البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الاحتلال ونتائجه هو منبع الأزمات

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4616


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لا علاقة للأمر بالتفاؤل أو التشاؤم، ولكن الخطاب يقرأ من عنوانه. ويقال في العمل الإداري، إذا أريد تجنب اتخاذ قرار حاسم في شأن ما، أو يراد له أن يفشل، فيحال إلى لجنة، لأن هناك جهة رئيسية، أو ربما جهات تعارض شأن ما، وتبتعد عن مواجهته صراحة، فيحال إلى لجنة تضم خبراء لكي يتم النقاش في أصغر التفاصيل، وهنا سوف يتسلل فيروس للملفات ويعطل التوصل إلى قرارات هو المطلوب.
إذن هناك لجنة لمناقشة الأزمة..... ستؤلف لجنة، وستعقد اللجنة جلسة أو جلستين، ثم تنهار المحادثات لتعود مجدداً للانعقاد، وهي التي ستكون عبارة عن إيجاد قواسم مشتركة، لعمل سياسي مقبل، قد لا يرى النور أبداً، فالخلاف بين الأطراف القابلة للعمل السياسي في جوهره ليس كبيراً، ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل.

في تفاصيل الأزمة مشكلات سياسية الطابع، ولكن أخرى قانونية أيضاً. فبعض الأطراف تتهم أخرى بالإرهاب، وفريق يتهم الآخر بالقتل النظم، وبقيادة عصابات للقتل الاحترافي، وهناك أيضاً اتهامات بنهب المليارات من الدولارات، وطرف يتهم الآخر بالعمل لصالح دول الجوار وغير الجوار، وأنه ينفذ أجنداتها السياسية والاقتصادية التوسعية في العراق، وحكومة محلية في كردستان تعتقد ببطلان قانونية طلب الحكومة المركزية. وهناك من يقول، أن كل هذه الاتهامات صحيحة، ترى ماذا هناك بعد من ألغام وقنابل موقوتة ومفخخات في ملفات اللجنة التي سوف تتشكل، أو ربما قد شكلت ..؟

أما إذا كان للقضاء من دور في المسألة، فسيلعب دور طمس آثار جريمة هنا، وأخرى هناك بأوامر سيادية، وبهذه الحالة سوف لن يكون قضاء بين متخاصمين، بل قضاء تابع للحكومة يرتب الملفات بناء على طلب دوائر حكومية عليا، أم ترى أن اللجنة العتيدة ستدرس أمراً واحداً فقط، وفي هذه الحالة يحق لم يريد القول أن القضاء مصاب بالحول بأوامر سياسية.

وفي بلاد كهذه، أليس من حق المواطنين التساؤل: كيف يأمن إي إنسان في هذا البلد على ماله وعمله وحياته، فإذا كان بالإمكان سحب نائب رئيس جمهورية إلى قفص الاتهام بسهولة مدهشة، فما هو قيمة مصير المواطن البسيط العادي، وإذا كان موظفون بمراتب قيادية وسيادية ولكل له ميليشياته وعصاباته، تقتل وتنهب، وتعين من لا مؤهلات له في وظائف خطيرة يقرر فيها شؤون الناس، ترى كيف ستكون شؤون الناس، وعلى أي مستوى تدار الأمور ..؟

ومن جهة أخرى: أطراف الأزمة لا يمثلون أنفسهم فقط، بل هم يمثلون مصالح قد جرى التفاهم عليها جوهرياً، ولكن الخلاف ربما في ملفات أخرى، لذلك على الأرجح، فإن عمل اللجنة وملفاتها الساخنة والملتهبة ستدرس وتحسم في أماكن باردة، هي غير اجتماعات اللجنة. ولكن في نهاية المطاف سينتصر رأي المندوب السامي الأمريكي. والمندوب السامي بحكم وظيفته وطقوسها متغطرس، يعتني بصيغة أوامره بحيث لا ترد، وهو لا يتيح لهم سوى هامش محدود للغاية من الخيارات والتعديلات، على طريقة تريد أرنب أخذ أرنب، تريد غزال أخذ أرنب.

ولكن يحق التساؤل، ومن حق أي مواطن والاحتلال، (التحرير) والنظام الديمقراطي الجديد يدخل في سنته العاشرة، أليس من حقه أن يتساءل: لماذا لا تشكل لجنة لدراسة مشاكل الحياة الآنية في العراق من ماء وكهرباء وهاتف وأمن المواطنين وخدمات صحية وغيرها من عشرات الملفات، ولماذا لا تشكل لجنة لمعرفة من هي الجهات الضالعة وراء قتل مئات من علماء العراق وخبراءه.

نعم نحن أيضاً نرى ضرورة تشكيل لجنة لها مطلق الصلاحيات في توجيه التهمة لمن يستحق ذلك، ولكن من الأولى والأجدى دائماً وأبداً، هو معالجة الأمور من جذرها، بمعنى آخر ميكانيكي، من مسببات الخلل، ومسببات الخلل هي الاحتلال ونتائجه، الرئيسية والفرعية، ومن أولى تلك، مكافحة الطائفية التي زرعها وسقاها من له مطامع في العراق، فيصعد على أكتاف الناس وظهورهم كل من يعرف من أين تؤكل الكتف، وكيف يؤدي مراسم التسلق، وهذا هو باختصار كل ما نراه اليوم يدور في العراق ويعربد في ساحات بغداد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقال جزء من ندوة تلفازية مع إحدى الفضائيات العربية بتاريخ 16/ شباط ـ فبراير / 2012


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، أمريكا، إحتلال العراق، إنسحاب الإحتلال، الجلاء، الإنسحاب الأمريكي من العراق، الحكومة العراقية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-02-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا
  من معارك العرب الكبرى : معركة أنوال المجيدة
  نظرية المؤامرة Conspiracy Theory
  نوع جديد من الحروب
  نبوءة دقيقة
  الولايات المتحدة منزعجة من السياسة المصرية ...!
  لماذا أنهار الغرب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
نادية سعد، د- محمد رحال، د- هاني ابوالفتوح، محمد اسعد بيوض التميمي، أبو سمية، كريم فارق، أحمد ملحم، د. أحمد بشير، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فوزي مسعود ، سفيان عبد الكافي، د.محمد فتحي عبد العال، عزيز العرباوي، صالح النعامي ، الهيثم زعفان، فتحـي قاره بيبـان، د - صالح المازقي، رافد العزاوي، عواطف منصور، كريم السليتي، رضا الدبّابي، د - مصطفى فهمي، الناصر الرقيق، سعود السبعاني، عمر غازي، علي عبد العال، منجي باكير، محمد شمام ، جاسم الرصيف، محمد الطرابلسي، سليمان أحمد أبو ستة، صلاح المختار، مصطفي زهران، محمود طرشوبي، عبد الله زيدان، صباح الموسوي ، يزيد بن الحسين، مجدى داود، سامح لطف الله، د - الضاوي خوالدية، حسني إبراهيم عبد العظيم، سلام الشماع، ضحى عبد الرحمن، حاتم الصولي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد بوادي، محمد يحي، صفاء العربي، رافع القارصي، د. خالد الطراولي ، صلاح الحريري، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رشيد السيد أحمد، حسن الطرابلسي، محمود فاروق سيد شعبان، محرر "بوابتي"، د - المنجي الكعبي، د - شاكر الحوكي ، يحيي البوليني، علي الكاش، طلال قسومي، إياد محمود حسين ، خالد الجاف ، د - محمد بن موسى الشريف ، د- جابر قميحة، محمد العيادي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أ.د. مصطفى رجب، إيمى الأشقر، إسراء أبو رمان، د - محمد بنيعيش، خبَّاب بن مروان الحمد، حسن عثمان، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الله الفقير، د- محمود علي عريقات، ياسين أحمد، محمود سلطان، رمضان حينوني، د - عادل رضا، مصطفى منيغ، د. أحمد محمد سليمان، المولدي الفرجاني، مراد قميزة، عراق المطيري، سامر أبو رمان ، العادل السمعلي، د. طارق عبد الحليم، عبد الرزاق قيراط ، أشرف إبراهيم حجاج، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحي العابد، د. عادل محمد عايش الأسطل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. عبد الآله المالكي، حميدة الطيلوش، ماهر عدنان قنديل، فتحي الزغل، تونسي، أحمد الحباسي، وائل بنجدو، محمد الياسين، الهادي المثلوثي، أحمد النعيمي، محمد عمر غرس الله، سلوى المغربي، صفاء العراقي، عمار غيلوفي، عبد الغني مزوز، فهمي شراب، محمد أحمد عزوز، سيد السباعي، د. صلاح عودة الله ، أنس الشابي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة