البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حكايات الحق و الباطل بين الأمس و اليوم
‏- فلسطين نموذجا-‏

كاتب المقال مباركة العماري - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 9916


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أتذكّر أنه عندما كنا صغارا كانت جدّاتنا تروى لنا الحكايات التي ينتصر فيها الخير دائما و التي يعود فيها ‏الحق في آخر المطاف إلى أصحابه، ثم عندما كبرنا قليلا و دخلنا المدارس أصبحنا نطالع قصصا ينتهي ‏فيها الخير سيد الموقف و تكون الخلاصة في آخر المطاف أنه "ما ضاع حق وراءه طالب".‏
و لكن عندما كبرنا أكثر و أصبحنا ندرك خفايا الحياة و مآسيها أدركنا أن الشر أصبح له حلفاء و أن ‏المستضعفين في الأرض كثر و أن الحق قد شارف على الضياع لا محالة.‏

‏ فأنت عندما تتابع الأخبار و تفهم مجريات الأحداث السياسية و أخبار الشرق الأوسط و تتابع إحصاء عدد ‏الشهداء الفلسطينيين في كل مرة و في كل يوم تدرك أن القصص و حكايات الجدة شيء و الواقع شيء ‏آخر مختلف تماما.‏

فما يحدث اليوم في قطاع غزة إنما يحسّسك بأن الشر يخاطبك في كل ركن من أركان بيتك و أنت تتابع ‏الأخبار و يضحك بأعلى صوته متفاخرا بنصره و بالدعامة التي يحض بها من قبل مجلس الأمن و ‏الولايات المتحدة الأمريكية و بالشرعية التي أعطاه له الصمت العربي على حسب قول الصحفي ‏الإسرائيلي الذي كتب مقالا يقول فيه بأن صمت العرب هو الذي يدعم الممارسات الإسرائيلية.‏
فاليوم قد فاق عدد ضحايا المحرقة التي تقترفها إسرائيل في قطاع غزة الـ120 شهيدا جلهم من المدنيين ‏في حادثة ليست الوحيدة على مدى تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ففي كل فترة يتجرأ الجيش ‏الإسرائيلي على ارتكاب المجازر في حق المدنيين الفلسطينيين العزل و ككل مرة يكتفي الساسة العرب ‏بالإدانة و الشجب و التذكير بضرورة تعيين حماية دولية للشعب الفلسطيني ..و...و.‏

و الطريف في كل هذا – إن كان في الأمر طرافة- أنه في كل مرة يثور الشارع العربي في أول الأمر و ‏يحتجّ و يتظاهر ثم يكتم شقّ غيضه و يكتفي بمشاهدة الأخبار و البكاء على موت الأطفال لا ذنب لهم ‏سوى أنهم يقطنون أرضهم المغتصبة و يحملون الجنسية الفلسطينية روحا و انتماءا ...بينما يعدل الشقّ ‏العربي الآخر حتى عن مواكبة ما يجري هاربا من الإحساس بالحزن منشغلا بمشاكله اليومية ...‏
و في نفس هذا السياق سوف أذكر لكم موقفا حصل أيام الدراسة الجامعية بمعهد الصحافة و بالتحديد في ‏حصة "الإذاعة" حين كنا نعدّ نشرات الأخبار، حيث يتولى فريق إعداد نشرة إخبارية و يتولى فريق آخر ‏تقييم هذا العمل...فقد صار النقاش حادا بين الطرفين حول عنوان يتحدث عن استشهاد فلسطيني حيث ‏اعتبره الفريق الأول عنوانا رئيسيا في حين رأى الفريق الثاني بأن الخبر عادي و يحدث يوميا فهو إذن ‏يخلو من الجدّة و لا يعتبر عنوانا رئيسا...‏

و قد ظل هذا الموقف راسخا في ذهني إلى الآن أتذكره كل ما تابعت أخبار الشرق الأوسط و هذا الموقف ‏نشاهده اليوم في التصريحات العربية و كأنما الأمر أصبح عاديا بالنسبة لهم ويحدث يوميا فهو لا يحمل ‏جدّة !...أو ربما كأنهم أصبحوا يميلون إلى القول بأن" ما باليد حيلة ..و لا مراد لقضاء الله..." و غيرها ‏من التعابير التي ترسخ الانهزامية حتى إن مقوله " ما ضاع حق وراءه طالب" قد اهتزت لدينا نحن ‏العرب و أصبحنا ننطق بها دون تأكّد من أن الحق باق - هذا إن لم يكن قد ضاع فعلا-.‏
لهذا و بناءا على ما سبق فإننا ننصح القائمين على إعداد و كتابة قصص الأطفال العرب أن يكونوا ‏واقعيين أكثر عند تأليفهم لنهايات الحكايات ...و إن لم يستطيعوا فننصحهم أن يكتبوا في نهاية كل قصة ‏سعيدة ملاحظة تقول :" هذه النهاية تتحقق إذا وافق مجلس الأمن و إذا لم تستعمل أمريكا حق الفيتو و ‏طبعا إذا خرج العرب من مجرد الاستنكار و التنديد".‏

‎-----------------‎
مباركة العماري صحفية من تونس


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 10-03-2008  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  11-03-2008 / 13:47:04   وسيم


تحياتي طارق إشتقنا لك

  11-03-2008 / 09:51:40   tarek


مقال جيد و طرح طريف للأزمة ..تحياتي
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
كريم فارق، ياسين أحمد، أحمد بوادي، مصطفي زهران، عبد الغني مزوز، عواطف منصور، محمد اسعد بيوض التميمي، علي عبد العال، سفيان عبد الكافي، د - شاكر الحوكي ، عمار غيلوفي، صلاح الحريري، د - المنجي الكعبي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عراق المطيري، حاتم الصولي، تونسي، حميدة الطيلوش، د. صلاح عودة الله ، د. طارق عبد الحليم، رضا الدبّابي، محمد شمام ، إياد محمود حسين ، محمود طرشوبي، د - محمد بن موسى الشريف ، منجي باكير، خبَّاب بن مروان الحمد، العادل السمعلي، رافع القارصي، يزيد بن الحسين، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد يحي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، المولدي الفرجاني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، سلوى المغربي، الهادي المثلوثي، صالح النعامي ، د. أحمد محمد سليمان، سلام الشماع، الهيثم زعفان، محمود سلطان، سامر أبو رمان ، صباح الموسوي ، حسن الطرابلسي، محرر "بوابتي"، د. خالد الطراولي ، صفاء العراقي، صفاء العربي، عزيز العرباوي، أحمد ملحم، ماهر عدنان قنديل، ضحى عبد الرحمن، إسراء أبو رمان، فتحي الزغل، د. عبد الآله المالكي، عمر غازي، صلاح المختار، د.محمد فتحي عبد العال، مجدى داود، محمد الطرابلسي، محمد عمر غرس الله، أحمد الحباسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، سيد السباعي، د - الضاوي خوالدية، إيمى الأشقر، فوزي مسعود ، د. أحمد بشير، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن عثمان، يحيي البوليني، مصطفى منيغ، رشيد السيد أحمد، محمد أحمد عزوز، الناصر الرقيق، فتحـي قاره بيبـان، نادية سعد، مراد قميزة، سامح لطف الله، محمد الياسين، محمود فاروق سيد شعبان، رافد العزاوي، أبو سمية، وائل بنجدو، فتحي العابد، كريم السليتي، أشرف إبراهيم حجاج، رمضان حينوني، د - صالح المازقي، د- هاني ابوالفتوح، د - محمد بنيعيش، د - مصطفى فهمي، أحمد النعيمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أ.د. مصطفى رجب، خالد الجاف ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، طلال قسومي، عبد الله الفقير، محمد العيادي، د- جابر قميحة، د - عادل رضا، د- محمود علي عريقات، سعود السبعاني، د- محمد رحال، جاسم الرصيف، عبد الرزاق قيراط ، علي الكاش، عبد الله زيدان، أنس الشابي، سليمان أحمد أبو ستة، فهمي شراب،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة