البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

هل دخلت وسائل إعلام تونسية كبرى بيت الطاعة الإماراتي طمعًا في "الرز"؟

كاتب المقال شمس الدين النقاز - تونس   
 المشاهدات: 3245



لم تكد بعض وسائل الإعلام التونسية الكبرى تستفيق من اللامهنية التي غرقت فيها منذ سنوات، حتى جاءها قرار قطع دول خليجية علاقاتها بقطر - تأديبًا لها على خروجها عن العباءة السعودية واستقلالية قرارها الدبلوماسي والسياسي فيما يتعلّق بعدد من الملفات التي تمرّ بها المنطقة -، لنرى حجم المغالطة التي تنشرها بهدف مواصلة تأليب الرأي العام المحلي على قطر.

خلال دقائق من إعلان هذا القرار غير المسبوق في تاريخ الدول الخليجية، أولت وسائل إعلامية اهتمامًا كبيرًا بتطورات الأحداث، حتى إنها فرحت أيما فرح بقطع البرلمان الليبي غير المعترف به دوليًا علاقاته غير الموجودة أصلاً بقطر، كما سارعت في نشر خبر قطع المالديف والموريشيوس لعلاقاتها مع نفس الدولة، في وقت أهملت فيه الحديث أو الإشارة في تغطيتها الإعلامية لحادثة تسريب إيميلات السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، والتي كشفت عن حجم تآمر أبو ظبي على المنطقة وحلفائها.

بعد ساعات قليلة من صدور قرار قطع العلاقات بقطر، استمعت للافتتاحية "édito" التي يقدّمها رئيس تحرير إذاعة "موزاييك إف إم" المستقلة، ناجي الزعيري، على أمواج الإذاعة الأكثر انتشارًا في تونس، وقد هالني حجم المغالطات التي سمعتها وتمنيت لو لم أسمعها.

الافتتاحية المعنونة بـ"هل ينتهي الإرهاب بتأديب قطر"؟ والتي احتوت من عنوانها على حكم مسبق، بدأها رئيس التحرير باستنقاص دولة مستقلّة ذات سيادة ومكانة في المنطقة، واصفا إياها بـ"دويلة قطر"، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية بدأت بـ"تأديب" أميرها تميم بن حمد.

الزعيري المعروف بسقطاته الإعلامية العديدة، اختار مواصلة حديثه بتكرار كلمة "دويلة قطر" أكثر من مرّة، متهمًا إياها بالوقوف وراء دعم الجماعات الإرهابية والطائفية المتعدّدة، بهدف ضرب الاستقرار في المنطقة العربية، على غرار جماعة الإخوان المسلمين وعلى رأسها الشيخ يوسف القرضاوي، كما زعم أنها تحتضن تنظيم داعش والقاعدة وتروج لأدبياتهم وتوفر لهم الدعم المادي، بالإضافة إلى دعمها لنشاط الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف الشيعية.

رئيس تحرير "موزاييك" انتقل على إثر ذلك، إلى الفجور في الخصومة والدفاع عن عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب في مصر، ومهاجمة قناة الجزيرة التي كانت تنقل أصوات التونسيين قبل انتفاضة 14 من يناير 2011، في وقت كانت فيه الإذاعة التي يرأس تحريرها على ملك أصهار ابن علي تغالط الرأي العام بشأن مجريات الأحداث وتدعو التونسيين للوقوف صفًا واحد إلى جانب النظام.

ناجي الزعيري، واصل حديثه عن الدور القطري في دعم ما أسماها بـ"الجماعات التكفيرية" و"تخريب تونس وليبيا وسوريا والعراق واليمن"، مذكّرًا بأن قطر كانت قد أرسلت أسلحة إلى الثوار الليبيين عبر تونس، متناسيًا في نفس الوقت، أن الرئيس الحالي الباجي قائد السبسي، كان الساهر على إدخالها إلى ليبيا عندما كان رئيسًا للحكومة في ذلك الوقت.

وفي ختام افتتاحيته الصوتية، تساءل الإعلامي التونسي "هل ينتهي الإرهاب بمقاطعة قطر وعزلها"؟ مجيبًا "طبعًا لا، لأن مكامن التطرف والغلو الديني، ومحاضن تفريخ العقول المتعصّبة لا توجد في قطر فقط، بل في السعودية وإيران ودول أخرى باسم أولياء الأمور ونشر الدين الحنيف وولاية الفقيه وطبعًا هذا جزء من الديكور العربي الإسلامي المقرف جدًا والمخزي جدًا".

من المؤسف أن يصل الأمر برئيس تحرير أكبر إذاعة في تونس إلى السخرية من دولة ذات سيادة ووصفها بـ"الدويلة" واتهامها بالوقوف وراء كل المصائب والأحداث الإرهابية التي تمرّ بها المنطقة، في حين لم يشر ولو حشمة، إلى دور الإمارات التآمري على المنطقة والذي اكتوت تونس بناره في أكثر من مناسبة.

يعلم الزعيري كما يعلم غيره، أن الإمارات نالت من الثورة التونسية ومنعت التونسيين من قطف ثمارها وكانت تمني النفس بأن يستنسخ الرئيس الباجي قائد السبسي تجربة سيسي مصر في تونس، ويقتل ما شاء له من الإسلاميين ويزج بالباقي في السجون أو يطردهم، لهذا كان عليه على الأقل، أن يذكّرنا ببعض هذه التفاصيل وليس كلّها في افتتاحيته غير البريئة التي أسعدت بلا شك عيال زايد وبيادقهم في تونس.

نرجو ألا يكون "الرز" الإماراتي قد وصل بيت ناجي الزعيري، كما نرجو منه أن يبتعد في نقده عن استعراض العضلات والاكتفاء بالحقائق الواضحة في سرده للمعطيات بعيدًا عن التعصب للأيديولوجيا والانتماءات الحزبية الواضحة، كما نرجو منه أن يكون وفيًا لمبادئ الإعلام وأخلاقياته التي لطالما تبجّح بتطبيقها والسهر على احترامها في مجالسه العامة والخاصة.

وفي ختام المقال، وجب علينا الإشارة إلى أن المال الإماراتي متغلغل في عدد من وسائل الإعلام التونسية، حتى إنك لا تكاد تجد مقالاً أو تقريرًا يفضح دور أبوظبي التآمري على بلادنا، طمعًا في كسب "الرز" حتى عبر صفقات إعلانية لشركة طيران الإمارات.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

قطر، السعودية، آل سعود، الإمارات العربية، الثورة المضادة، وسائل الإعلام التونسية، إذاعة موزاييك اف أم، ناجي الزعيري،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 8-06-2017   موقع: نون بوست

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
إياد محمود حسين ، د. صلاح عودة الله ، محمود فاروق سيد شعبان، عزيز العرباوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عراق المطيري، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. خالد الطراولي ، د - محمد بنيعيش، مصطفي زهران، د - شاكر الحوكي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحـي قاره بيبـان، د.محمد فتحي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، د. مصطفى يوسف اللداوي، أبو سمية، د - محمد بن موسى الشريف ، علي الكاش، ياسين أحمد، جاسم الرصيف، حاتم الصولي، طلال قسومي، أحمد ملحم، فتحي الزغل، د. أحمد بشير، ماهر عدنان قنديل، رافد العزاوي، د - المنجي الكعبي، صباح الموسوي ، سلوى المغربي، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمود علي عريقات، د - عادل رضا، نادية سعد، د. طارق عبد الحليم، رضا الدبّابي، د. أحمد محمد سليمان، يزيد بن الحسين، د - مصطفى فهمي، ضحى عبد الرحمن، سيد السباعي، عمار غيلوفي، الهادي المثلوثي، مصطفى منيغ، يحيي البوليني، سامر أبو رمان ، عبد الغني مزوز، رمضان حينوني، محمد شمام ، مجدى داود، محمد العيادي، عواطف منصور، رافع القارصي، أحمد الحباسي، حميدة الطيلوش، تونسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، رشيد السيد أحمد، محمود سلطان، مراد قميزة، محمد أحمد عزوز، وائل بنجدو، عمر غازي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. عبد الآله المالكي، منجي باكير، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الرزاق قيراط ، علي عبد العال، إيمى الأشقر، محمد الطرابلسي، فهمي شراب، الهيثم زعفان، سعود السبعاني، صفاء العراقي، د- جابر قميحة، صفاء العربي، العادل السمعلي، أحمد بوادي، صلاح المختار، حسن الطرابلسي، د- هاني ابوالفتوح، سلام الشماع، د- محمد رحال، صلاح الحريري، كريم السليتي، أنس الشابي، خالد الجاف ، عبد الله زيدان، محمد عمر غرس الله، سامح لطف الله، المولدي الفرجاني، أحمد النعيمي، سليمان أحمد أبو ستة، د. ضرغام عبد الله الدباغ، سفيان عبد الكافي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فوزي مسعود ، حسن عثمان، أ.د. مصطفى رجب، إسراء أبو رمان، د - الضاوي خوالدية، محمد الياسين، الناصر الرقيق، محمود طرشوبي، د - صالح المازقي، كريم فارق، محرر "بوابتي"، فتحي العابد، عبد الله الفقير، محمد يحي، حسني إبراهيم عبد العظيم، صالح النعامي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة