا تحسين ظروف البقاء فيه
  تأملات في الغيب (5): العجز الذهني هو الذي ينتج الجرأة على الله والقرآن
  الواقع تغيره الفاعلية وليس المبادىء والحق
  المصطلح الدعائي المكثف كأداة للفعل السياسي "الناجح": الخوارج، الخوانجية، الإرهاب...
  تماثيل شكري بلعيد، أعمال عدائية يجب أن تزال
  لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
  "الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
  "الكيل بمكيالين": نموذج لصيغ الإخضاع الذهني
  حول اغتصاب الفلسطينيات
  من يدعو لترك الفرز الايديولوجي إنما يريد تسهيل عمليات إخضاعنا
  "المعارضة الديموقراطية": المسلمة الفاسدة التي تصر على إلزامك بتأسيسات تونس الاولى
  المفاضلة بين درجات السوء تنزع عن مواقفك السند الأخلاقي: نموذج حادث الفتيات السائبات
  الوعي الموجه، ظاهره جيد وباطنه تأسيس للإمّعية الذهنية
  خواطر حول الجمال والمنفعة
  الخضوع الذهني التلقائي للفرد التابع
  تعاملنا مع الأفعال نقطيا يجعل الأخطاء حتمية
  الأعمال التلفزية المتهتكة يجب رفضها لأصلها وليس لتفاصيلها
  نقاشات التونسيين حول الديموقراطية والحرية، تشبه عراك ركاب حافلة
  التضاد في المصطلحات: "على مسؤوليتي"، "إسلام التسامح"
  الاذاعات والتلفزات التونسية تمثل أكبر مصدر للتعفين الذهني: بداية من السجناء السياسيين وصولا لعموم الناس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سلوى المغربي، عمر غازي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د.محمد فتحي عبد العال، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - الضاوي خوالدية، المولدي الفرجاني، أبو سمية، د. خالد الطراولي ، عبد الله زيدان، محمد اسعد بيوض التميمي، مصطفى منيغ، أشرف إبراهيم حجاج، علي الكاش، د. مصطفى يوسف اللداوي، سلام الشماع، حسن الطرابلسي، كريم فارق، جاسم الرصيف، تونسي، علي عبد العال، أحمد الحباسي، رافد العزاوي، صفاء العربي، د- محمد رحال، خبَّاب بن مروان الحمد، د - صالح المازقي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. عبد الآله المالكي، صالح النعامي ، نادية سعد، صفاء العراقي، د - مصطفى فهمي، عبد الله الفقير، سامر أبو رمان ، سفيان عبد الكافي، د - عادل رضا، الناصر الرقيق، د - المنجي الكعبي، محرر "بوابتي"، ياسين أحمد، وائل بنجدو، د - محمد بنيعيش، مصطفي زهران، الهادي المثلوثي، أحمد النعيمي، سعود السبعاني، صباح الموسوي ، طلال قسومي، رضا الدبّابي، عواطف منصور، محمد الياسين، عبد الغني مزوز، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، خالد الجاف ، مجدى داود، صلاح الحريري، عراق المطيري، محمد أحمد عزوز، فتحي العابد، يحيي البوليني، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد ملحم، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أحمد بوادي، إسراء أبو رمان، محمد عمر غرس الله، يزيد بن الحسين، سامح لطف الله، عبد الرزاق قيراط ، صلاح المختار، د. أحمد بشير، د- محمود علي عريقات، أنس الشابي، فتحي الزغل، عمار غيلوفي، محمد العيادي، إياد محمود حسين ، حاتم الصولي، رافع القارصي، ضحى عبد الرحمن، د. أحمد محمد سليمان، محمود سلطان، سيد السباعي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، منجي باكير، محمد يحي، فوزي مسعود ، مراد قميزة، الهيثم زعفان، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. طارق عبد الحليم، حميدة الطيلوش، العادل السمعلي، سليمان أحمد أبو ستة، ماهر عدنان قنديل، رمضان حينوني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، إيمى الأشقر، د- جابر قميحة، فهمي شراب، رشيد السيد أحمد، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بن موسى الشريف ، عزيز العرباوي، كريم السليتي، د - شاكر الحوكي ، د. صلاح عودة الله ، أ.د. مصطفى رجب، محمد الطرابلسي، محمد شمام ، حسن عثمان، د- هاني ابوالفتوح، محمود طرشوبي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة