(311) قراءة فى مسألة انعدام الدراسات السابقة وكيفية ترتيبها *
د - أحمد إبراهيم خضر - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 7200
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أولا : يرى المنهجيون أنه على الباحث الذى لا يجد دراسات سابقة تتعلق بموضوع بحثه ، أن يتجنب صيغة النفي قدر الإمكان . فلا يستخدم عبارات مثل : "ليس هناك " أو "لا يوجد" أو "لم أجد دراسات سابقة ". ولكن عليه أن يقول بدلا من ذلك : "وجدت كذا وكذا " و " كتب فلان كذا وكذا عن الموضوع " ،فلا يحمل نفسه مسئولية النفي ابتداء. فالنفي من أصعب الأمور . فقد ينفي الإنسان وجود شخص بعينه في مبنى محدد لأنه -في أحسن الأحوال- يكون قد نظر في الغرف كلها واحدة بعد الأخرى . وكان الشخص الذى يبحث عنه في غرفة لم ينظر فيها بعد ، أو دخل غرفة من الغرف التى كان الباحث قد فتش فيها ، دون أن يراه الباحث.
ثانيا : قد تنعدم الجهود السابقة التي تتناول المشكلة نفسها أو المماثلة لها، في ظل المعايير التي تم وضعها الباحث مسبقا ، لكن الانعدام هنا أمر نسبى ، فلابد أن يحدد الباحث بحكم التراكم المعرفى السبل التى ترشده إلى اقتحام مشكلته البحثية . والسبيل إلى ذلك كما حدده بعض المنهجيين هو أن يبحث فى خلفية هذه المشكلة وذلك على النحو التالى :
1- الخلفية العامة الموضوعية والخلفية النظرية : على الباحث أن يطلع على الموضوعات القريبة من موضوعات بحثه فى حدود المجال او الحقل العام الذى يدخل تحته موضوع البحث ، فإذا كان يبحث فى موضوع العنوسة ولم يجد كتابات سابقة فيه ، فعليه أن يتجه إلى المجال العام وهو الأسرة أو الزواج وأن يحاول الدخول بمصطلح مرادف أو قريب كالعزوبية أو المرأة العزباء أو ما شابه ذلك . كما يمكن أن تساعده النظريات فى هذين المجالين على تناول المشكلة .
2- الخلفية العامة الزمانية : بمعنى أن يتجه إلى البحث فى حدود الأحداث السابقة للفترة الزمنية التي يريد الباحث دراستها .
3- الخلفية العامة المكانية بأن يحاول تكوين فكرة عامة عن تطور المشكلة فى المجتمعات المماثلة والقريبة ثم البعيدة عن المجتمع الذى يعانى من هذه المشكلة .(اسماعيل صينى ، قواعد أساسية فى البحث العلمى ، موقع شبكة الألوكة ، ص 221)
ثالثا : السؤال عن إفراد الدراسات السابقة بفصل خاص أو إدراجها ضمن هيكل البحث فإن هذا الأمر يختلف حسب النموذج التي تسير عليه المؤسسة العلمية التي قبلت الخطة البحثية وأقرتها ، أو يخضع لرأى المشرف ، فمن الأساتذة من يرى ان توضع الدراسات السابقة في فصل مستقل ، لكن الغالبية منهم ترى أن تدرج هذه الدراسات ضمن فصل الاطار النظري أو المقدمة أو مشكلة الدراسة .
رابعا : السؤال عن ترتيب عرض الدراسات السابقة ، فيرى المنهجيون أنه من المفضل أن يكون تنازليا بمعنى أن يكون البدء بالأحدث ثم الأقدم ، وذلك على عكس ما تأخذ بعض الجامعات كالجامعة الأردنية التى ترى أن يكون الترتيب من الأقدم فالأحدث .
. وأن يكون استعراض الدراسات المحلية أولا ثم الدراسات العربية ، وأخيرا الدراسات الأجنبية.
خامسا : السؤال عن كيفية استعراض الدراسات السابقة ، فقد خصصنا لها رسالة خاصة تحت رقم 216 بعنوان أوجه الخلل فى تعامل الباحثين مع الدراسات السابقة على موقع بوابتى تونس . ولكن نشير هنا إلى ما تأخذ به الجامعة الأردنية وهو على النحو التالى :
" تهدف الدراسات السابقة إلى إبراز ما نشر حول موضوع الرسالة/الأطروحة في الأدبيات المحلية والعالمية والنتائج التي تم التوصل إليها. وتكتب مراجعة الأدبيات على صورة من الأفكار العلمية المتسلسلة بحيث تعكس فهم الباحث لتلك الدراسات، لا أن تكون على صورة عرض منفصل لما نشره الباحثون الواحد تلو الآخر. وتبدأ الكتابة عادة بعمومية، ثم تندرج نحو خصوصية المشكلة، ويكون ذلك على هيئة عناوين رئيسة تندرج تحتها عناوين فرعية، ويتم التركيز على الأبحاث المنشورة في المجلات المحكمة بالرجوع إلى المقالات الأصيلة المنشورة، وعدم تضمين مقالات لم يطلع الكاتب عليها، والتقليل ما أمكن من الاستشهاد بالدراسات والأبحاث غير المحكمة أو التقارير، وورش العمل، والمعلومات الموجودة على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) من الدراسات والأبحاث غير المحكمة والمجلات، فهي ليست مقبولة كمراجع علمية، وبالتالي يجب تلافي الاقتباس منها، ويراعى ترتيب الدراسات السابقة من الأقدم فالأحدث.( انظر مواصفات كتابة الرسائل الجامعية بالجامعة الأردنية ) graduatedstudies.ju.edu.jo/ar/arabic/FacultyForms/dalell.doc
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
* الجزء الثانى من محاضرة ألقيت فى سمنار قسم الخدمة الاجتماعية بكلية التربية جامعة الأزهر فى يوم السبت الأول من شهر ديسمبر من عام 2012
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:
16-12-2012 / 22:30:40 اسامه السيد