البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

وقد ضاق عليه الخناق.. قيس سعيد يخرج عن السيطرة

كاتب المقال بحري العرفاوي - تونس   
 المشاهدات: 673



شخصية قيس سعيد "عنيدة" لا تقبل تنازلا ولا تراجعا ولا اعترافا بخطأ، وهي أيضا شخصية صِدامية لا تتردد في مهاجمة الجميع في نفس الوقت وفي كيل التهم وإطلاق الشتائم والسباب، حتى بلغ به الأمر قذف قاضيات محصنات في شرفهن لتبرير إقدامه على عزل 57 قاضيا دفعة واحدة، دون ملفات ولا أحكام قضائية ولا إعطاء فرصة لضحاياه كي يدافعوا عن أنفسهم.

هذه الشخصية العنيدة الصدامية، نفر منها الجميع وتبرأ منها كثير ممن كانوا مساندين لها ليلة الانقلاب، وهو الآن يخوض "حوارا" مع من لا تمثيلية شعبية لهم ولا رمزية تاريخية أو نضالية أو معنوية. ولعل أكبر ضربة تلقاها الانقلاب بعد موقف الرئيس الجزائري وتقرير لجنة البندقية، هي مقاطعة الشغل لأي حوار ينطلق من مسلّمات ونتائج مسبقة. وقد عبر أمين عام الاتحاد نور الدين الطبوبي عن موقف مبدئي قوي وشجاع، وأعلن بوضوح عن استعداد منظمة حشاد لخوض معركة مع من يريد إخضاعه وإذلاله.

جبهة الخلاص الوطني بقيادة المناضل نجيب الشابي تخوض تحركات ميدانية في الجهات، خمسة أحزاب يسارية أعلنت عن تكوين جبهة لمنع استفتاء مغشوش يريده قيس سعيد لصناعة امر واقع وتمرير "مشروعه" الهلامي الشعبوي، القضاة يستعدون لإضراب لأسبوع في مختلف محاكم البلاد مع إمكانية التمديد وملوحين باعتصامات في مقرات هياكلهم، حركة النهضة (أكبر حزب سياسي) بدأت سلسلة تحركات ميدانية في الجهات.. كل هذه المواقف والتحركات الداخلية متظافرة مع مواقف خارجية، آخرها موقف الخارجية الأمريكية، تجعل قيس سعيد يشعر بأن عزلته تشتد وبأن الخناق يضيّق عليه، وهي وضعية تتطلب -منطقيا- وقفة تأمل وعملية مراجعة للخطوات السابقة بغاية تجاوز الأخطاء والبحث عن مسالك للخروج من الأزمة، غير أن البنية النفسية والذهنية لشخصية قيس سعيد لا تتيح ذلك، بل تجعله يهرب إلى الأمام باتجاه مزيد التأزيم والتعقيد.

مراقبون للمشهد ينتظرون أن "يأذن" قيس سعيد باعتقال قادة سياسيين من الصف الاول -كما عبر عنه الأستاذ نجيب الشابي في آخر ندوة صحفية- والمقصود طبعا هم قادة من حركة النهضة تحديدا، وقد تكون التهمة كيدية متعلقة بالاغتيالات السياسية وبما يعرف إعلاميا بـ"الجهاز السري".

اجتماع سعيد عدة مرات بوزيرة العدل ووزير الداخلية كان للضغط عليهما كي يقوما باعتقالات ضد خصومه، وحين لم يجد الاستجابة لأهوائه ذهب خطوة إلى الأمام بعزل قضاة رفضوا أن يكونوا أنيابا ومخالب للانقلاب، وهو إذ يحاول تخويف القضاة فإنما يريد جعلهم ينقادون إلى رغباته فيصدرون أحكاما ضد من يعتبرهم خصوما وأعداء، ولكنه يُصدم بأن الجسم القضائي في غالبيته معافى شريف يرفض أن يكون أداة بيد سلطة ليس لها أفق ولا حظوظ بقاء.

إذا عجز قيس سعيد عن تحقيق أهدافه الخاصة بالطرائق الناعمة المتخفية بالقانون والشرعية والمشروعية وإرادة الشعب، فليس مستبعدا لجوؤه الى أساليب سيئة لتغفين المشهد وإدخال البلاد في منطقة الفوضى، حيث تكون أساليب العنف "مبررة"، وحيث يكون سعيد "منتصرا" أو "شهيدا" وهو ما يردده دائما.

"الانتصار" و"الشهادة" مفردتان من قاموس المعارك والحروب، حيث يقف صاحبها في وضعية قتالية قبالة عدو حقيقي أو متخيّل، وحيث لا يكون حوار ولا سلام ولا اعتراف بل قاتل وقتيل.

منع انزلاق سعيد بالبلاد منزلقات كارثية هو أولوية وطنية تتحملها القوى السياسية والثقافية والنقابية والاعلامية والقضائية، حتى لا تأخذنا "شهوة فرد" نحو "هاوية للجميع".


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إنقلاب قيس سعيد، تونس، الإنقلاب في تونس، حركة النهضة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-06-2022   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. خالد الطراولي ، العادل السمعلي، صالح النعامي ، عبد الله زيدان، كريم السليتي، سامر أبو رمان ، رمضان حينوني، أنس الشابي، د - المنجي الكعبي، علي عبد العال، محرر "بوابتي"، رضا الدبّابي، د - مصطفى فهمي، سيد السباعي، محمد الطرابلسي، خالد الجاف ، مراد قميزة، حميدة الطيلوش، يزيد بن الحسين، الناصر الرقيق، عبد الغني مزوز، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إسراء أبو رمان، إياد محمود حسين ، محمد العيادي، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحـي قاره بيبـان، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد ملحم، عواطف منصور، عبد الرزاق قيراط ، أحمد بوادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. صلاح عودة الله ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سلوى المغربي، فتحي العابد، عزيز العرباوي، عراق المطيري، علي الكاش، حسن الطرابلسي، محمود سلطان، د - محمد بن موسى الشريف ، سامح لطف الله، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- محمد رحال، أحمد الحباسي، د - صالح المازقي، د - محمد بنيعيش، عبد الله الفقير، ضحى عبد الرحمن، عمر غازي، د - شاكر الحوكي ، محمود طرشوبي، يحيي البوليني، فوزي مسعود ، د- هاني ابوالفتوح، منجي باكير، محمد شمام ، سعود السبعاني، رشيد السيد أحمد، ماهر عدنان قنديل، د - الضاوي خوالدية، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العربي، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د. مصطفى رجب، صفاء العراقي، إيمى الأشقر، صلاح المختار، نادية سعد، مصطفى منيغ، جاسم الرصيف، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أبو سمية، د. طارق عبد الحليم، صباح الموسوي ، طلال قسومي، الهادي المثلوثي، ياسين أحمد، المولدي الفرجاني، تونسي، سلام الشماع، وائل بنجدو، أحمد النعيمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد الياسين، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. عبد الآله المالكي، رافد العزاوي، فهمي شراب، فتحي الزغل، د - عادل رضا، مصطفي زهران، محمد اسعد بيوض التميمي، حسن عثمان، عمار غيلوفي، د. أحمد محمد سليمان، كريم فارق، د- محمود علي عريقات، سفيان عبد الكافي، الهيثم زعفان، د. أحمد بشير، صلاح الحريري، محمد يحي، مجدى داود، د- جابر قميحة، سليمان أحمد أبو ستة، د.محمد فتحي عبد العال، رافع القارصي، محمد أحمد عزوز، حاتم الصولي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة