البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

اللغة العربية بين الأمس و اليوم

كاتب المقال  محمد ناصر علي الرياشي - اليمن    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6289


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كثيراً ما نتحدث عن اللغة العربية و آفاقها و تطلعاتها في المستقبل و ندرسها ونتعمق في معانيها فنشعر أننا نخوض في نهرٍ واسع النطاق لأنها بحق غنية بالمفردات مليئة بالمعلومات وفيرة بالعبارات و الدلالات ، و قد تتبادر إلى أذهاننا معانيها و تعمل أفكارها على التواتر في عقولنا لتتشكل في قالب فني من العبارات الواسعة الخيال و لا شك من ذلك فهي لغة القرآن ، لغة الضاد ، واسعة النطاق ذات المعاني الشاملة و الدلالات المعبرة عن ألفاظها بمعاني مختلفة فبها نتكلم و بها نعبر عن الأحاسيس و المشاعر ، إنها بحق لغة العقل و الخيال لغة الشعر و الجمال بل ‘إنها لغة الإعجاز .

فإذا كانت الأمم تعنى بلغاتها القومية ، و تسعى إلى نشرها بمختلف الوسائل و السبل المختلفة ، فإن لغتنا العربية الفصحى ينبغي لها أن تحظى بكل رعاية و اهتمام فقد يتساءل البعض و يقول : لماذا ؟ فنقول : لأنها جامعة شملنا و موحدة كلمتنا و حافظة لتراثنا و لا ننسى أنها لغة قرآننا الذي به مصدر عزتنا و فخرنا بل و قوتنا كما أنها عنوان لشخصيتنا و رمز لكياننا القومي .

و لا نعجب فاللغة العربية في أمسها المنصرم كانت مناراً يشع نوراً فبها كتب القرآن و تناقلت الأخبار بين الأمصار و ورد ذكرها عند الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم عندما قال : « أحب العربية لثلاث : لأني عربي ، و القرآن عربي ، و كلام أهل الجنة عربي « صدقت يا رسول الله فما أجمل قولك ، و ما أروع بلاغتك ، و ما أدق صياغتك .

فاللغة العربية في أمسها المنصرم كانت لغة الشعر و النثر و الحديث معاً ففي الشعر الجاهلي أو الإسلامي و حتى العصر العباسي و بداية العصر الحديث قد اتسمت بمتانة التركيب و جمال الصياغة و دقة في اختيار المفردات اللغوية المعبرة ذات الدلالات الواضحة أحياناً و الغامضة أحياناً أخرى و مع كل ذلك فقد حافظت على مكانتها المرموقة .

لكننا نتفاجأ اليوم بأصواتٍ مناديةٍ ذات انبهارٍ بالثقافة الغربية و أفكارها الهدامة التي تدعو و بكل سخرية إلى ترك الكتابة بالعربية الفصحى و الانطلاق للكتابة بالعامية أيِّ : الدارجة التي تدار في الشوارع و يتحدث بها الأصدقاء مع بعضهم البعض ، ونحن نلاحظ ذلك و قد يندفع بعض الشباب العربي إلى هجر اللغة العربية فصحى و دارجة و الانطلاق إلى التحدث باللغات الأخرى كالإنجليزية و الفرنسية و هلم جراً ، و ينسى لغته الأم و تلك مصيبة عظيمة و ذلك ، لأن المدعيين بذلك أن اللغة العربية لا تواكب تطورات الحضارة الحديثة متجاهلين بذلك مكانتها المرموقة بين الأمم الأخرى و ناسيين شهادات الغرب الذي يندفعون ورائهم أن اللغة العربية من أفضل اللغات نطقاً و كتابةً و ذات دلالات واسعة .
فمن واجبنا أن ننظر إلى الأمم و الشعوب الأخرى و ماذا عملت من أجل الحفاظ على لغتها حتى يتسنى لنا الحفاظ على لغتنا ، و ما أصدق شاعر النيلين حافظ إبراهيم عندما يتحدث بلسان العربية و يقول :
أنا البحر في أحشائه الدُّر كامن *** فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

نعم إنها اللغة العربية ذات الأساليب الواضحة و المنسجمة مع معطيات و أفكار الأمة و هذا هو حال اللغة كما هو حال الأمة ، لكن اللغة العربية لغة الأمس المنصرم ستظل هي لغة اليوم المعاصر و لن تتبدل لأنها محفوظة .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

اللغة العربية، العربية، الثقافة العربية، تطور اللغة العربية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-09-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فهمي شراب، حسني إبراهيم عبد العظيم، ضحى عبد الرحمن، جاسم الرصيف، رشيد السيد أحمد، سامر أبو رمان ، رافع القارصي، محمد الطرابلسي، منجي باكير، عبد الرزاق قيراط ، كريم فارق، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. خالد الطراولي ، عبد الغني مزوز، مصطفي زهران، د - صالح المازقي، أحمد ملحم، د. أحمد بشير، حسن عثمان، صفاء العراقي، سيد السباعي، صباح الموسوي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عواطف منصور، فتحي العابد، د - محمد بن موسى الشريف ، د. طارق عبد الحليم، أحمد النعيمي، محمد عمر غرس الله، محمد الياسين، إياد محمود حسين ، د - محمد بنيعيش، فتحي الزغل، د- محمود علي عريقات، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد يحي، نادية سعد، محمود طرشوبي، صلاح الحريري، أبو سمية، الناصر الرقيق، رمضان حينوني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محرر "بوابتي"، ياسين أحمد، وائل بنجدو، العادل السمعلي، د - عادل رضا، مجدى داود، عراق المطيري، د. أحمد محمد سليمان، أحمد بوادي، رافد العزاوي، سليمان أحمد أبو ستة، سلام الشماع، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن الطرابلسي، رضا الدبّابي، صلاح المختار، د - مصطفى فهمي، سعود السبعاني، فوزي مسعود ، د- محمد رحال، صالح النعامي ، طلال قسومي، فتحـي قاره بيبـان، مراد قميزة، محمود سلطان، عمار غيلوفي، تونسي، د. صلاح عودة الله ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إيمى الأشقر، محمد أحمد عزوز، د - المنجي الكعبي، علي عبد العال، سلوى المغربي، الهادي المثلوثي، د- هاني ابوالفتوح، الهيثم زعفان، عبد الله زيدان، محمد اسعد بيوض التميمي، أ.د. مصطفى رجب، محمد شمام ، سامح لطف الله، د - الضاوي خوالدية، المولدي الفرجاني، مصطفى منيغ، يزيد بن الحسين، يحيي البوليني، د- جابر قميحة، د - شاكر الحوكي ، كريم السليتي، محمود فاروق سيد شعبان، ماهر عدنان قنديل، صفاء العربي، عبد الله الفقير، عزيز العرباوي، حاتم الصولي، سفيان عبد الكافي، أشرف إبراهيم حجاج، د. عبد الآله المالكي، حميدة الطيلوش، خالد الجاف ، أنس الشابي، إسراء أبو رمان، خبَّاب بن مروان الحمد، د.محمد فتحي عبد العال، عمر غازي، أحمد الحباسي، علي الكاش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد العيادي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة