البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الاتحاد الأوروبي يستدرج تونس لتكون شرطيها للهجرة

كاتب المقال طارق الكحلاوي - تونس   
 المشاهدات: 2782



في سياق ملف المفاوضات شبه السرية حول "تعميق الشراكة" بين الاتحاد الأوروبي وتونس، هناك نقطة حساسة تمثل حجر الزاوية بالنسبة لبروكسل، وتحاول الحكومة التونسية تجاهل التعرض إليها: أن تصبح تونس جدار صد أول للهجرة تتركز فيها محتشدات للذين يحاولون العبور عبرها بشكل غير نظامي (غير قانوني) نحو الضفة الشمالية للمتوسط.

أصبح الموضوع مجددا على الطاولة إثر القمة الأوروبية الأخيرة لوزراء الداخلية في النمسا حول الهجرةأ والتي أفرزت اتفاقا يقضي بتشديد السياسة الأوروبية تجاه الهجرة غير النظامية؛ وكان الملفت فيه مقترح بإقامة "نقاط إنزال" في أفريقيا للمهاجرين الذين يتم إغاثتهم في البحر خلال عبورهم.

تقرير للفايننشال تايمز كان أكثر دقة في نقل كواليس الاجتماع، حيث تحدث عن المضي قدما في إنشاء "منصات" خارج القارة لمنع المهاجرين الذين يصلون إلى الاتحاد الأوروبي. في قلب الخطة إنشاء "منصات إنزال" في مناطق مثل شمال أفريقيا؛ للمهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر. وقد وعد قادة الاتحاد الأوروبي الـ28 الشهر الماضي بـ"الاستكشاف السريع" لكيفية إنشاء المراكز بعد قمة ماراثونية في بروكسل.

وقال وزير الداخلية النمساوي هربرت كيكل، المحسوب على اليمين المتطرف، بعد اجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في إنسبروك النمساوية، إن هذه المنصات "الريادية" يمكن أن تكون بمثابة حالات اختبار لكيفية عمل المراكز. وقال: "يجب أن نقدم نظاما من الجزر والعصي".

لكن من غير المرجح أن تعالج المنصات طلبات لجوء المهاجرين. وأكد ديميتريس أفراموبولوس، مفوض الاتحاد الأوروبي المكلف بالهجرة، أنه "لن يتم فرض أي شيء في أوروبا أو خارجها.. جيراننا هم شركاؤنا"، وأضاف أفراموبولوس: "نحن نواجه نفس التحديات وعلينا أن ندعم بعضنا بعضا".

وتشجع المفوضية حكومات الاتحاد الأوروبي ذات العلاقات القوية بالمستعمرات السابقة ومنها تونس على توفير الأموال والخبرات لإنشاء منصات على أراضيها. وقال السيد أفراموبولوس إن على الحكومات التي لديها "علاقات متميزة" مع بلدان ثلاثة أن تستخدم "أدواتها الدبلوماسية والاقتصادية" لدعم جهود اللجنة، فيما دعت فرنسا إلى عقد قمة لرؤساء دول الاتحاد الأوروبي وأفريقيا لتسريع الخطط.

غير أنه لا يوجد اجماع حول هذا المقترح. وقال جان إسيلبورن، وزير الداخلية في لوكسمبورغ قبل الاجتماع في إنسبروك: "لا ينبغي للناس المتحضرين التحدث عن منصات النزول".

لكن بعض وزراء الداخلية انطلقوا فعلا في محاولة التأثير لتفعيل هذه المقترحات. وقال وزير الداخلية (اليميني المتطرف) في بلجيكا، ثيو فرانكين، إثر القمة إنه سيزور تونس لإجراء محادثات مع حكومة تونس بشأن استعدادها لاستضافة برنامج لإنزال الطائرات. وقال: "الهجرة غير القانونية تهدد الاتحاد الأوروبي والمشروع الأوروبي"، مضيفا: "علينا إيجاد بلد في شمال أفريقيا".

بقيت الحكومة التونسية صامتة إزاء هذا التصريح حتى بعد زيارة الوزير البلجيكي بداية الأسبوع. والملفت للانتباه أنه تحدث عن إمضاء اتفاقية "تعزز التعاون مع تونس من أجل عودة المقيمين غير الشرعيين الذين صدرت بحقهم أحكام في المحكمة".

وبالتأكيد، فإن تعاون السلطات التونسية ضروري للإحالة من أجل تنفيذ عملية تحديد الهوية وإصدار وثائق المرور اللازمة. وفي الاتفاق الذي تم توقيعه الثلاثاء، حسبما نقلت وسائل اعلام بلجيكية، تتعهد تونس بتنفيذ عملية تحديد الهوية للموقوفين بتهمة الهجرة غير النظاية في غضون 45 يوما.

في كل الحالات السياسة الأوروبية المتأثرة بذهنية اليمين المتطرف أكثر فأكثر، يتم عمليا تجاهل الأسباب العميقة للهجرة غير النظامية، حيث يتم اختزالها في إشكال أمني يستوجب مراكز شرطة متقدمة خارج التراب الأوروبي، في حين أن المشكلة الاقتصادية والاجتماعية بديهيا هي أساس تدفق الهجرة. فقد كانت معدلات البطالة بين الشباب في المنطقة العربية هي الأعلى في العالم، وبنحو 25 في المئة. ومن الطرائف، أن صندوق النقد الدولي المسؤول بشكل كبير عن سياسات التقشف اللاشعبية هو الذي يقوم بالتحذير من توسع الاضطرابات الاجتماعية في الأشهر القادمة.

وصرح جهاد أزعور، مدير الصندوق في الشرق الأوسط، لصحيفة فايننشيال تايمز قبل أيام قليلة: "لقد حان وقت خطة إصلاح شاملة، والسؤال هو: هل يجب أن ننتظر حتى نرى انفجارا آخر أو يجب أن نعالج السبب الجذري للمشكلات؟".

غير أنه عندما نتعمق في نوع "الإصلاحات" التي يسعى صندوق النقد لتعميمها، فإننا إزاء حوافز لمزيد تفاقم الصعوبات الاجتماعية، ومن ثم تفاقم أسباب الهجرة غير النظامية. وهكذا نبقى في دائرة مفرغة حيث نتلقى التعليمات من الدوائر الغربية المالية لاعتماد سياسات مناقضة للخيارات الاجتماعية؛ بما يفاقم البطالة ويحفز الهجرة غير الشرعية. ونتعرض في الأثناء لضغط العواصم الأوروبية حتى نرضخ ونتحول إلى معتقلات جماعية لمواطنينا ومواطني الجوار الأفريقي، مثل أي شرطي بائس، مقابل بعض الملاليم.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الإتحاد الاوروبي، التبعية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-07-2018   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الله الفقير، علي عبد العال، عبد الغني مزوز، أشرف إبراهيم حجاج، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- جابر قميحة، د. طارق عبد الحليم، حسن عثمان، د. صلاح عودة الله ، نادية سعد، حسن الطرابلسي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحي الزغل، رشيد السيد أحمد، أحمد الحباسي، د. خالد الطراولي ، د - المنجي الكعبي، د- هاني ابوالفتوح، مصطفى منيغ، خبَّاب بن مروان الحمد، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إيمى الأشقر، المولدي الفرجاني، محمد اسعد بيوض التميمي، الناصر الرقيق، صباح الموسوي ، ماهر عدنان قنديل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، مجدى داود، د. عبد الآله المالكي، رافع القارصي، أبو سمية، محمد عمر غرس الله، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد بوادي، إسراء أبو رمان، عزيز العرباوي، د - عادل رضا، محرر "بوابتي"، د. عادل محمد عايش الأسطل، رافد العزاوي، محمد الياسين، خالد الجاف ، وائل بنجدو، محمد أحمد عزوز، حاتم الصولي، د - محمد بن موسى الشريف ، عبد الرزاق قيراط ، سامر أبو رمان ، د - محمد بنيعيش، د- محمود علي عريقات، د.محمد فتحي عبد العال، أنس الشابي، د - الضاوي خوالدية، ياسين أحمد، محمد يحي، كريم السليتي، أحمد ملحم، د - مصطفى فهمي، صلاح المختار، عمر غازي، فهمي شراب، تونسي، سليمان أحمد أبو ستة، كريم فارق، فوزي مسعود ، محمد الطرابلسي، حميدة الطيلوش، عمار غيلوفي، د- محمد رحال، العادل السمعلي، سلوى المغربي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، يزيد بن الحسين، د. أحمد بشير، سفيان عبد الكافي، رمضان حينوني، عبد الله زيدان، سامح لطف الله، أحمد النعيمي، أ.د. مصطفى رجب، طلال قسومي، محمد شمام ، محمود فاروق سيد شعبان، الهيثم زعفان، علي الكاش، سيد السباعي، عواطف منصور، الهادي المثلوثي، صفاء العراقي، منجي باكير، محمود سلطان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، ضحى عبد الرحمن، صلاح الحريري، رحاب اسعد بيوض التميمي، مصطفي زهران، فتحي العابد، يحيي البوليني، سعود السبعاني، محمد العيادي، جاسم الرصيف، محمود طرشوبي، د - صالح المازقي، فتحـي قاره بيبـان، د - شاكر الحوكي ، مراد قميزة، صالح النعامي ، عراق المطيري، صفاء العربي، سلام الشماع، رضا الدبّابي، إياد محمود حسين ، د. أحمد محمد سليمان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة