البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

قمة العرب في يوم الأرض

كاتب المقال د. مصطفى يوسف اللداوي - سوريا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5241 moustafa.leddawi@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


كعادتها كانت القضية الفلسطينية حاضرة في قمة العرب المنعقدة في عاصمة الرشيد بغداد، التي صادف انعقادها ذكرى يوم الأرض الفلسطينية، اليوم الذي روى الأرض المحتلة بدماء شعبها الفلسطيني، فحصنها وصانها وسيجها وعنونها إلى الأبد، أنها أرضٌ عربية فلسطينية، وأنها لن تكون يوماً أرضاً إسرائيلية، ولا جزءاً من دولةٍ عبرية، ولن ينطق أهلها باللغة العبرية، ولن ينسوا لغتها العربية، ولن تتخلى نساؤها عن الثوب الفلسطيني المطرز، ولن يتخلى رجالها عن الكوفية الفلسطينية الشهيرة، ولن ينسى أهلها الذين تمسكوا بها، وضحوا من أجل أن يبقوا فيها، عروبتهم الفلسطينية، ولا انتماءهم التاريخي والحضاري إلى هذه الأمة العظيمة، ولن يرتدوا عن دينهم، ولن يفرطوا في قيمهم، وستبقى مساجدهم بهم عامرة، ومآذنها بنداء الله أكبر شامخة، وستبقى أجراس كنائسها العربية تدق، ليرتل فيها المؤمنون آيات الانتماء إلى هذا الوطن، فكان يوم الأرض أبلغ رد وأضح بيان لكل المراهنين على عروبة الأرض وأصالة الشعب، وعمق الانتماء.

لم تغب فلسطين عن أجندة القادة العرب، بل كانت حاضرة بكل قوة كما عهدتها كل القمم العربية السابقة، إذ لا معنى لأي قمة عربية دون أن تكون فلسطين هي لبها وعنوانها الأساس، فمهما طغت الأحداث، وعظمت الوقائع، واشتدت المحن والخطوب، وابتليت الشعوب وعانى المواطنون، فإن فلسطين تبقى هي أكبر المصائب، وأعظم المحن، وأكبر الهموم العربية، وأكثرها وجعاً وإيلاماً، فالجرح الفلسطيني يبقى هو الجرح الغائر، والحزن الدائم، وهي مبعث الحزن، ومنطلق الهم، وموضع الألم، وعليها تجتمع الأمة، ومن أجلها تلتقي، وفي سبيلها تضحي، ودونها تهون الصعاب.

سجل يوم الأرض الفلسطيني رسالةً واضحةً بينة إلى الأمة العربية كلها، بحضور قادتها وحكامها وملوكها وأمرائها، أن الأرض الفلسطينية كلها أرضٌ واحدة، لا فرق بينها، ولا ميزة لبعضها دون الآخر، ولا تفريط في جزءٍ منها ولا تنازل عن شبرٍ منها، فهي أرضٌ عربية فلسطينية مقدسة مباركة، قدسها كما جنين، وجليلها كما الخليل، وغزة فيها كما عكا وبيسان، ورام الله فيها كما حيفا ويافا وصفد، والبيرة فيها كما الخضيرة والعفولة وطبرية، ورفح في جنوبها كما بئر السبع وصحراء النقب في الجنوب، فهي أرض العرب، ورثها الآباء عن الأجداد، وحفظها المسلمون الفاتحون، وبناها أهلها المخلصون الجادون، وسيحررها أبناؤها المقاومون وجندها المقاتلون.

يوم الأرض في قمة العرب كان حاضراً ليذكرهم بقمتهم في بيروت، وبمبادرتهم العربية التي أطلقوها من عاصمة المقاومة العربية، فقد مضى عليها عشر سنوات، لم تصغ خلالها الحكومات الإسرائيلية لمبادرتهم بل وأدتها، ولم تعترف بها بل أنكرتها، ولم تهتم بها بل حاربتها، وجاء شارون ومن معه بدباباته وآلياته العسكرية الجبارة، فمدمر بها مخيم جنين، وشرد أهله وقتل رجاله، وكأنه يقول للعرب أنه لا يفهم معهم سوى لغة القوة، ولا يتقن سوى هدير الدبابات وأزيز الرصاص، ولا يعرف طريقةً للتفاهم والحوار سوى القتل والخراب والدمار، وأنه لن يعترف بحق الفلسطينيين على طاولة الحوار، ولن يقبل بسلامٍ مع العرب عبر المفاوضات، وأنه ماضٍ في سياسات القوة، ولن يوقف نهمه أحد، ولن يحد طمعه ودٌ ولا حسن خطاب.
في قمة العرب في بغداد صرخ الفلسطينيون في وطنهم وفي الشتات، ورفعوا أصواتهم عالية خفاقة، مطالبين أشقاءهم العرب أن ينتصروا لقضيتهم، وأن يثوروا من أجلهم، وأن تأخذهم الحمية على أهلهم، وأن يهبوا لنصرة إخوانهم، ففلسطين قد مضى عليها أربعٌ وستون عاماً وهي ترسف في الأغلال، وتعاني من القيد والاحتلال، وتشكو من القتل والجرح والاعتقال، والعرب في كل عامٍ يجتمعون، ولكنهم عن الهدف يبتعدون، وله لا يعملون، ومن أجله لا يقدمون، وفي سبيله لا يجتهدون، وهم يرون شعب فلسطين في وطنه يعاني، وفي شتاته يقاسي، وهو من حقه محروم ومن العودة ممنوع، وعلى مقاومته معاقب، ولأجل مواقفه محارب، وبسبب عناده يقاتل.

الأرض الفلسطينية في يومها المدمى بالجراح، والمصبوغ بالدم، في قمة العرب نادت حكامها بأصوات شعبها الصامدين في الأرض والمتمسكين بالحق، والساكنين في ضلوع الوطن وحنايا الأرض، في المدن والمخيمات والأزقة والحواري، أن ينتبهوا إلى أن إسرائيل لا تسعى للسلام، ولا تؤمن بالجوار، ولا يهمها الاستقرار، ولا تأبه بالحقوق، ولا تقلقها الواجبات، فليس عندها حرمة، ولا تأخذها بشعبٍ شفقة، ولا ترحم صغيراً ولا توقر كبيراً، فقبل أيامٍ من القمة اعتدت على غزة من جديد وقتلت فيها خيرة رجالها، وهددت بالمزيد، وأحكمت الحصار على قطاع غزة وسكانه، وأطبقت على أهله وقاطنيه، وهددتهم بالقتل الذي يلاحقهم، وبالخراب الذي يحيط بهم، وبالرعب الذي يسكن معهم، وطالبتهم بالصمت أو الخنوع، وخيرتهم بين الموت والرحيل، وإلا فالطائرات من جديدٍ ستغير، والصواريخ من قواعدها ستسير، في حربٍ جديدة ومعركةٍ أخرى ستكون عن سابقتها مختلفة، ومن نتائجها متأكدة.

يوم الأرض في قمة العرب طغى على قادة العرب، وألقى بظلاله عليهم، ودعاهم بقوة لأن ينتصروا على عدوهم بالانتصار لفلسطين، وأن يتجاوزوا مشاكلهم بالوقوف مع شعب فلسطين، ودلهم على طريق العزة بنصرة فلسطين، فهي الطريق إلى العزة والكرامة، وهي الدرب المؤدي إلى الفخر والمجد التليد، فهل يدرك القادة العرب طريقهم، وهل يجدوا في فلسطين ضالتهم، وهل تضيئ قمة العرب في بغداد ليل غزة البهيم، وهل تعيد إليها الحياة من جديد، وهل تتمكن من لجم إسرائيل ومنعها من الاعتداء عليها كل وقتٍ وحين، فشعوبهم إليهم تتطلع، وفيهم تأمل، فهل إلى نصرة فلسطين وشعبها عبر قمتكم من سبيل؟ ...


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

يوم الأرض، فلسطين، القمة العربية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-03-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  يومٌ في الناقورة على تخوم الوطن
  فرنسا تضيق الخناق على الكيان الصهيوني
  ليبرمان يعرج في مشيته ويتعثر في سياسته
  يهودا غيليك في الأقصى والكنيست من جديد
  عيد ميلاد هدار جولدن وأعياد الميلاد الفلسطينية
  ليبرمان يقيد المقيد ويكبل المكبل
  سبعون عاماً مدعاةٌ لليأس أم أملٌ بالنصر
  ويلٌ لأمةٍ تقتلُ أطفالها وتفرط في مستقبل أجيالها
  سلاح الأنفاق سيفٌ بتارٌ بحدين قاتلين
  دلائل إدانة الأطفال ومبررات محاكمتهم
  طبول حربٍ إسرائيلية جديدة أم رسائلٌ خاصة وتلميحاتٌ ذكية
  سياسة الأجهزة الأمنية الفلسطينية حكيمةٌ أم عميلةٌ
  العلم الإسرئيلي يرتفع ونجمة داوود تحلق
  نصرةً للجبهة الشعبية في وجه سلطانٍ جائر
  طوبى لآل مهند الحلبي في الدنيا والآخرة
  تفانين إسرائيلية مجنونة لوأد الانتفاضة
  عبد الفتاح الشريف الشهيد الشاهد
  عرب يهاجرون ويهودٌ يفدون
  إيلي كوهين قبرٌ خالي وقلبٌ باكي ورفاتٌ مفقودٌ
  إرهاب بروكسل والمقاومة الفلسطينية
  المساخر اليهودية معاناة فلسطينية
  الدوابشة من جديد
  المهام السرية لوحدة الكوماندوز الإسرائيلية
  المنطقة "أ" إعادة انتشار أم فرض انسحاب
  إعلان الحرب على "فلسطين اليوم" و"الأقصى"
  عظم الله أجر الأمريكيين وغمق لفقيدهم
  الثلاثاء الأبيض وثلاثية القدس ويافا وتل أبيب
  الهِبةُ الإيرانية والحاجةُ الفلسطينية
  هل انتهت الانتفاضة الفلسطينية ؟
  سبعة أيامٍ فلسطينيةٍ في تونس

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حاتم الصولي، سفيان عبد الكافي، عبد الله الفقير، سامر أبو رمان ، ياسين أحمد، رضا الدبّابي، د - شاكر الحوكي ، المولدي الفرجاني، سيد السباعي، رافد العزاوي، محمود طرشوبي، عمار غيلوفي، سلام الشماع، محمود فاروق سيد شعبان، العادل السمعلي، تونسي، د. أحمد محمد سليمان، سليمان أحمد أبو ستة، محمد الياسين، فتحي الزغل، د - مصطفى فهمي، محرر "بوابتي"، مصطفي زهران، إياد محمود حسين ، أحمد بوادي، علي الكاش، خالد الجاف ، صباح الموسوي ، الهادي المثلوثي، د. عبد الآله المالكي، صلاح المختار، عراق المطيري، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد عمر غرس الله، فهمي شراب، سعود السبعاني، محمد العيادي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. خالد الطراولي ، أحمد النعيمي، مجدى داود، طلال قسومي، محمد أحمد عزوز، عبد الله زيدان، مصطفى منيغ، د - محمد بنيعيش، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- محمود علي عريقات، صفاء العراقي، أبو سمية، د - عادل رضا، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد اسعد بيوض التميمي، فتحـي قاره بيبـان، محمد شمام ، عواطف منصور، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم فارق، صالح النعامي ، يزيد بن الحسين، رشيد السيد أحمد، حسن عثمان، أنس الشابي، عزيز العرباوي، إسراء أبو رمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، علي عبد العال، د - المنجي الكعبي، رمضان حينوني، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - صالح المازقي، خبَّاب بن مروان الحمد، منجي باكير، جاسم الرصيف، حميدة الطيلوش، ماهر عدنان قنديل، أحمد ملحم، فوزي مسعود ، عبد الرزاق قيراط ، سامح لطف الله، فتحي العابد، نادية سعد، د- محمد رحال، عبد الغني مزوز، وائل بنجدو، د. طارق عبد الحليم، الهيثم زعفان، مراد قميزة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. أحمد بشير، صفاء العربي، أحمد الحباسي، سلوى المغربي، إيمى الأشقر، رافع القارصي، د. صلاح عودة الله ، د.محمد فتحي عبد العال، د- جابر قميحة، يحيي البوليني، حسني إبراهيم عبد العظيم، الناصر الرقيق، أ.د. مصطفى رجب، محمد الطرابلسي، ضحى عبد الرحمن، أشرف إبراهيم حجاج، عمر غازي، كريم السليتي، حسن الطرابلسي، د- هاني ابوالفتوح، د - الضاوي خوالدية، صلاح الحريري، محمود سلطان، محمد يحي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة