البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حلب وسدنة حرب الإرهاب

كاتب المقال حسن أبو هنية   
 المشاهدات: 3392



حلب كالموصل مدينة سنية مختطفة من الإرهابيين السنة تنتظر خلاصها من سدنة مكافحي الإرهاب على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وإيديولوجياتهم، حيث ينحصر الجدل بين سدنة حرب الإرهاب على تعريفات الإرهاب وتحديد هوية الإرهابي وآليات فرز الإرهابيين؛ لكنهم جميعا متفقون على أن السني إرهابي بالقوة ومختلفون على تحققه بالفعل. إذ يمكن القول أن سنة حلب كسنة الموصل متلبسون بهويات إرهابوية ولا سبيل للانفكاك عن هوياتهم الإرهابية المفترضة إلا بالخضوع والامتثال والإقرار أن حلب تحت الطلب.

في سياق عقيدة الإرهاب السني بات الأسد الإبن شريكا لسدنة حرب الإرهاب بل مثالا يحتذى على الصعيد الدولي والإقليمي في مكافحة الإرهاب، فقد أدرك كأسلافه بحسه الإرهابوي المبكر عقيدة الإرهاب السني التي أصبحت مسلمة راسخة حيث صنفت جماعة الإخوان المسلمين في سورية الأسد الأب كحركة إرهابية وهو ذات التصنيف الذي سوف تقتدي بهداه أنظمة دكتاتورية إقليمية كانت رافضة للتصنيف والتوصيف وكانت تجادل وتدافع وتحتضن الجماعة وذات الخلاصة التي توصل لها الروس لاحقا وهي في طريقها لتغدو مسلمة دولية عقب صعود اليمين.

هكذا فإن بشّار الأسد بات أحد أنبياء مكافحة الإرهاب عندما أصر منذ بداية الثورة السورية على أنه يحارب "الإرهاب"، فهذا "الحكيم!" لم تخدعه تعدد الرايات والشعارات والجماعات فجميعهم "إرهابيون" ولا مجال للحوار مع "القتلة والإرهابيين"، فإذا كانت جماعة الإخوان أرهابية والقاعدة إرهابية فما بينهما إرهابي دون شك وتلك "حكمة" إرهابوية أدركها مبكرا الرئيس الروسي فلادميير بوتين وهي "الحكمة" الضالة التي يتبعها الرئيس الأميركيّ القادم دونالد ترامب والرئيس الفرنسيّ المنتظر فرانسوا فيّون.

على وقع حرب الإرهاب فإن توصل المعارضة المسلحة المتمركزة في أحياء حلب الشرقية المحاصرة إلى اتفاق يقضي باندماجها الكامل تحت مسمى "جيش حلب" لن يؤدي إلى تغيّر نظرة محاربي الإرهاب. فالمكون الجديد الذي أعلن عنه في 1 كانون أول/ ديسمبر 2016 بقيادة أبو عبدالرحمن نور القائد العسكري في "الجبهة الشامية" كقائد عام وأبو بشير معارة القائد العسكري في "حركة نور الدين الزنكي" كقائد عسكري لا يعدو عن كونه محاولة يائسة لإعادة التأهيل والاعتراف، فالجيش الافتراضي الجديد الذي يضم أكثر من ثمانية آلاف مقاتل في أحياء حلب الشرقية ويتشكل من فصائل مسلحة عديدة أبرزها: "حركة أحرار الشام الإسلامية" و"حركة نور الدين الزنكي" و"الجبهة الشامية" و"جيش المجاهدين" و"تجمع فاستقم كما أمرت" و"كتائب أبو عمارة" و"جبهة فتح الشام" و"الفوج الأول" و"فرقة الصفوة الإسلامية" وغيرها من الفصائل تتوافر على ديناميات انقسامية وولاءات إقليمية ودولية وانتماءات مناطقية تجعلها غير فاعلة في ظل تعطل الجبهات وكثرة الخلافات مقابل قوات كبيرة منظمة ومدعومة من مليشيات عديدة مسندة إيرانيا وروسيا.

ما يحدث في حلب هو نتاج لمسار دولي عقيم في لعبة حرب الإرهاب ففي سياق البحث عن تفاهم مشترك بين أمريكا وروسيا شكلت موضوعة الإرهاب وتعريف الحركات والجماعات الإرهابية أحد نقاط الخلاف النظري المفيد ورغم أن الاتفاق توصل إلى التركيز على التصدي للحركات الموسومة بالإرهاب بحسب تصنيفات الأمم المتحدة وهي تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة إلا أن الخلافات على الصعيد العملي ضيقة، فقد ركزت استراتيجية الولايات المتحدة على القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية وخصصت مواردها العسكرية والسياسية والمالية على استقطاب قوى تعتبرها معتدلة لاستدخالها في الحرب ضد داعش أما روسيا فقد تبنت استراتيجية تقوم على حماية المنطقة العلوية الساحلية وتعزيز موقع الأسد ودحر قوات المعارضة المسلحة عن المدن الكبرى وقطع خطوط إمدادها من الحدود التركية وتتعامل مع كافة الفصائل باعتبارها إرهابية.

إذا كانت الخلافات الأمريكية الروسية بناءة في سياسة حرب الإرهاب فإن خلافات المعارضة السورية مدمرة فهي تتموضع داخل منظورات الفلسفة الإرهابوية السنية وتفشل دوما في البرهنة والحجاج على اعتدالها ولا يفيدها التبرؤ من الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة، وتخضع لاشتراطات لا تساهم في إعادة تأهيلها وتجاهلت مسألة الاستدارة التركية نحو روسيا، ولم تدرك أن تركيا بعد محاولة الإنقلاب الفاشلة أصبحت أكثر براغماتية وإعادت تموضعها في الحقل الإرهابوي الدولي عبر التقارب مع الروس.

تبدو محاولة المعارضة السنية المسلحة في حلب بتشكيل "جيش حلب" بعيدا عن جبهة فتح الشام دون جدوى، فسدنة حرب الإرهاب لن يأخذوا الأمر على محمل الجد. فقد قال لافروف عقب الإعلان عن المكون الجديد: "إن كافة فصائل المعارضة المسلحة في حلب تخضع لأوامر تنظيم "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقا) وعبر عن اعتقاده بأن الإعلان عن تشكيل "جيش حلب" الجديد ليس إلا محاولة لتقديم "جبهة فتح الشام" تحت اسم جديد وإخراجه من تحت العقوبات الدولية المفروضة عليه كما أكد لافروف أن موسكو مازالت تدعم مبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا حول تنظيم خروج مسلحي "جبهة فتح الشام" من حلب وحمّل أولئك "الذين يريدون إبقاء حلب تحت سيطرة الإرهابيين" مسؤولية عرقلة تنفيذ المبادرة.

خلاصة القول أن حلب تخضع لمنظورات سدنة حرب الإرهاب وهي مدينة سنية عريقة لا يمكن أن تحظى بحماية ورعاية دولية ذلك أن الإرهاب تحول خلال الأعوام الأخيرة إلى صناعة رائجة وبات مكافئا للسنة وحروب الإرهاب أصبحت في غاية الغرابة حيث تقوم على تخليص المدن الإرهابية السنية من إرهابيين سنة وهم في تصنيفات سدنة حرب الإرهاب كافة الحركات والجماعات الإسلامية السنية التي لا تخضع لمقتضيات ومتطلبات حرب الإرهاب.

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة إن أولئك الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، في انتهاك لقرار الأمم المتحدة، يعيقون محادثات السلام السورية.

ونقلت وكالة أنباء “تاس″ الروسية عن لافروف قوله إن “قرار مجلس الأمن 2254 يطالب ببدء المفاوضات حول العملية السياسية في سورية دون قيد أو شرط”.

وأضاف لافروف قائلا للصحفيين في روما: “لسوء الحظ، تمت إعاقة المفاوضات لأكثر من نصف عام على أيدي أولئك الذين يروجون لإعطاء إنذار أخير، في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي، أنه من الضروري بشكل مبدئي أن يطاح بالأسد، وهو أمر غير مقبول بالطبع، لأنه لم يتم إبرام مثل هذه الاتفاقيات”.

وبحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع نظيره الروسي في روما تفعيل المناقشات حول وقف القتال وآفاق الانتقال السياسي في سوريا، حسبما أفادت وزارة الخارجية الأمريكية.

وأوضحت أليزابت ترودو، المتحدثة باسم الخارجية، الجمعة، أن كيري أعلب للافروف عن قلق واشنطن العميق إزاء الوضع في سوريا، لا سيما هجمات تستهدف مدنيين في حلب. وأضافت أن الوزيرين بحثا “الجهود الرامية إلى تفعيل المناقشات حول نظام وقف الأعمال القتالية وإيصال مساعدات إنسانية وآفاق الانتقال السياسي” في سوريا.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حلب، سوريا، نظام بشار الأسد، روسيا، التدخل الروسي بسوريا، الحرب على الإرهاب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 5-12-2016   موقع عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
الهيثم زعفان، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - عادل رضا، يحيي البوليني، أنس الشابي، عبد الله الفقير، رافد العزاوي، جاسم الرصيف، فتحي الزغل، صفاء العربي، رمضان حينوني، وائل بنجدو، سامح لطف الله، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. صلاح عودة الله ، محمد أحمد عزوز، عمر غازي، عبد الرزاق قيراط ، محمد شمام ، د- هاني ابوالفتوح، محمود سلطان، فوزي مسعود ، محمد الطرابلسي، أحمد الحباسي، عمار غيلوفي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أبو سمية، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الهادي المثلوثي، مجدى داود، صلاح المختار، ماهر عدنان قنديل، صلاح الحريري، علي الكاش، الناصر الرقيق، سليمان أحمد أبو ستة، محمد عمر غرس الله، العادل السمعلي، المولدي الفرجاني، عزيز العرباوي، د. خالد الطراولي ، أحمد النعيمي، أ.د. مصطفى رجب، سلام الشماع، محمد العيادي، فتحـي قاره بيبـان، د - شاكر الحوكي ، أحمد بوادي، فتحي العابد، حميدة الطيلوش، ياسين أحمد، إيمى الأشقر، حسن الطرابلسي، د. طارق عبد الحليم، خالد الجاف ، خبَّاب بن مروان الحمد، د.محمد فتحي عبد العال، د- جابر قميحة، إياد محمود حسين ، محمد اسعد بيوض التميمي، طلال قسومي، رشيد السيد أحمد، سامر أبو رمان ، د - صالح المازقي، رحاب اسعد بيوض التميمي، منجي باكير، د - الضاوي خوالدية، تونسي، ضحى عبد الرحمن، محمد يحي، محرر "بوابتي"، يزيد بن الحسين، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. أحمد محمد سليمان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم السليتي، حسن عثمان، د - المنجي الكعبي، د- محمد رحال، د - محمد بن موسى الشريف ، د - محمد بنيعيش، عواطف منصور، مصطفي زهران، مصطفى منيغ، عراق المطيري، علي عبد العال، محمد الياسين، د. أحمد بشير، عبد الله زيدان، إسراء أبو رمان، د - مصطفى فهمي، سعود السبعاني، محمود طرشوبي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- محمود علي عريقات، فهمي شراب، مراد قميزة، عبد الغني مزوز، كريم فارق، أحمد ملحم، رافع القارصي، نادية سعد، محمود فاروق سيد شعبان، سلوى المغربي، رضا الدبّابي، د. عبد الآله المالكي، سفيان عبد الكافي، صالح النعامي ، سيد السباعي، صفاء العراقي، صباح الموسوي ، أشرف إبراهيم حجاج، حاتم الصولي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة