البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لا لترويع الآمنين

كاتب المقال محمد أحمد عزوز - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4813


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يعلم المتابع للمشهد السياسي، وما سمي بـ«الربيع العربي»، وما حدث من ثورات في بعض الدول العربية، أن سبب قيامها هو كثرة ظلم الأنظمة الحاكمة واستبدادها، واستغلالها لنفوذها استغلالاً خاطئاً، ولم تقم للنزهة، أو لترويح النفس. فما من شعب يثور على حاكمه، ويعرض نفسه لآلة الموت، إلا بسبب ظلمه وطغيانه وجبروته.

رغم أني أرفض الانقلاب على الحاكم، مهما كان ظالماً، لأن الذي يمنح الملك أو ينتزعه هو الله، لأنه رب الأرباب وملك الملوك ومالك الملكوت، وما يجري من أحداث الآن على الساحة العربية مكتوب في اللوح قبل خلق السماوات والأرض، إلا أني عذرت من ثاروا على حكامهم، لما وقع عليهم من ظلم وافتراء زاد على الحد.

ليس بخافٍ على أحدٍ أن الثورات التي قامت في بعض الدول العربية لم تؤتي كامل أكلها، ولم تنته إلى يومنا هذا، صحيح أنها في تونس الخضراء، ومصر المحروسة، وليبيا العزيزة، واليمن السعيد، قضت على رؤوس الأنظمة الحاكمة، ولكن الوضع لم يختلف كثيراً، فهذه الدول ما زالت تحكم بأسلوب الأنظمة المخلوعة نفسه، وتسير على منهاجها نفسه، ولم نر جديداً تحت الشمس، إلا تغير الوجوه فقط، أما السياسة فما زالت قائمة ولم يحدث فيها تغيير ملموس.

في سوريا الحبيبة، التي كنت أتمنى من الله أن لا يثور أهلها، لعلمي أن نظامها الحاكم طائفي، وسيحولها من ثورة شعب إلى حرب أهلية، وحذرت كثيراً بعض شبابها، من المقربين مني، بعدم التفكير في عمل ثورة، مقلدين في ذلك من سبقوهم إليها، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهيه الأنفس، وما حذرت منه حدث بالفعل، وما زالت ثورتهم مستمرة بعد مضي ما يقرب من العامين، والنظام الآن يلعب على سياسة الأرض المحروقة، لأنه يعلم يقيناً أنه راحل، مهما طال أمد الثورة، ويحاول جاهداً أن يقضي على الأخضر واليابس، وليس على المواطنين فحسب، ليتركها مدينة أشباح، غير صالحة للحياة الآدمية، وساعده في ذلك تدخل الدول المساندة لنظامه الفاسد.

يعلم القارئ العزيز أن إراقة دم المسلم، أعظم عند الله من هدم الكعبة المشرفة، زادها الله تشريفاً وتعظيماً، فما بالنا بدم إخواننا الطاهر الذي سال على الطرقات وفي الميادين العامة، فقد راح ضحية الثورات الكثير من خيرة شبابنا، الذين كنا نحتاج إليهم لبناء أوطاننا. فالشباب هم قوة الحاضر، وبناة المستقبل، وأمل الأمة في غدٍ أفضل.

منذ أيام قليلة، تداولت الصحف خبراً مفاده، أن بعض شباب الإخوان المسلمين، ينشطون في دولة الإمارات، حفظها الله ورعاها، لقلب نظام الحكم، ولا أدرى ما الذي دعاهم للقيام بمثل هذا العمل الدنيء، الذي لا ينم إلا عن عدم وعي بالأمور؟ ومن الذي مولهم وشجعهم على اتخاذ هذه الخطوة الغريبة عن المجتمع الإماراتي الآمن المسالم، الذي يحب وطنه وحكامه؟

عملت في دولة الإمارات، فترة ليست بالقصيرة، ولم يمر يوم إلا وأتصفح جرائدها، ولم أقرأ عن مشكلة حدثت مع أحد مواطنيها، سواء كانت في الداخل أو الخارج، إلا وتدخل المسؤولون لحلها بصورة فورية. ولم يتقدم أحد منهم لطلب مساعدة إلا ومنحوه إياها. فلماذا يسعى هؤلاء لقلب نظام الحكم؟ إذا كان هؤلاء رجال دين، ألم يعلموا أن زعزعة الأمن والاستقرار، والخروج على الحاكم محرم شرعاً، حتى لو كان ظالماً! فما بالنا بحكام الإمارات، الذين يسعون جاهدين لخدمة أبناء وطنهم ولا يبخلون عليهم بشيء، وسخروا لهم كل الإمكانيات المتاحة للنهوض.

إذا كان هؤلاء مواطنين، فعليهم أن يتقوا الله في وطنهم، ويحافظوا على حكامهم، ويساعدوهم على النهوض ببلدهم، لأنهم لن يجدوا أفضل منهم، فلا يعبثوا بالأمن والاستقرار، لتحقيق مآرب شخصية. وإذا كانوا وافدين، وجاؤوا لتحسين أوضاعهم المعيشية، فعليهم احترام القوانين، وإلا فعليهم الرحيل من حيث أتوا، ولا يتدخلوا فيما لا يعنيهم، ويتركوا البلد لأهلها ومحبيها.
حفظ الله دولة الإمارات، حكاماً ومحكومين، وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار، ورد عنها كيد الكائدين وشرور المفسدين، وأسكن زايد الخير فسيح جناته، وبارك في أولاده ... إنه ولي ذلك والقادر عليه.

--------------
محمد أحمد عزوز
كاتب وناشط سياسي مصري


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورات العربية، العنف، تونس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-10-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  رسالتي إلى السيسي
  للمعارضة معانٍ
  تباً للمتحولين
  التأهيل قبل التطبيق
  محاولات فاشلة
  لا للإرهاب
  الغباء السياسي
  فوضى انتشار السلاح
  الأمن المصري.. يحتاج إلى تقنين أوضاعه
  من «محظورة» إلى «إرهابية»
  عودوا لرشدكم
  إنها إرادة شعب!
  وسقط القناع
  لمُّ الشمل
  إلى القضاة ..
  التطهير الأمثل
  اتحدوا.. لنصرة إخوانكم
  شعارات زائفة
  إلى الساسة وأصحاب القرار
  نحتاج لقائد
  مسلسلات هابطة
  لا للاستغلال
  تقارب مرفوض
  أجندات مفضوحة
  قطار الصعيد.. وماذا بعد؟
  الصحة.. في خطر
  انتهاكات صارخة
  مشاكل.. تحتاج إلى حل
  إلى أصحاب الرسالة السامية
  سياستها ثابتة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
المولدي الفرجاني، عراق المطيري، د - محمد بنيعيش، د. عادل محمد عايش الأسطل، رضا الدبّابي، أحمد الحباسي، أحمد النعيمي، إياد محمود حسين ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، يزيد بن الحسين، الهادي المثلوثي، سعود السبعاني، د - الضاوي خوالدية، سيد السباعي، أنس الشابي، حميدة الطيلوش، رافع القارصي، عبد الله الفقير، د- محمد رحال، نادية سعد، مراد قميزة، محمود سلطان، ياسين أحمد، العادل السمعلي، د - شاكر الحوكي ، أشرف إبراهيم حجاج، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- هاني ابوالفتوح، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد يحي، حسن الطرابلسي، محمد عمر غرس الله، د. صلاح عودة الله ، رشيد السيد أحمد، صلاح المختار، رافد العزاوي، صفاء العربي، تونسي، د. أحمد محمد سليمان، صباح الموسوي ، سلام الشماع، محمد الياسين، جاسم الرصيف، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الرزاق قيراط ، د. طارق عبد الحليم، مصطفى منيغ، د. خالد الطراولي ، صالح النعامي ، أحمد بوادي، مجدى داود، يحيي البوليني، د. عبد الآله المالكي، طلال قسومي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - مصطفى فهمي، سلوى المغربي، محرر "بوابتي"، د - صالح المازقي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إسراء أبو رمان، حسن عثمان، رمضان حينوني، د.محمد فتحي عبد العال، محمود طرشوبي، محمد شمام ، صفاء العراقي، كريم السليتي، حاتم الصولي، مصطفي زهران، أحمد ملحم، إيمى الأشقر، فوزي مسعود ، عبد الله زيدان، فتحـي قاره بيبـان، ضحى عبد الرحمن، الهيثم زعفان، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود فاروق سيد شعبان، كريم فارق، محمد الطرابلسي، صلاح الحريري، محمد العيادي، محمد اسعد بيوض التميمي، فتحي العابد، د- محمود علي عريقات، منجي باكير، عبد الغني مزوز، وائل بنجدو، عواطف منصور، أ.د. مصطفى رجب، سامح لطف الله، فتحي الزغل، د. أحمد بشير، سامر أبو رمان ، د - المنجي الكعبي، خبَّاب بن مروان الحمد، الناصر الرقيق، علي عبد العال، ماهر عدنان قنديل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أبو سمية، سليمان أحمد أبو ستة، سفيان عبد الكافي، خالد الجاف ، عمر غازي، علي الكاش، د- جابر قميحة، عمار غيلوفي، فهمي شراب، محمد أحمد عزوز، د - عادل رضا، عزيز العرباوي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة