البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

معايير ضرورية للثورة السورية

كاتب المقال د.محمد حاج بكري - سوريا / تركيا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1704


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


ترتبط حياتنا في الثورة السورية المباركة بمختلف مجالاتها السياسية والإجتماعية والإقتصادية ... الخ بإعتبارها مجالا لصناعة التحول الممكن و ضمن آلية لخدمة هذه المجالات المتعددة من بناء دولتنا القادمة و خاصة التنمية و من خلال عدة مراحل تبدأ من التخطيط الى التنظيم الى التوجيه الى الرقابة وتأمين البدائل الحقيقية لما صنعه نظام الأسد الأب و الأبن من فساد عام و على مختلف الأصعدة في مجتمعنا و ذلك من خلال درجة وعي النخب في مختلف الإختصاصات لنصنع جميعا نموذج جديد مرن يتلائم مع الظروف التي نعيشها و ينسجم بشكل كلي مع المجتمع السوري بحلته الجديدة التي تتغير و تتبدل كل يوم نحو الأفضل للتخلص من رواسب الماضي العقيم .

لا أحد يستطيع ان ينكر أن نمو المجتمع و تقدمه يرتبط ارتباطا وثيقا بدرجة وعيه الا ان هذا الوعي و نتيجة التراكمات على مدار نصف قرن سابق لا زال مرتبطا بشكل كبير بحب الذات و الأنا المغروسة بشراسة لدرجة تصل الى حد التعصب مما يؤدي الى نشر الفوضى و اضطراب الأفكار و خاصة في ظل غياب المؤسسات لتنتشر حمى التنافس بالبروز و إظهار الذات و كأن الصراع صراع بقاء .

علينا ان ندرك ان ما نريده لمستقبل ناصع يؤمن حياتنا ينطلق تماما من قوة برامجنا و خططنا التي تصل بنا الى تحقيق اهدافنا الاستراتيجية و الى خطاب واضح بعيد عن الملابسات يتميز بالعقلانية عنوانه الصدق بعيدا عن خطاباتنا الحماسية في المناسبات و الاجتماعات الجماهيرية التي تغزوها العاطفة واثارة الغرائز بالتعابير الرنانة و الوعود الجوفاء التي يعززها الانتماء الجهوي و الأيديولوجي في وقت نحتاج به الى استنهاض قيم المجتمع السوري بكامل اطيافه و ان لا تكون الاختلافات الفكرية أساسا لتشويه مسارنا المجتمعي بإعتبارنا جميعا نعمل لتحقيق هدف واحد و طريقنا يحتم علينا مسار التنمية الشاملة كخيار مصيري

ان لغة الوضوح و المكاشفة يجب ان تكون أساس عملنا و ممارستنا و تقييم الماضي بقراءة نقدية لا تحمل التجريح و التخوين بل تقيم الأداء و تصويب و تصحيح المسار بناء على الواقع و متطلباته بعيدا عن الازدواجية و التصريحات المتضاربة و تمجيد انفسنا على حساب قضيتنا و ذلك يتحقق من خلال منهج عمل يعتمد برامج مرنة و يتفاعل مع متطلبات البيئة و حاجات الشعب فالتناقضات ستؤدي الى مزيد من الضياع الفكري و الإخفاق و تحولنا عن جوهر قضيتنا الحقيقي و مواطن العيب و الخلل بالإضافة الى إضاعة الوقت و تحويل أنظار المجتمع الدولي و الإقليمي عن قضية عادلة الى مسميات مختلفة عن مضمون ما نصبو اليه

من المؤكد تماما أن الإبتعاد عن الشأن الاجتماعي بين القيادة و الشعب و زيادة الفجوة بينهما من خلال عدم الانسجام كفيل بخلق اللحظة النفعية لأصحاب المصالح و لا يخدم الا ظهور فكر لأجندات تابعة مما يضرب وحدة المجتمع السوري و خاصة في المناطق المحررة و يؤدي الى الإحباط في الإصلاح و التغيير و تصبح خطاباتنا فاقدة لمعناها و مصداقيتها ولا يعوضنا عن الوصول الى هذه الحالة الا سيادة منطق التنظيم و رسم الأهداف و تحديد أساليب التنفيذ التي تعطي الحق لإنخراط اجتماعي جماعي لنصل جميعا الى حالة مجتمع متجانس متماسك و هو الهدف الأسمى

ان سر انتصار ثورتنا و استمرارها يكمن في عامل الوحدة الوطنية و شبابنا الثوري رغم قلة الأدوات و إيمانه بحقه في التغيير و حاجتنا تزداد يوما بعد يوم الى قيادات مخلصة و وفية و غير قابلة للتبعية و الابتزاز و خاصة امام الأهداف الإستراتيجية للثورة و ذلك دون تردد او خوف وإن المعارك الأخيرة في ربف حماة و ريف اللاذقية وريف ادلب اثبتت ان هناك تقدما بالوعي و الإدراك للأخطار و إن روح الثورة والتضحية و الإيثار لا زالت تعيش في ضمير السوريين و أننا نستطيع ببساطة الخروج من مرحلة التيه و الإحباط و أن معظم شرائح الشعب السوري مؤمنة بوحدة تراب سوريا و عدالة القضية مهما كبرت قوى الثورة المضادة و خرافات التقسيم

اليوم لدينا وعي سوري جديد يتبلور و يتطور ليتجاوز كل المصاعب و العقبات مطلبه بناء دولة حقيقية تواكب كل دول العالم وهو فرض و واجب وطني غير قابل للمساومة و نستطيع جميعا اذا تكاتفنا و تعاضدنا من انجاز التغيير و البناء المطلوب



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، الثورة السورية، الحرب الأهلية بسوريا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-07-2019  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح المختار، محرر "بوابتي"، سامح لطف الله، خبَّاب بن مروان الحمد، يحيي البوليني، فوزي مسعود ، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد الياسين، فتحـي قاره بيبـان، محمد يحي، د. أحمد بشير، مجدى داود، أشرف إبراهيم حجاج، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحي الزغل، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - مصطفى فهمي، د- جابر قميحة، محمود فاروق سيد شعبان، د. عبد الآله المالكي، علي الكاش، سعود السبعاني، د - عادل رضا، سلوى المغربي، د- هاني ابوالفتوح، فتحي العابد، سامر أبو رمان ، رمضان حينوني، يزيد بن الحسين، جاسم الرصيف، الناصر الرقيق، عواطف منصور، ضحى عبد الرحمن، عمار غيلوفي، إيمى الأشقر، عبد الغني مزوز، د- محمد رحال، الهيثم زعفان، وائل بنجدو، الهادي المثلوثي، المولدي الفرجاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، صفاء العربي، خالد الجاف ، محمد العيادي، محمد أحمد عزوز، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أحمد ملحم، العادل السمعلي، د. خالد الطراولي ، عبد الله زيدان، محمد الطرابلسي، إسراء أبو رمان، حسن الطرابلسي، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد النعيمي، مصطفى منيغ، رشيد السيد أحمد، سلام الشماع، كريم فارق، د - المنجي الكعبي، ماهر عدنان قنديل، حاتم الصولي، حميدة الطيلوش، أبو سمية، حسني إبراهيم عبد العظيم، رضا الدبّابي، رافع القارصي، تونسي، د.محمد فتحي عبد العال، أنس الشابي، محمد اسعد بيوض التميمي، سيد السباعي، د. طارق عبد الحليم، أحمد بوادي، د - صالح المازقي، صالح النعامي ، عمر غازي، محمود طرشوبي، مصطفي زهران، إياد محمود حسين ، منجي باكير، د. مصطفى يوسف اللداوي، عزيز العرباوي، د - شاكر الحوكي ، د. أحمد محمد سليمان، ياسين أحمد، محمود سلطان، د- محمود علي عريقات، طلال قسومي، سفيان عبد الكافي، د - الضاوي خوالدية، نادية سعد، علي عبد العال، عبد الرزاق قيراط ، كريم السليتي، أ.د. مصطفى رجب، عبد الله الفقير، د - محمد بنيعيش، صباح الموسوي ، محمد عمر غرس الله، أحمد الحباسي، عراق المطيري، حسن عثمان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، صلاح الحريري، صفاء العراقي، مراد قميزة، رافد العزاوي، محمد شمام ، فهمي شراب، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. صلاح عودة الله ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة