البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تحتاج إعادة النظر

كاتب المقال محمد أحمد عزوز - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4349


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قناة السويس هي عبارة عن ممر مائي صناعي، يربط بين بورسعيد على البحر الأبيض المتوسط والسويس على البحر الأحمر. وهي أقصر طريق بالنسبة لدول المتوسط وأوروبا وأميركا للوصول إلى آسيا، بدلاً من طريق رأس الرجاء الصالح.
كما هو معروف أن قناة السويس حفرت بسواعد مصرية مئة بالمئة، وعمل فيها أجدادنا القدماء بالسخرة ــ دون مقابل ــ وكانوا يساقون للعمل فيها مربوطين بالسلاسل كالأغنام، ولا تراعى آدميتهم، لأن مصر وقتها كانت تحت إمرة أحفاد محمد علي، أي إنها كانت محتلة عثمانياً.

راح جراء حفرها الكثير من أجدادنا، بسبب إجبارهم على ممارسة الأعمال الشاقة، وطول ساعات العمل، وسوء الأحوال الجوية، وعدم وجود المياه الصالحة للشرب، ومن عاش منهم أصيب بكثير من الأمراض والأوبئة غير المعروفة، لأن دماء المصريين كانت رخيصة على أسرة محمد علي.

قناة السويس عزيزة علينا، فقد حفرت بسواعد أجدادنا، وهي مملوكة لنا، وتقع على أراضينا، ومياهنا الإقليمية، وليس لأحد من الخارج وصاية عليها.
عندما عبر الأسطول الأميركي قناة السويس، متوجهاً إلى العراق لاحتلالها، بحجة أنها تمتلك أسلحة نووية، شجبنا ونددنا بأعلى صوتنا، وطالبنا بعدم السماح له بالعبور، لأننا نعلم أن دخول أميركا للعراق كان طمعاً في نفطها، وليس حباً في شعبها، فبرر النظام حينها بأنه لا يستطيع منعه بحجة أن هناك اتفاقيات دولية موقعة، ولا يستطيع التملص منها، رغم أننا ومنذ فجر التاريخ لم نر أو نسمع عن دولة غربية ولا شرقية تلتزم بالاتفاقيات الدولية الموقعة، طالما أنها ليست في صالح شعوبها، إلا مصر المحروسة، التي كان يحكمها نظام ضد رغبة شعبه، وجاء عن طريق صناديق اقتراع مزورة.
قلنا وقتها: إن النظام مترهل، ورئيسه ضعيف، وليس عنده أي كاريزما، ولا يستطيع أن يأخذ مثل هذا القرار، لأنه كان يتخيل أنه يحكم مصر بإرادة أميركية، وإذا خالفها ستنقلب عليه وتضحي به، ولا يستطيع أن يورث الحكم لنجله المدلل جمال، كما كان متخيلاً.
الآن، وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، تغير الوضع، وأصبح يحكم مصر رئيس منتخب، وصل إلى سدة الحكم بإرادة شعبية، وعن طريق انتخابات نزيهة، لكن الوضع لم يتغير مع تغيير النظام، وما زلنا لا نتحكم في عبور السفن والبوارج الحربية، التي تعبر قناة السويس متوجهة إلى سوريا الأبية لقتل إخواننا المستضعفين.

منذ قيام الانتفاضة السورية المباركة، وتطالعنا وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، كل فينة وأخرى، عن عبور سفن حربية، محملة بالأسلحة والذخيرة، متوجهة إلى النظام السوري المستبد، الذي يقتل شعبه على الملأ، عياناً بياناً، ليلاً ونهاراً، من أجل البقاء على كرسي السلطة، الذي سيزول لا محالة.

يعلم النظام المصري يقيناً أن كل السفن التي تأتي من روسيا أو الصين أو إيران أو العراق، متوجهة إلى سوريا، لا تحمل طعاماً ولا شراباً ولا ملابس ولا أدوية للأبرياء العزل المنكل بهم، ولكنها تحمل أسلحة لقتلهم على مرأى ومسمع من جميع وسائل الإعلام، لا لشيء إلا لأنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة، فاستخدم معهم النظام الفاشي كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، ظناً منه أنه بذلك سيخمد ثورتهم، وسيعودوا أدراجهم، وساعده في ذلك المدد الذي يأتيه من الدول المساندة له.
لولا التدخل الخارجي في الشأن السوري، والمدد الذي يرسل إليه من أسلحة وخبراء حرب وجنود وشبيحة، لما صمد إلى وقتنا هذا، ولرحل عن المشهد السياسي برمته، غير مأسوف عليه.

إذا كانت الاتفاقيات الدولية تمنعنا من السيطرة على أراضينا ومياهنا الإقليمية، فنحن نرفضها تماماً، ولا نلتزم بها، طالما أنها تضر بمصالحنا ومصالح إخواننا العرب والمسلمين، لأن مصلحتنا ليست في مجاملة الأنظمة الحاكمة ولكنها في مؤزرة الجماهير، لأن الأنظمة زائلة، والشعوب باقية.

أملنا في رئيسنا الدكتور محمد مرسي كبير، أن يدرس الاتفاقيات الموقعة، ويعيد النظر فيها، وما كان عكس تطلعاتنا فهو مرفوض تماماً، وما كان في مصلحتنا فمرحباً به، لأننا أحرار ولسنا عبيداً لتتحكم فينا الدول، وتتدخل في شؤونا الداخلية.

محمد أحمد عزوز
كاتب وناشط سياسي مصري


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، قناة السويس، الملاحة البحرية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 24-09-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  رسالتي إلى السيسي
  للمعارضة معانٍ
  تباً للمتحولين
  التأهيل قبل التطبيق
  محاولات فاشلة
  لا للإرهاب
  الغباء السياسي
  فوضى انتشار السلاح
  الأمن المصري.. يحتاج إلى تقنين أوضاعه
  من «محظورة» إلى «إرهابية»
  عودوا لرشدكم
  إنها إرادة شعب!
  وسقط القناع
  لمُّ الشمل
  إلى القضاة ..
  التطهير الأمثل
  اتحدوا.. لنصرة إخوانكم
  شعارات زائفة
  إلى الساسة وأصحاب القرار
  نحتاج لقائد
  مسلسلات هابطة
  لا للاستغلال
  تقارب مرفوض
  أجندات مفضوحة
  قطار الصعيد.. وماذا بعد؟
  الصحة.. في خطر
  انتهاكات صارخة
  مشاكل.. تحتاج إلى حل
  إلى أصحاب الرسالة السامية
  سياستها ثابتة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الله زيدان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الهيثم زعفان، سيد السباعي، رضا الدبّابي، الهادي المثلوثي، مجدى داود، عراق المطيري، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد أحمد عزوز، يحيي البوليني، ياسين أحمد، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد العيادي، أ.د. مصطفى رجب، رافد العزاوي، د- محمود علي عريقات، محمد الياسين، د- هاني ابوالفتوح، رمضان حينوني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سامر أبو رمان ، سلوى المغربي، وائل بنجدو، حاتم الصولي، رافع القارصي، أحمد ملحم، كريم فارق، إيمى الأشقر، محمد اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، نادية سعد، فتحـي قاره بيبـان، تونسي، أنس الشابي، محمود فاروق سيد شعبان، فوزي مسعود ، علي عبد العال، طلال قسومي، عبد الغني مزوز، د - شاكر الحوكي ، محمد يحي، صفاء العراقي، سامح لطف الله، صلاح المختار، خالد الجاف ، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الله الفقير، سفيان عبد الكافي، سعود السبعاني، منجي باكير، د.محمد فتحي عبد العال، محمد شمام ، عزيز العرباوي، عمار غيلوفي، محمود سلطان، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد الحباسي، د. خالد الطراولي ، جاسم الرصيف، إسراء أبو رمان، صفاء العربي، سلام الشماع، حميدة الطيلوش، د- جابر قميحة، عبد الرزاق قيراط ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أبو سمية، د. أحمد محمد سليمان، د. طارق عبد الحليم، فهمي شراب، د - محمد بنيعيش، سليمان أحمد أبو ستة، رشيد السيد أحمد، مراد قميزة، د - عادل رضا، د. أحمد بشير، فتحي العابد، محمد عمر غرس الله، حسن الطرابلسي، عمر غازي، د - مصطفى فهمي، ماهر عدنان قنديل، مصطفى منيغ، المولدي الفرجاني، صباح الموسوي ، حسن عثمان، خبَّاب بن مروان الحمد، صالح النعامي ، أحمد بوادي، محرر "بوابتي"، إياد محمود حسين ، د - المنجي الكعبي، يزيد بن الحسين، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد النعيمي، علي الكاش، د- محمد رحال، العادل السمعلي، محمود طرشوبي، فتحي الزغل، كريم السليتي، د - الضاوي خوالدية، عواطف منصور، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. صلاح عودة الله ، د. مصطفى يوسف اللداوي، مصطفي زهران، ضحى عبد الرحمن، صلاح الحريري، محمد الطرابلسي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - صالح المازقي، الناصر الرقيق،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة