البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مُناورات عسكريّة شرق المتوسّط ... روتين عسكريٌّ أم رسالةٌ إستراتيجيّة؟

كاتب المقال فتحي الزغل - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3855


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تناقلت وسائل الإعلام الأنباءَ هذه الأيّام عن مناورات عسكريّةٍ بحريّةٍ ستجريها روسيا في منطقة شرق المتوسّط. مناوراتٌ وُصِفت بأنّها الأضخم في تحرّكات الجيش الرّوسي منذ سنوات. ممّا يطرح السّؤال عمّا إذا كانت هذه المناورات هي إجراءٌ روتينيٌّ عسكريٌّ غايته الرّفع من جاهزيّة الجيش كغيرها من المناورات، أو أنّها لا تعدو أن تكون رسالةُ إستراتيجيةُ في ضرف عسكريٍّ للمتدخّلين في الملفّ السّوري من القوى الكبرى في الإقليم و في العالم عامّة، لا سيّما و أنّ هذه المناورات ستكون في عرض البحر المقابل مباشرة للسّواحل السّورية.

فقد بدأ النّظام السّوري يخسر أوراقه الدّاخلية واحدةً تلو الأخرى منذ قيام الثّورة عليه و على حكمه. و هو الذي ما كان له أن يَصمُد طوال هذين العامين لولا السّند الرّوسي و الإيراني و من بعدهما الصّيني له. سندٌ تقاسمــته هذه الدّول و وزّعت أدواره بينها. فكان أن تولّت إيران المساعدة على الأرض بما لديها من حضور علني و سرّي في هذا البلد، وتولّت الصّين المساعدة في المنابر الدّولية و خاصّة مجلس الأمن الدّولي بما لديها من قدرة على إجهاض كلّ قرار قد يصطبغ بصبغة عسكريّة، و جمع الاتحاد الفدرالي الرّوسي هذين المُهمَّتينِ في سياسته فكان لاعبا نشيطا لفائدة النّظام السوريّ داخل الملعب السّوري و خارجه، سياسيّا و لوجستيّا.

و قراءتي لهذه المناورات لا تشذّ عن توزيع الأدوار هذا... إذ تقوم روسيا بالمهمّة التي لا تستطيع الدّولتين الأُخرتين القيام بها. فالصّين لم تعُوِّد العالمَ على الذّهاب بعيدا لتعلن عن نفسها عسكريّا بإجراء مناورات- التي و إن كثر عددها هذه السّنوات- فإنّها تشترك كلّها في أنّها لم تتجاوز الحرم الصّيني أو منطقة جنوب شرق أسيا. كما أنّها لم تُعوّد العالم على الرّسائل العسكريّة في القضايا الدّوليّة، و اكتفت بممارسة هدا الأسلوب مع جيرانها فقط. أمّا إيران فلا يُمكنها تحويل قطعها البحريّة أو جزءٌ من قُوّاتها العسكريّة خارج حدودها الإقليمية و حدودها الجيوسيساسيّة، لأنّها لم تصل إلى تلك المرحلة من القوّة بعد، و بحُكم تربّص أعدائها بها في عُقرِ دارٍها، و اعتبارها لنفسها في حالة استعدادٍ دائم لهجوم عسكريّ ما انفكّ الكيان الصّهيونيُّ يُطبّل له منذ سنوات، وقد يقع في أيّ وقت و في أيّ ساعة.

و الرّسالة التي سيقرؤها اللاّعبون الإقليميّون و الدُّوليّون الدّاعمون للثّورة الشّعبية في سوريا، هي إمكانيّة دعم الرّوس للنظام السّوري عسكريّا إذا حصلت إمكانية تدخّلهم عسكريّا ضدّه، خاصّة و أنّ عديد الأطراف السّوريّة و غير السّوريّة تنادي بهذا التّدخل في أروقة و كواليس السّياسة الدّولية على الأقلّ في مستوى فرض منطقة حضر جويّ في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحرّ في الشّمال و الجنوب.

إلاّ أنّي لا أعتبر هذه الرسالة بالقوّة التي كانت ستُقرَأُ بها لو كانت هذه المناورات في الأشهر الأولى لاندلاع الثّورة الشّعبية في سوريا، إذ يعلم العسكريّون و المختصّون في الشّأن العسكري، أنّ مناورات كهذه لن تُغيِّر أيّ وضع على الأرض داخل سوريا، و لو طلب النّظام ذلك. حيث لا يخفى أن لروسيا قاعدةً عسكريّةً كبيرة في مدينة طرطوس السّوريّة السّاحليّة، و كلّ تحرّك عسكريٍّ يكون قد وقع سرّا لا محالة، أو سيقع مستقبلا، سيكون محوره ختما تلك القاعدة في الساحل، لا وجودٌ عسكريٌّ ظرفيٌّ في العمق البحريِّ للبلد. لما يتطلّبه التّدخل في مثل هذه الحالات من سرعةٍ و نقطةِ ارتكازٍ، الشّرطان الذين لا تُوفّرهما مناوراتٌ بحريّةٌ و إن عظُمت. علاوةٌ على أنّ الوضع على الأرض يتطوّر كلّ يومٍ في اتجاه يُضيِّق هامشَ مناورات الرّوس العسكرية. إذ تتناقل وسائل الإعلام يوميّا إحراز الجيش الحرّ مزيدا من التّقدم الميدانيَّ بسيطرته على مزيد من المناطق و الحواجز و الثّكنات و المطارات في سوريا.

و عليه فإنّ هذه الرّسالة الرّوسيّة قد تكون بحقّ مضمونة الوصول لمن تريد روسيا تحذيرهم... إلاّ أنّها في تقديري رسالةٌ بخطٍّ رديء أفقدتها أغلب معانيها، لأنّها و بكل بساطة لا تحمل في طيّاتها ... أيّ جديد.

------------
فتحي الزّغـــــــــــل
محلّل سياسي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

روسيا، سوريا، المناورات الروسية، مناورات عسكرية، مسائل إستراتيجية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 22-01-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  إنذارات بمجتمع يهوي
  أنا اللّص الذي عنه تبحثون
  قراءة في المشهد الانتخابي البرلماني التونسي بعد غلق باب التّرشّحات
  السّياسةُ في الإسلام
  ماذا يقع في "وينيزويلّا"؟ حسابات الشّارع وموازين الخارج
   بعد تفجير شارع بورقيبة ... ألو... القائد الأعلى للقوات المسلّحة؟
  إلى متى تنفرد الإدارة في صفاقس بتأويل خاصّ لقوانين البلاد 2؟
  "التوافق" في تونس بين ربح الحزب وخسارة الثورة
  "ترامب"... رحمة من الله على المسلمين
  حكاية من الغابة... حكاية اللئيم و الحمير
  بقرة ينزف ضرعـــها دما
  تعليقا على مؤتمر النهضة... رضي الشيخان ولم يرض الثّائر
  بعد مائة يوم على الحكومة... إلى أين نحن سائرون؟
  الغرب و الشّرق و "داعش" و "شارلي"
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج3
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج2
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج1
  كيف تختار الرّئيس القادم؟
  قراءة في الانتخابات البرلمانية التونسية
  سكوتلاندا لا تنفصل... درس في المصلحيّة
  قراءة في النّسيج الانتخابي التّونسي
  "أردوغان" رئيسا لتركيا... تعازي غلبت التهاني
  "غزّة" و الإسلاميّون
  الانتخابات الفضيحة
  أُكرانيا و مصر و نفاق الغرب
  رئيسٌ آخر و حكومة جديدة.... قراءة في ما بعد الحدث
  بيان بخصوص رفض الأطبّاء العمل في المناطق الدّاخليّة
  بيان بخصوص إضراب القضاة
  سلطتنا التّنفيذيّة وعلامات الاستفهام
  سلطتنا القضائيّة و علامات الاستفهام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
يزيد بن الحسين، د. عادل محمد عايش الأسطل، حميدة الطيلوش، صلاح الحريري، علي عبد العال، فهمي شراب، مصطفى منيغ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الهيثم زعفان، د - المنجي الكعبي، محمود سلطان، محمد يحي، محمد أحمد عزوز، علي الكاش، أحمد ملحم، عمر غازي، عبد الله زيدان، رضا الدبّابي، د. خالد الطراولي ، محمد اسعد بيوض التميمي، د - الضاوي خوالدية، سفيان عبد الكافي، أحمد بوادي، عمار غيلوفي، الهادي المثلوثي، صباح الموسوي ، إياد محمود حسين ، فوزي مسعود ، د - شاكر الحوكي ، عزيز العرباوي، أحمد النعيمي، د- محمد رحال، منجي باكير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، جاسم الرصيف، أنس الشابي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مجدى داود، رافع القارصي، المولدي الفرجاني، رحاب اسعد بيوض التميمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. صلاح عودة الله ، د - صالح المازقي، كريم السليتي، د - محمد بن موسى الشريف ، نادية سعد، د- محمود علي عريقات، محرر "بوابتي"، أ.د. مصطفى رجب، إسراء أبو رمان، حسن عثمان، طلال قسومي، ياسين أحمد، صالح النعامي ، عبد الرزاق قيراط ، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الله الفقير، مصطفي زهران، د. مصطفى يوسف اللداوي، مراد قميزة، فتحـي قاره بيبـان، حسن الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، محمد العيادي، د- هاني ابوالفتوح، د. أحمد محمد سليمان، كريم فارق، أحمد الحباسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، العادل السمعلي، سليمان أحمد أبو ستة، سيد السباعي، سلام الشماع، سلوى المغربي، خالد الجاف ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، ضحى عبد الرحمن، صفاء العربي، أبو سمية، د - مصطفى فهمي، د. أحمد بشير، عبد الغني مزوز، عواطف منصور، محمد عمر غرس الله، الناصر الرقيق، صلاح المختار، رافد العزاوي، حاتم الصولي، د - عادل رضا، سعود السبعاني، سامح لطف الله، محمد الطرابلسي، محمد شمام ، د - محمد بنيعيش، صفاء العراقي، د.محمد فتحي عبد العال، خبَّاب بن مروان الحمد، عراق المطيري، رمضان حينوني، رشيد السيد أحمد، وائل بنجدو، سامر أبو رمان ، د. طارق عبد الحليم، تونسي، محمد الياسين، أشرف إبراهيم حجاج، ماهر عدنان قنديل، إيمى الأشقر، فتحي العابد، يحيي البوليني، د- جابر قميحة، محمود طرشوبي، فتحي الزغل،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة