البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

من كشف الزواري للموساد؟ ولماذا؟.. السؤال اللغز

كاتب المقال مجول بن علي - تونس   
 المشاهدات: 3367



"تعطّل حركة المرور بمدينة صفاقس بسبب مقتل ميكانيكي"، هكذا بدا الخبر في البداية قبل أن تلتهب شبكات التواصل الاجتماعي و تتسارع وتيرة الأحداث و التسريبات و المواقف بشكل جنوني والعنوان الأبرز فيها كلّها "من هو المهندس محمد الزواري الضحيّة؟ و ما علاقة الموساد باغتياله؟"، من هنا بدأ في تونس جدل متصاعد عن عمليّة هي الأبرز التي تعرفها البلاد منذ القصف الصهيوني لحمام الشط و استهداف قيادات حركة التحرير الفلسطيني و عمليّة اغتيال أبو جهاد.

جدل و غضب و تبادل إتهامات و ترقّب لم يدم طويلا حتى أصدرت كتائب الشهيد عز الدين القسّام بيانا أوردت فيه معطيات كان مجهولة كليا حتى من طرف عائلة المهندس محمد الزواري نفسها معلنة عن إنتماء الشهيد لصفوفها منذ 10 سنوات و عن دخوله إلى قطاع غزة المحاصر عبر الأنفاق ثلاث مرّات وأيضا عن مشاركته الفاعلة في تطوير طائرات أبابيل القسّاميّة التي إستعملتها الكتائب في عمليّة "العصف المأكول" سنة 2014، بيان قسّامي واضح لم يكن ينقصه سوى خروج "الملثّم" أبي عبيدة نفسه لإلقائه والتهب الجدل بناء عليه ليتجاوز حدود تونس إلى المنطقة العربية و الإسلامية برمّتها حيثما ثمّة نفس يساند أو يدعم القضيّة الفلسطينيّة.

في تونس، تهاطلت البيانات المطالبة بتجريم التطبيع مع الكيان الغاصب و المنددة بإستباحة التراب التونسي خاصّة بعد تنكّر صحفي القناة العبرية العاشرة في هويّة كاتب ألماني و تمكّنه من تصوير تقرير للقناة المذكور من أمام منزل الشهيد و من أمام وزارة الداخلية التونسيّة و لم تكن البيانات وحدها مجرّد موقف فقد طغى الجدل حول القضية على أغلب التفاعلات على شبكات التواصل الإجتماعي و شهدت عدّة ولايات من البلاد وقفات تظاهر فيها تونسيون من مختلف الخلفيات و المشارب الفكرية و السياسيّة ضدّ الكيان الصهيوني و جرائمه على التراب الفلسطيني المحتل و خارجه معبّرين عن الفخر بالإنتماء للشهيد و للمقاومة فعادت بوصلة فلسطين إلى محك الجدل العام.

في المقابل و بإستحياء شديد ماتزال السلطة الرسميّة في البلاد متلكّئة و تصريحاتها متضاربة و حتى قراراتها و خطواتها على خلفيّة العمليّة الجبانة متعثّرة و مثيرة للجدل وسط صمت تام من رئاسة الجمهوريّة و عدم توجيه أصابيع الإتهام بشكل مباشر للكيان الصهيوني بالوقوف وراء الجريمة خاصّة بعد تأكّد وقوف أذرعها وراءها.

قدّمت السلطات الرسميّة التونسيّة رواية عن عمليّة إغتيال المهندس محمد الزواري بنحو 20 رصاصة أمام منزله في ولاية صفاقس جاء فيها أن سيناريوهين قد تم التخطيط لهما من إحدى العواصم الأوروبية منذ شهر جوان الفارط في روايتين متقاطعتين و مطوّلتين لم توجه فيهما الشكوك بشكل رسمي بعد إلى الكيان الغاصب و أجهزته المخابراتيّة وسط حديث عن إعتقالات شملت كل من تم توظيفه أو تجنيده على التراب التونسي للمشاركة في العمليّة.

مقابل الرواية التقنية لحادثة إغتيال الشهيد المهندس محمد الزواري بصفاقس يوم 15 ديسمبر 2016، قدّمت مصادر من المقاومة الفلسطينيّة لصحيفة "الخبر اللبنانية" رواية مثيرة ورد فيها أن كتائب الشهيد عز الدين القسام تعدّ لمقطع فيديو ستطلقه خلال أيام للشهيد محمد الزواري و كشفت الرواية عن إسمه الحركي و عن مساهماته في تطوير المنظومة الدفاعية للمقاومة و على وجه الخصوص كشفت الرواية عن نتائج أوليّة للتحقيقات التي أجرتها المقاومة عن عملية الإغتيال و التي ورد فيها أن الجناة قد حاولوا إختطاف الشهيد قبل إغتياله لكنهم فشلوا في ذلك.

جنازة مليونيّة رمزيّة في تونس في ولاية صفاقس تحديدا أين تقطن عائلة الشهيد، و نعي رسمي من طرف المقاومة الفلسطينية التي نظمت خيمات عزاء لكل من كتائب الشهيد عز الدين القسّام ولجبهة التحرير الفلسطينية تلاه نعي رسمي آخر من طرف حزب الله على لسان مسؤول العلاقات العربية في الحزب حسن عز الدين مقابل محاولات يائسة في الداخل التونسي لتشويه و شيطنة الشهيد بسبب موقف إيديولوجي مرضي من حركة حماس و من الإسلاميين على إعتبار أن الشهيد إنتمى سابقا لحركة الإتجاه الإسلامي قبل أن يفر من تونس بسبب ملاحقته من طرف نظام الفساد والاستبداد.

مواكب العزاء و بيانات النعي و التظاهرات الشعبية و البيانات المتتالية لا تحجب أكثر من سؤال و أكثر من نقطة إستفهام متروكة في القضيّة لعلّ أوّلها يتعلّق بأسباب حالة الإرتباك التي سيطرت على السلط الرسميّة التونسيّة و ثانيها علاقة تراجع رئيس الحكومة يوسف الشاهد في ذات يوم الإغتيال عن زيارته لولاية صفاقس لأسباب أمنيّة بالعملية الغادرة و الأهم كيف إكتشفت أجهزة الموساد الصهيونيّة علاقة الشهيد المهندس محمد الزواري بالمقاومة و دوره في تطوير منظومة أسلحتها في السنوات الأخيرة؟

للشهيد محمد الزواري علاقة صارت معلنة بكلّ من حركة المقاومة حماس و حزب الله اللبناني والنظام السوري و من المعلوم أن تحرّكه في هذا السياق يعني علم ثلاث أجهزة بملف علاقته بالمقاومة أولها المقاومة نفسها أي كتائب الشهيد عز الدين القسام و حركة حماس أمّا ثاني الأجهزة فهو حزب الله اللبناني و ثالثها اللجنة العسكريّة لحزب البعث السوري التي تربطها علاقات وثيقة بعدّة أجهزة في المنطقة أي أن التسريب قد حدث من أحد هذه الثلاث.

بعد أكثر من أسبوع على إغتيال الشهيد محمد الزواري نعته حماس و كتائب القسام و نعاه حزب الله ولكن في المقابل صمت النظام السوري الذي حدثت وقيعة بينه و بين الشهيد بسبب موقفه من الثورة السوريّة الأمر الذي إستوجب فراره و زوجته من هناك عائدا إلى تونس و بما أنها ليست المرّة الأولى التي يتم فيها إغتيال من له علاقة بالمقاومة الفلسطينيّة بعد الوقيعة بينه و بين البعث السوري الذي يعيش أحلك فتراته بسبب ما آلت إليه الثورة السوريّة فإنّ الإجابة على السؤال المطروح أعلاه تحيل أصابع الإتّهام بشكل مباشر إلى اللجنة العسكريّة لحزب البعث السوري على خلفيّة الوقيعة التي حدثت بين الطرفين سنة 2012.

من المؤكّد أو من الثابت تاريخيّا أن المخابرات لا تترك وراءها ما يدل عليها و لكن الثابت أيضا أن بصمات هذه الأجهزة قد باتت معلومة لا فقط لدى من يقرؤون بطبيعة وماضي ومكانة الشهيد بل لدى من يعلمون طبيعة توازنات الرعب التي تعبث بالهندسة الكيانية لهذه الأمّة الجريحة منذ زمن و هنا في هذه الحادثة يطرح السؤال بقوّة عن حقيقة دور النظام السوري في عمليّة الإغتيال.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، محمد الزواري، الموساد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-12-2016   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عمار غيلوفي، مجدى داود، د. صلاح عودة الله ، مصطفى منيغ، أبو سمية، مصطفي زهران، د. طارق عبد الحليم، خبَّاب بن مروان الحمد، صفاء العربي، د- محمود علي عريقات، صباح الموسوي ، أحمد ملحم، سفيان عبد الكافي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أنس الشابي، أحمد النعيمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، سلام الشماع، د - محمد بنيعيش، سعود السبعاني، الهيثم زعفان، عراق المطيري، أ.د. مصطفى رجب، أشرف إبراهيم حجاج، رحاب اسعد بيوض التميمي، حميدة الطيلوش، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، إيمى الأشقر، د.محمد فتحي عبد العال، منجي باكير، محمود فاروق سيد شعبان، صالح النعامي ، فتحـي قاره بيبـان، محمد اسعد بيوض التميمي، د - مصطفى فهمي، رافع القارصي، د. عبد الآله المالكي، يزيد بن الحسين، الهادي المثلوثي، مراد قميزة، د- هاني ابوالفتوح، حسن الطرابلسي، رمضان حينوني، عواطف منصور، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- محمد رحال، سيد السباعي، محمود طرشوبي، عزيز العرباوي، حسن عثمان، ياسين أحمد، د. مصطفى يوسف اللداوي، إسراء أبو رمان، صلاح الحريري، رافد العزاوي، رشيد السيد أحمد، وائل بنجدو، جاسم الرصيف، د- جابر قميحة، د - الضاوي خوالدية، صلاح المختار، إياد محمود حسين ، أحمد بوادي، كريم فارق، د. أحمد بشير، محمد الطرابلسي، فتحي الزغل، أحمد الحباسي، ضحى عبد الرحمن، يحيي البوليني، خالد الجاف ، علي عبد العال، محمد عمر غرس الله، محمد العيادي، رضا الدبّابي، سلوى المغربي، المولدي الفرجاني، عمر غازي، محمد أحمد عزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الله زيدان، حاتم الصولي، فوزي مسعود ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فهمي شراب، د - عادل رضا، د. خالد الطراولي ، الناصر الرقيق، محمد الياسين، كريم السليتي، محمد شمام ، نادية سعد، طلال قسومي، محمد يحي، د - محمد بن موسى الشريف ، العادل السمعلي، علي الكاش، عبد الغني مزوز، محرر "بوابتي"، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد محمد سليمان، د - المنجي الكعبي، تونسي، عبد الرزاق قيراط ، محمود سلطان، سامر أبو رمان ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - صالح المازقي، فتحي العابد، سليمان أحمد أبو ستة، سامح لطف الله، صفاء العراقي، د - شاكر الحوكي ، عبد الله الفقير،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة