البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الاحتلال ونتائجه هو منبع الأزمات

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4641


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا علاقة للأمر بالتفاؤل أو التشاؤم، ولكن الخطاب يقرأ من عنوانه. ويقال في العمل الإداري، إذا أريد تجنب اتخاذ قرار حاسم في شأن ما، أو يراد له أن يفشل، فيحال إلى لجنة، لأن هناك جهة رئيسية، أو ربما جهات تعارض شأن ما، وتبتعد عن مواجهته صراحة، فيحال إلى لجنة تضم خبراء لكي يتم النقاش في أصغر التفاصيل، وهنا سوف يتسلل فيروس للملفات ويعطل التوصل إلى قرارات هو المطلوب.
إذن هناك لجنة لمناقشة الأزمة..... ستؤلف لجنة، وستعقد اللجنة جلسة أو جلستين، ثم تنهار المحادثات لتعود مجدداً للانعقاد، وهي التي ستكون عبارة عن إيجاد قواسم مشتركة، لعمل سياسي مقبل، قد لا يرى النور أبداً، فالخلاف بين الأطراف القابلة للعمل السياسي في جوهره ليس كبيراً، ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل.

في تفاصيل الأزمة مشكلات سياسية الطابع، ولكن أخرى قانونية أيضاً. فبعض الأطراف تتهم أخرى بالإرهاب، وفريق يتهم الآخر بالقتل النظم، وبقيادة عصابات للقتل الاحترافي، وهناك أيضاً اتهامات بنهب المليارات من الدولارات، وطرف يتهم الآخر بالعمل لصالح دول الجوار وغير الجوار، وأنه ينفذ أجنداتها السياسية والاقتصادية التوسعية في العراق، وحكومة محلية في كردستان تعتقد ببطلان قانونية طلب الحكومة المركزية. وهناك من يقول، أن كل هذه الاتهامات صحيحة، ترى ماذا هناك بعد من ألغام وقنابل موقوتة ومفخخات في ملفات اللجنة التي سوف تتشكل، أو ربما قد شكلت ..؟

أما إذا كان للقضاء من دور في المسألة، فسيلعب دور طمس آثار جريمة هنا، وأخرى هناك بأوامر سيادية، وبهذه الحالة سوف لن يكون قضاء بين متخاصمين، بل قضاء تابع للحكومة يرتب الملفات بناء على طلب دوائر حكومية عليا، أم ترى أن اللجنة العتيدة ستدرس أمراً واحداً فقط، وفي هذه الحالة يحق لم يريد القول أن القضاء مصاب بالحول بأوامر سياسية.

وفي بلاد كهذه، أليس من حق المواطنين التساؤل: كيف يأمن إي إنسان في هذا البلد على ماله وعمله وحياته، فإذا كان بالإمكان سحب نائب رئيس جمهورية إلى قفص الاتهام بسهولة مدهشة، فما هو قيمة مصير المواطن البسيط العادي، وإذا كان موظفون بمراتب قيادية وسيادية ولكل له ميليشياته وعصاباته، تقتل وتنهب، وتعين من لا مؤهلات له في وظائف خطيرة يقرر فيها شؤون الناس، ترى كيف ستكون شؤون الناس، وعلى أي مستوى تدار الأمور ..؟

ومن جهة أخرى: أطراف الأزمة لا يمثلون أنفسهم فقط، بل هم يمثلون مصالح قد جرى التفاهم عليها جوهرياً، ولكن الخلاف ربما في ملفات أخرى، لذلك على الأرجح، فإن عمل اللجنة وملفاتها الساخنة والملتهبة ستدرس وتحسم في أماكن باردة، هي غير اجتماعات اللجنة. ولكن في نهاية المطاف سينتصر رأي المندوب السامي الأمريكي. والمندوب السامي بحكم وظيفته وطقوسها متغطرس، يعتني بصيغة أوامره بحيث لا ترد، وهو لا يتيح لهم سوى هامش محدود للغاية من الخيارات والتعديلات، على طريقة تريد أرنب أخذ أرنب، تريد غزال أخذ أرنب.

ولكن يحق التساؤل، ومن حق أي مواطن والاحتلال، (التحرير) والنظام الديمقراطي الجديد يدخل في سنته العاشرة، أليس من حقه أن يتساءل: لماذا لا تشكل لجنة لدراسة مشاكل الحياة الآنية في العراق من ماء وكهرباء وهاتف وأمن المواطنين وخدمات صحية وغيرها من عشرات الملفات، ولماذا لا تشكل لجنة لمعرفة من هي الجهات الضالعة وراء قتل مئات من علماء العراق وخبراءه.

نعم نحن أيضاً نرى ضرورة تشكيل لجنة لها مطلق الصلاحيات في توجيه التهمة لمن يستحق ذلك، ولكن من الأولى والأجدى دائماً وأبداً، هو معالجة الأمور من جذرها، بمعنى آخر ميكانيكي، من مسببات الخلل، ومسببات الخلل هي الاحتلال ونتائجه، الرئيسية والفرعية، ومن أولى تلك، مكافحة الطائفية التي زرعها وسقاها من له مطامع في العراق، فيصعد على أكتاف الناس وظهورهم كل من يعرف من أين تؤكل الكتف، وكيف يؤدي مراسم التسلق، وهذا هو باختصار كل ما نراه اليوم يدور في العراق ويعربد في ساحات بغداد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقال جزء من ندوة تلفازية مع إحدى الفضائيات العربية بتاريخ 16/ شباط ـ فبراير / 2012


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، أمريكا، إحتلال العراق، إنسحاب الإحتلال، الجلاء، الإنسحاب الأمريكي من العراق، الحكومة العراقية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-02-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد بن عبد المحسن العساف ، رضا الدبّابي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، تونسي، د. أحمد بشير، محمد أحمد عزوز، صفاء العربي، محمد عمر غرس الله، سيد السباعي، محرر "بوابتي"، ياسين أحمد، صفاء العراقي، رشيد السيد أحمد، حسن عثمان، أبو سمية، مجدى داود، فتحـي قاره بيبـان، د. أحمد محمد سليمان، حاتم الصولي، جاسم الرصيف، فوزي مسعود ، خبَّاب بن مروان الحمد، الهيثم زعفان، سعود السبعاني، مصطفي زهران، د. خالد الطراولي ، عواطف منصور، محمد اسعد بيوض التميمي، عراق المطيري، د- هاني ابوالفتوح، عبد الله زيدان، مراد قميزة، سليمان أحمد أبو ستة، العادل السمعلي، د. صلاح عودة الله ، أ.د. مصطفى رجب، فتحي العابد، عبد الرزاق قيراط ، د - مصطفى فهمي، ضحى عبد الرحمن، أحمد بوادي، د. طارق عبد الحليم، رافع القارصي، عبد الله الفقير، سامح لطف الله، علي عبد العال، أحمد الحباسي، الناصر الرقيق، د. عبد الآله المالكي، عزيز العرباوي، نادية سعد، د - محمد بن موسى الشريف ، د- جابر قميحة، منجي باكير، المولدي الفرجاني، محمود سلطان، فهمي شراب، عمار غيلوفي، علي الكاش، طلال قسومي، يزيد بن الحسين، إيمى الأشقر، رافد العزاوي، إسراء أبو رمان، رمضان حينوني، يحيي البوليني، صلاح الحريري، صالح النعامي ، حميدة الطيلوش، محمد يحي، محمود فاروق سيد شعبان، محمد شمام ، محمد الياسين، أنس الشابي، صلاح المختار، أحمد ملحم، إياد محمود حسين ، أحمد النعيمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - عادل رضا، خالد الجاف ، سامر أبو رمان ، د- محمد رحال، حسن الطرابلسي، مصطفى منيغ، عبد الغني مزوز، محمد العيادي، د - المنجي الكعبي، د - محمد بنيعيش، الهادي المثلوثي، كريم فارق، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سفيان عبد الكافي، د - الضاوي خوالدية، سلوى المغربي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رحاب اسعد بيوض التميمي، أشرف إبراهيم حجاج، محمود طرشوبي، د - صالح المازقي، د.محمد فتحي عبد العال، عمر غازي، كريم السليتي، د- محمود علي عريقات، ماهر عدنان قنديل، سلام الشماع، صباح الموسوي ، د - شاكر الحوكي ، فتحي الزغل، محمد الطرابلسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، وائل بنجدو، د. مصطفى يوسف اللداوي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة