د - المنجي الكعبي - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 2895
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
معنيان عبر عنهما السيد الرئيس الباجي قايد السبسي لدى استقبال ضيفه سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لا يفوت العارف بعناية سيادته في انتخاب مفردات خطابه في مثل هذه المواقف الاستدلالَ منهما عن لسان الحال والتطابق.
طبعاً بالإضافة الى ما عبر به في كلمته الوجيزة كما نقلها الإعلام من معان تحيل الى قيم ومواضعات، بمثابة الرد غير المباشر على ما أصبحت ترجف به الساحة في المقابل بمنازعتها لهذه الزيارة، وذلك كالترحيب بالضيف التي تحيل الى قيم الضيافة العربية القديمة، وكالتأكيد على للعلاقات الدبلوماسية المتينة المتجددة بين البلدين، التي تحيل الى مواضعات وأعراف دولية ثابتة.
هذان المعنيان هما أولاً سداد النظر في السياسية، من خلال الأخذ بسياسة المراحل للتغلب على الخصم الصعب حتى لا يخسر الانسان حربه ضده بالاندفاع، وهي سياسة نوه الرئيس أمام ضيفه الى أن تونس عُرفت بها الى الآن، وأن الزعيم بورقيبة أخذها من الراحل الكبير الملك عبد العزيز آل سعود حين نصحه بها لمواجهة الاستعمار. ما يعني أنه هو نفسه أخذ بها عن بورقيبة لمجابهة ما يواجه من مشكلات اليوم في حكمه، وما يعني كذلك أن هذه السياسية يجب أن يأخذ بها الأبناء عن الآباء، سواء الأبوة السياسة والأبوة الطبيعية. وهو المعنى الثاني الذي ربط بينه الرئيس وبين ما نوه اليه الضيف من مقام البنوة الذي يقِفه من سيادته.
فهذه الزيارة، بأبعادها السياسية والدبلوماسية، ورغم الأجواء السلبية التي حاولت أن تُفوّت فرصتَها على الرئيس لأسباب حزبية في الأكثر، وإن عبّرت عن معاني التضامن والإنسانية من الجانب الحقوقي والشعبي، وهي مواقف وجيهة ولها اعتبارها في سياق الحرب على اليمن الذي تقود السعودية تحالفه الاسلامي ومن ضمنه تونس وكذلك في سياق قتل الصحافي خاشقجي، لم يفُت الرئيس تسجيلَها لتأييد موقفه من خصومه في المعركة الداخلية التي يخوضها لإرساء قواعد حكمه على أسس وقواعد يحكمها الدستور والديمقراطية لا محالة، ولكن تحيل كذلك على مفاهيمه في علاقة البنوة السياسية بالأبوة الطبيعية وغيرها على أساس الوفاء والولاء، لإقرار الحد المطلوب من الأمن والاستقرار والتقدم في الاصلاحات الضرورية للبلد في ظل التحديات العالمية الجديدة. لأن الديمقراطية المنفلتة من المسؤولية والشرعية حليفة للفساد والطغيان.
تونس في ٢٧ نوفمبر ٢٠١٨
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: