البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مدرستان في الفكر الديني

كاتب المقال د. محمد عمارة   
 المشاهدات: 7987



والآن .. نأتي إلى بيت القصيد .. فنسأل السؤال الذي من أجل الإجابة عليه كتبنا هذه الصفحات ..
ـ لماذا يسيء النصارى واليهود إلى رسول الإسلام.. وإلى رموز الإسلام ومقدساته ؟
ـ ولماذا ـ رغم ذلك ـ لم تصدر أدنى إساءة من أي مسلم ـ على امتداد التاريخ ، إلى أي نبي ، أو رسول ، أو رمز من رموز النصرانية أو اليهودية ؟!

* * *

إن الإجابة على هذا السؤال .. والتي هي بيت القصيد في هذه الدراسة .. تقول :
إننا ـ في الفكر الديني ـ لدى أبناء الديانات السماوية الثلاث ـ اليهودية والمسيحية والإسلام ـ بإزاء مدرستين .. وفلسفتين .. ومنهجين .. ونظريتين .. وموقفين من الأنبياء والمرسلين والنبوات والرسالات والرموز والمقدسات التي جاءت بها الديانات :

المدرسة الأولى :
هي المدرسة القرآنية .. التي تقرر الاصطفاء الإلهي والعصمة والقداسة والاحترام والتوقير لجميع الأنبياء والمرسلين .. ولجميع الكتب السماوية .. ولسائر الرموز المقدسة في جميع الرسالات والشرائع السماوية .. فكل الأنبياء والمرسلين هم الصفوة من عباد الله ، الأخيار ، الذين اصطفاهم واستخلصهم وصنعهم على عينه ، وعصمهم من كل ما ينفّر أو يشين ..

أما المدرسة الثانية :
فهي مدرسة أسفار العهد القديم ـ التي كوَّنت .. ولا تزال تكوِّن ـ الثقافة الدينية لليهود والنصارى .. وتكوِّن الفلسفة والتكوين النفسي لليهود والنصارى ، وتكوِّن ـ كذلك ـ التراث وزاوية الرؤية والنظرة العلمانية في المجتمعات المسيحية ، للدين ورموزه .. وهذه المدرسة ـ مدرسة العهد القديم ـ لا تعترف بأية قداسة أو عصمة أو احترام أو توقير للأنبياء والمرسلين .. بل ـ على العكس من ذلك ـ تقدِّم لهم صورة بائسة ومزرية .. تأنَف منها فطرةُ الناس الأسوياء !!
وهذه المدرسة ـ مدرسة العهد القديم ـ التي كوَّنت وتكوِّن الثقافة الدينية لليهود والنصارى .. والتي تقدِّم الأنبياء والمرسلين في صورة الفسَقة والفجَرة .. والزناة .. وأبناء الزنا .. والمتلصصين على العورات والحُرمات .. والكَذَبَة .. والمتآمرين .. والقَتَلَة .. والمتخلقين بأخلاق الدِّياثة ، بحثًا عن سُحت الدنيا وعرَضها .. إلخ .. إلخ .. تلصِق هذه الصفات القبيحة والأفعال المرذولة بالأنبياء والمرسلين الذين يؤمن بهم اليهود والنصارى !!
فإذا كانت هذه هي منابع الثقافة التي كوَّنت هذه النظرة إلى الأنبياء والمرسلين الذين يؤمنون بهم .. فهل نستغرب ـ والحال كذلك ـ أن يُعمِّموا هذه النظرة والفلسفة والثقافة في نظرتهم إلى رسول الإسلام ـ عليه الصلاة والسلام ؟ !

تلك هي "الحقيقة ـ المشكلة" , "المشكلة ـ الحقيقية" .. التي جعلت الإساءة إلى رسول الإسلام "مكونًا حاضرًا ودائمًا" في الثقافة النصرانية واليهودية .. دائمًا وأبدًا .. على حين عصم القرآن الكريم الثقافة الإسلامية من أية إساءة إلى أي رسول أو نبي من المرسلين والأنبياء الذين اصطفاهم الله ـ سبحانه وتعالى ـ وصنعهم على عينه .. وكرمهم وعصمهم من كل ما يُنفّر أو يشين ـ من آدم إلى محمد ـ عليهم الصلاة والسلام ..

وهي الحقيقة التي تقدِّم عليها هذه الدراسةُ الأدلةَ والبراهين ، من المنابع الجوهرية المكونة للعقليتين .. وللفلسفتين .. وللنظرتين .. وللثقافتين : الإسلامية .. واليهودية / المسيحية .. في هذا الميدان ..


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

المسيحية، مسيحيون، الغرب الكافر، علمانيون، غزو فكري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-01-2009   almesryoon.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد أحمد عزوز، صفاء العربي، د - محمد بنيعيش، تونسي، علي عبد العال، صباح الموسوي ، محمد الطرابلسي، فهمي شراب، نادية سعد، عواطف منصور، محمد شمام ، مصطفي زهران، فتحي العابد، صالح النعامي ، يزيد بن الحسين، إياد محمود حسين ، د. عبد الآله المالكي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سليمان أحمد أبو ستة، كريم السليتي، محمد اسعد بيوض التميمي، فوزي مسعود ، مجدى داود، عبد الغني مزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود طرشوبي، أحمد النعيمي، الهادي المثلوثي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - شاكر الحوكي ، د - عادل رضا، د. مصطفى يوسف اللداوي، خالد الجاف ، محرر "بوابتي"، حسن الطرابلسي، محمود سلطان، ياسين أحمد، د - صالح المازقي، سامح لطف الله، محمد الياسين، عزيز العرباوي، المولدي الفرجاني، حسني إبراهيم عبد العظيم، يحيي البوليني، محمد عمر غرس الله، صلاح المختار، عبد الله الفقير، منجي باكير، سلام الشماع، د - مصطفى فهمي، سامر أبو رمان ، سيد السباعي، مراد قميزة، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- جابر قميحة، جاسم الرصيف، محمد يحي، أحمد بوادي، رافع القارصي، حسن عثمان، عمر غازي، د.محمد فتحي عبد العال، صفاء العراقي، رضا الدبّابي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد العيادي، د - المنجي الكعبي، كريم فارق، الناصر الرقيق، إسراء أبو رمان، حاتم الصولي، د. طارق عبد الحليم، د- هاني ابوالفتوح، سفيان عبد الكافي، الهيثم زعفان، رمضان حينوني، د. خالد الطراولي ، سعود السبعاني، د- محمود علي عريقات، علي الكاش، أشرف إبراهيم حجاج، سلوى المغربي، العادل السمعلي، حميدة الطيلوش، د - محمد بن موسى الشريف ، إيمى الأشقر، أنس الشابي، خبَّاب بن مروان الحمد، رافد العزاوي، أبو سمية، صلاح الحريري، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الرزاق قيراط ، ماهر عدنان قنديل، عراق المطيري، فتحـي قاره بيبـان، د. صلاح عودة الله ، أحمد الحباسي، د- محمد رحال، عبد الله زيدان، رشيد السيد أحمد، طلال قسومي، د. أحمد بشير، وائل بنجدو، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد محمد سليمان، فتحي الزغل، ضحى عبد الرحمن، أحمد ملحم، أ.د. مصطفى رجب، عمار غيلوفي، د. عادل محمد عايش الأسطل، مصطفى منيغ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة