د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 5789
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هناك ثلاثة مواقف يلزم على الباحث فيها أن يعرض مشكلته البحثية :
1- عند عرض خطة البحث أمام منصة السيمنار.
2- عند كتابة الفصل الخاص بمشكلة البحث فى رسالته أو أطروحته.
3-عند عرض ملخص الرسالة أو الأطروحة أمام هيئة المناقشة والحضور.
ويعرض الباحث عادة فى الحالات الثلاث مع بعض الاستثناءات : (خلفية عن موضوع البحث - الدراسة الاستطلاعية التى قام بها - أهداف وأهمية البحث- الدراسات السابقة - تساؤلات أو فرضيات البحث - المفاهيم المستخدمة فى البحث – منهج وأدوات البحث – النظرية التى استعان بها فى البحث – المجال المكانى والبشرى والزمانى ).
وجميع هذه العناصر تكون معروفة عادة عند هيئة السيمنار والمناقشة بحكم اطلاعها عليها قبل الجلوس على المنصة ، ومن ثم تنحصر فائدة العرض فى أهميته بالنسبة للحضور سواء من طلاب الدراسات العليا أو غيرهم.
وقد ينجح الباحث عند عرض الخطة البحثية فى استيفاء العناصر السابقة ، ورغم ذلك يفشل فى الإجابة على السؤال المحورى الذى توجهه إليه المنصة وهو :"أين مشكلتك البحثية ؟". إنّ عجز الطالب عن الإجابة على هذا السؤال بالذات يعنى بالضبط أنه : إما لم يقرأ جيدا فى البحث العلمى، وإما أنه لا يأخذ الأمر بالجدية المطلوبة .
هذا وتعالج الأدبيات العلمية التى تتحدث عن المشكلة البحثية على وجه الخصوص هذه المعضلة وغيرها من المعضلات التى تمكنه من أن يعرض مشكلته البحثية عرضا سليما فى المواقف الثلاثة السابقة . وهى وإن كانت تسلم بالعناصر السابقة كعناصر أساسية فى عرض المشكلة البحثية ، فإنها ترى أن على الباحث أن يضيف عدة عناصر أخرى إليها حتى يضمن سلامة عرضه لمشكلته البحثية . وهى على النحو التالى :
أولا: أن يعين الحدود بين موضوع أو مجال البحث Area of Research ومشكلة البحث Research problem/Topic of Research
فموضوع البحث هو القضية العلمية العامة التى قد تكون حقلا أو مجالا علميا معينا يشتمل على العديد من المشكلات البحثية ، أما مشكلة البحث فهى خاصة بموقف أو قضية عامة فى ظل حدود خاصة. فيقوم الباحث طبقا لذلك بتحديد المجال العام للبحث الذى انتقى منه مشكلته البحثية . وعند تحديده للمشكلة البحثية عليه أن يعرضها فى صورة سؤال أو عبارة واضحة مستقاة من التعريفات المتفق عليها للمشكلة البحثية فيبين ما هى المشكلة التى يكتنفها الغموض ،أو تلك الظاهرة التى تحتاج إلى تفسير أو تعديل ، أو الصعوبة التى يجب أن تزال ،أو الشعور بعدم الراحة حول الطريقة التى تجرى بها الأشياء ، أو وجود تناقض بين ما يعتقد الفرد أنه يجب أن يكون فى موقف ما ، وما هو واقعى بالفعل .ولماذا يوجد هذا التناقض ، ويلزم الباحث فى هذه الحالة أن يظهر أن هناك إجابتين على الأقل تفسران هذا التناقض ، فإذا كانت هناك إجابة واحدة ، فليس هناك داع لإجراء بحثه .
ثانيا : ان يبين من أى من هذه المصادر اختار مشكلته البحثية :
1- من خبرته الخاصة أو خبرات الآخرين .
2- من الأدبيات العلمية.
3- من النظريات العلمية فى مجال التخصص.
على الباحث أن يحدد ماهى الفجوة التى وجدها فى الأدبيات المشار إليها فاختار لملئها مشكلة بحثه ، وإذا كان قد اختارها من النظريات العلمية فما الذى اكتشفه من عدم اتساق عناصر النظرية ،أو عدم صحة مسلماتها ، أو التحديات التى تواجه النظرية عند التطبيق ، أو عدم إمكانية التعميم ،وهكذا.
ثالثا :أن يبين المستوى العلمى الذى سينطلق منه فى بحثه من مجموع مستويات البحث العلمى الأربعة .
وهذه المستويات الأربعة هى : فهم واقع ظاهرة لم تدرس من قبل ، وتفسير أسباب الظاهرة بالوقوف على الأسباب والعوامل والمتغيرات التى أدت إلى ظهورها ، والتنبؤ باتجاهات الظاهرة المستقبلية وآثارها على ظواهر أخرى ، وأخيرا التحكم فى الظاهرة ومحاولة تطويرها أو تفعيلها أو تخفيفها.
رابعا : أن يوضح نتائج ما يمكن أن يطلق علية دراسة "جدوى البحث Feasibility of Research ".
ويقصد بدراسة جدوى البحث :" مستند مبسط يقوم على تحليل مدى صحة فكرة البحث وإمكانية تنفيذها وفق الخطة المعدة " ، وبمعنى آخر "هل فكرة البحث مقبولة وواعدة بالنجاح ،بحيث يمكن اتخاذ قرار بقبولها أو رفضها" .
وتتضمن دراسة الجدوى توافر العناصر الآتية:
1-كيف أكدت الدراسة الاستطلاعية الحاجة إلى إجراء البحث .
2- ان مشكلة البحث سارية المفعول وأثرها مستمر ،أو يخشى من عودتها مجددا.
3- أن هذه المشكلة واقعية وليست افتراضا أو محض خيال .
4- أنها مشكلة جديدة وليست مكررة أو منقولة .
5- أنه يمكن أن يستخرج من المشكلة مشكلات فرعية أخرى يمكن دراستها مستقبلا .
6- أن المجتمع فى حاجة إلى هذا البحث وأن إجراءه يمكن أن يسهم فى عملية التنمية
7-عدم وجود أية موانع أخلاقية تحول دون إتمام البحث.
8- أنه يمكن التعامل مع المشاكل المتعلقة بالتمويل والصعوبات الإدارية وغيرها.
وتبقى نقطة أخيرة ، تمثل الجديد فى عرض المشكلة البحثية عند مناقشة الرسالة أو الأطروحة . وهى أن يعرض الباحث أحدث ما كتب فى موضوع بحثه منذ الفترة التى انتهى فيها من طباعة هذا البحث وحتى مناقشته ، وقد تطول أو تقصر هذه الفترة ، لكن العلم يقدم الجديد كل يوم ، وليست هناك من مناسبة أفضل من مناسبة عرض المشكلة البحثية عند المناقشة ليقدم فيها الباحث أحدث ما كتب فى موضوع بحثه ، وعادة ما يكون ذلك متوافرا فى آخر طبعات الدوريات العلمية فى موضوع التخصص التى عادة ما تكون ربع سنوية. هذا ويمكن للباحث إضافة هذا الجديد إلى رسالته فى حالة إجازتها إلى جانب التعديلات التى تقترحتها لجنة المناقشة.
""""""""""""""""""""""""""""""""""
المصادر :
1- أحمد إبراهيم خضر (2013)، إعداد البحوث والرسائل العلمية من الفكرة إلى الخاتمة ، جامعة الأزهر، القاهرة ، ص ص 122-125
2- Identifying research problem - Population Council
www.popcouncil.org/Horizons/.../ch2_Identifying.pdf
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: