البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حفاظا على هويتنا القومية

كاتب المقال عراق المطيري - العراق    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6226 Iraq_almutery@yahoo.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


منذ ما قبل عدوانها العسكري القذر على عراقنا الحبيب استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية مختلف الأسلحة غير التقليدية التي لا تستهدف القيادة السياسية الوطنية أبدا كحصار شعبنا ظلما وحرمانه من ابسط المستلزمات الضرورية لاستمرار الحياة اليومية ومنعت مواكبته لحركة التطور العلمية في العالم واللجوء إلى كثير من عمليات التضليل والكذب التي استهدفت فكر المواطن العراقي والعربي ومنظوره الحالي والمستقبلي لبناء حياته الحرة الكريمة كأهم عوامل النهوض فوجهت أجهزة إعلامها لتذويب الانتماء الوطني والقومي والديني ولا زالت تعمل لإلغاء هويته مستعينة بتجربتها في تشكيل مجتمعات غير مترابطة وغير متجانسة قامت هجينة على إبادة أصحاب القارة الأمريكية الأصليين من الهنود الحمر وغيرهم تحاول تطبيقها هنا على الشعب العراقي وقد جندت لذلك كل إمكانياتها المادية وتقنياتها الإعلامية وجيوش كبيرة من العملاء وحاولت الابتعاد بالقطر عن محيطه العربي وسلخه عن انتمائه القومي بل ذهبت إلى ابعد من ذلك بكثير للنيل من الفكر القومي العروبي كفكر ساهم ويساهم في تطور الحضارة الإنسانية مستعينة على هذا بغير العرب من المسلمين المتطرفين متناسية أن العرب هم مادة الإسلام وان الإسلام روح العروبة واهم أسلحة قوتها وتماسكها وأعظم دعائمها الفكرية ثم راحت تعزف بقوة على وتر الطائفية لتفتيت ذات الإسلام فعملت باتجاهين الأول منهما يكرس الطائفية ويحولها من ظاهرة استثنائية طارئة ومرفوضة إلى إيديولوجية تتطور في الفكر الإسلامي وفلسفته العلمية والى صراع عقائدي بأجنحة مليشياوية ومواجهة مع الآخر والثاني يستهدف أجيال الشباب لتجفيف الروافد البشرية له والابتعاد به عن جوهر الإسلام وإشغاله بتقليد المظاهر الغربية السطحية غير الملتزمة وتنمي في داخله نظرة تفسخ العائلة الواحدة وتضعف ترابطها وتبتعد عن موروثنا وأعرافنا وتقاليدنا كأمة حية متطورة بما لها وما عليها .

لكي تنجح في نهجها فقد سخرت أمريكا إعداد هائلة من الملالي اللذين امتهنوا التلاعب في الكلام بحرفية عالية ومن المأجورين رخيصي الذمم فأوجدت لهم نواة قاعدة بإمكانيات دولة وزودتهم بأسباب القوة والانتشار ودعمتهم ماديا لتناول الشرائح الاجتماعية العراقية والانتشار فيها أولا ومن ثم التوسع عربيا ودوليا كل على انفراد لتسهل مهمة تحقيق هدفها الأكبر وإحداث شرخ في طبيعة العلاقة بين الفكر ومن آمن به وحاولت إظهار القومية بمظهر العلمانية البعيد عن الإسلام كحد ادني وبمبرر كافي للقطيعة والخلط بين القومية والأممية والإلحاد بعد أن غذت كل التناقضات التي نشأت فيه اثر تنامي صراع تيارات بعيدة عن روحه أوجدتها حديثا وأصبحت واقعا يشغل حيزا كبيرا في الفكر الإسلامي ويطرح شعارات تداعب مشاعر المسلمين وتعزف على وتر حاجاتهم ومعاناتهم .

إننا نعيش الآن مرحلة غاية في الخطورة وهجمة شرسة يشنها معسكر أعداء العروبة ورواد الفكر الشعوبي اللذين يلتحفون رداءات مختلفة ومتنوعة وينتحلون أسماء تحمل مفهوم الثأر والقتل وتنمي روح الانتقام وتمارسها تستهدف القومية العربية في قلبها لإنهاء وجودها كما تستهدف الإسلام في فكره لتجريده خاسئة من الفكر العقائدي الذي يحمله فبعد أن كنا نعيش حالة تدرك عمق التوأمة بين الإسلام والقومية العربية نتلمس ظهور تيارات طائفية تحاول النيل منهما معا وتسعى لخلق صراع بينهما على أساس أنهما نقيضين متقاطعين إلى قيام الساعة .

لقد سعت القوى المتأسلمة المعادية للفكر القومي إلى جعل العراق بدعم من الفكر ألصفوي الشعوبي الفارسي مركز انطلاقة للتهجم على كل دولة عربية تسعى للتواصل مع هذا الفكر ونعتها بما يسيء إليها بما فيها تهمة دعم الإرهاب بينما نحن في العراق نتابع بدقة ومعنا كل منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية التي انفلتت عن طوق السيطرة الأمريكية والفارسية نشخص ارتباط عمليات القتل المنظم والتصفيات الجسدية بالمخابرات الإيرانية بشكل مباشر أو عن طريق مليشيات الأحزاب الطائفية التي انتشرت في جميع محافظات القطر .

بعد أن فشلت كل المحاولات القبيحة التي تبناها الفكر ألصفوي الشعوبي في طرح مفاهيمه الخبيثة لسلخ العراق من امتداده القومي العربي كما فشلت محاولات التقسيم بعون الله ومدده بدأت أصواتهم النشاز في الخفاء تحاول تبني فكرة التشكيك في اصل عروبة سكان مناطق وسط وجنوب العراق ونسبهم وأخذت تركز على المدن المقدسة التي تشرفت بمراقد أهل بيت النبوة الأطهار عليهم السلام وبدأت تنشر ممارسات توحي لك كزائر لأي مدينة الآن انك في قم او طهران فالشعارات فارسية والخط فارسي والأداة المستخدمة فارسية والسلع المطروحة في الأسواق فارسية وسيارات الخدمة المستخدمة من إنتاج فارسي وتداول العملة الفارسية أكثر من العراقية ونسبة الزائرين الفرس أكثر من العرب حتى الزي الفارسي صار مقبولا قد يرتديه قسم ممن تأثر بهذا الطرح بسذاجة بل وهناك الكثير ممن يروج لزواج المتعة من الفارسيات تمهيدا لإنتاج جيل جديد هجين لا يرفض التغلغل الفارسي ولا يدافع عن هويته القومية ناهيك عن الواجهات الكثيرة لأجهزة المخابرات الإيرانية التي انتشرت كمؤسسات مذهبية أو خيرية توزع المعونات لتستقطب من خلالها شرائح معينة والتثقيف للممارسات التي تشوه الدين الإسلامي الحنيف والمحاضرات الدينية التي تطرح في الأضرحة الشريفة التي يراد من خلالها الإساءة إلى كل ما هو عربي إبتداءا من تشويه التاريخ وإنتهاءا بقبول الواقع الحالي .

صحيح أن محاولات فردية كثيرة تجري للحد من هذا النشاط وغالبا ما تنتهي بتصفية أصحابها ولكننا اليوم بحاجة إلى حملة نتضامن فيها جميعا للوقوف بقوة بوجه تحالف الاحتلال للنيل منا ومن فكرنا ومن هويتنا التي لا يمكن التفريط بها لأنهاء وجودنا يتحمل الجزء الأكبر في تنفيذها أهلنا في تلك المدن .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، أمريكا، إحتلال العراق، مقاومة، إنسحاب الإحتلال، الجلاء، الخونة، العمالة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-09-2011  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  سلاح الشارع العراقي
  الخيار الجماهيري
  من ينجو من التفجير تقتله الشرطة
  خطورة الدور الإيراني على المشرق العربي
  حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له
  تذويب الهوية القومية في الخليج العربي
  التحدي الفكري في ثورة 17 تموز 1968 المجيدة
  ثورة عام 1920 الكبرى مستمرة لأكثر من قرن ( جـ 3)
  ثورة عام 1920 الكبرى مستمرة لأكثر من قرن ( جـ 2)
  ثورة عام 1920 الكبرى مستمرة لأكثر من قرن ( جـ 1)
  تَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
  إلى السيد نبيل العربي: أسرى مؤتمر القمة العربية لدى حكومة الاحتلال في العراق
  التوجه الغربي بين الدين والسياسة
  انقلاب على طريقة الديمقراطية اختلفوا فخسر الشعب العراقي وكأنك يا أبو زيد ما غزيت
  إلى الأخت المجاهدة نازك حسين في اربعينيتها
  إيران وأمريكا والقرار الأخير
  شيء مما يدور في المشهد العراقي الحالي
  إسلام بالهوية الغربية لماذا يتبنى الغرب دعم الحركات الإسلامية ؟
  ديمقراطية الاحتلال كما عشتها
  المحطة الأخيرة في القطار السوري
  الفكر القومي العربي والانتماء الديني
  عندما يكون السياسي مجرما وفاشلا وخائنا وبلا أخلاق
  ما لا تعلن عنه أمريكا ويخفيه الغرب
  سياسة الأزمات بعد الفوضى المنظمة
  حفاظا على هويتنا القومية
  ثورات على طريقة الفوضى الخلاقة
  المقاومة والثورية والعمالة
  خيار المشاركة أم ترقب النتائج
  إحتضار ما قبل السقوط المدوي
  ليس حبا بالعراق بل هي فتنة جديدة تخدم آل الصباح

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
الهادي المثلوثي، محمد اسعد بيوض التميمي، د - عادل رضا، إيمى الأشقر، د. طارق عبد الحليم، عزيز العرباوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، علي عبد العال، العادل السمعلي، مجدى داود، فتحي العابد، أبو سمية، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صلاح المختار، كريم فارق، د - محمد بن موسى الشريف ، رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مراد قميزة، أ.د. مصطفى رجب، مصطفى منيغ، فتحـي قاره بيبـان، محمد عمر غرس الله، كريم السليتي، جاسم الرصيف، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - المنجي الكعبي، د. خالد الطراولي ، فوزي مسعود ، حسن الطرابلسي، يحيي البوليني، سامح لطف الله، سعود السبعاني، رضا الدبّابي، عواطف منصور، يزيد بن الحسين، د - صالح المازقي، أحمد النعيمي، خبَّاب بن مروان الحمد، د. صلاح عودة الله ، محرر "بوابتي"، صفاء العربي، محمود فاروق سيد شعبان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ياسين أحمد، عبد الرزاق قيراط ، عبد الله الفقير، د. أحمد بشير، د - مصطفى فهمي، حاتم الصولي، رمضان حينوني، محمد يحي، إياد محمود حسين ، محمد الياسين، د- هاني ابوالفتوح، عراق المطيري، سلوى المغربي، أحمد بوادي، ماهر عدنان قنديل، محمد شمام ، د- جابر قميحة، محمد أحمد عزوز، رافد العزاوي، المولدي الفرجاني، علي الكاش، عمار غيلوفي، سليمان أحمد أبو ستة، سامر أبو رمان ، الهيثم زعفان، د - شاكر الحوكي ، حميدة الطيلوش، صلاح الحريري، د- محمود علي عريقات، وائل بنجدو، خالد الجاف ، أنس الشابي، فتحي الزغل، محمود طرشوبي، عبد الله زيدان، محمد الطرابلسي، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العراقي، عمر غازي، د. أحمد محمد سليمان، منجي باكير، د - الضاوي خوالدية، مصطفي زهران، صباح الموسوي ، صالح النعامي ، حسن عثمان، حسني إبراهيم عبد العظيم، سلام الشماع، أحمد ملحم، الناصر الرقيق، فهمي شراب، محمد العيادي، تونسي، د.محمد فتحي عبد العال، سيد السباعي، رشيد السيد أحمد، سفيان عبد الكافي، محمود سلطان، إسراء أبو رمان، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. عبد الآله المالكي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - محمد بنيعيش، طلال قسومي، نادية سعد، د- محمد رحال، رافع القارصي، أحمد الحباسي، ضحى عبد الرحمن، عبد الغني مزوز،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة