البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مدرستان في الفكر الديني

كاتب المقال د. محمد عمارة   
 المشاهدات: 8026



والآن .. نأتي إلى بيت القصيد .. فنسأل السؤال الذي من أجل الإجابة عليه كتبنا هذه الصفحات ..
ـ لماذا يسيء النصارى واليهود إلى رسول الإسلام.. وإلى رموز الإسلام ومقدساته ؟
ـ ولماذا ـ رغم ذلك ـ لم تصدر أدنى إساءة من أي مسلم ـ على امتداد التاريخ ، إلى أي نبي ، أو رسول ، أو رمز من رموز النصرانية أو اليهودية ؟!

* * *

إن الإجابة على هذا السؤال .. والتي هي بيت القصيد في هذه الدراسة .. تقول :
إننا ـ في الفكر الديني ـ لدى أبناء الديانات السماوية الثلاث ـ اليهودية والمسيحية والإسلام ـ بإزاء مدرستين .. وفلسفتين .. ومنهجين .. ونظريتين .. وموقفين من الأنبياء والمرسلين والنبوات والرسالات والرموز والمقدسات التي جاءت بها الديانات :

المدرسة الأولى :
هي المدرسة القرآنية .. التي تقرر الاصطفاء الإلهي والعصمة والقداسة والاحترام والتوقير لجميع الأنبياء والمرسلين .. ولجميع الكتب السماوية .. ولسائر الرموز المقدسة في جميع الرسالات والشرائع السماوية .. فكل الأنبياء والمرسلين هم الصفوة من عباد الله ، الأخيار ، الذين اصطفاهم واستخلصهم وصنعهم على عينه ، وعصمهم من كل ما ينفّر أو يشين ..

أما المدرسة الثانية :
فهي مدرسة أسفار العهد القديم ـ التي كوَّنت .. ولا تزال تكوِّن ـ الثقافة الدينية لليهود والنصارى .. وتكوِّن الفلسفة والتكوين النفسي لليهود والنصارى ، وتكوِّن ـ كذلك ـ التراث وزاوية الرؤية والنظرة العلمانية في المجتمعات المسيحية ، للدين ورموزه .. وهذه المدرسة ـ مدرسة العهد القديم ـ لا تعترف بأية قداسة أو عصمة أو احترام أو توقير للأنبياء والمرسلين .. بل ـ على العكس من ذلك ـ تقدِّم لهم صورة بائسة ومزرية .. تأنَف منها فطرةُ الناس الأسوياء !!
وهذه المدرسة ـ مدرسة العهد القديم ـ التي كوَّنت وتكوِّن الثقافة الدينية لليهود والنصارى .. والتي تقدِّم الأنبياء والمرسلين في صورة الفسَقة والفجَرة .. والزناة .. وأبناء الزنا .. والمتلصصين على العورات والحُرمات .. والكَذَبَة .. والمتآمرين .. والقَتَلَة .. والمتخلقين بأخلاق الدِّياثة ، بحثًا عن سُحت الدنيا وعرَضها .. إلخ .. إلخ .. تلصِق هذه الصفات القبيحة والأفعال المرذولة بالأنبياء والمرسلين الذين يؤمن بهم اليهود والنصارى !!
فإذا كانت هذه هي منابع الثقافة التي كوَّنت هذه النظرة إلى الأنبياء والمرسلين الذين يؤمنون بهم .. فهل نستغرب ـ والحال كذلك ـ أن يُعمِّموا هذه النظرة والفلسفة والثقافة في نظرتهم إلى رسول الإسلام ـ عليه الصلاة والسلام ؟ !

تلك هي "الحقيقة ـ المشكلة" , "المشكلة ـ الحقيقية" .. التي جعلت الإساءة إلى رسول الإسلام "مكونًا حاضرًا ودائمًا" في الثقافة النصرانية واليهودية .. دائمًا وأبدًا .. على حين عصم القرآن الكريم الثقافة الإسلامية من أية إساءة إلى أي رسول أو نبي من المرسلين والأنبياء الذين اصطفاهم الله ـ سبحانه وتعالى ـ وصنعهم على عينه .. وكرمهم وعصمهم من كل ما يُنفّر أو يشين ـ من آدم إلى محمد ـ عليهم الصلاة والسلام ..

وهي الحقيقة التي تقدِّم عليها هذه الدراسةُ الأدلةَ والبراهين ، من المنابع الجوهرية المكونة للعقليتين .. وللفلسفتين .. وللنظرتين .. وللثقافتين : الإسلامية .. واليهودية / المسيحية .. في هذا الميدان ..


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

المسيحية، مسيحيون، الغرب الكافر، علمانيون، غزو فكري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-01-2009   almesryoon.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
منجي باكير، د- هاني ابوالفتوح، كريم فارق، محرر "بوابتي"، د - شاكر الحوكي ، د- جابر قميحة، إيمى الأشقر، د. صلاح عودة الله ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صالح النعامي ، سلوى المغربي، إياد محمود حسين ، حميدة الطيلوش، فتحي الزغل، محمود طرشوبي، الناصر الرقيق، أحمد النعيمي، صباح الموسوي ، د. طارق عبد الحليم، د - محمد بنيعيش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. خالد الطراولي ، فتحي العابد، المولدي الفرجاني، سامح لطف الله، رافد العزاوي، أحمد بوادي، ضحى عبد الرحمن، مراد قميزة، حسن عثمان، محمد يحي، نادية سعد، محمد شمام ، الهادي المثلوثي، د - عادل رضا، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، كريم السليتي، د. عادل محمد عايش الأسطل، سعود السبعاني، مجدى داود، سفيان عبد الكافي، يحيي البوليني، صلاح المختار، فهمي شراب، محمد الطرابلسي، د.محمد فتحي عبد العال، رضا الدبّابي، رمضان حينوني، فوزي مسعود ، مصطفى منيغ، وائل بنجدو، جاسم الرصيف، د- محمود علي عريقات، د- محمد رحال، رشيد السيد أحمد، أشرف إبراهيم حجاج، عمار غيلوفي، صفاء العربي، محمد أحمد عزوز، محمد العيادي، ياسين أحمد، محمود فاروق سيد شعبان، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الله الفقير، سلام الشماع، أ.د. مصطفى رجب، صلاح الحريري، د - المنجي الكعبي، محمود سلطان، د - الضاوي خوالدية، أنس الشابي، يزيد بن الحسين، تونسي، د - محمد بن موسى الشريف ، ماهر عدنان قنديل، د. عبد الآله المالكي، أبو سمية، خالد الجاف ، صفاء العراقي، علي عبد العال، سيد السباعي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عواطف منصور، حاتم الصولي، محمد اسعد بيوض التميمي، سامر أبو رمان ، عمر غازي، العادل السمعلي، فتحـي قاره بيبـان، عراق المطيري، عبد الله زيدان، د. أحمد محمد سليمان، محمد الياسين، مصطفي زهران، د. أحمد بشير، د - مصطفى فهمي، عبد الرزاق قيراط ، محمد عمر غرس الله، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن الطرابلسي، عزيز العرباوي، د - صالح المازقي، إسراء أبو رمان، حسني إبراهيم عبد العظيم، علي الكاش، أحمد ملحم، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد الحباسي، طلال قسومي، الهيثم زعفان، عبد الغني مزوز، رافع القارصي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة