البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

إيران وأمريكا والقرار الأخير

كاتب المقال عراق المطيري - العراق    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6385


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


التناقضات التي تجري على مسرح الأحداث العراقية وتتابعها في الأقطار العربية لم تأتي عن فراغ وإنما نتيجة طبيعية لمجموعة المخططات التي رسمها الغرب برعاية الولايات المتحدة الأمريكية لحاضر ومستقبل المنطقة وأرادوا من خلالها كسر شوكة امتنا وقهرها وإذلالها فغزو العراق عام 2003 لم يكن وليد ساعته ولم يكن سلوك أهوج طائش لبوش الابن أراد من خلاله تصفية حسابات لعداوات شخصية أو نازعات عشائرية على ارث لثروات كانت لعائلة بوش في العراق ولم تكن نصرة للشعب العراقي من ظلم حقيقي أحاق بهم على يد دكتاتور جلاد كما زعموا بل هو فعل إجرامي همجي قذر مدروس استهدف النظام الوطني العراقي لأنه أكثر من يشكل عائقا حقيقيا لكل مشاريع ابتلاع امتنا وإنهاء وجودها ولا يقف هذا الموضوع عند حد الصراعات الدولية بين أقطاب الأرض الأقوياء لوضع اليد الغربية على الثروات الطبيعية الهائلة التي تكتنزها المنطقة كما يضن البعض رغم الأهمية القصوى لها فلا يشكل النفط أو الغاز أو الكبريت أو الفوسفات أو اليورانيوم أو حتى الأيدي العاملة الرخيصة شيء ذا قيمة بل يذهب الموضوع إلى ابعد من ذلك بكثير تفسره نظرة التعالي الغربية الفوقية إلى العرب والمسلمين التي يتم من خلالها التعاطي مع تسلسل الأحداث الدائرة في المنطقة منذ أمد بعيد فما تنفك امتنا لتحرر من غزو حتى تدخل في صراع جديد من نوع آخر مع محتل وغازي آخر بأسلوب مغاير وتبريرات مختلفة وبأيادي جديدة لكن يبقى الهدف واحد .

حين حطمت صخرة الصمود العراقي أحلام الفرس في نشر نفوذهم والسيطرة على بلادنا تلبية لمصالح تحالفهم مع الغرب خلال عدوانهم في عقد الثمانينات من القرن الماضي انكفأت مؤقتا ولم تتوقف بل ارتدت ثوبا جديدا لتدور الأحداث بالشكل المعروف بعد عام 1990 حتى يومنا هذا فما عجزت عن تحقيقه إيران طيلة أكثر من ثماني سنوات حققته لها الولايات المتحدة الأمريكية لنعود إلى نفس النتيجة التي كانت ستحصل وهي السيطرة الفارسية على بلادنا الأمر الذي يفسر كيف سلمت أمريكا العراق على طبق من ذهب إلى إيران ويلقم بحجر قذر فم من يقول غير ذلك ولنا في ما يجري الآن دليل على صحة هذا الكلام , وإذا تجاوزنا تصريحات ملالي قم وطهران في دورهم المهم في مسار نتائج العدوان على العراق فالكل أصبح موقنا إن من يدير الأوضاع الآن في العراق هم عملاء مزدوجي الولاء لإيران وللولايات المتحدة الأمريكية بامتياز ولن نبقى نجلد حالنا ونلوم أشقائنا العرب على صمتهم إزاء ذلك العدوان وما جرى فيه من عمليات قتل وتهجير ومطاردات منظمة لمختلف الأسباب انتقلت بشكل ممنهج إلى باقي أقطار المنطقة وطالتهم في عقر دارهم فلهيب نار العدوان لم يحرق بغداد ويقف عندها ولم يطال المواطن العربي العراقي لأي طائفة أو مذهب كان ويستثني المواطن العربي في قطر آخر بل انتقلت لتسري في هشيم العرب تباعا من الخليج العربي حتى المحيط .

للمرة الألف تتصاعد حملة التهديدات وتتعالى الأصوات المنكرة بالتبريرات الفارغة ليسخروا بأنفسهم من ديمقراطيته التي يدعون تطبيقها بعد الغزو وتتأكد سطوة اليد الإيرانية وقوتها على كامل الحكومة العميلة فيهرع جميع المشتركين في العمالة من قريب أو بعيد ليقدموا ضماناتهم إلى إيران ويستعطفوها في مباركة الولي الفقيه علي خامنئي لخطوتهم المقبلة لسحب الثقة غير الموجودة بينهم إن حصلت ولكي تكون مرة أخرى الفيصل بين الأخوة ( في العملة ) الخصماء ولتفض بينهم نزاعاتهم وليس فيهم رجل رشيد بينما يستعد جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي اشد أعداء الشعب العراقي ليشد رحاله إلى بغداد وينطق بالكلمة الأخيرة .

ليس في ما يجري في كل المشاهد العربية من صراعات الآن على مصلحة المواطن العربي فهذا أمر لا يخطر على بال احد وهو مستبعد جدا وهو ( إي المواطن العربي ) ليس طرف فيه وإنما هو الوسيلة التي تستخدم لتبرير هذه الصراعات والضحية التي تنتج عنها ولا يوجد خلاف حقيقي بين عملاء الاحتلال في العراق أو العملاء الجدد في كل الأقطار العربية على طريقة الأداء بل هو تنافس بينهم على خدمة مشاريع المحتل وتنفيذها وصراع للحصول على كراسي تمكنهم من سرقة قوة المواطن ونعود لنؤكد أن المسرحية التي جرت فصولها في العراق سيعاد تمثيلها في كل الأقطار العربية دون استثناء مع تعديل في المظهر الخارجي والشخوص لسبب بسيط يخدم المشروع الغربي ولا يخدم غيره إطلاقا وإلا ما الذي يشكله الإنسان العراقي أو التونسي أو المصري أو السوداني أو الليبي أو اليمني أو السوري أو في أي شبر من الوطن العربي للحكومات الغربية لتتحمل أعباء حرب طاحنة وخسائر بشرية ومادية وتخلصه من نظام الحكم في قطره وما الفرق بين أي مواطن في تلك الأقطار وبين المواطن الفلسطيني الذي ذبح ولا يزال يذهب كل يوم إلى مطحنة الموت الصهيونية, وما معنى التفجيرات التي تحصل كل يوم ويذهب ضحيتها بالعشرات على امتداد منطقتنا .

نحن في العراق ندرك هذا وقد أشارت إليه قيادة حكمنا الوطني منذ عقود في كل أدبياتنا واعددنا له العدة ما استطعنا إليه سبيلا وعلى أساس منه انطلقت المقاومة العراقية البطلة التي تشكل عائقا حقيقيا للمشروع الغربي الفارسي الصهيوني وسنواصل جهادنا بلا هوادة وسنقطع اليد الفارسية الطائفية التي امتدت إلى العراق ووفق هذه النظرة كانت مواقفنا من الحركات التي جرت في أقطار امتنا فنحن دائما مع القرار الشعبي وضمان عدم التدخل الخارجي .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الإحتلال الأمريكي، المقاومة، التدخل الإيراني بالعراق، إيران، الفرس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-06-2012  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  سلاح الشارع العراقي
  الخيار الجماهيري
  من ينجو من التفجير تقتله الشرطة
  خطورة الدور الإيراني على المشرق العربي
  حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له
  تذويب الهوية القومية في الخليج العربي
  التحدي الفكري في ثورة 17 تموز 1968 المجيدة
  ثورة عام 1920 الكبرى مستمرة لأكثر من قرن ( جـ 3)
  ثورة عام 1920 الكبرى مستمرة لأكثر من قرن ( جـ 2)
  ثورة عام 1920 الكبرى مستمرة لأكثر من قرن ( جـ 1)
  تَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
  إلى السيد نبيل العربي: أسرى مؤتمر القمة العربية لدى حكومة الاحتلال في العراق
  التوجه الغربي بين الدين والسياسة
  انقلاب على طريقة الديمقراطية اختلفوا فخسر الشعب العراقي وكأنك يا أبو زيد ما غزيت
  إلى الأخت المجاهدة نازك حسين في اربعينيتها
  إيران وأمريكا والقرار الأخير
  شيء مما يدور في المشهد العراقي الحالي
  إسلام بالهوية الغربية لماذا يتبنى الغرب دعم الحركات الإسلامية ؟
  ديمقراطية الاحتلال كما عشتها
  المحطة الأخيرة في القطار السوري
  الفكر القومي العربي والانتماء الديني
  عندما يكون السياسي مجرما وفاشلا وخائنا وبلا أخلاق
  ما لا تعلن عنه أمريكا ويخفيه الغرب
  سياسة الأزمات بعد الفوضى المنظمة
  حفاظا على هويتنا القومية
  ثورات على طريقة الفوضى الخلاقة
  المقاومة والثورية والعمالة
  خيار المشاركة أم ترقب النتائج
  إحتضار ما قبل السقوط المدوي
  ليس حبا بالعراق بل هي فتنة جديدة تخدم آل الصباح

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد شمام ، د - المنجي الكعبي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. عبد الآله المالكي، كريم السليتي، كريم فارق، د - مصطفى فهمي، رضا الدبّابي، خبَّاب بن مروان الحمد، د- جابر قميحة، حميدة الطيلوش، مراد قميزة، الناصر الرقيق، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - عادل رضا، أحمد ملحم، حسن عثمان، عبد الغني مزوز، محمود طرشوبي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد أحمد عزوز، محمد الطرابلسي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سليمان أحمد أبو ستة، فهمي شراب، صفاء العربي، فتحي الزغل، مجدى داود، حسن الطرابلسي، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الرزاق قيراط ، أ.د. مصطفى رجب، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عمار غيلوفي، د. طارق عبد الحليم، أحمد بوادي، الهادي المثلوثي، محمد عمر غرس الله، سفيان عبد الكافي، يزيد بن الحسين، الهيثم زعفان، أبو سمية، رشيد السيد أحمد، د - صالح المازقي، محمد يحي، طلال قسومي، د - محمد بنيعيش، د- هاني ابوالفتوح، فتحي العابد، ماهر عدنان قنديل، صفاء العراقي، إيمى الأشقر، أنس الشابي، علي عبد العال، د. خالد الطراولي ، د - الضاوي خوالدية، حسني إبراهيم عبد العظيم، صلاح الحريري، مصطفي زهران، فوزي مسعود ، وائل بنجدو، أحمد النعيمي، سيد السباعي، حاتم الصولي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صالح النعامي ، سامر أبو رمان ، عمر غازي، فتحـي قاره بيبـان، صلاح المختار، د.محمد فتحي عبد العال، سامح لطف الله، العادل السمعلي، إياد محمود حسين ، جاسم الرصيف، د - شاكر الحوكي ، صباح الموسوي ، د- محمود علي عريقات، محرر "بوابتي"، د. أحمد بشير، د- محمد رحال، سلام الشماع، أحمد الحباسي، منجي باكير، ضحى عبد الرحمن، عبد الله زيدان، مصطفى منيغ، محمد العيادي، د. صلاح عودة الله ، عراق المطيري، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود فاروق سيد شعبان، رافد العزاوي، المولدي الفرجاني، علي الكاش، محمد الياسين، نادية سعد، رحاب اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، تونسي، عزيز العرباوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سعود السبعاني، يحيي البوليني، رمضان حينوني، أشرف إبراهيم حجاج، عبد الله الفقير، د. أحمد محمد سليمان، خالد الجاف ، ياسين أحمد، عواطف منصور، محمود سلطان، سلوى المغربي، إسراء أبو رمان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة