البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تحرير الأسرى بين اللذّة والألم !

كاتب المقال د. عادل محمد عايش الأسطل - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5134


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


اعتاد المجتمع الدولي بأن لا تدع إسرائيل شيئاً ولا تتنازل عنه في حق الشعب الفلسطيني، إلاّ بعد حصول عدة أمور- فرادى أو مجتمعة- ومنها، أن تكون هناك أثمان فلسطينية أو لتعاظم الضغوط الدولية باتجاهها، أو للتغطية للإقدام على مصيبة قادمة، كما أن الشيء الذي تضطر إلي التنازل عنه، لا تدعه يفوت بسهولةٍ ويسر، إلاّ وتغمسه بشديد الألم، حيث يظهر ذلك الألم إمّا مسبوقاً أو ممزوجاً بذلك الشيء أو متبوعاً، وذلك لخدمة هدفين رئيسين، الأول: أن لا تُمكن الفلسطينيين من لذّة وفرحة الانتصار، والثاني: أن تُرضي طموحها الاحتلالي من ناحية، وتسحب جزءاً من نقمات متطرفيها في الداخل من ناحية أخرى، ثمّ تتبع ذلك ببذل العطاء لهم على حساب الشعب الفلسطيني.

في أعقاب حملة التحريض والتهديد بالعقاب والقتل، والتلويح بالاستقالة من الحكومة الإسرائيلية، احتجاجاً على موافقتها على قرار إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى القدامى (ما قبل أوسلو)، التي قامت بها أطراف إسرائيلية متشددة من صقور اليمين واليسار - الدينيين والعلمانيين - على حدٍ سواء، بسبب الهجمات الفلسطينية ضد جنود إسرائيليين في منطقة الضفة الغربية، حيث عارض "نفتالي بينت" زعيم البيت اليهودي الديني، ووزراء من حزب الليكود وحزب إسرائيل بيتنا، وأعضاء كنيست من أحزاب متدينة أخرى، عارضوا تنفيذ إطلاق الأسرى وبإعادة التصويت مجدداً على عملية الإفراج، بهدف تعطيلها. وبعد أن رفضت اللجنة الوزارية للتشريع قانوناً يمنع الإفراج عن الأسرى، قررت الحكومة الإسرائيلية التقيّد بتنفيذ الصفقة تنفيذاً للاتفاق الذي تم بموجبه العودة الفلسطينية للمفاوضات المباشرة في تموز/يوليو الماضي، حيث وافقت الحكومة على الإفراج عن 104 أسيراً فلسطينياً مما - قبل أوسلو- على أربع دفعات متتاليات، حيث فضلت الحكومة الاسرائيلية التي يقودها "بنيامين نتنياهو" خيار الصفقة على تجميد الاستيطان، لاعتبارات سياسية وأمنية، تتمثل في أن التراجع عن تمريرها بإقرار القانون، يعني المس بالعلاقات الأميركية - الإسرائيلية، والإسرائيلية – الأوروبية، وأن إسرائيل ستفقد مصداقيتها بالكلية وسيكلفها أكثر بكثير مما ترتجي. لاسيما وهي خاضعة الآن إلى حدٍ ما، إلى ضغوط أمريكية وأوروبية وخارجية أخرى، بشأن المفاوضات والقضية الفلسطينية بشكلٍ عام، وداخلية أيضاً بشأن النشاطات الاستيطانية. وبالنسبة للاعتبارات الأمنية، فتتعلق بشكلٍ رئيسي بعملية امتصاص بعض الغضب الفلسطيني وتقصير بعض أفكارهم من مسألة إصرارهم على خطف جنود. وبشأن تعزيز الهدوء والاستقرار، والحد من أن تتحول المنطقة إلى الفوضى والعنف، لا سيما وأن البيئة الفلسطينية في هذه المرحلة مهيّئة أكثر من ذي قبل لحدوث المزيد من عدم الاستقرار.

وبرغم ذلك، فإن موافقة الحكومة الإسرائيلية لم تأتِ هكذا، إلاّ بعد اتخاذ إجراءات مختلفة مباشرة وغير مباشرة لإرضاء المتشددين هؤلاء. منها ما يتمثّل بالعمل على التراجع عن الشروط المتعلقة باتفاقية الإفراج عن الأسرى، حيث كانت هناك ثلاثة مبادئ تحكم تلك الاتفاقية، أولها: أن الصفقة غير مرتبطة بالمفاوضات وحتى في حال توقفت. وثانيها: عدم استثناء أي أسير من الـ 104، المتفق على تحريرهم. والثالث: عدم إبعاد أي أسير من المنوي تحريرهم من محل إقامته. حيث أبدت نيّتها في إبعاد عددٍ منهم إلى القطاع. ومنها ما يتمثل بالنشاط الاستيطاني، حيث أن الشيء القليل الذي تم الاتفاق عليه مع الفلسطينيين" بشأن وقف النشاط الاستيطاني بواسطة الإدارة الأميركية مع بدء انطلاق عملية المفاوضات قد تم الخروج عليه أيضاً، بعدما وعدت الحكومة الإسرائيلية بالمصادقة على بناء 1700 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية في مستوطنة (رمات شلومو)، وداخل مستوطنات مختلفة في الضفة الغربية، وخاصةً في منطقة الخليل لا سيما وأن "نتانياهو" أعلن عن اغتباطه بمسيرة الاستيطان المتسارعة على أراضي المحافظة، حيث اعتبر منذ الأمس القريب وعشية لقائه بوزير الخارجية الأميركي "جون كيري" في إيطاليا، بأن الاستيطان اليهودي في الخليل، يعبّر عن عمق العلاقات اليهودية بالمدينة، في محاولة منه لكسب مستوطني الخليل من جهة، وللذين عارضوا الإفراج من الأسرى الفلسطينيين من جهةٍ أخرى. إضافةً إلى قيام الحكومة بإطلاق يد جماعة (دفع الثمن) وغض البصر عن أعمالها وبعدم ملاحقة أعضائها لتشن المزيد من الهجمات الإرهابية ضد الفلسطينيين.

هكذا كانت سياسة حكومات "نتانياهو" السابقة وخاصةً الحالية، فمنذ تشكيلها تعمل بجديّة على فرض الربط بين استحقاقات يجب آدائها في أوقاتها ومتطلبات إسرائيلية جديدة، في محاولة لضمان السيطرة على كامل الدولة لتكريس أيديولوجياتها اليمينية الصهيونية المتطرفة، ولبيع وتسويق عروض داخلية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني والمتطلبات الاستراتيجية للسلام المزعوم. فهي تعمل على قلب كل ما من شأنه أن يشكل رافعةً للمفاوضات السابقة والجارية، كعامل إلى ما يشكل تصعيداً أخر ضد الفلسطينيين وضد العملية السلمية بشكلٍ خاص.

وعلى أيّة حال، فإن إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى، هو في حد ذاته إنجاز كبير وخطوة مهمّة لإطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين. وبرغم الألم الذي سبق عملية التحرير، والذي رافقها والذي سيتلوها لاحقاً، فإننا سننفعل مسرّة من أعماقنا، وسنظل على ذات الموقف الوطني الرافض لأيّة تراجعات بشأن شروط الصفقة، أو بالنسبة لعدم مشروعية أي بناءات جديدة في المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية، بسبب أن الأرض هي فلسطينية وملك للشعب الفلسطيني، وأن على حكومة "نتانياهو" إدراك أن المفاوضات لا يمكنها أن تدور إلى الأبد، وإن الأسرى سيتحرّرون لا محالة.

---------------
خانيونس/فلسطين
28/10/2013


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فلسطين، الأسرى، تحرير الأسرى،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-10-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  كيف نتواطأ على الكذب ؟
  البحرين تتكلم العبرية
  نصر محفوف بالمخاطر
  سنوات حالكة على القدس
  عباس يتوعّد بسلاح معطوب
  حماس، ما بين التهدئة والمصالحة
  الأمل الإسرائيلي يصدح في فضاء الخليج
  واشنطن: فرصة للابتزاز ..
  الهجرة اليهودية، سياسة الاستفزاز
  ثورة 25 يناير، قطعة مشاهدة
  الاتحاد الأوروبي والقضية الفلسطينية، صوت قوي وإرادة مُتهالكة
  عن 70 عاماً، الأونروا تحت التفكيك!
  دوافع الاستيطان ومحاسنه
  مطالب فاسدة، تُعاود اقتحام المصالحة الفلسطينية
  الفلسطينيون تحت صدمتين
  "نتانياهو" وصفقة القرن .. السكوت علامة الرضا
  حماس .. مرحلة التحصّن بالأمنيات
  دعاية تقول الحقيقة
  الولايات المتحدة.. الزمان الذي تضعُف فيه !
  سياسيون وإعلاميون فلسطينيون، ما بين وطنيين ومأجورين
  القرار 2334، انتصار للأحلام وحسب
  سحب المشروع المصري، صدمة وتساؤل
  المبادرة الفرنسية، والمصير الغامض
  دماء سوريا، تثير شفقة الإسرائيليين
  البؤر الاستيطانيّة العشوائية، في عين اليقين
  "نتانياهو" يعيش نظرية الضربة الاستباقية
  "أبومازن" – "مشعل"، غزل مُتبادل في فضاءات حرّة
  "نتانياهو"، حياة جديدة في اللحظات الأخيرة
  السّفارة الأمريكيّة في الطريق إلى القدس
  ترامب، "السيسي" أول المهنّئين و"نتانياهو" أول المدعوّين

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
خالد الجاف ، فتحي العابد، ضحى عبد الرحمن، محمد يحي، كريم فارق، أحمد بن عبد المحسن العساف ، وائل بنجدو، د- محمود علي عريقات، صفاء العراقي، جاسم الرصيف، عزيز العرباوي، د. عبد الآله المالكي، ياسين أحمد، علي عبد العال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود طرشوبي، عبد العزيز كحيل، الهيثم زعفان، سامر أبو رمان ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. أحمد محمد سليمان، محرر "بوابتي"، الناصر الرقيق، حسن عثمان، د. مصطفى يوسف اللداوي، علي الكاش، رافع القارصي، سامح لطف الله، عمر غازي، كريم السليتي، د - صالح المازقي، حسني إبراهيم عبد العظيم، صلاح المختار، رشيد السيد أحمد، ماهر عدنان قنديل، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد علي العقربي، بيلسان قيصر، محمد الطرابلسي، د. أحمد بشير، حسن الطرابلسي، حميدة الطيلوش، د- جابر قميحة، أحمد النعيمي، سيد السباعي، صالح النعامي ، المولدي اليوسفي، محمد العيادي، عواطف منصور، المولدي الفرجاني، الهادي المثلوثي، عبد الله زيدان، د- هاني ابوالفتوح، مجدى داود، مصطفى منيغ، سعود السبعاني، أحمد الحباسي، محمود فاروق سيد شعبان، سلوى المغربي، فتحي الزغل، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صلاح الحريري، إياد محمود حسين ، د - عادل رضا، د - محمد بنيعيش، د - مصطفى فهمي، سليمان أحمد أبو ستة، أبو سمية، أنس الشابي، يزيد بن الحسين، إسراء أبو رمان، رمضان حينوني، طلال قسومي، منجي باكير، د - الضاوي خوالدية، سفيان عبد الكافي، فتحـي قاره بيبـان، عبد الرزاق قيراط ، عبد الله الفقير، فهمي شراب، أ.د. مصطفى رجب، عراق المطيري، د - المنجي الكعبي، صفاء العربي، د.محمد فتحي عبد العال، العادل السمعلي، عبد الغني مزوز، نادية سعد، إيمى الأشقر، مراد قميزة، فوزي مسعود ، رضا الدبّابي، محمد شمام ، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد بوادي، سلام الشماع، محمد الياسين، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- محمد رحال، محمود سلطان، حاتم الصولي، محمد أحمد عزوز، يحيي البوليني، رافد العزاوي، د. صلاح عودة الله ، تونسي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد ملحم، د. خالد الطراولي ، محمد اسعد بيوض التميمي، صباح الموسوي ، طارق خفاجي، د - شاكر الحوكي ، محمد عمر غرس الله، د. طارق عبد الحليم، عمار غيلوفي، أشرف إبراهيم حجاج، مصطفي زهران،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز