البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

وقد ضاق عليه الخناق.. قيس سعيد يخرج عن السيطرة

كاتب المقال بحري العرفاوي - تونس   
 المشاهدات: 675



شخصية قيس سعيد "عنيدة" لا تقبل تنازلا ولا تراجعا ولا اعترافا بخطأ، وهي أيضا شخصية صِدامية لا تتردد في مهاجمة الجميع في نفس الوقت وفي كيل التهم وإطلاق الشتائم والسباب، حتى بلغ به الأمر قذف قاضيات محصنات في شرفهن لتبرير إقدامه على عزل 57 قاضيا دفعة واحدة، دون ملفات ولا أحكام قضائية ولا إعطاء فرصة لضحاياه كي يدافعوا عن أنفسهم.

هذه الشخصية العنيدة الصدامية، نفر منها الجميع وتبرأ منها كثير ممن كانوا مساندين لها ليلة الانقلاب، وهو الآن يخوض "حوارا" مع من لا تمثيلية شعبية لهم ولا رمزية تاريخية أو نضالية أو معنوية. ولعل أكبر ضربة تلقاها الانقلاب بعد موقف الرئيس الجزائري وتقرير لجنة البندقية، هي مقاطعة الشغل لأي حوار ينطلق من مسلّمات ونتائج مسبقة. وقد عبر أمين عام الاتحاد نور الدين الطبوبي عن موقف مبدئي قوي وشجاع، وأعلن بوضوح عن استعداد منظمة حشاد لخوض معركة مع من يريد إخضاعه وإذلاله.

جبهة الخلاص الوطني بقيادة المناضل نجيب الشابي تخوض تحركات ميدانية في الجهات، خمسة أحزاب يسارية أعلنت عن تكوين جبهة لمنع استفتاء مغشوش يريده قيس سعيد لصناعة امر واقع وتمرير "مشروعه" الهلامي الشعبوي، القضاة يستعدون لإضراب لأسبوع في مختلف محاكم البلاد مع إمكانية التمديد وملوحين باعتصامات في مقرات هياكلهم، حركة النهضة (أكبر حزب سياسي) بدأت سلسلة تحركات ميدانية في الجهات.. كل هذه المواقف والتحركات الداخلية متظافرة مع مواقف خارجية، آخرها موقف الخارجية الأمريكية، تجعل قيس سعيد يشعر بأن عزلته تشتد وبأن الخناق يضيّق عليه، وهي وضعية تتطلب -منطقيا- وقفة تأمل وعملية مراجعة للخطوات السابقة بغاية تجاوز الأخطاء والبحث عن مسالك للخروج من الأزمة، غير أن البنية النفسية والذهنية لشخصية قيس سعيد لا تتيح ذلك، بل تجعله يهرب إلى الأمام باتجاه مزيد التأزيم والتعقيد.

مراقبون للمشهد ينتظرون أن "يأذن" قيس سعيد باعتقال قادة سياسيين من الصف الاول -كما عبر عنه الأستاذ نجيب الشابي في آخر ندوة صحفية- والمقصود طبعا هم قادة من حركة النهضة تحديدا، وقد تكون التهمة كيدية متعلقة بالاغتيالات السياسية وبما يعرف إعلاميا بـ"الجهاز السري".

اجتماع سعيد عدة مرات بوزيرة العدل ووزير الداخلية كان للضغط عليهما كي يقوما باعتقالات ضد خصومه، وحين لم يجد الاستجابة لأهوائه ذهب خطوة إلى الأمام بعزل قضاة رفضوا أن يكونوا أنيابا ومخالب للانقلاب، وهو إذ يحاول تخويف القضاة فإنما يريد جعلهم ينقادون إلى رغباته فيصدرون أحكاما ضد من يعتبرهم خصوما وأعداء، ولكنه يُصدم بأن الجسم القضائي في غالبيته معافى شريف يرفض أن يكون أداة بيد سلطة ليس لها أفق ولا حظوظ بقاء.

إذا عجز قيس سعيد عن تحقيق أهدافه الخاصة بالطرائق الناعمة المتخفية بالقانون والشرعية والمشروعية وإرادة الشعب، فليس مستبعدا لجوؤه الى أساليب سيئة لتغفين المشهد وإدخال البلاد في منطقة الفوضى، حيث تكون أساليب العنف "مبررة"، وحيث يكون سعيد "منتصرا" أو "شهيدا" وهو ما يردده دائما.

"الانتصار" و"الشهادة" مفردتان من قاموس المعارك والحروب، حيث يقف صاحبها في وضعية قتالية قبالة عدو حقيقي أو متخيّل، وحيث لا يكون حوار ولا سلام ولا اعتراف بل قاتل وقتيل.

منع انزلاق سعيد بالبلاد منزلقات كارثية هو أولوية وطنية تتحملها القوى السياسية والثقافية والنقابية والاعلامية والقضائية، حتى لا تأخذنا "شهوة فرد" نحو "هاوية للجميع".


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إنقلاب قيس سعيد، تونس، الإنقلاب في تونس، حركة النهضة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-06-2022   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رحاب اسعد بيوض التميمي، د. أحمد محمد سليمان، فهمي شراب، د. خالد الطراولي ، د. أحمد بشير، رافد العزاوي، د - الضاوي خوالدية، د. صلاح عودة الله ، د - محمد بنيعيش، د - عادل رضا، عراق المطيري، محمد الياسين، جاسم الرصيف، صالح النعامي ، سلوى المغربي، مراد قميزة، د.محمد فتحي عبد العال، خبَّاب بن مروان الحمد، يزيد بن الحسين، محمد العيادي، صفاء العراقي، عبد الرزاق قيراط ، محمد شمام ، أبو سمية، أنس الشابي، صفاء العربي، رافع القارصي، محمود طرشوبي، د - شاكر الحوكي ، أشرف إبراهيم حجاج، سامر أبو رمان ، علي عبد العال، د- هاني ابوالفتوح، حميدة الطيلوش، منجي باكير، الهادي المثلوثي، تونسي، صباح الموسوي ، سلام الشماع، د- محمد رحال، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - مصطفى فهمي، علي الكاش، محرر "بوابتي"، خالد الجاف ، إيمى الأشقر، محمد الطرابلسي، وائل بنجدو، سفيان عبد الكافي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، ياسين أحمد، عبد الله الفقير، العادل السمعلي، نادية سعد، حاتم الصولي، صلاح الحريري، مجدى داود، د. كاظم عبد الحسين عباس ، يحيي البوليني، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد النعيمي، كريم السليتي، المولدي الفرجاني، عبد الله زيدان، د. عبد الآله المالكي، د - المنجي الكعبي، الهيثم زعفان، عمار غيلوفي، الناصر الرقيق، فوزي مسعود ، د. طارق عبد الحليم، عزيز العرباوي، طلال قسومي، سيد السباعي، ماهر عدنان قنديل، عواطف منصور، أحمد ملحم، كريم فارق، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عمر غازي، حسن الطرابلسي، أحمد الحباسي، فتحي الزغل، محمد عمر غرس الله، رضا الدبّابي، أحمد بوادي، عبد الغني مزوز، فتحـي قاره بيبـان، سامح لطف الله، رشيد السيد أحمد، محمود فاروق سيد شعبان، محمد يحي، محمد أحمد عزوز، إسراء أبو رمان، مصطفي زهران، أ.د. مصطفى رجب، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسن عثمان، صلاح المختار، إياد محمود حسين ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- جابر قميحة، د - صالح المازقي، ضحى عبد الرحمن، محمد اسعد بيوض التميمي، رمضان حينوني، د- محمود علي عريقات، سليمان أحمد أبو ستة، مصطفى منيغ، فتحي العابد، سعود السبعاني، محمود سلطان، حسني إبراهيم عبد العظيم،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة