آثاريون، دبلوماسيون، جواسيس
أربعة تقارير عن أنشطة مشبوهة
د - ضرغام الدباغ - ألمانيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2157
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
مقدمة
منذ أواسط القرن التاسع عشر، كانت المعطيات السياسية / الاقتصادية / الاجتماعية تؤشر أن المنطقة العربية في الشرق الأوسط التي كانت تحت الهيمنة العثمانية مقبلة على تحولات (تغيرات) كبيرة وحاسمة، ذلك أن الأطر والهياكل للمعطيات المذكورة كانت في مرحلة تعاني فيها من ضعف واضح، وتداعي، وقد اتجهت إليها أنظار الدول الاستعمارية للتقاسم ثرواتها ومزاياها الاستراتيجية.
وكانت العلاقات الدولية تمر بمرحلة توتر شديدة، ذلك أن مرحلة الاستعمار التي أعقبت الثورة الصناعية قد بلغت مرحلة لابد فيها من إعادة تقسيم جديد للعالم ومناطق النفوذ والهيمنة، هذا عدا عن أن النفط بدأ يطرح في السوق والسياسة العالمية كمادة استراتيجية للصناعة والاقتصاد وللآلة الحربية، بل لعموم مفاصل الحياة الحديثة.
توجهت الدول التي وجدت مصالحها في المنطقة بشتى الأساليب، المنطقة التي كانت مجهولة تماماً، ولا يمتلكون عنها أية معلومات منذ الحروب الصليبية. وغياب شبه تام للمعلومات الجغرافية والسكانية، والاقتصادية، والمنطق يطرح ضرورة الاستطلاع، وتأسيس بدايات لأعمال تمثلت بتحديد طرق المواصلات، ومد السكك الحديدة، وإيجاد أساس لتعاون اقتصادي ولو بصوره البدائية مع فئات محلية، وإنشاء فئة الكومبرادور، ليكون متعلقاً بشريان الحياة (الاقتصاد) مع الأجنبي، وتكوين شبكة من العلاقات من شيوخ القبائل، وكل من يمثل سلطة اجتماعية، ومع شخصيات متنفذة.
وهكذا انطلقت مجاميع كبيرة من لندن وباريس وبرلين، وغيرها من عواصم المال، بصفة: سواح، رحالة، مكتشفين، آثاريين، تجار، دبلوماسيين، وفي الواقع كان معظمهم من الجواسيس المدربين، بعضهم قد أستعد لمهمته وتعلم اللغة العربية، وتلقى دروس في العمل والتسلل والتغلغل، واقتناص الفرص وفن التعامل مع الشخصيات، جعل ما هو طارئ وعارضي، إلى أمر أساسي، وتحويل الأساسي الجوهري إلى أمر ثانوي عارضي، هذا هو جوهر عمل القوى الاستخبارية عندما تدخل بلداً وتصبح قوة مرجعية يؤخذ رأيها وينفذ صوتها، وهذا ما فعله لورنس، وهذا ما فعلته غيرترود بيل، حين دخلوا بلادنا وصاروا هم أسيادها وحكماً بين القوى الشعبية، بفعل الجهل والتخلف، وهذا ما فعلته تلك القوى، ما تفعله غيرها من القوى الأجنبية.
هذه تقارير أربعة، ينطوي البعض منها على معلومات جديدة، وبعض آخر على مدى الخراب الذي ألحقه هؤلاء الجواسيس في البلاد، بل وتشير التقارير أن الدوائر التي أرسلتهم كانت تتخبط في معلوماتها، وتتناقض، ثم أن تنافساً بين الدول الاستعمارية على بلادنا فعبثوا بالخرائط، وعينوا الحدود بين الدول وفق مصالحهم الاستعمارية، وكثيراً ما كانوا يغشون بعضهم أيضاً. بل ويغشون ويخدعون أمماً وشعوب، ويتلاعبون بالألفاظ والمصطلحات، ويركبون المؤتمرات، ويتبادلون الأدوار، ويندر أن يتلفظ أحدهم كلمة صادقة، أو يقطع وعداً وينفذه.
جرت هذه الأحداث على أرض بلادنا، والتقارير تعبر عن أحداث مصيرية جرت على أرض العراق والأردن وفلسطين وسورية ونجد والحجاز. التقرير الرابع أردت أن أنهي ترجمته، أو الإحجام عن نشره، لأنه ينطوي على مغالطات وتثقيف خاطئ متعمد، فهناك من المؤرخين من يعتقد أن بوسعه أن يواصل اللعب بالكلمات والألفاظ، ويواصل الغش، على الأقل شعوب بلدانهم، ثم تنكشف أمام القارئ تناقضات وخدع، وما تزال شخصية توماس لورنس (لورنس العرب) غامضة بدرجة كبيرة، منها احتمال أنه كان يعمل لصالح الصهيونية العالمية، ثم دور مشبوه للجاسوس آرون آرونسن، الذي كان روماني الجنسية، ولكنه فجأة يصبح عضواً في الوفد البريطاني في مؤتمر باريس. وعلاقة مشبوهة بين آرنسن وشقيقته سارة وبين لورنس، والمدهش أكثر أن هذه الشخصيات تختفي فوراً ونهائياً بعد أداء دورها التجسسي.
عندما وقعت التقارير بين يدي، لم أعتقد للوهلة الأولى إنها مهمة كما تبين لي لاحقاً، أني أدعو القارئ أن يتمعن ويفكر بمضامينها، وسيجد أنها مهمة بل ومدهشة أحياناً ...!
آثاريون، دبلوماسيون، جواسيس
أربعة تقارير عن أنشطة مشبوهة
1.
Erster Weltkrieg Die wahre Pistolenkugel des Lawrence von Arabien
حقيقة الرصاصة التي أطلقها لورنس العرب في الحرب العالمية الأولى.
تقرير كتبة : سفين فيليكس كيلرهوف (Kellerhoff Sven Fellix)
ترجمة : ضرغام الدباغ
تاريخ النشر : 8 / نيسان / 2016
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتب توماس لورنس في مذكراته، الذي كان ضابط ارتباط الاستخبارات العسكرية البريطانية مع الثورة العربية ضد الإمبراطورية العثمانية، عن أحداث الثورة. ما يمنح المزيد من الإيضاح حول دوره.(1)
بعد مرور 99 عاماً أكتشف الآثار يون البريطانيون ما يؤكد الدور البطولي للشخصية الشهيرة، توماس لورنس (Thomas Lawrence ) وبنفس الوقت الشخصية المثيرة للجدل الذي أشتهر باسم لورنس العرب (Lawrence von Arabien ) وأن لورنس قد شارك شخصياً بهجوم واحد على الأقل على قطار الحجاز الذي يربط بين عمان والمدينة المنورة.
بالقرب من السكة الحديدية السابقة وقرب محطة عمار وهناك معبر من الأردن إلى الحدود العربية السعودية، جرت هنا عام 1917 معركة بهجوم على فطار عسكري للدولة العثمانية، والذي تحدث عنه لورنس في مذكراته " أعمدة الحكمة السبعة " وهذه المعركة تضمنتها أحداث الفلم السينمائي الذي أنتجته هوليود " لورنس العرب " ومثل دور البطولة فيه الممثل بيتر أوتول.
وعلماء الآثار من بريستول الذين يعملون في إطار "الثورة العربية الكبرى" ويبحثون عن أثار المعركة، عثروا على قذيفة ومسطحة بعض الشيئ، التي تم إطلاقها من مسدس كولت (M-1911) وبما أن العرب كانوا على الأغلب مسلحين بالبنادق والمسدسات البريطانية، فيما كانت القوات العثمانية مسلحة بأسلحة ألمانية، اعتبر الباحثون أن لورنس شخصياً كان مسلحاً بهذا المسدس الثقيل عيار 45 ملم الأمريكي الصنع، ومن المعروف أن لورنس كان مسلحاً بمسدس من هذا النوع.
وقد يعني هذا ، أن بعض المشككين في الأحداث التي وردت في كتاب " أعمدة الحكمة السبعة " هي مزينة ، وصولاً أنها اختراعات ..!. نيل فاولكنر، أحد أعضاء الفريق البريطاني، تحدث أن لورنس كان من هواة نسج القصص ولكن الطلقة (الظرف الفارغ) التي عثر عليها بالإضافة إلى علامة القاطرة (رقمها المميز)، تعني حقاً دوره في الثورة العربية.
والمسدس الكولت (M-1911) كان قد دخل الخدمة في الجيش الأمريكي في عام 1911، وحتى عام 1914 كان هناك (68,533) قطعة منه في الجيش الأمريكي، ولك يكن هذا السلاح قد صدر منه بعد بأعداد تستحق الذكر. ولم يباشر بتصديره إلا بعد تموز / 1915، حيث صدرت منه شركة كولت، ما مجموعه 15,000 مسدس من طراز (M-1911) إلى وزارة الدفاع البريطانية، واعتبرت مسدسات قوية وزعت على الضباط، وخاصة لسلاح الطيران، وربما حصل عليه لورنس عن هذا الطريق.
المسدس المنسي للورنس
كان توماس لورنس (الذي ولد عام 1888) قد تعلم اللغة العربية في شبابه خلال أعمال التنقيب قي سوريا، وعند نشوب الحرب العالمية الثانية، استدعي للخدمة، كضابط في الاستخبارات العسكرية. والتحق للخدمة في القاهرة،وبعد عامين حين اندلعت الثورة التحررية في الحجاز، فأوفد الملازم لورنس إلى زعماء الثورة كضابط أنصال بسبب مهارته اللغوية.
وسرعان ما أكتشف أن العرب يقاتلون بشكل غير كفوء، وقام لورنس بتنظيمهم، وقام بتسليحهم بأسلحة بريطانية وعلمهم تكتيكات الهجمات السريعة القوية على طرق القوات العثمانية، وهكذا تمكن من زعزعة أوضاع العثمانيين حلفاء الرايخ الألماني، وبسبب نجاحاته نال ترقيات سريعة حتى بلغ رتبة عقيد عام 1918.
لورنس كان يعرف أنه لا يخبرهم الحقيقة
مع ذلك، كان لورنس يعرف أنه لا يخبر المقاتلين العرب الحقيقة : وفي الحقيقة كانت بريطانيا وفرنسا قد قررتا أن لا تمنحان الاستقلال للعرب. وكان العرب منقسمون، وتعمل جهات دبلوماسية عديدة على تقسيم مواقفهم. أنسحب لورنس من الحياة العامة، وعمل كجندي في سلاح الطيران الملكي، وكتب مذكراته (أعمدة الحكمة السبعة) التي ظهرت عام 1926 وأضافت عليه المزيد من الشهرة، ولكن لورنس لقي حتفه في حادث دراجة نارية عام 1935.
ولعل رصاصة المسدس التي عثر عليها، هي دليل، أن لورنس قد شارك شخصياً في إغارات الجيش العربي على خط سكة الحديد، بعد العثور على المعسكر البريطاني لمساعدة الثوار في الصحراء الأردنية عام 2014 وتعد من الاكتشافات المهمة التي تؤكد أحداث كتاب " أعمدة الحكمة السبعة ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش.
1. توماس لورنس، شخصية مثيرة، وتنطوي على تناقضات عديدة، فهو داري أو باحث في الآثار القديمة لحضارات وادي الرافدين، التحق بالخدمة العسكرية في بداية الحرب العالمية الأولى، ونسب للعمل في الاستخبارات العسكرية البريطانية. أوفد إلى الشرق الأوسط (مصر)، ثم أعتبر كضابط ارتباط في الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين. وتميز عمله بالخداع والغش، تنفيذاً لأوامر الإدارة الاستعمارية.
منح رتبة عقيد مكافأة له على جهوده، ولكنه عاد والتحق بالجيش بعد الحرب كمتطوع بصفة جندي في القوة الجوية الملكية البريطانية.
كانت له حياة شخصية مثيرة، إذ أعتبر وجودياً، وأشير إليه في بعض المصادر بالشذوذ الجنسي.
2.
Kriegshelden Viel Rum – Wie Lawrence von Arabien wirklich lebte
بطل الحرب والكثير من المجد : كيف كانت حقيقة حياة لورنس بطل الحرب
تقرير كتبة : سفين فيليكس كيلرهوف (Kellerhoff Sven Fellix)
ترجمة : ضرغام الدباغ
تاريخ النشر : 9 / نيسان / 2016
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أكتشف الباحثون البريطانيون معسكراً في صحراء الأردن الذي كان قادة الثورة ضد الدولة العثمانية يستخدموه في الحرب العالمية الأولى.. ومنها حقائق جديدة
الحجر يبقى إلى الأبد، والصخور كما لا تزال منذ مئة عام بذات الخصائص، وهذه المتانة والحفاظ على الحال هو ما ساعد الآثار يون على اكتشافاتهم التي كان لها تأثيرها بين العلماء.
في وسط الصحراء الأردنية اكتشف الآثار يون من جامعة بريس تول معسكراً أستخدمه ضابط الاستخبارات البريطاني توماس لورنس عام 1917/18، حينما كان يعمل منسقاً لهجمات الثوار على خطوط إمداد الثورات التركية. وفي صورة فوتوغرافية التقطت عام 1918 يبدو فيها جانب من المعسكر في خلفية الصورة تبدو فيها الصخور وكأنها أسنان، وحتى توماس لورنس (1888ــ 1935) كتب في مذكراته ما يلي " صخور وكأنها الأسنان قريبة من وادي الشام "، موجودة خلف المعسكر.
ولكن منذ زيارة الضباط البريطانيين بسياراتهم المصفحة من طراز رولزرويز (Rolls Royce) إلى الصحراء برفقة لورنس لم يكن هذا المعسكر موجوداً، بل أن هناك خارطة مؤشر عليها بعض المواقع التي كان طيار استطلاع من القوة الجوية الملكية البريطانية قد رسمها بعد طلعة الاستطلاع اعتماداً على الذاكرة، ولكنه لم يضع هذا المعسكر عليها أو أية إحداثيات أو أوصاف تفصيلية.
ومع ذلك، لم ذلك يمنع عالم الآثار جون وينتربلوم من مواصلة البحث، وبمساعدة الصور التي يقدمها موقع غوغل الأرض (Google Earth) عن هذا الموقع الذي يضم هذه الصخور المميزة في صحراء الأردن العملاقة، وليجدها، حقاً كانت مهمة هرقلية جبارة.
ذخيرة حربية وقناني روم
وبالتعاون مع علماء " مؤسسة الثورة العربية العظمى" الذين يبحثون عن آثار لورنس ورجال الثورة العربية، تمكن أخيراً وينتربلومن العثور في منطقة بجنوب الأردن، على المرتفعات التي تطل على ميناء العقبة الخليج المنبث من البحر الأحمر، ولكن إلى الشرق بنحو مئة كيلومتر على جانبي سكة حديد الحجاز وهو خط مواصلات معروف ومهم فقي الشرق الأوسط وتمكن من تعقب آثار الصخور.
الآن وبالمقارنة مع الصورة الملتقطة عام 1918، أصبح ممكناً التوصل إلى المكان الذي كان فيه معسكر لورنس، وفعلاً مع أولى أعمال الحفريات، بدأت بقايا البريطانيين تظهر للعيان، في ضوء النهار. على سبيل المثال الظروف الفارغة للأطلاقات، ومكان موقد المخيم، التي كان رجال لورنس قد أوقدوها هنا.
ومن خلال زجاجات الروم التي وجدت، يبدو أنهم كانوا يحتسونها ومن النوع الجيد.، كما وجدت بقايا تجهيزات بريطانية كانت تستخدم في الجيش البريطاني. كما تم العثور على قطعة تنتمي لهيكل سيارة رولزرويز البريطانية المدرعة، ويبدو أن ضباط بريطانيون كانوا قد زاروا لورنس في مخيمه كما تظهر صورة يعود تأريخها إلى 1918
" إنها كبسولة زمنية "
في البحث عن ميدان المعركة، لعالم آثار قليل الانضباط نسبياً أعتبر هذا الاكتشاف اختراق مهم (اكتشاف)، وبإعجاب وقليل من المبالغة قيمه نيل فاولكنر علم الأثار ورئيس قسم " مشروع الثورة العربية الكبرى "، أعتبرها لا تقل أهمية عن اكتشاف قبر توت عنخ آمون لعلم الآثار المصريات.(1)
ويعتقد جيرمي زيلسون، المختص بسيرة لورنس، أن البحث مهم جداً، بل أنها " كبسولة زمنية " وخلافاً لمعظم مخلفات وآثار الحرب العالمية الأولى، تلك الآثار التي عثر عليها في الصحراء الأردنية، ومضى عليها نحو مئة عام دون تغير (منذ عام 1918).
ولورنس الذي تعلم اللغة العربية منذ شبابه حين عمل كآثاري في الحفريات في سوريا، التحق بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، في الخدمة السرية ضمن الاستخبارات البريطانية (Intelligence Service)، وبعد عامين (1916) انطلقت الثورة العربية ضد الهيمنة العثمانية، وكان لورنس برتبة ملازم، أوفد للعمل كضابط ارتباط بسبب معارفه اللغوية مع الثورة.
وسرعان ما أتضح، أن العرب كانوا لا يقاتلون بشكل كفوء، فعمل على إعادة تنظيمهم، وجهزهم بالأسلحة، وعلمهم تكتيكات الهجمات التخريبية السريعة على طرق المواصلات العثمانية، مما أدى إلا زعزعة أوضاع الجيش العثماني الحليف للألمان. وبسبب أعماله رقي إلى رتبة العقيد. (2)
كان لورنس يعلم أنه لا يخبر الحقيقة للمقاتلين العرب. أن بريطانيا وفرنسا لا تؤيدان استقلالهم، وأن شهرته التي حصل عليها بفضل المراسل الحربي الأمريكي لويل توماس لن تغير من الأمر شيئاً.
انسحب لورنس عن الحياة العامة، تحت أسم مستعار، ونشر مذكراته في كتاب يحمل عنوان " أعمدة الحكمة السبعة "، ولكنه كان يريد أن يعيش بهدوء، وهو لما لم تحترمه الصحافة البريطانية.
وأخيراً جرى تخليد لورنس من خلال الفلم الأمريكي " لورنس العرب " الذي تم إنتاجه عام 1962، ومثل فيه دور لورنس الممثل بيتر أوتول، حاز الفلم على سبعة جوائز للأوسكار، ومن خلال إيجاد بقايا المعسكر، كان هذا يدعم إلى حد ما الأسطورة.
1. هذه حقاً تنطوي على مبالغة وربما شديدة، فما هي أهمية إيجاد آثار غير موثوق عائديتها، لحدث ليس عظيم الأهمية .... إنها مبالغة لا تليق بعلماء وأساتذة./ المترجم
2. هنا مبالغة أخرى، فلورنس لم يكن عسكرياً محترفاً ليعلم الثوار الخطط، وكان يعمل في صفوف الثوار عدد كبير من الضبط وبعضهم برتب عالية (مقدم ــ عقيد) وكان بعض هؤلاء قد درس في الكليات الحربية، وكليات الأركان التركية والألمانية والنمساوية. ولكن الصحيح هو كانت ينقل رغبات إدارة الحركات العسكرية، كما كانت مهمته تزويد الأسلحة مهمة.
Archäologie Wie Oppenheim und Lawrence um Arabien kämpften
آثاريون كأوبنهايم ولورنس قاتلوا من أجل العرب
تقرير كتبة : برتولد زيفالد (Bertohld Seewald)
ترجمة : ضرغام الدباغ
تاريخ النشر : 28 / كانون الثاني / 2011
مع خمسة من المهندسين المعماريين، و200 من العمال المحليين، حاول أوبنهايم (Oppenheim) وهو آثاري ألماني أبن أحد رجال البنوك في مدينة كولن، حاول في الحرب العالمية الأولى، تعبئة العرب ضد بريطانيا .
وفي النهاية وقفا أمام أنقاض ما أنجزاه. أحدهما كان توماس لورنس، (1888ــ 1935)، أشتهر بأسم لورنس العرب، كان يريد أن يحقق الحرية لبدو سورية، ولكن القوى الكبرى كان لديها خططها الخاصة. والآخر هو ماكس فون أوبنهايم (Max von Oppenheim) (1860 ــ 1946) وه من أكتشف قصر أسطوري، هذه القطع الفنية أهدها لمتحف برلين، وحلمه تحطم في 23 / تشرين الثاني / 1943، عندما سقطت قنابل فسفورية على البناية في محلة شارلوتنبورغ، شارع فرانكلين ببرلين، وفي محاولة إطفاء الحرائق، تحطمت الأعمال الفنية إلى ألاف القطع، وهكذا انتهى حلم هذا الآثاري إلى كابوس.
لورنس وأوبنهايم كلاهما من المعجبين بسحر الشرق وحضاراته، التي تختفي تحن رمال تلوله. كلاهما أستسلما لأحلامهما، فهما لما يكونا يبحثان فحسب، بل تعمقا في تاريخ وواقع بلدان المشرق، كما أنهما التقيا وأصبحا أعداء.
هذه هي حكاية المعرض، " إنقاذ الآلهة من قصر تل حلاوة وهو ما يعرض اليوم في صالات متحف البيرغامون (Pergamon museum) في جزيرة المتاحف ببرلين. والأخرى هي جريمة علمية، طيلة عشر سنوات هو ما اشتغل عليه الآثاريون والمرممون، بجمع 27,000 قطعة التي كان قد جمعها أوبنهايم وتحطمت، ونجحت الأعجوبة. (1)
تم أحياء واستعادة أكثر من عشرين من المنحوتات الحجرية الضخمة، ، والآن صار ممكناً مع 250 قطعة أخرى من بينها العديد قطع مستعارة، عرضها لأول مرة للجمهور، قبل أن تسحب مرة أخرى حتى الانتهاء من الجناح الرابع لمتحف البيرغامون / برلين، أي ربما بعد نحو 15 سنة، لتعرض وتزين في المدخل المتحف الآسيوي، لأنه مع ظهورها ستكون جزيرة المتاحف قد اكتملت. وهو بنفس الوقت انحناءة تقدير لروح علم الآثار بشخص ماكس فون أوبنهايم .
أوبنهايم كان مواطناً كبيراً، أبن البرت فون أوبنهايم شريك في أحد بنوك مدينة كولن. كانت رغبة الأب أن يدرس ولده ماكس القانون، ويستطيع بها أيضاً أن يكسب المال، ولكن هذا لم يوافق الابن، وسرعان ما حقق اوبنهايم شوقه إلى الشرق، سافر أولاً إلى المغرب (مراكش) وهناك أرتدي الثياب الوطنية وزار المساجد وهناك أتقن الحديث باللغة العربية، ، وهكذا أصبحت لحياته أبعاد وأشكال جديدة. وتزوج أوبنهايم، وعاش في القاهرة 13 عاماً أعتبرها من السنوات الممتعة.
على الرغم من أن أوبنهايم لم يتلق تدريباً دبلوماسياً، إلا أنه استطاع أن يقنع وزارة الخارجية الألمانية بفائدته، وكان القيصر فيلهام الثاني معجباً بالشرق، خلق نوعاً من التوجه صوب الشرق. وأوبنهايم فعل الكثير لإقناع مرؤوسيه، ومن تلك كشفه للعديد من الاكتشافات الأثرية، وهي قضية سعت إليها القوى العظمى في ذلك الوقت في إطار منافساتها الإمبريالية .
عام 1899 زار أوبنهايم تلال ووادي حلفا، في شمال شرق سوريا. وقد أستطاع بسرعة أن يدرك أنه على أرض تاريخية، وبعد أن قدم والده 15 مليون مارك (من ماركات الرايخ القديمة) وابتدأ بالحفريات، وليس كما فعل هاينريش شليمان، أعترف أوبنهايم، أنه كحفار، دمر أكثر مما أكتشف. وأستخدم أوبنهايم الكثير من علماء الآثار والمصورين والأطباء والمئات من العمال من السكان المحليين.
تل حلفا يعطي اليوم فئة كاملة من الأسماء
وما خرج إلى النور منذ عام 1911، وحتى بعده، وظهر أسمه في عناوين الصحف، والممول البرليني لحفريات بابل جيمس سيمون قال " لأنه كان محضوضاً ، بقدر ما واجهنا سوء الحظ نحن في بابل" قلاع وحصون وقصور، وأعمال فنية خرجت إلى النور، وإلى جانب ذلك كان أوبنهايم قليل الاهتمام للخزفيات، التي هي اليوم دار اهتمام الاثاريين ويمنحون أسم الخزف لفترة من التطور في الشرق الأدنى.
ما أكتشفه أوبنهايم وفريق عمله، كان مذهلاً بما يكفي، وفي موقع تل حالف (Halaf) وجدوا بقايا كرسي الأمير الآرامي. وكان الآراميون عام 1000 ق.م، قد قاموا بغزو الفراغ الذي خلفه، السقوط الحيثي. واخذوا عنهم تقاليدهم وكتابتهم، وتمكنوا من الحفاظ على حريتهم حتى القرن الثامن ق. م من الدفاع بوجه الإمبراطورية الآشورية. حتى تم تدمير البلدة وقلعتها حوالي 750 ق.م . وضمن أنقاض القصر كانت هناك الكثير من الأعمال الفنية، نجت من التدمير أو السرقة بفضل الأنقاض التي انهارت عليها وهكذا تم نجاتها.
في ذلك الوقت تعارف لورنس وأوبنهايم في الحفريات بالقرب من قرقميش، ولم يكن هناك تعاطف بين الاثنين، وكان الوضع الألماني وكذلك النجاحات جيدة. وبعد سنوات قليلة، التقوا مرة أخرى خلال الحرب العالمية الأولى، وكان لورنس قد أصبح بطل العرب، وأوبنهابم كان عام 1914 قد أصبح في ال54 من عمره، وحاول بالدبلوماسية والدعاية أن يضع حداً لكاريزما الضابط البريطاني.
وعبرت عبقرية أوبنهايم عن نفسها، من خلال إنجاز آخر، قام في الفترة من 1927 وحتى عام 1929 بالحفر مرة أخرى في تل حالف، وأستطاع أن يقنع السلطات أن يتركوا له العديد من القطع، مع العلم أن المتحف الحكومة أللألماني أشار عليه أن المساحة المتبقية للعرض قليلة جداً، لذلك قام بدعم من الأسرة ببناء متحفه الخاص.
وباقي القطع، كانت مودعة في مستودع في برلين ــ فريدريش هاغن، حتى عام 2001، وبمساعدة مؤسسة أوبنهايم والمؤسسة الألمانية للبحوث تمكنوا أن يجدوا مكاناً لأغلب ال 27,000 الف قطعة المتبقية. وجرت عملية ذكية أعمال إعادة تركيب القطع وعرضها، أعيد ترميمها بدقة تماثل ما حاول الأمراء الآراميون في تصوير آلهتهم ومخلوقاتهم الأسطورية. ترميم الأسود، وتماثيل الآلهة، المصنوعة من البازلت باليد، وليس بالكمبيوتر .
هوامش
1. جزيرة المتاحف : في قلب برلين، ينقسم نهر الشبريه إلى فرعين مخلفاً جزيرة كبيرة يطلق عليها جزيرة صيادي السمك (Fischer Insel) يقطعها من الوسط الشارع الشهير أونتر دين ليندن (شارع الزيزفون)، المقطع الشمال تحتله خمسة متاحف : آلت موزيم، ناسيونال غالري، بيرغامون مويم، بودا موزيم، ومتحف التاريخ الألماني. وهناك متحف سادس قيد الترميم من آثار القصف في الحرب العالمية الثانية.
4
الحرب العالمية الأولى : لورنس وآرونسن يتشاجران في فلسطين
Erster Weltkieg Lawrence und Aaronsohn stritten um Palästina
تحرير بيني موريس (Benny Mprris)
تاريخ النشر : 4 / تشرين 2 / 2007
ترجمة : ضرغام الدباغ
كجواسيس أو منتمين إلى جماعات متنفذه، كانت مهمات توماس لورنس، وآرون آرونسن من عام 1914 فصاعداً، متشابهة، ولكن في جهتين متعاكستين. ويثير كتابان أي منهما كان يمكن أن يحقق السلام في الشرق الأوسط. ولكن في النهاية كلاهما فشل في تحقيق ذلك.
قصة توماس لورنس معروفة على نطاق واسع (لورنس العرب)، الذي قام خلال الحرب العالمية الأولى بقيادة الانتفاضة العربية ضد العثمانيين، ثم مثل القضية العربية في مؤتمر باريس للسلام، والنهاية كانت غموض شديد.
وخارج إسرائيل، تكاد قصة آرون آرونسن غير معروفة، حول فلسطين والصهيونية، والعلماء، والتجسس ومنظمة (NILI) والتي مكنت البريطانيين من تحقيق الفوز على العثمانيين. ومن ثم مثل المصالح الصهيونية في مؤتمر السلام، قبل أن يلقى مصرعه في حادث سقوط طائرة يلفه الغامض عام 1919.
(الجاسوس آرون آرونسن)
مؤلفا كتابين جديدين : رونالد فلورنسا (Ronald Florence) الأكثر صراحة، وباتريسيا غولدستون (Patricia Goldstone) الأقل صراحة، وبأرتباط آرونسن مع قصة لورنس، من أجل تمجيد البطل، (وربما أن هذا مفيد لتسويق كتابهما) والرابط يخدم أيضا فكرة إعادة النظر في تاريخ الشرق الأوسط خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وإعادة تشكيله، وتحضير أفاق أثنين أو ثلاثة بدائل ليسوا أتراك.
التاريخ ...الذي خلال مجراه، ينطوي على إعادة تشكيل الجيوبولتيكي للشرق الأوسط الذي نعرفه اليوم، يدور حول ثلاثة وعود بعضها متناقضة، قطعتها بريطانيا خلال القتال. فوعدت العرب في حال انتصار الحلفاء، بالاستقلال لجميع الدول الناطقة باللغة العربية تقريباً التابعة للإمبراطورية العثمانية.
فرنسا وعدت البريطانيين بالسيطرة المباشرة على سواحل البحر الأبيض المتوسط من صور(لبنان) إلى سوريا (اللاذقية)، إلى الكسندريتا (انطاكية) ومرسين (جنوب تركيا)، وبشكل غير مباشر للمنطقة التي تشمل منطقة عبر سوريا إلى الموصل (شمال العراق)، وسيطرة مشتركة على البلد المركزي فلسطين. وتعهدت الحركة الصهيونية للبريطانيين الذين وعدوا بتحقيق الوطن القومي لليهود في فلسطين.
وكان قسم الشرق الأوسط في مؤتمر السلام 1919، منشغلاً بدرجة كبيرة بتطويق أزمة الوعود البريطانية التي انتهت إلى نظام انتداب، وتواصلت حالة العداء العربي للبريطانيين (والغرب عموماً) متهمين لياهم بنقض وعودهم.
ونسي العرب أن الوعود البريطانية كانت مقابل قيام انتفاضة عربية وتمثل الجانب الأساسي في هزيمة الأتراك، ولكن الثورة جاءت فقط " جذب من هنا وجذب من هناك " كما شرحها لورنس. (1)
وفي الواقع، وكما أشار رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج لاحقاً، أن القوميين العرب من دمشق وبغداد والقدس وحلب، قد اختفوا ببساطة، طالما كانت الحرب مستعرة، فيما بقيت الغالبية العظمى من السكان مخلصة للدولة العثمانية ويتمنون بانتصار المسلمين على الكفار. (2)
(الجاسوسة سارة آرونسن)
وهكذا تم الأمر بإعطاء الشريف حسين السيطرة على الحجاز، وتنصيب أبنه فيصل في دمشق، كان البريطانيون قد أوفوا بالجزء المتعلق بهم من الصفقة.
لورنس كان عنصرياً في زمنه
الرجل الذي كان حريصاً أن لا تخلف لندن وعودها، وساعد فيصل على تأسيس دولته في دمشق وبغداد، كان لورنس، ولم يكن للورنس رأي إيجابي عن " القومية العربية "، فقد كتب عام 1925 حول سورية، عندما أوفد إلى باريس للقاء الحزب القومي العربي، أن هذا من وحي خياله فحسب.
صحيح كان لورنس يكن تعاطفاً كبيراً مع اليهود، وكان معجباً برواد الحركة الصهيونية، وكتب في رسالة لوالدته عام 1909 " فلسطين كانت يوماً دولة مهمة، ويمكن ببساطة إعادتها . وكلما عجل اليهود بذلك كان أفضل، ومستعمراتهم هي أنوار مشعة في الصحراء ".
كان يشاطر الرأي، لطبقته وعصره، وكتب عن اليهود الألمان " غير مقتدرين، في إقامة والحفاظ على الصلات مع الأعراق الأخرى، وعموماً هم من أكثر الناس الذين يبدون غرباء وغير محبوبين من مجموع السكان (فلسطين). (3)
الخوف من الأتراك
في باريس اعتقد فيصل، " مثل لورنس" ،أن الصهيونية يمكن الاعتماد على حسن نواياهم، وفي رسالة جوابية من لورنس في 1 / آذار / 1919، إلى فيلكس فرانكفورت، يكتب فيصل " سنرحب باليهود ترحيباً حاراً، الحركة اليهودية هي حركة وطنية وليست إمبريالية وفي سوريا مساحة كافية لكلانا ".
وفي بداية 1920، مضى فيصل في فكرة مختلفة، وندد بالصهيونية وأعلن عن نفسه " ملك سورية وفلسطين "وبعد ذلك بقليل، في آذار ــ نيسان / 1920 حدثت أولى الهجمات العربية على اليهود، وكان آرنسون في هذا الوقت قد مات. وكان قد ولد في رومانيا، وترعرع في فلسطين، وكان قد قام عام 1915 بتنظيم ما يسمى (NILI) من أجل مساعدة البريطانيين في تحقيق النصر.
كان يخشى أن ينتهي الأمر بأن ينقلب الأتراك على اليهود، كما انقلبوا على الأرمن في أسيا الصغرى، وكانت سارة شقيقة آرنسون قد سافرت إلى تركيا، وشهدت أعمال معادية للأرمن. وكان آرنسون يأمل بانتصار سريع للبريطانيين، ويعملون على تحقيق إقامة دولة يهودية.
آرنسون كان رسمياً المستشار التكنيكي.
عام 1916 سافر بمهمة لصالح الصهيونية وعمله التجسسي، إلى لندن والقاهرة، وكان الشخصية الأكثر بروزاً ومتفوقاً على شقيقته سارة. وفي عام 1917 أكتشف الأتراك الحلقة التجسسية، وشنقوا بعض أعضاءها، وتعرضت سارة للتعذيب الشديد، وعندما علم غولدنستون التفاصيل الدامية، غافل من حوله وأنتحر.
وبين أعوام 1916 و 1919 تقاطعت الطرق بين آرنسون ولورنس في القاهرة ولندن وباريس، ولم يكن هناك شيئ يجمع بينهما، وآرنسون وصف لورنس " الأنف الحمراء الصغير " والمعادي للسامية " Antisemiten"، ولا نعلم كيف كان لورنس يصف آرنسون.
هل كانت كما كان، ففي عام 1918 حضر كلا الرجلان إلى باريس كمحامين (وسرعان ما كانت هناك عداوة صريحة) عن حركات قومية، كان دور لورنس واضحاً ومعروفاً، أما عن دور آرنسون، فيكتب مؤلفا الكتاب غولدستون وفلورنس، الكثير من الصفحات.
ومن الغريب، أن آرونسن كان رسمياً في عداد الوفد البريطاني، وكان مستشاراً لشؤون الشرق الأوسط للقضايا التكنيكية، ودعا للقضية الأرمينية، وكان إنجازه الرئيسي كان تقديم الوفد الصهيوني برئاسة وايزمان، وناحوم سوكولوف، ومعهم خارطة تحدد أهدافهم الجيوسياسية.
جاسوسان وطروحات جريئة
كانت خارطة آرونسون لا تستند إلى الحقوق التاريخية أو الانتماءات الدينية، بل إلى الحقائق الاقتصادية، والواقع والمصادر المائية.آرونسن كان يريد إقامة دولة يهودية تشتمل على المصادر المائية المركزية في فلسطين والأردن وبحيرة طبرية (بحر الجليل).
غير أن المنتصرين، كانوا ينظرون للأمر من زاوية مصالح أخرى، حشروا فلسطين في المنطقة الممتدة البحر المتوسط، والأردن، والحدود الفلسطينية ــ اللبنانية لعام 1923 في الشمال، وحدود سيناء والنقب لعام 1906، وعربة (وادي عربة) في الجنوب. كانت هذه معالم فلسطين تحت الانتداب البريطاني حتى عام 1948. آرنسون ولورنس لم يشطبا على سيرتهما القصيرة كجواسيس، بل وأيضاً كسياسيين، وناشطين في الكتل .
1. تفسير مدهش لتنصل البريطاني الغربي من وعودهم للعرب ، ففي الوقت الذي كانوا يعدون العرب، كانوا يخططون لتقاسم النفوذ والمصالح، ويمنحون اليهود دولة قومية من أرض العرب.
2. ياله من تزوير فاضح للتاريخ ..! ...أين أختفى المثقفون العرب ؟ ببساطة لم يختفوا بل كانوا عماد ثورة الشريف حسين، والحكومة الفيصيلية في دمشق، ولكن تبرير الخديعة بالكذب هو أسوء من الغش نفسه.
3. فكرت للحظة أن أتوقف عن ترجمة هذا النص أو نشره، لما وجدت تحيزاً فاضحاً غير واقعي وغر علمي، ولكن هذا المقطع وما سبقه، يلقي الضوء على العقلية العنصرية والاستعمارية.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: