البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الشعب الضحية

كاتب المقال السيد إبراهيم أحمد - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3961


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بكل أسف مازال الشعب المصري هو الضحية من قبل ثورة يوليو المجيدة في بداية الخمسينيات من القرن العشرين، وحتى بعد ثورة يناير المباركة في بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين مرورًا بعهود الزعماء نجيب وناصر والسادات وآخرهم مبارك المخلوع، وانتهاءً بالحكم العسكري الانتقالي وبداية الجمهورية الثانية في عهد الرئيس مرسي.

مازال الشعب المصري من الطبقات المتوسطة والفقيرة هو الذي يقدم أبناءَه وقودًا سهلاً و رخيصًا وتحت الطلب لأتون المعارك الضارية مع أعداء الوطن من خارجه، وسدًا منيعًا في المظاهرات وعند إعلان الأحكام العرفية والطواريء وحظر التجوال لحماية الملكية أو الجمهورية، ثم يعيد دفعهم تارةً أخرى من خلال الثورات لإسقاط الملكية والجمهورية.

وبكل نجاح لامثيل له، يتقاتل المجندون مع شرذمة المتظاهرين ويقع الضحايا من الجانبين.. ومن أسفٍ كلهم أبناء الطبقة الواحدة، وتكتفي النخب والأصابع والعقول التي تحرك وتتحكم في المشهد بالجلوس والمتابعة في القصور وعلى الهواتف، وبرامج التوك شو، ثم الانغماس في الحوارات الداخلية مع أعضاء جبهتهم، أو مع من هو في سدة الحكم.

الشعب هو الضحية للفقر وقطع العيش ووقف الحال، فأصحاب رؤوس الأموال أغلقوا المصانع، وسرحوا العمال، والسياحة توقفت وأيضًا تسريح
وتكديس للرجال في البيوت، يتعطشون للإستقرار والسلام والأمان والهدوء.. إذن، فلتهرعوا إلى صناديق الإنتخابات، وقولوا نعم .. لكل إعلان دستوري، وانتخابات مجلس الشعب والشورى والرئاسة لمن نريد، وقولوا لا.. لمن لا نريد .. وفعلوا, والنتيجة الحال يزداد سوءًا..أصبحت الأسعار في زيادة، وكذلك سعر الدولار.. وانخفضت قيمة الجنيه المصري، والاحتياطي النقدي للدولة، وكذلك انخفضت الكميات التي يشتريها المستهلك المصري.

ما الذي فعلته الثورة للشعب حررته من عنف الشرطة وسطوة الحاكم المستبد، لتسلمه إلى فحش وقسوة البلطجية وألف ألف مستبد، بل كانت الشرطة لهم أرحم؛ إذ كان معظم تعاملها مع قطاعات معينة من الشعب، أما اليوم فكل مصري تحت رحمة بلطجة كل من يحمل سلاح ويستأسد بالكثرة من أتباعه الذين لا يرحمون مسنًا أو امرأة أو فتاة أو طفل، والشرطة تشاهد .. وإن أدت دورها بشكل غير كامل عقابًا منها للشعب الذي استأسد عليها، وهيَ الآن تتكاسل في تلبية استغاثاته بها، ليذوق وحده الأمريْن من الجانبين في قهرٍ وصمت.

مازال الشعب يقف في طوابير كل شيء..أمام المخابز، ومحطات الوقود، وشبابيك صرف المعاشات، وهيَّ الدلالة الوحيدة لتعلم أن شيئًا في مصر لم يتحرك.

الشعب هو الضحية في أحداث ثورة يناير 2011، وهو الضحية أيضًا حين احتفل بذكراها في يناير2013 وبينهما عاني من غياب الأمن والأمان والعدالة، وحوادث قطع الطرق البرية والنهرية، والكباري وقضبان السكك الحديدية والمتر، وحوادث القطارات والسيارات، والخطف والسلب والنهب والاغتصاب و السرقة. لينعم بحرية وحيدة وهي أن يسب أبو أكبر مسئول، أو يلعن من يريد أن يلعن، وافتقد الكبار احترام الصغار،وانطلق الصغار إلى الميادين والأحزاب والتربيطات، والكبار إلى المساجد يسألون ربهم النجاة، ومن ضعف إيمانه منهم بتلك الثورة يلعنها ويتمنى عودة النظام السابق، لتشهد المقاهي والندوات والبيوت المعارك بين كافة القطاعات حين يجرون المقارنات وينحاز كل جانب إلى رأيه.
والأن يجب أن أترككم فالرئيس مرسي أعلن في خطابه الطواريء من منتصف الليلة وحتى السادسة صباحًا ولمدة شهر على بعض محافظات القناة التي أسكن واحدةً منها، وأم العيال تستنهضني لألحق بالمتاجر قبل أن تغلق أبوابها.. ولا سبيل إلا الطاعة.. فطواريء رئيس النظام الحالي أمامنا، و"الخُلْع" التي نادت به زوجة رئيس النظام السابق من وراءنا .. ألم أخبركم أن الشعب في النظاميْن بل في كل نظام هو الضحية .. وخاصةً الرجال.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، أحداث بور سعيد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-01-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فتحي العابد، محمد شمام ، محمد الطرابلسي، عزيز العرباوي، كريم السليتي، جاسم الرصيف، رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد ملحم، عبد الغني مزوز، مصطفى منيغ، عواطف منصور، فتحـي قاره بيبـان، وائل بنجدو، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد الحباسي، د - صالح المازقي، حسن الطرابلسي، المولدي الفرجاني، حميدة الطيلوش، د- جابر قميحة، سامح لطف الله، ماهر عدنان قنديل، د - شاكر الحوكي ، تونسي، د. أحمد بشير، محمد يحي، محمد العيادي، محمد اسعد بيوض التميمي، سعود السبعاني، أ.د. مصطفى رجب، منجي باكير، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الله زيدان، يحيي البوليني، عمار غيلوفي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محرر "بوابتي"، د.محمد فتحي عبد العال، د - الضاوي خوالدية، طلال قسومي، سلام الشماع، يزيد بن الحسين، ضحى عبد الرحمن، د. خالد الطراولي ، د - مصطفى فهمي، فتحي الزغل، حسن عثمان، د- محمد رحال، إسراء أبو رمان، العادل السمعلي، د. عبد الآله المالكي، د- هاني ابوالفتوح، د. طارق عبد الحليم، فهمي شراب، مراد قميزة، خالد الجاف ، د. صلاح عودة الله ، علي عبد العال، سفيان عبد الكافي، إياد محمود حسين ، رضا الدبّابي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- محمود علي عريقات، سامر أبو رمان ، د - محمد بنيعيش، مجدى داود، كريم فارق، عبد الله الفقير، صلاح الحريري، رافد العزاوي، محمد الياسين، صفاء العراقي، صفاء العربي، سيد السباعي، خبَّاب بن مروان الحمد، أنس الشابي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أشرف إبراهيم حجاج، الناصر الرقيق، أحمد بوادي، علي الكاش، أحمد النعيمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، رمضان حينوني، الهادي المثلوثي، محمود سلطان، حاتم الصولي، نادية سعد، محمود طرشوبي، صباح الموسوي ، ياسين أحمد، فوزي مسعود ، د - المنجي الكعبي، الهيثم زعفان، أبو سمية، رافع القارصي، صالح النعامي ، سلوى المغربي، صلاح المختار، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود فاروق سيد شعبان، محمد عمر غرس الله، د - عادل رضا، د - محمد بن موسى الشريف ، د. أحمد محمد سليمان، محمد أحمد عزوز، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مصطفي زهران، إيمى الأشقر، عمر غازي، رشيد السيد أحمد، عبد الرزاق قيراط ، عراق المطيري،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة