البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الثورة المضادة

كاتب المقال محمد أحمد عزوز - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4656


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


رغم أن أكثر من 90% من سكان مصر يدينون بالإسلام، ومذهبهم سني، إلا أن الأقليات، وبعض المحسوبين على الإسلام، وهم في حقيقة الأمر لا يعرفون عنه إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه، يحاربون الإسلام والإسلاميين بصورة غريبة تشمئز منها القلوب، وتقشعر منها الأبدان.

استغل هؤلاء قيادة المجلس العسكري المنحل للثورة المضادة، في زعزعة أمن واستقرار مصر، ومحاربة الإسلاميين علانية، دون حياء، بعدما كانوا يخفون كراهيتهم لهم، لأنهم يعلمون أنهم على خطأ، ويخافون على مصالحهم الشخصية، وليس مصلحة الوطن العظمى.

منذ حصول الإخوان على النصيب الأكبر في مقاعد البرلمان، اشتد حقدهم عليهم، وأصبحوا يحاربون الإسلاميين بشكل علني، ظناً منهم أنهم إذا أمسكوا بزمام الأمور، فسيقضون عليهم، على الرغم من أنهم يعيشون معهم، ويعلمون أنهم مسالمون، ولا يحبون العنف، ولا يسعون إليه، ويريدون الوصول لمبتغاهم بالطرق السلمية، ولو كانوا إرهابيين لما صبروا على نظام مبارك لمدة ثلاثين عاماً اتسمت بالقهر والاستبداد ومحاربة الإسلاميين بكافة الأشكال، رغم قدرتهم على الانقلاب عليه بكل سهولة ويسر، إلا أنهم أبوا ذلك، خوفاً على دماء الشباب، وحفاظاً على الممتلكات.

ليس بخافٍ على أحد أن الإخوان لم يشاركوا في الثورة، إلا بعد أن اشتعل لهيبها في كل أرجاء المحروسة، وامتلأت الشوارع والميادين عن بكرة أبيها بالمواطنين، المطالبين بسقوط النظام، ولولا علمهم بأنه بدأ يتهاوى لما شاركوا فيها، أما السلفيون فرفضوا رفضاً قاطعاً المشاركة فيها، ومن خرج منهم إلى الميادين خرج بشكل فردي معبراً عن نفسه وليس عن الجماعة.

رغم أن قادة المجلس العسكري قاموا بحل البرلمان، لمحاربة الإخوان، وتجريد الدكتور محمد مرسي من مناصريه، ليفسحوا المجال لمرشحهم أحمد شفيق، خوفاً من وصول إسلامي إلى كرسي الرئاسة، إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهيه السفن، وانقلب السحر على الساحر، وكانت النتيجة لصالح مرشح الإخوان، لأن الله تعالى قال في الآية 30 من سورة الأنفال: «وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏».

منذ وصول د. مرسي لكرسي الحكم، ويحاول هؤلاء البحث له عن أخطأ، ولم يخرج من مشكلة إلا وأدخلوه في أخرى، ليمنعوه من تنفيذ برنامجه الانتخابي، وقاموا بثورة مضادة يوم 24 من أغسطس الماضي، لقلب نظامه، ولأنهم على باطل، لم تساندهم الجماهير التي أبت الخروج على الشرعية.

عندما لم تفلح ثورتهم، ولم تتضامن معهم الجماهير، التي تنشد الأمن والاستقرار، وليس عندها وقت لإضاعته فيما لا ينفع، بل يضر البلاد والعباد، أبى هؤلاء التسليم للأمر الواقع، وأخذوا يتصيدون الأخطاء لرجال الدين، ليبعثوا برسالة للعالم مفادها، أن الإسلاميين أصحاب مشاكل، ويستقوون بالرئيس، لأنه محسوب على أكبر فصيل إسلامي، رغم أنه برئ من كل من يخطأ في حق الآخرين، لأنه صاحب عقلية فائقة، وليس عنده وقت لتضييعه في المهاترات.
استغل هؤلاء حديث الشيخ هاشم إسلام عن عدم شرعية الخروج على الرئيس الشرعي للبلاد، وقاموا بتحريف بعض النقاط فيه، وإقامة دعوة قضائية ضده بتهمة إحلال دماء المتظاهرين، رغم أنه برئ مما نسب إليه براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وساعدهم في ذلك بعض المحسوبين على الأزهر، وفي حقيقة الأمر الأزهر برئ منهم، لأنهم رجال دنيا وليس دين.

رغم أن رجال الدين يعلمون أن هناك من يقف لهم بالمرصاد، ويتصيد لهم الأخطاء، إلا أن بعضهم، وللأسف الشديد، يفتي بدون علم، ويدخل نفسه في متاهات ما أنزل الله بها من سلطان، وليس ببعيد عنا ما قاله الشيخ عبدالله بدر عن إلهام شاهين، حتى إن وسائل الإعلام أصبحت تتداول قضيتها ليل نهار، ومنحها شهرة عالمية ما كانت لتحققها لولا الخطأ الذي وقع فيه دون قصد.

كم كان جميلاً رد فعل الرئيس الدكتور محمد مرسي تجاه شاهين، عندما أمر المتحدث الرسمي باسمه، الدكتور ياسر علي، بالاتصال بها، ليعرب لها عن تقديره لها، ويخبرها بأن الهجوم عليها ما هو إلا رأي فردي، الدولة بريئة منه.
على رجال الدين أن يكونوا فطنين، ولا يفتوا إلا بما يعلموا، من خلال كتاب الله وسنة رسوله، لكي لا يقعوا في المحظور، فمن قال «الله أعلم» فقد أفتى.

محمد أحمد عزوز
كاتب وناشط سياسي مصري


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

مصر، الثورة المصرية، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-09-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  رسالتي إلى السيسي
  للمعارضة معانٍ
  تباً للمتحولين
  التأهيل قبل التطبيق
  محاولات فاشلة
  لا للإرهاب
  الغباء السياسي
  فوضى انتشار السلاح
  الأمن المصري.. يحتاج إلى تقنين أوضاعه
  من «محظورة» إلى «إرهابية»
  عودوا لرشدكم
  إنها إرادة شعب!
  وسقط القناع
  لمُّ الشمل
  إلى القضاة ..
  التطهير الأمثل
  اتحدوا.. لنصرة إخوانكم
  شعارات زائفة
  إلى الساسة وأصحاب القرار
  نحتاج لقائد
  مسلسلات هابطة
  لا للاستغلال
  تقارب مرفوض
  أجندات مفضوحة
  قطار الصعيد.. وماذا بعد؟
  الصحة.. في خطر
  انتهاكات صارخة
  مشاكل.. تحتاج إلى حل
  إلى أصحاب الرسالة السامية
  سياستها ثابتة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
خبَّاب بن مروان الحمد، رمضان حينوني، طلال قسومي، عبد الرزاق قيراط ، مجدى داود، أبو سمية، الناصر الرقيق، نادية سعد، عبد الغني مزوز، د- جابر قميحة، سيد السباعي، د- هاني ابوالفتوح، د - مصطفى فهمي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد اسعد بيوض التميمي، د. خالد الطراولي ، عراق المطيري، محمد الياسين، محمد يحي، عواطف منصور، أشرف إبراهيم حجاج، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد العيادي، صباح الموسوي ، محمد أحمد عزوز، إياد محمود حسين ، محمد الطرابلسي، د - محمد بنيعيش، سعود السبعاني، محمد عمر غرس الله، وائل بنجدو، مصطفى منيغ، د. طارق عبد الحليم، د - شاكر الحوكي ، مصطفي زهران، د - عادل رضا، سلوى المغربي، أ.د. مصطفى رجب، يزيد بن الحسين، حسن عثمان، أحمد الحباسي، سليمان أحمد أبو ستة، علي الكاش، عزيز العرباوي، حسن الطرابلسي، د. صلاح عودة الله ، عبد الله الفقير، كريم السليتي، تونسي، د - صالح المازقي، أحمد ملحم، صلاح الحريري، مراد قميزة، محمود طرشوبي، المولدي الفرجاني، عبد الله زيدان، الهيثم زعفان، أحمد بوادي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. مصطفى يوسف اللداوي، رافع القارصي، فوزي مسعود ، د- محمد رحال، د - محمد بن موسى الشريف ، ضحى عبد الرحمن، رافد العزاوي، فهمي شراب، د. أحمد محمد سليمان، فتحي العابد، محمد شمام ، عمار غيلوفي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، يحيي البوليني، عمر غازي، ماهر عدنان قنديل، محمود سلطان، محمود فاروق سيد شعبان، محرر "بوابتي"، صالح النعامي ، رضا الدبّابي، منجي باكير، كريم فارق، العادل السمعلي، حميدة الطيلوش، حاتم الصولي، الهادي المثلوثي، د - المنجي الكعبي، إيمى الأشقر، فتحي الزغل، فتحـي قاره بيبـان، علي عبد العال، د. عادل محمد عايش الأسطل، سلام الشماع، إسراء أبو رمان، جاسم الرصيف، رشيد السيد أحمد، صلاح المختار، أحمد النعيمي، رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د- محمود علي عريقات، صفاء العراقي، خالد الجاف ، حسني إبراهيم عبد العظيم، سامح لطف الله، ياسين أحمد، سامر أبو رمان ، د. عبد الآله المالكي، صفاء العربي، أنس الشابي، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد بشير، د.محمد فتحي عبد العال، سفيان عبد الكافي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة