البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من قواعد النصر في القرآن الكريم – 14 – ليظهره على الدين كله

كاتب المقال أ. د/ احمد بشير - مصر    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3515


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


" إن هـذه الأمـة تمرض لكنّها لا تموت، وتغفـو لكنّها لا تنـام، فـلا تيأسوا فإنكم سترون عزّكم، متى عدتم لربكم " ( الشيخ : ابن باز "رحمه الله" )

" الإسلام : أمة، ورسالة.. الرسالة هي الوحي الإلهي الذي يخط الطريق المستقيم.. والأمة هي المجموع الذي ينقل هذا الوحي من ميدان النظر إلى ميدان التطبيق؛ أي تفهم الوحي، وتطبقه، وتدعو إلى اعتناقه.. ويؤكد أن هذه الأمة لا بد أن تكون صورة حسنة لرسالتها وكيف أن هذه الدعوة لا بد أن تستند لعلم ثابت وفقه حقيقي لا دعوات حماسية تفتقد العلم والمعرفة " ( محمد الغزالي في كتاب : علل وأدية )

****************
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم،
أما بعـد :

فلقاؤنا مع القاعدة الرابعة عشرة من قواعد النصر كما استقيناها من القرآن الكريم، " ومؤداها أن الله تعالى تكفل بإظهار وتعلية ورفع هذا الدين على الأديان كلها مهما كره الكارهون ذلك من المشركين والمتمردين والجبابرة والطغاة في كل زمان ومكان "، قال تعالى : {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } ( التوبة : 33 )،
وإذا تدبرنا القرآن الكريم لوجدنا هذا الوعد الإلهي ( ليظهره على الدين كله ) تكرر بنفس الصيغة ثلاث مرات في القرآن الكريم، الأولى : الآية التي سقناها في سورة التوبة، والثانية في سورة الصف : {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }( الصف : 9 )، وأما الثالثة : ففي سورة الفتح : {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً }( الفتح : 28 )، هكذا في ثلاث مواضع من كتاب الله يأتي هذه الوعد الإلهي الكريم بنصر هذا الدين وإعلائه عن كل ما عداه من الأديان والأفكار والمذاهب والفلسفات، فالله تعالى يخبرنا أنه هو الذي أرسل رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم بالقرآن ودين الإسلام الحنيف ; ليعليه على الأديان والملل كلها , ويمكن له في الأرض، ولو كره المشركون دين الحق – الإسلام - وظهوره على الأديان، نعم القرآن يؤكد لنا أن الله تعالى ما أرسل رسوله ليذله أو يخذله .. بل ليظهره وينصره بالأصالة، وأتباعه وأمته بالتبعية ..

ونلاحظ أنه في موضعين من المواضع الثلاث كان ختام الآية : { ولو كره المشركون } وهذا منتهى التحدي، فالله تعالى وعد بإظهار هذا الدين وإعلائه على كل ما عداه، ووعده نافذ لا محالة، ولو اجتمعت كل قوى الأرض لتعطيله لما استطاعوا ذلك، ونلاحظ أن الموضع الثالث من هذه المواضع ختم بملمح آخر حيث يطمئن الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه من المؤمنين أن وعده متحقق لا محالة، فقال في ختام الآية : { ...وكفى بالله شهيدا ..}، أي : وحسبك - أيها الرسول - بالله شاهدًا على أنه ناصرك ومظهر دينك على كل دين، ولست في حاجة لشهادة أحد فيكفيك أن الله هو الشهيد وكفى به شهيدا،

سياق القاعدة :
- أن هذه القاعدة جاءت في آية سورة التوبة في سياق قوله تعالى : {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {32} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ{33} }( التوبة : 32 – 33 )، وفي آية سورة الصف جاءت في سياق قوله تعالى : {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ{8} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ{9}} ( الصف : 8 – 9 )،
وكلاهما يبين فيها الحق جل جلاله لعباده المؤمنين أن هؤلاء الظالمون والعتاة يريدون أن يبطلوا الحق الذي بُعِثَ به محمد صلى الله عليه وسلم - وهو القرآن - بأقوالهم الكاذبة , ولكن الله مظهر الحق بإتمام دينه ولو كره الجاحدون المكذِّبون،

- ومن أطرف ما قرأنا للإمام الشعراوي رحمه الله أنه قال في تفسيره : " ...لقد سألوني في أمريكا : لماذا لم يظهر الإسلام فوق كل العقائد برغم أنكم تقولون : إن الله يقول في كتابه : { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ }، ومع ذلك لم يظهر دينكم على كل الأديان، ولم يزل كثير من الناس ( في العالم ) غير مسلمين سواء كانوا يهودا أو نصارى أو بلا دين ( ملحدين ) ؟ قلت : لو فطنتم إلى قول الله : { وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } و { وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }، لدلكم ذلك على أن ظهور الإسلام قد تم مع وجود كفار، وظهوره مع وجود مشركين، وإلا لو ظهر ولا شيء معه فممن يُكرَه ؟ إن العقيدة التي يكرهها أهل الكفر هي التي تعزز وجود الإسلام. إذن { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } يدل على أن ظهور الإسلام يعني وجود كافر ووجود مشرك كلاهما سيكون موجودا وسيكرهان انتشار الدين، ثم يقول رحمه الله : وعندما نرى أحداث الحياة تضطر البلاد الغربية عندما يجدون خطأ تقنينهم فيحاولون أن يعدلوا في التقنيات فلا يجدون تعديلا ( مناسبا ) إلا أن يذهبوا إلى أحكام الإسلام، لكنهم لم يذهبوا إليه كدين إنما ذهبوا إليه كنظام، إن رجوعهم إلى الإسلام لدليل وتأكيد على صحة وسلامة أحكام الإسلام، لأنهم لو أخذوا تلك الأحكام كأحكام دين لقال غيرهم : قوم تعصبوا لدين آمنوا به فنفذوا أحكامه، ولكنهم برغم كرههم للدين، اضطروا لأن يأخذوا بتعاليمه، فكأنه لا حل عندهم إلا الأخذ بما ذهب إليه الإسلام، إذن قول الله : { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } قوة لنظام الإسلام، لا لتؤمن به وإنما تضطر أن تلجأ إليه، وكانوا في إيطاليا ـ على سبيل المثال ـ يعيبون على الإسلام الطلاق ويعتبرونه انتقاصا لحقوق المرأة، ولكن ظروف الحياة والمشكلات الأسرية اضطرتهم لإباحة الطلاق، فهل قننوه لأن الإسلام قال به؟ لا، ولكن لأنهم وجدوا أن حل مشكلاتهم لا يأتي إلا منه، وفي أمريكا عندما شنوا حملة شعواء على تناول الخمور، هل حاربوها لأن الإسلام حرمها؟ لا، ولكن لأن واقع الحياة الصحية طلب منهم ذلك، إذن { وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }، { وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } : معناهما أنهم سيلجأون إلى نظام الإسلام ليحل قضاياهم. فإن لم يأخذوه كدين فسوف يأخذونه نظاما.(1)،

ويخلص " الشعراوي " من ذلك إلى أن الحق سبحانه وتعالى يمد خلقه حين يغفلون عن منهج الله، بما يلفتهم إلى المنهج من غير المؤمنين بمنهج الله، ويأتينا بالدليل من غير المؤمنين بمنهج الله، فيثبت لك بأن المنهج سليم.
إن كلام الشعراوي يشير إلى أن من معاني الظهور للدين في هذه الآيات ظهور دليل وقوة برهان وحجة، فيقول : " ومعنى الظهور هنا ظهور حُجّة وظهور حاجة، ظهور نظم وقوانين، ستضرهم أحداث الحياة ومشاكلها إلى التخلّي عن قوانينهم والأخذ بقوانين الإسلام؛ لأنهم وجدوا فيها ضَالّتهم "،



- أن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما جاء بالقيم التي تهدي إلى الطريق المستقيم، جاء بالدين الحق، فكلمة " دين " أخذَتْ واستعملت أيضاً في الباطل، ألم يأمر الحق سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أَن يقول لكفار ومشركي مكة :{ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ }( الكافرون : 6 )، فهل كان لهم دين؟ نعم كان لهم ما يدينون به مما ابتكروه واخترعوه من المعتقدات ؛ لكن { ولي َدِينِ } هو الذي جاء من السماء.

- ونتوقف عند قول الحق سبحانه وتعالى: { عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ }، فلو أن الفساد كان في الكون من لون واحد، كان يقال ليظهره على الدين الموجود الفاسد، ولكنَّ هناك أدياناً متعددة؛ منها البوذية وعقائد المشركين، وديانات أهل الكتاب والمجوس الذين يعبدون النار أو بعض أنواع من الحيوانات، وكذلك الصابئة. ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى لا يريد أن يظهر دينه؛ الذي هو دين الحق على دين واحد؛ من أديان الباطل الموجودة، ولكن يريد سبحانه أن يظهره على هذه الأديان كلها، وأن يعليه حتى يكون دين الله واقفاً فوق ظَهْر هذه الأديان كلها، والشيء إذا جاء على الظَّهْر أصبح عالياً ظاهراً. والحق سبحانه وتعالى يقول : { فَمَا اسْطَاعُواْ أَن يَظْهَرُوهُ }( الكهف : 97 )، أي : أن يأتوا فوق ظهره. وكل الأديان هي في موقع أدنى بكثير من الدين الإسلامي.(2)،

من ثمرات القاعدة وعطاءاتها للعقل المسلم :
- أن الإسلام هو دين الحق، فهو دين الفطرة السليمة والطريقة المستقيمة، ﴿يَهۡدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَٰمِ وَيُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِهِۦ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ١٦﴾ ( المائدة : 16 )، وهو الدين الذي ارتضاه الله تعالى لجميع الأمم، يقول الله سبحانه : ﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُ﴾ ( آل عمران : 19 )، وقال : ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٨٥﴾ ( آل عمران : 85 )، وقال : ﴿وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗا﴾ ( المائدة : 3 )، وهو دين سائر الأنبياء أولهم نوح وخاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام، يقول الله تعالى : ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحٗا وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَمَا وَصَّيۡنَا بِهِۦٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓۖ أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِينَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَيۡهِۚ ٱللَّهُ يَجۡتَبِيٓ إِلَيۡهِ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَن يُنِيبُ } ( الشورى : 13 )، غير أن شرائع الأنبياء تختلف. يقول الله : ﴿لِكُلّٖ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗا﴾ ( المائدة : 48 )، وقد جاءت شريعة محمد رسول الله مهيمنة وحاكمة على جميع الشرائع قبلها؛ لأن الله أرسله إلى كافة الناس ليظهره على الدين كله : ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا﴾ ( الأعراف : 158 )، وقال : ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا﴾ فلا يجوز لأحد أن يعمل أو يحكم بغير شريعته،
ولما رأى النبي ﷺ مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قطعة من التوراة قال له : " يا عمر لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ولو كان أخي موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي " ( أخرجه الإمام أحمد وابن أبي شيبة )، وهو دين اعتقاد وقول وعمل،

- معرفة الحق والتمسك به والثبات عليه : أن الله تعالى جل في علاه أرسل إلينا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله ، فعلمنا الحق والتمسك به والثبات عليه، والمنافحة عنه، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، علمنا أن الخيرية للأمة الإسلامية كائنة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأن فيه الإصلاح والخير والسعادة للمجتمع، وفيه طمس ودمار للشر، ومن هنا فالقيادة والريادة في هذا العالم لابد أن تكون للأمة الإسلامية لأنها خير أمة أخرجت للناس : {وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ( التوبة :71 )، وأن الأمة الإسلامية ينبغي أن تكون هي التي تعطي الأمم الأخرى الهداية والإرشاد والاعتقاد الصحيح والتصور السليم، وهي بتصورها ألاعتقادي ونظامها الاجتماعي أهل لان تعمر الأرض، قياما بحق الخلافة في الأرض، لمواجهة الشر والتحريض على الخير وصيانة المجتمع من عوامل الفساد، وهذا العمل يحتاج إلى إيمان عميق وعمل دؤوب، وولاء لله عظيم لتحقيق هذه السمة على مستوى الأفراد والجماعة،

- أن الأمة بإذن الله قادرة الصمود والانتصار باعتبار الحق الذي تحمله :
هكذا علمنا القرآن، وهكذا يحدثنا التاريخ وهو خير شاهد، فلقد حققت الأمة منذ بداية تاريخها وإلى اليوم انتصارات باهرة سجلها التاريخ بأحرف من نور، وشهد بها الأعداء قبل الأصدقاء، نعم لقد سجل التاريخ الإسلامي القديم والحديث من النصر في معارك الحق آيات بينات، وترك للإنسانية من أبطال الإصلاح والفتوح والعلم أعلاماً شامخين، منذ يوم الفرقان " بدر الكبرى " الذي كان الانتصار الأول الذي سجله الموحدون في ساحات الوغى على أعدائهم، ومرورا بالعديد من المعارك على امتداد تاريخها، فانتصر المسلمون على الروم، وعلى الفرس، وعلى التتار، وعلى الصليبيين بعد الهزيمة .. وصولا إلى آخر انتصارات الأمة في العاشر من رمضان على الكيان الصهيوني، ولهذا لابد للأمة أن تكون موقنة يقينا لا يتزحزح أن الانتصار قادم لا محالة لأنه يستحيل أن ينتصر الباطل علي الحق دائما .. لن يستمر طغيان المشروع الصهيوني ولن تستمر قوة أمريكا إلي الأبد .. الله جل وعلا أقوي من المشروع الصهيوني وأقوى من أمريكا، بقوة الإيمان وإيمان القوة، نستطيع أن ننتصر بشرط أن نعود إلى سر قوتنا .. إلى روح القوة وقوة الروح وان نتوحد جميعا كما قال تعالي { إِنَّ اللَّهَ يحب الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ} (الصف :4)

- صفوة القول أنّ الله تعالى ناصرٌ دينه ومظهرٌ أمرَه، هذه حقيقة قرآنية ثابتة ينبغي أن يوقن بها كل مسلم، غير أن هذا لا يلزم منه أنّ المسلمين يكون لهم العلو في كل زمان ومكان، بل قد يتسلط الأعداء عليهم في كثير من العصور كما في هذه العصور التي نعيشها، وإنما اليقين أن العاقبة للمتقين .

- نعم قد يتسلط على الأمة أعداؤها لبعض الوقت، وقد تنتكس مسيرتها في وقت من الأوقات، ولا شك أن لهذا أسبابه التي ترجع إلى الأمة نفسها، وموقفها من دينها وكتابها وسنة نبيها ورسالتها التي أوكل الله تعالى إليها النهوض بها وأدائها، كما أن الله تعالى يربي هذه الأمة بصنوف الابتلاء، نفهم هذا من قول الله تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } ( البقرة : 155 )، وقال جل جلاله : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ }( محمد : 31 )، وقوله : {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } ( آل عمران : 142 )، وقوله تعالى : {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } ( التوبة : 16 )،

إن التعامل مع الله عز وجل إنما ينبغي أن يتم وفق قواعد، ليس هناك تعامل مزاجي، فهذا دين عظيم من عند خالق الأكوان، كل قوانين الأرض قننها الله عز وجل، ودينه في قوانين، ومن هنا فإن قضية أن ننتصر بمجرد الدعاء فقط والتقاعس عن أوامر الله عز وجل في تحقيق أسباب النصر، أو ننتصر بمعجزة إلهية تأتينا ونحن لم نفعل شيئاً هذا مستحيل، لابد من تحقيق أسباب النصر ! من خلال القرآن الكريم، ومن خلال السنة الصحيحة، يتضح لنا أن أول أسباب النصر هو الإيمان بالله تعالى ايمانا يقينيا، أنه لا ناصر إلا الله، وأن النصر بيد الله ومن عنده، والله وحده هو الذي يقرر من المنتصر، شريطة أن تستوفي الأمة شروط النصر والظفر،
* وانطلاقا من هذه القاعدة وإيمانا بها يمكننا أن نواجه كافة المؤمرات التي تحاك للأمة من قبل أعدائها سواء كانوا من داخل الصف الإسلامي أم من خارجه، ومن واجب الوقت اليوم تجاه هؤلاء :

- أن ينبري أهل العلم والفكر في الأمة إلى كشف زيفهم وخداعهم، وأن يحذروا الأمة من خططهم، ومؤامراتهم،
- ألا نضعف أمام تهديداتهم، وألا ننخدع بوعودهم، وأساليبهم ومناوراتهم،
- أن نتخندق في خندق الحق وأهله ضد معسكر الباطل وأهله،
- أن نثق بوعد الله لهذه الأمة بالنصر على أعدائه وأعدائهم، وأن الله يستدرجهم لحتفهم وهلاكهم، فما يدبرون من مكائد، وما يعدون من خطط، وما ينفقون من ملايين ستكون عليهم حسرة ولعنة { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ } ( الأنفال : 36 )،
فإلى أمة الاسلام في وقت اشتدت فيه المحنة، لا تقنطوا من رحمة الله، ولا تيأسوا من روحه، وأبشروا وأملوا، ففي اشتداد الكرب يأتي الفرج، وفي منتهى العسر يأتي اليسر، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو جاء العسر, فدخل هذا الجحر, لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه فأنزل الله عز وجل: {فإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا}.
ولنترك أقوال المرجفين، ولنعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، ولا تكونوا منهم، واعملوا مع العاملين المخلصين, ولا يستخفنكم الذين لا يوقنون ،
* وأختم بكلمة قالها الصهيوني الهالك " ديفيد بن غوريون " (3) ذات مرة قال عن الفلسطينيين : "سيموت كبارهم وينسى صغارهم "، ومرت الأيام ومات كبار الفلسطينيين، ولكن صغارهم ما زالوا يعيشون قضيتهم جيلا بعد جيل،

* حقائق إيمانية ينبغي أن توضع في الاعتبار بشأن هذه القاعدة :

- الحقيقة الأولى : أن الإيمان الحق هو الإيمان الذي يحمل المؤمن على طاعة الله والالتزام بمنهجه والاستقامة عليه قدر الاستطاعة، ومن ثم فإن الإيمان الذي لا يحمل صاحبه على طاعة الله والاستقامة على منهجه هو إيمان لا ينفع ولا ينجي، بل إن إبليس كان مؤمنا بهذا المقياس.

- الحقيقة الثانية : الإعداد الذاتي – قدر الاستطاعة - للقوة بشتى جوانبها : وإذا قال قائل هناك خلل في ميزان القوى بين المسلمين وبين أعدائهم لصالح الأعداء، وبالتالي فهناك فرق كبير بين إمكانات المسلمين اليوم ، وبين إمكانات من يناصبونهم العداء، يقال له أن القرآن الكريم علمنا أن المسلم ليس مكلفاً أن يعد القوة المكافئة لقوة عدوه، بل أمر المسلم وكلف بأن يعد القوة المتاحة، القوة التي تقع في نطاق الاستطاعة، { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة .....}، وصفوة القول : أنه حينما تؤمن الإيمان الذي يحملك على طاعة الله والاستقامة، وحينما تعد العدة المتاحة التي أمر الله تعالى بإعدادها، هنا تكون أيها المسلم قد حققت أسباب النصر.

- الحقيقة الثالثة : يجب أن يعلم المسلمون يقينا أن الإيمان الحق شرط لازم ولكنه غير كاف وحده لتحقيق النصر، والإعداد الذاتي قدر الاستطاعة للقوة شرط لازم ولكنه غير كاف وحده لتحقيق النصر، ولذلك يجب مع الإيمان الحق أن نعد لأعدائنا كل ما نستطيع من قوة مادية وبشرية وعتاد وعدة ومعلومات وتفوق علمي، وهذا الإعداد في الحقيقة هو من مقتضى الإيمان الحق، فليعلم المسلمون أننا إن أردنا النصر فله ثمن ليس باليسير، أما أن نتمنى على الله الأماني ونحن قاعدون، أو ننتظر من الله أن يحدث معجزة ونحن لا يمكن أن نغير شيئاً في حياتنا وعلاقاتنا وكسب أموالنا وإنفاق أموالنا هذا نوع من التمنيات التي لا يتعامل الله معها أبداً، قال تعالى : { " ليس بأمانيكم ولا بأمان أهل الكتاب، من يعمل سوء يجزى به" } ( النساء : 123 )، والمعنى : لا يُنال هذا الفضل العظيم بالأماني التي تتمنونها أيها المسلمون, ولا بأماني أهل الكتاب من اليهود والنصارى, وإنما يُنال بالإيمان الصادق بالله تعالى, وإحسان العمل الذي يرضيه. ومن يعمل عملا سيئًا يجز به, ولا يجد له سوى الله تعالى وليّاً يتولى أمره وشأنه, ولا نصيرًا ينصره, ويدفع عنه سوء العذاب،

- الحقيقة الرابعة : ألا ننسى قول الله تعالى : { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ } ( آل عمران : 110 )، والمعنى : أنتم - يا أمة محمد - خير الأمم وأنفع الناس للناس, تأمرون بالمعروف, وهو ما عُرف حسنه شرعًا وعقلا وتنهون عن المنكر, وهو ما عُرف قبحه شرعًا وعقلا وتصدقون بالله تصديقًا جازمًا يؤيده العمل. ولو آمن أهل الكتاب من اليهود والنصارى بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاءهم به من عند الله كما آمنتم, لكان خيرا لهم في الدنيا والآخرة, منهم المؤمنون المصدقون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم العاملون بها, وهم قليل, وأكثرهم الخارجون عن دين الله وطاعته ( التفسير الميسر )،

فهذه الخيرية التي جاءت بها الآية هي خيرية معللة، ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾، ولقد أخبرنا الله تعالى أن بني إسرائيل حينما أهلكهم الله عز وجل إنما كان السبب في إهلاكهك وخذلانهم أنهم : ﴿كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ﴾ ( المائدة :79 )، نعم كان هؤلاء اليهود يُجاهرون بالمعاصي ويرضونها, ولا يَنْهى بعضُهم بعضًا عن أيِّ منكر فعلوه, وهذا من أفعالهم السيئة, وبه استحقوا أن يُطْرَدُوا من رحمة الله تعالى، وهذا يعني أننا إذا جاملنا بعضنا بعضاً، ولم ننصح بعضنا، وعطّلنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقدنا خيريتنا، عندئذ نصبح كأي أمة من الأمم، ليس لنا أية ميزة عند الله عز و جل، ومرة أخرى إن علة الخيرية لأمة محمد : ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ ( آل عمران : 110 )، فإن لم تأمر الأمة ولم تنه فقدت خيريتها، وأصبحتم أمة كهذه الأمم الشاردة عن الله عز وجل لا وزن لها عند الله ،

يقول بعض أهل العلم هذه إن هذه الآية ليست للمقصرين، هذه للسباقين، لمن استجابوا لله ورسوله إذا دعاهم لما يحييهم، لمن جاهدوا في سبيل الله ونصروا دين الله، أما حينما لا نستجيب نحن كأية أمة، ويؤكد هذا المعنى قول الله عز وجل : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ } ( المائدة : 18 )، إنه درس قرآني عظيم علينا أن نتأمله ونتدبره ونستفيد منه في إعادة بناء الوعي الإسلامي، فيخبرنا القرآن الكريم أن اليهود والنصارى ( أهل الكتاب ) زعموا ( بغير علم ) أنهم أبناء الله وأحباؤه , هنا يأتي الأمر الإلهي لرسول الله صلى الله عليه وسلم : قل لهم - أيها الرسول - : فَلأيِّ شيء يعذِّبكم بذنوبكم؟ فلو كنتم أحبابه لما عذبكم , فالله لا يحب إلا من أطاعه , وقل لهم : بل أنتم خلقٌ مثلُ سائر بني آدم , إن أحسنتُم جوزيتم بإحسانكم خيرا, وإن أسَأْتُم جوزيتم بإساءتكم شرًّا, فالله يغفر لمن يشاء, ويعذب من يشاء, وهو مالك الملك, يُصَرِّفه كما يشاء, وإليه المرجع, فيحكم بين عباده, ويجازي كلا بما يستحق، ولذلك فإن أخطر شيء على هذا الدين أدعيائه لا أعدائه، وأن الجهل أكبر أعدائنا، الجاهل عدو نفسه، ويفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به، لابد من ترتيب أوراقنا وإعادة تقييمنا وتغير أنماط سلوكنا حتى نستحق وعد الله عز وجل الذي لا يتخلف، وها نحن اليوم نجد في العالم العربي والاسلامي فرقة واختلافا وتشتتاً و تشرذماً ً،

- الحقيقة الخامسة : أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم تنقسم – كما بين أهل العلم – إلى أمتين : الأولى : أمة الاستجابة، وهي التي استجابت لله ورسوله ولما جاء من عند الله، فالتزمت به، قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } ( الأنفال : 24 )، أي : استجيبوا لله وللرسول بالطاعة إذا دعاكم لما يحييكم من الحق, ففي الاستجابة إصلاح حياتكم في الدنيا والآخرة,
الثانية : هي أمة الدعوة ( التبليغ ) وهم أولئك الذين نتوجه إليهم بالدعوة والرسالة لينضموا إلى ركب التوحيد والايمان،

والأمة التي وصفها الحق تعالى بأنها خير أمة أخرجت للناس هي أمة الاستجابة، أما الأمة التي شردت عن منهج رسول الله فهي أمة التبليغ شأنها كأي أمة، وحينما يهون أمر الله على الأمة فإنها تهون على الله، إن لم تكن من أمة الاستجابة فلست من خير أمة، أنت من أمة التبليغ، شأنك كأية أمة، وليس لك أية ميزة، نعم فتلك قضية غابت كثيرا عن بعض المسلمين، إن لم نستجب لأمر الله، ولداعي الجهاد، ولإحقاق الحق، ولنصرة دين الله عز وجل، إذا لم نفعل ذلك فنحن شأننا كشأن أية أمة على وجه الأرض،

- الحقيقة السادسة : أن الله تعالى وعد المؤمنين من عباده المتبعين لسبيله فقال جل جلاله : وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً } ( النساء : 141 )، أي : ولن يجعل الله للكافرين طريقًا للغلبة على عباده الصالحين, فالعاقبة للمتقين في الدنيا والآخرة.( التفسير الميسر )، وقوله تعالى : ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ﴾، فهذا اسمه تأييد النفي، إذاً إن كان لهم علينا ألف سبيل وسبيل – كما هو الواقع المر الآن، ما التفسير ؟ إذاً نحن لسنا مؤمنين كما أراد الله عز وجل، وأنقل هنا ما قاله " الشعراوي " في هذا الصدد قال رحمه الله (4) : " فلا يمكن أن يحكم الله للكافرين على المؤمنين، ولن يكون للكافرين حجة أو قوة أو طريق على المؤمنين، وهل هذه القضية تتحقق في الدنيا أو في الآخرة؟ ونعلم أن الحق يحكم في الآخرة التي تعطلت فيها الأسباب، ولكنه جعل الأسباب في الدنيا، فمن أخذ بالأسباب فنتائج الأسباب تعطيه ؛ لأن مناط الربوبية يعطي المؤمن والكافر، فإن أخذ الكافرون بالأسباب ولم يأخذ المؤمنون بها، فالله يجعل لهم على المؤمنين سبيلاً، وقد ينهزم المؤمنون أمام الكافرين، والحكمة العربية تعلمنا : إياك أن تعتبر أنّ الخطأ ليس من جند الصواب، لأن الإنسان عندما يخطئ يُصَحَّحُ له الخطأ، فعندما يعلم المدرس تلميذه أن الفاعل مرفوع، وأخطأ التلميذ مرة ونصب الفاعل ؛ فهذا يعني أنه أخذ القاعدة أولأً ثم سها عنها، والمدرس يصحح له الخطأ، فتلتصق القاعدة في رأس التلميذ بأن الفاعل مرفوع، وهكذا يكون الخطأ من جنود الصواب. والباطل أيضاً من جنود الحق، فعندما يستشرى الباطل في الناس يبرز بينهم هاتف الحق، وهكذا نرى الباطل نفسه من جند الحق، فالباطل هو الذي يظهر اللذعة من استشراء الفساد، ويجعل البشر تصرخ، وكذلك الألم الذي يصيب الإنسان هو من جنود الشفاء؛ لأن الألم يقول للإنسان : يا هذا هناك شيء غير طبيعي في هذا المكان، ولولا الألم لما ذهب الإنسان إلى الطبيب.

علينا - إذن - أن نعرف ذلك كقاعدة : الخطأ من حنود الصواب، والباطل من جنود الحق، والألم من جنود الشفاء والعافية، وكل خطأ يقود إلى صواب، ولكن بلذعة، وذلك حتى لا ينساه الإنسان،
وقد نجد الكافرين قد انتصروا في ظاهر الأمر على المؤمنين في بعض المواقع مثل أُحد، وكان ذلك للتربية ؛ ففي " أحد " خالف بعض المقاتلين من المؤمنين رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت الهزيمة مقدمة للتصويب، وكذلك كانت موقعة حنين حينما أعجبتهم الكثرة، والشاعر العربي الذي تعرض لهذه المسألة فقال :

إن الهزيمة لا تكون هزيمة *** إلا إذا لم تقتلع أسبابها
لكن إذا جهدت لتطرد شائباً *** فالحمق كل الحمق فيمن عابها

فعندما يقتلع الإنسان أسباب الهزيمة تصبح نصراً، وقد حدث ذلك في أحد، هم خالفوا في البداية فغلبهم الأعداء، ثم كانت درساً مستفاداً أفسح الطريق للنصر، فإن رأيت أيها المسلم للكافرين سبيلاً على المؤمنين فلتعلم أن الإيمان قد تخلخل في نفوس المسلمين فلا نتيجة دون أسباب، وإن أخذ المؤمنون بالأسباب أعطاهم النتائج. فهو القائل:{ وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ }( الأنفال : 60 )،
فإن لم يعدّ المؤمنون ما استطاعوا، أو غرّتهم الكثرة فالنتيجة هي الهزيمة عن استحقاق، وعلى كل مؤمن أن يضع في يقينه هذا القول الرباني :{ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }( فاطر : 43 )، إن إعلان الإيمان بالله ليس هو نهاية أي شيء بل هو البداية، والمؤمن بالله يأخذ جزاءه على قدر عمله، ويغار الله على عبده المؤمن عندما يخطئ، لذلك يؤدبه ويربيه، وساعة نرى للكافرين سبيلاً على المؤمنين فلنعلم أن قضية من قضايا الإيمان قد اختلت في نفوسهم، ولا يريد الله أن يظلوا هكذا بل يصفيهم الحق من هذه الأخطاء بأن تعضهم الأحداث، فينتبهوا إلى أنهم لا يأخذون بأسباب الله.

- الحقيقة السابعة : أن منهج الله تعالى كل لا يتجزأ، ولا يمكن أن نقطف ثمار الدين إلا إذا أخذناه كله، أما الشيء الخطير الآن أن الإنسان ينتقي، يوجد مذهب اسمه انتقائي، أنا آخذ من الدين ما هو مريح وما يعجبني وأدع مالا يعجبني، فحينما آخذ بعض الأمر، وأدع بعضه الآخر أنا عندئذ لا أستحق النصر، وقد نعى الله على بني إسرائيل أنهم يؤمنون ببعض الكاب ويكفرون ببعض، { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }( البقرة : 85 )، لابد من أن نأخذ الدين كله كمنهج، ومن أبرز مناهج الدين الجهاد في سبيل الله والإنسان إن لم يجاهد ولم يحدث نفسه بالجهاد مات على ثلمة من النفاق،

- الحقيقة الثامنة : أن نعي حقيقة النصر في مفهوم الاسلام : ففي التصور الإسلامي نجد أن هناك نصرين : نصراً واقعياً، ونصراً مبدئياً، أنا حينما أصحح عقيدتي وأبذل قصارى جهدي في حمل هم المسلمين والتخفيف عنهم، حتى ولو لم يتحقق على يدي النصر أنا منتصر مبدئياً ولي الجنة، وهذا يؤخذ من قول الله عز وجل : {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) } ( البروج : 4 – 7 )، أي : لُعن الذين شَقُّوا في الأرض شقًا عظيمًا؛ لتعذيب المؤمنين، وأوقدوا النار الشديدة ذات الوَقود، إذ هم قعود على الأخدود ملازمون له, وهم على ما يفعلون بالمؤمنين من تنكيل وتعذيب حضورٌ. ( التفسير الميسر )، ومن هنا فالإنسان حينما يموت على الإيمان، حينما يسعى لحمل هم المسلمين والتخفيف عنهم، ويبذل كل طاقاته لخدمة المسلمين هو يموت مؤمناً ومنتصراً ولو لم يحقق النصر على يديه،

- الحقيقة التاسعة : أن الجهاد في حقيقته هو ذروة سنام الإسلام، ففي الحديث : " ذروة سنامه الجهاد في سبيل الله " (5)
وهو العبادة الأولى، ذلك أن الإنسان المجاهد يجود بنفسه، والجود بالنفس أقصى غاية الجود، وكثيرة هي تلك النصوص المقدسة ( في القرآن والسنة ) التي تجلي لنا مكانة الجهاد في الإسلام، ومن ذلك على سبيل المثال قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} ( التوبة : 73، التحريم : 9 )، ويقول جل وعلا : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ } ( الصف : 4 )، والمعنى كما جاء في أيسر التفاسير ) : إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان متراص محكم لا ينفذ منه العدو. وفي الآية بيان فضل الجهاد والمجاهدين؛ لمحبة الله سبحانه لعباده المؤمنين إذا صفُّوا مواجهين لأعداء الله, يقاتلونهم في سبيله، ويقول سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ } ( التوبة : 38 )، ويقول جل وعلا : { وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } ( البقرة : 195 )، والتهلكة هنا هي ترك الجهاد، ......وكثير من الآيات، ومما ورد في الأحاديث عن أبي هريرة  قال. قال رسول الله  " من مات، ولم يغز، ولم يحدث نفسه به مات على شعبة من النفاق " (6)
ومما ورد أيضا عن سلمة بن نفيل الكندي  قال : " كنت جالساً عند رسول الله  فقال رجل: يا رسول الله أذال الناس الخيل، ووضعوا السلاح، قالوا : لا جهاد قد وضعت الحرب أوزارها، فأقبل رسول الله  بوجهه، فقال: كذبوا الآن جاء القتال، ولا تزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق، ويزيغ الله لهم قلوب أقوام، ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة، وحتى يأتي وعد الله، الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وهو يوحى إليه أني مقبوض غير ملبث، وأنتم تتبعوني، ألا فلا يضرب بعضكم رقاب بعض، وعقر دار المؤمنين الشام " (7)،

***************
الهوامش والاحالات :
===========
(1) - محمد متولي الشعراوي : " تفسير الشعراوي "، مطابع أخبار اليوم، القاهرة، ج 1، ص : ص : 212،
(2) – " نفس المرجع السابق "،
(3) – هو أحد المؤسسين الأوائل للكيان الصهيوني، وهو أول رئيس وزراء للكيان ( 1948م – 1953 م )، وكان عنصرا فاعلا في حربي 1956م، و 1967م،
(4) – محمد متولي الشعراوي : " مرجع سبق ذكره "، ج1، ص : 628
(5) - أخرجه الترمذي : الإيمان (2616)، وابن ماجه : الفتن (3973)، وأحمد (5/235)، وصححه الألباني في سلسلة الاحاديث الصحيحة )،
(6) – رواه مسلم : الإمارة (1910) والنسائي : الجهاد (3097) وأبو داود : الجهاد (2502) .
(7) – رواه النسائي : الخيل (3561) .

------------
أ.د/ أحمد بشير – جامعة حلوان، القاهرة


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

بحوث إسلامية، النصر الإلاهي، الفاعلية، العمل الإسلامي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-01-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  محاضرة تمهيدية حول مقرر مجالات الخدمة الاجتماعية والرعاية الاجتماعية لمرحلة الدراسات العليا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -44- الميثاق الاخلاقي للخدمة الإجتماعية Social Work Code Of Ethics
  وقفات مع سورة يوسف - 5 - المشهد الأول - رؤيا يوسف – أحد عشر كوكبا
  من روائع مالك بن نبي -1- الهدف أن نعلم الناس كيف يتحضرون
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -43- خدمة الجماعة المجتمعية : Community Group Work
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -42- مفهوم البحث المقترن بالإصلاح والفعل Action Research
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -41- مفهوم التقويم Evaluation
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -40- مفهوم التجسيد – تجسيد المشاعر Acting out
  نفحات ودروس قرآنية (7) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 7 ثمان آيات في سورة النساء ....
  نفحات ودروس قرآنية (6) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 6 ثمان آيات في سورة النساء .... أ
  من عيون التراث -1- كيف تعصى الله تعالى وانت من أنت وهو من هو من نصائح ابراهيم ابن ادهم رحمه الله
  وقفات مع سورة يوسف - 4 - أحسن القصص
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 5 ثمان آيات في سورة النساء ....
  طريقتنا في التفكير تحتاج إلى مراجعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -39 - الانتقائية النظرية في الخدمة الاجتماعية Eclecticism
  قرأت لك - 1 - من روائع الإمام الشافعي
  نماذج من الرعاية الاجتماعية في الإسلام – إنصاف المظلوم
  وقفات مع سورة يوسف - 3 - قرآنا عربيا
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -38- مفهوم التقدير في التدخل المهني للخدمة الاجتماعية Assessment
  الشبكات الاجتماعية Social Network
  نفحات قرآنية ( 4 ) ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة 4 ثمان آيات في سورة النساء ....
  وقفات مع سورة يوسف - 2 - تلك آيات الكتاب المبين - فضل القرآن الكريم
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -36- مفهوم جماعة النشاط Activity Group
  رؤية تحليلية مختصرة حول الإطار النظري للخدمة الاجتماعية (9)
  وقفات مع سورة يوسف - 1 - مع مطلع سورة يوسف " الر " والحروف المقطعة
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -35- مفهوم الهندسة الاجتماعية Social Engineering
  نفحات قرآنية ابن عباس ونماذج من العطاءات القرآنية للأمة المحمدية 3 ثمان آيات في سورة النساء ....
  قائمة مختارة لمصطلحات الخدمة الاجتماعية -34- مفهوم التثاقف – او المثاقفة - التثقف Acculturation
  من عجائب القران – نماذج وضاءة لجماليات الأخلاق القرآنية
  من عجائب القرآن الكريم والقرآن كله عجائب –1- الأمر بالعدل والندب إلى الاحسان والفضل في مجال المعاملات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - محمد بنيعيش، رحاب اسعد بيوض التميمي، كريم فارق، محمد عمر غرس الله، إياد محمود حسين ، سفيان عبد الكافي، د. طارق عبد الحليم، أبو سمية، رمضان حينوني، د - مصطفى فهمي، محمود فاروق سيد شعبان، نادية سعد، سلام الشماع، أنس الشابي، محمود طرشوبي، فوزي مسعود ، د - الضاوي خوالدية، عبد الرزاق قيراط ، خبَّاب بن مروان الحمد، مجدى داود، يحيي البوليني، د. عبد الآله المالكي، محمد يحي، أحمد ملحم، ضحى عبد الرحمن، حاتم الصولي، صفاء العراقي، رشيد السيد أحمد، مصطفي زهران، صالح النعامي ، صباح الموسوي ، سامر أبو رمان ، د- محمد رحال، طلال قسومي، د. عادل محمد عايش الأسطل، علي عبد العال، كريم السليتي، ياسين أحمد، سعود السبعاني، د. مصطفى يوسف اللداوي، رافد العزاوي، إيمى الأشقر، علي الكاش، عزيز العرباوي، صفاء العربي، ماهر عدنان قنديل، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- هاني ابوالفتوح، د- جابر قميحة، د. أحمد بشير، عمار غيلوفي، منجي باكير، حسن الطرابلسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، فهمي شراب، تونسي، وائل بنجدو، محمد أحمد عزوز، صلاح الحريري، د - صالح المازقي، د - عادل رضا، أحمد النعيمي، عبد الله زيدان، فتحـي قاره بيبـان، رضا الدبّابي، عبد الغني مزوز، عبد الله الفقير، صلاح المختار، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسن عثمان، د. أحمد محمد سليمان، سلوى المغربي، حميدة الطيلوش، أحمد بوادي، فتحي العابد، أحمد الحباسي، محرر "بوابتي"، مصطفى منيغ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد العيادي، العادل السمعلي، سليمان أحمد أبو ستة، محمود سلطان، د. خالد الطراولي ، المولدي الفرجاني، الهيثم زعفان، إسراء أبو رمان، فتحي الزغل، عراق المطيري، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عمر غازي، د- محمود علي عريقات، سامح لطف الله، د.محمد فتحي عبد العال، الناصر الرقيق، مراد قميزة، يزيد بن الحسين، رافع القارصي، الهادي المثلوثي، د - المنجي الكعبي، خالد الجاف ، محمد شمام ، سيد السباعي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عواطف منصور، جاسم الرصيف، د. صلاح عودة الله ، أشرف إبراهيم حجاج، محمد الياسين، د - شاكر الحوكي ، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد الطرابلسي، أ.د. مصطفى رجب،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة