البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

هل يفعلها العراقيّون؟

كاتب المقال فتحي الزّغــــــــل - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4429 groupfaz@yahoo.fr


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


دخلت الاحتجاجات الشّعبيّة في العراق شهرها الثّاني و قريبا ستدخل الثّالث من عمرها. الاحتجاجات الّتي خرجت تحت عنوان وحيدِ هو رفض سياسة النّوري المالكي و حكومته. الرّجل الذي و رغم أنّه اعتلى سدّة الحكم بانتخابات، إلاّ أنّ المشهد الثّوري ضدّه في هذه الاحتجاجات المطبوعة بطابع الثّورة الشّعبية، التي أزعم أنّها امتداد للربيع العربي المنادي بالكرامة و المساواة و العدل. ثورةٌ قد تجعل المراقبين يُراجِعون قراءتهم لكامل المشهد السياسي العراقي قبل توّلي الرّجل للحكم.

فمن منظار إحصائيّ بعيد، نلاحظ أنّ هذه الاحتجاجات قد تركّزت في المنطقة الوسطى للبلد و هي المنطقة السّنية، إذ نعلم أنّ العراق يحوي ثلاث مناطـــــق طائفيّة أو عرقيّة، هي الشّيعة في الجنوب و السّنّة في الوسط و الكرديّة في الشّمال. و قيام احتجاجات شعبيّة الطابع و التّوجّه في هذه المنطقة على الحكومة، سوف لن يتطلّب منها جهدا و تبريرا كبيرين لرفضها، إذ تكفيها اتّهام الثّائرين بالنّعرة الطّائفية و الدّعوة إلى التّعصّب لرمي مطالبهم إعلاميّا و رسميّا.

لكنّي و مع اقتناعي بأنّ حكومة السّيد المالكي قد أخطأت خطأ جسيما في ممارستها للسلطة، لن تقوم فرصة سانحةُ لإصلاحه في مستقبل السّنوات القادمة إن لم أقل لعقود، و أقصد بالفرصة وصوله و من معه لسُدّة الحكم بعد سنوات التّشرد السّياسي في العواصم الأوربيّة و الأمريكيّة ، و ما مثّلته تلك النّقلة من فرصة حقيقيّة لممارسة الحكم الرّشيد و إقامة العدل و التّنمية في العراق بعد سنوات طويلة من الدّيكتاتوريّة و من الغزو و من الحروب و الاحتلال، فإني مقتنعٌ كذلك بأنّ الخطّ السّياسيَّ الذي انتهجه الرّجل هو خطٌّ طائفي بامتياز ممّا سيردُّ عليه تُهَمَهُ الطّائفيّة على الخارجين عليه في الشّوارع.

حيث أنّ ائتلاف دولة القانون الذي يتزعّمه المالكي و يحكُم منذ الانتخابات الفارطة، هو ائتلاف حزبيّ شيعيّ بامتياز يجعلُ من العمامة مرجعًا و لو جَهلَت. و لذلك فقد أكّدت عديد التّسريبات بأنّ مفاصل الدّولة الأمنيّة و العسكريّة و النّفطيّة قد تمّ الاستحواذ عليها بتعيينات طائفيّة صِرفة، لم تراعِ التّركيبة الدّيموغرافية للشّعب العراقي. هذا علاوة على المسار الدّيكتاتوريّ الفرديّ الذي انتهجه السّيد المالكي في إدارته للبلاد، حيث غلبت على بوصلته الانجذاب إلى طهران أكثر من انجذابها إلى بغداد رغم أنّ محورها قائمٌ في هذه المدينة الجريحة منذ قرون.

و لأنّي من الذين يُنادون بوجوبِ التّحالف العربيّ الإيرانيّ التّركيّ، فإنّي لا أجرّم ذلك الانجذاب، بقدر ما أراه انحيازا طائفيّا أكثر من كونه سياسيّا تخدمه المصلحة المشتركة لكامل الشّعوب المتحالفة. حيث أنّي لم أره خدم المواطن العراقيَّ في معيشته اليوميّة المُضنية. فالتّنمية غائبة في هذا البلد من خلال ما يراه العالم من صور تتناقلها الفضائـــيّات العالمـــــــيّة. و مشاكل العراقي اليوميّة لا تزال إلى الساعة في الطّرقات المعدومة أصلا، و في التّصريف الصّحي، و في المعمار الخرِب، و هذه لوحدها مفارقة بوجهين: الأولى ثروة البلاد الهامّة إذ يُعتبر من أوائل الدّول النّفطيّة في الــــــــعالم، و الثّانية للفترة الزّمنية الطّويلة نسبيّا منذ انتهاء الحرب هناك و التي تكفي لإعماره و زيادة. فما كان و يكون حاليّا إلاّ أن اختلط هناك استبـــــدادٌ و قهر و فقر، مع تجاهل لطائفة و صلَفٍ و نكاية في بعــض الأحيان . و هذا – لعمري - أنجعُ وصفةٍ للثّورات و لو كانت في القمرِ.

لذلك فإنّي أرى البلد قادمٌ على تحوّلاتٍ و أزماتٍ سياسيّة سيغلُب عليها العنف في قادم الشهور و السنوات. سوف لن يُبعدها في رأيي سوى رؤيةٌ متبصّرةٌ من القائمين على البلد، فيخرجون من البوتقة التي حصروا أنفسهم فيها، و يُكرّسوا مبادئ الإسلام في العدل و في المشاركة، علّهم يُريحُون البلد الذي لم يهنأ لسنوات عديدةٍ، ليعم الرّخاءُ فيه الذي لم نكد نلحظه منذ حقبة الخلافة إلى اليوم.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الإنتفاضة السنية، الإنتفاضة بغرب وشمال العراق،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-01-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  إنذارات بمجتمع يهوي
  أنا اللّص الذي عنه تبحثون
  قراءة في المشهد الانتخابي البرلماني التونسي بعد غلق باب التّرشّحات
  السّياسةُ في الإسلام
  ماذا يقع في "وينيزويلّا"؟ حسابات الشّارع وموازين الخارج
   بعد تفجير شارع بورقيبة ... ألو... القائد الأعلى للقوات المسلّحة؟
  إلى متى تنفرد الإدارة في صفاقس بتأويل خاصّ لقوانين البلاد 2؟
  "التوافق" في تونس بين ربح الحزب وخسارة الثورة
  "ترامب"... رحمة من الله على المسلمين
  حكاية من الغابة... حكاية اللئيم و الحمير
  بقرة ينزف ضرعـــها دما
  تعليقا على مؤتمر النهضة... رضي الشيخان ولم يرض الثّائر
  بعد مائة يوم على الحكومة... إلى أين نحن سائرون؟
  الغرب و الشّرق و "داعش" و "شارلي"
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج3
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج2
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج1
  كيف تختار الرّئيس القادم؟
  قراءة في الانتخابات البرلمانية التونسية
  سكوتلاندا لا تنفصل... درس في المصلحيّة
  قراءة في النّسيج الانتخابي التّونسي
  "أردوغان" رئيسا لتركيا... تعازي غلبت التهاني
  "غزّة" و الإسلاميّون
  الانتخابات الفضيحة
  أُكرانيا و مصر و نفاق الغرب
  رئيسٌ آخر و حكومة جديدة.... قراءة في ما بعد الحدث
  بيان بخصوص رفض الأطبّاء العمل في المناطق الدّاخليّة
  بيان بخصوص إضراب القضاة
  سلطتنا التّنفيذيّة وعلامات الاستفهام
  سلطتنا القضائيّة و علامات الاستفهام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح الحريري، عمار غيلوفي، العادل السمعلي، الهادي المثلوثي، د - الضاوي خوالدية، د - المنجي الكعبي، محمد يحي، د - عادل رضا، سلوى المغربي، د. خالد الطراولي ، حاتم الصولي، سامح لطف الله، محمود سلطان، أشرف إبراهيم حجاج، مراد قميزة، رافد العزاوي، مجدى داود، د.محمد فتحي عبد العال، د. عادل محمد عايش الأسطل، حميدة الطيلوش، ضحى عبد الرحمن، د. صلاح عودة الله ، عراق المطيري، ماهر عدنان قنديل، أحمد ملحم، صباح الموسوي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صفاء العراقي، د. طارق عبد الحليم، د - محمد بن موسى الشريف ، مصطفي زهران، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد الياسين، نادية سعد، د- محمد رحال، صلاح المختار، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - صالح المازقي، حسني إبراهيم عبد العظيم، صالح النعامي ، عبد الله الفقير، علي عبد العال، د - شاكر الحوكي ، رشيد السيد أحمد، كريم السليتي، علي الكاش، سعود السبعاني، أحمد الحباسي، حسن الطرابلسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الغني مزوز، وائل بنجدو، الهيثم زعفان، مصطفى منيغ، فتحي العابد، أحمد بوادي، سليمان أحمد أبو ستة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د- هاني ابوالفتوح، عبد الله زيدان، أحمد النعيمي، كريم فارق، محمد الطرابلسي، د- جابر قميحة، فتحـي قاره بيبـان، يزيد بن الحسين، إياد محمود حسين ، أ.د. مصطفى رجب، عمر غازي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، جاسم الرصيف، المولدي الفرجاني، يحيي البوليني، فوزي مسعود ، عواطف منصور، فتحي الزغل، صفاء العربي، عبد الرزاق قيراط ، إسراء أبو رمان، رضا الدبّابي، تونسي، د - مصطفى فهمي، عزيز العرباوي، محمود فاروق سيد شعبان، محمد العيادي، محمود طرشوبي، د- محمود علي عريقات، محمد شمام ، سلام الشماع، خبَّاب بن مروان الحمد، الناصر الرقيق، إيمى الأشقر، خالد الجاف ، محمد عمر غرس الله، فهمي شراب، طلال قسومي، منجي باكير، سامر أبو رمان ، حسن عثمان، سيد السباعي، د. أحمد بشير، رافع القارصي، رمضان حينوني، أنس الشابي، د. أحمد محمد سليمان، محرر "بوابتي"، د. عبد الآله المالكي، ياسين أحمد، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، أبو سمية، سفيان عبد الكافي، د - محمد بنيعيش،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة