البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

هل هناك نهج سياسي في الثورة السورية

كاتب المقال د محمد حاج بكري - تركيا / سوريا    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 2673


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


تمر ثورتنا العظيمة بحالة من عدم الاستقرار في شتى مناحيها السياسية والعسكرية والاقتصادية والفكرية وسواها لتنسحب على الانتماء للوطن وعدم السعي لردم الخلافات والهوة التي تتسع يوما بعد آخر بين المكونات ومرحلة حرجة من تفكك في المواقف وعدم وضوح الرؤيا والسعي بشكل محموم وغير مفهوم من قبل المكونات الرئيسية التي تشكل المشهد السياسي والعسكري الراهن الذي يتسم بالضبابية والفوضى والغموض الغريب بالتمسك بشدة بالامتيازات بأنانية ضيقة ومحدودة

إزاء هكذا وضع نمر به وما نعانيه من مشاكل لا حصر لها نجد ما يميز الوضع الراهن التخبط الخطير الذي أثّر ويؤثّر كثيرا على أوضاع سورية ومع ذلك لا نجد من يغلّب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والفئوية الضيقة ولو لحين للخروج من هذه المحنة التي تتفاقم يوما بعد آخر حيث لم يعد هذا التهافت المسعور على المصالح خافيا على أحدا لأمر الذي يدفع بالمشهد وما يترتب عليه من نتائج وخيمة إلى حالات من التعقيد وتفاقم الأزمات مما يعني أن العودة لحالات شبه طبيعية أصبح صعبا وهنا يبرز السؤال الأخطر هل من المعقول أن هؤلاء القادة إن هم بمواصفات قادة لا يملكون الحس الوطني ولا يسعون لتغليب حالة التردي الآخذة بالتصاعد وهم يعرفون أنهم سبب كل هذا الخراب من خلال تسيّدهم للقرار وما ارتكبوه من أخطاء قاتلة أدت لكل هذا البلاء الذي أكمل خراب الأسد وكأنهم مكلفون بمهمة التدمير

لا أحد يشك بأن النهج السياسي في الثورة اليوم في حالة تخبط في الفراغ الذي أوجده وادمن عليه سياسيو الصدفة وكأنهم يخضعون العملية السياسية بمجملها لمختبرات تجريبية ويراهنون على إمكانية نجاحها وفشلها على انها اما تصيب واما تخيب وهذا السلوك الهجين والفطري الساذج جدا يقينا سيؤدي الى تفاقم الكوارث بعد ان فعل فعلته ليحول ثورة عظيمة وبلدا كبيرا وذا شأن في المنطقة يحسب له الجميع سوريون وغيرهم كل الحساب لما يملكه من مواصفات الدولة التي بإمكانها أن تكون في مصاف دول القرار العالمي إقليميا ودوليا ونحن الان في مهب الريح وتحت رحمة العواصف المدمرة بالإضافة إلى هشاشة الوعي وانعدام الخبرة السياسية

لا يختلف السوريون بأن حالة التناسل الغريب التي اخذت بالامتداد في كافة الإتجاهات بمديات مخيفة لشخصيات متخلفة وإنتهازية ولا تمتلك من التجارب الحياتية إلا السلبيات في التعامل مع إدارة الثورة لكونهم قد منحتهم أحزاب الخراب التي شكلوها في الثورة إمكانيات لم يكونوا يحلمون بها إذا ما علمنا بأنهم بمعظمهم متسلقون ونفعيون جدد ليتم تجنيدهم تحت امرة الرؤوس الكبيرة التي تقودهم نحو تكريس كل ما من شأنه خلق حالة من الفوضى والتهميش والإهمال وتردي الأوضاع الآخذة بالانحدار نحو الهاوية لينتزعوا من الوطنيين المراقبين لما يحدث من مهازل أية آمال بتحقيق نقلة نوعية فاعلة ورد الإعتبار لبلد منتهك بقوة من معظم دول العالم ليظل مسلوبو الإرادة وممن لا حول لهم في إعادة الأوضاع إلى مسارها الصحيح مجرد متفرجين وشهود عيان على مسلسل الهدم اليومي ولا يملكون من وسائل الرفض لما يجري سوى الإحتجاجات بشتى الوسائل السلمية دون جدوى ليتحول معظمهم إلى مجرد شكاة رافعين اياديهم إلى بارئهم ليزيل عنهم الغمة

إن ما يجري في الثورة لا يحتاج إلى عمق تحليل وفصاحة رأي وفذلكة فكر أسوة بما يجري في العالم من أحداث تستوجب عمق تفكير وإمكانية تحليل في شتى مناحي المعرفة الإنسانية لوضع الأصبع على الخلل الحقيقي وإيجاد البدائل بطرق علمية ومنطقية للخروج من المطبات التي قد تختلف من حالة إلى أخرى.

إن كل ما يجري هو لا يحتاج إلى عمق تفكير وتحليل بل هي من البساطة والوضوح ما يمكّن حتى البسطاء جدا من الناس أن الثورة قد وقعت بين مخالب معظمها من جهلة السياسة والفاسدين والناهبين والراصدين لتدميرها بعد أن لقنهم من يقودهم من دهاقنة السياسة الأشرار كل الألاعيب وحولوهم إلى ببغاوات ليس لديهم سوى ترديد شعارات مخزية ومضحكة وفاسدة باتت محط تندّر على وسائل التواصل الاجتماعي دون الإحساس بأدنى حالات الخجل الآدمي لأنهم ببساطة قد تحولوا إلى مخلوقات صمّاء إلى كل الدعوات وأصوات الحراك الاجتماعي الشعبي الذي يتهمهم بالدونية والخيانة لأبسط المبادئ الوطنية.

والله إننا لنشعر بالخجل والندامة بأن من نستمع اليهم هم سوريون ومناوئين لأعتى نظام قمعي لنكتشف بأن جلهم كانوا مجرد آلات شطرنج تحركهم دول بشكل فاضح ومذل دون أن يحسوا ولو للحظة بأنهم باتوا أدوات بيد تلك الدول ناسين أنهم ينتمون لأعرق حضارة وانبل شعب لكنهم وبسبب تعطيل ضمائرهم اصبحوا لا يفقهون من التجارب سوى أن يتحولوا الى مطايا وأدوات طيعة

أهؤلاء هم من يقود البلد المنهك وهم ينقسمون الى شيع وأحزاب ومكونات وفصائل وأشباح وحتى أصوات نشاز؟ ولا يهمهم من كل هذه الأوضاع المخيفة سوى الطرق التي يرونها مناسبة لقيادة هذا الجانب دون غيره بعد أن حولوا الثورة الى مقاطعات وكانتونات وضياع تتنازع فيما بينها على قطعة جغرافية واحدة ليتحول التناحر إلى مديات قد تحول الوطن إلى أنهار من الدماء والشواهد تلوح في الأفق هل هؤلاء يريدون الخير لسورية وهم يغلبّون مصالحهم واهدافهم ونوازعهم غير الشريفة على حساب وطن نخرته الكوارث

إن ما مر على الثورة من محن وفواجع وخراب خلال ثمان سنوات من الفوضى السياسية مضاف إليها ما سببه نظام الأسد والبعث المجرم من دمار في شتى المناحي كفيل بأن يزيل هذا البلد من جغرافية المنطقة لكن الشعب الصبور والمكافح ظل طيلة فترات المحن يعاند بقوة متشبثا بالحياة مغلّبا عشقه لوطنه على حجم العذابات التي كان يكابدها ولكن هل من حدود لما يعانيه سوى انتزاع ثوب الوداعة ليتحول سياسيوه إلى مخلوقات مفترسة ولكن شعبا مظلوما ومتضررا قد يكّشر عن إنيابه ليبتلع كل من سبب ويتمادى في كل هذه الويلات لتصل حد "عليّ وعلى أعدائي

فاتعظوا من تجارب من سبقوكم من الطغاة وكيف كان مصيرهم فلا تكون وجهتكم أخيرا إلى مزبلة التاريخ كمن سبقوكم إن كنتم ما زلتم تحتكمون على مجسات شم الخطر قبل وقوعه أشك في ذلك ويأتي يوم لاينفع فيه الندم



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، الحرب الأهلية السورية، الثورة السورية، المعارضة السورية، النظام السوري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 16-02-2019  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي الكاش، وائل بنجدو، المولدي اليوسفي، د - عادل رضا، صالح النعامي ، محمود فاروق سيد شعبان، سفيان عبد الكافي، د. أحمد بشير، خالد الجاف ، محمد اسعد بيوض التميمي، محرر "بوابتي"، رافع القارصي، حسن الطرابلسي، إياد محمود حسين ، جاسم الرصيف، د - المنجي الكعبي، د.محمد فتحي عبد العال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أنس الشابي، كريم السليتي، د. خالد الطراولي ، كريم فارق، حسني إبراهيم عبد العظيم، صلاح الحريري، محمد الياسين، عبد العزيز كحيل، صباح الموسوي ، سامر أبو رمان ، رضا الدبّابي، أحمد الحباسي، فتحـي قاره بيبـان، أ.د. مصطفى رجب، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إسراء أبو رمان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د- هاني ابوالفتوح، د - محمد بنيعيش، بيلسان قيصر، محمد علي العقربي، نادية سعد، مراد قميزة، مصطفي زهران، محمد شمام ، خبَّاب بن مروان الحمد، ماهر عدنان قنديل، محمد الطرابلسي، عراق المطيري، د. طارق عبد الحليم، عمار غيلوفي، د- محمود علي عريقات، طارق خفاجي، حاتم الصولي، إيمى الأشقر، عبد الله زيدان، الهيثم زعفان، صلاح المختار، د. أحمد محمد سليمان، حميدة الطيلوش، د - الضاوي خوالدية، صفاء العراقي، محمود سلطان، سيد السباعي، د. عادل محمد عايش الأسطل، تونسي، محمد العيادي، يزيد بن الحسين، عبد الله الفقير، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - صالح المازقي، د - شاكر الحوكي ، رمضان حينوني، سليمان أحمد أبو ستة، محمود طرشوبي، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد أحمد عزوز، د. صلاح عودة الله ، مجدى داود، ضحى عبد الرحمن، منجي باكير، أبو سمية، أشرف إبراهيم حجاج، مصطفى منيغ، رشيد السيد أحمد، د- جابر قميحة، طلال قسومي، صفاء العربي، ياسين أحمد، سلام الشماع، العادل السمعلي، موسى عزوق، فهمي شراب، د - مصطفى فهمي، محمد عمر غرس الله، فوزي مسعود ، المولدي الفرجاني، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد ملحم، عزيز العرباوي، فتحي العابد، رافد العزاوي، أحمد النعيمي، حسن عثمان، يحيي البوليني، عبد الرزاق قيراط ، أحمد بوادي، الهادي المثلوثي، علي عبد العال، سلوى المغربي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. عبد الآله المالكي، عواطف منصور، عمر غازي، محمد يحي، عبد الغني مزوز، سامح لطف الله، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د- محمد رحال، فتحي الزغل، الناصر الرقيق، سعود السبعاني،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز