البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

فصل الخطاب عن حزب الله والإرهاب

كاتب المقال أنيس الهمامي - تونس   
 المشاهدات: 3368


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط



كثر الحديث هذه الأيام عن حزب الله تفاعلا مع بيان وزراء الداخلية العرب؛ وتفرق الخائضون في شأنه كل حسب ارتباطاته وقراءاته بصرف النظر عن مدى دقتها وملائمتها للواقع وللتاريخ. وهو ما يدفعنا للتذكير بحقائق ثابتة وموثقة لنتساءل عن مدى اهتمام المتنازعين حول الانتصار لحزب الله أم عليه بها..

يؤكد حزب الله في بيانات التأسيس وخطابات زعيمه حسن نصر الله أنه ملتزم ومنضبط انضباطا متناهيا لمشروع ولاية الفقيه ويشدد على أنه منخرط بكل إمكانياته في إنجاحها وبلوغها أهدافها الاستراتيجية. وبالرجوع لتلك الأهداف نتبين حقيقة مشروع الحزب؛ حيث يعبر عنها في تبنيه لنشر الفكر الصفوي الخميني الذي شرحه وأفصح عنه الخميني بتصدير الثورة الإسلامية؛ وحري التأكيد هنا على أن ذلك يعني التبشير بالعقيدة الفارسية الصفوية الخمينية في بداية الأمر ثم تهيئة الظروف والمناخات لفرضها على المحيط الإقليمي.

وقد يتبادر للأذهان بادئ الأمر أن المقصود بالمحيط الإقليمي هو الجوار الفارسي؛ وهو خطأ استراتيجي فادح يقع في شراكه أكبر الدارسين والعارفين بالمسألة؛ إذ وإن كان من البديهيات بسط سيطرة الفرس المطلقة على العرب إشباعا لثاراتهم التاريخية وتنفيسا عن مركبات النقص الحضارية فيهم تجاه العرب وهي العقيدة العنصرية التي تطبع سياسات الفرس؛ فإن الصفوية الخمينية وهي رافعة لواء ولاية الفيقه ترمي لإلحاق كل العالم الإسلامي بها في مرحلة أولى لتنتقل للسيطرة على كل العالم فيما بعد.

إنه وبالنظر لما يروجه المتعاطفون مع حزب الله عن دوافعهم لذلك؛ نرى إصرارهم على كونه رافع لواء الدفاع عن الأمة. والغريب أن مفهوم الأمة عند الحزب ضبابي وعائم وفضفاض. فهل يعي المفتونون بحزب الله مدلولات الأمة كما يفهمها أو يتقصدها حقا.؟ فليست الأمة العربية المشار إليها؛ لأن ذلك يتناقض فعلا وممارسة واعتقادا عنده؛ إذ لا يعقل البتة أن يستوي ذلك في الوقت الذي يؤكد فيه الحزب على ولائه المطلق لولاية الفقيه وهي فارسية النشأة والغايات والأجندات حصرا. بل إن الأمة تلك ليست حتى الأمة الإسلامية على الأقل في مفهومها ومدلولاتها الاصطلاحية الشائعة؛ حيث تعتبر ولاية الفقيه خيمة حزب الله ومظلته ومعينه هي المحدد لمفهوم الأمة الإسلامية التي تدين بها وتلتزم بتعاليمها.

إن أعلى المراتب والمناصب في ولاية الفقيه هي الولي الفقيه أو ممثل الإمام الحجة وهو الذي يمثل المرجعية الأعلى والمثابة الأهم في كل التشريعات والأحكام وهو بالتالي ظل الله في الأرض بل ويتماهى معه إن اقتضى الأمر ذلك؛ ومن شروط الولي الفقيه أن يكون فارسيا نقيا لا تشوبه لوثة عرقية أخرى. ألم تفرق ولاية الفقيه المسلمين وصنفتهم بناء على أسس عرقية ومذهبية صرفة؟ إذ تميز بين المسلمين فتتحدث عن المؤمنين وتعني بهم عصارة المسلمين وهم أتباع المذهب الشيعي فقط؛ وعن عوام المسلمي لتتعمق شعوبية خلفية ولاية الفقيه لتفاضل بين المؤمنين المحسنين لتكفر فرقا واسعة من عموم الشيعة فلا تعترف إلا بمعتنقي التشيع الصفوي الإيراني ويتجلى ذلك من خلال تقديم الحسين عن الحسن أخيه وأبيهما علي ويعزى ذلك لمصاهرته للفرس.

فليس صحيحا أبدا أن حزب الله خادم ولاية الفقيه بمعني بالدفاع عن الأمة الإسلامية إلا تلك التي تنطلق من الاعتبارات والتعريفات المذكورة سابقا وتتفنن عقيدة التقية - وهي ركن محوري في عقيدتها -؛ في إخفائها وتأجيل طرحها للعموم لوقت التمكين والغلبة.

هذا وتعتبر حجة المدافعين عن حزب الله انتصاره لفلسطين؛ وبالعودة لثوابته المستمدة من ولاية الفقيه يسهل نسف تلك الطروحات. ففلسطين عربية؛ وتعايشت ولا تزال مختلف الأديان السماوية (لما قبل اغتصابها من الصهيونية العالمية) وتواجد فيها الدروز وغيرهم؛ إلا أنها لم تؤمن يوما بالتشيع الصفوي الإيراني ولم نعرف فيها حتى شياع التشيع الجعفري أو غيره. وبذلك لا يمكن أن يتماهى دفاع حزب الله المزعوم عنها مع ما يذهب في ظن كل المنادين بتحريرها؛ فحزب الله لن يكون معنيا بتحريرها ما لم تتشيع وتبايع الولي الفقيه. ولقد اختزلت صورة خارطة فلسطين وقد لفها علم إيران في خطاب حسن نصر الله فور اغتيال سمير القنطار حقيقة نواياه ونظرته لفلسطين.

وقد يتاح لنا أن نتساءل رفعا للتحدي هنا مثلا: هل تراه يقبل حزب الله بأن يكون الولي الفقيه ممثل الإمام الحجة من غير الفرس؟ بل هل سيرضى أن يكون الولي الفقيه فلسطينيا؟

إن مثل هذه الحقائق المغيبة عمدا؛ تساعد في تنامي شعبية مزيفة مغلوطة لحزب الله وهو الفارسي الصفوي لسانا وعقيدة وتكتيكات واستراتيجيات. وهو ما يدفعنا للتساؤل عن مدى ضلوع الإعلام التونسي والعربي عموما في عزوفه عن استضافة عارضي هذا الطرح وصد الأبواب في وجوههم مقابل فتح منابره بإطناب لكل المتماهين غافلين أو متعمدين مع تسويقات حزب الله. وهو ما من شأنه أن يضرب ادعاءات ديمقراطية الإعلام وحياده ؛ بل ويتيح لنا اتهامه بانخراطه وخضوعه لإملاءات وإغراءات الدوائر المتنفذة إقليميا ودوليا لمزيد تغييب العقل العربي وطمس الحقائق ما يؤدي لتشكيل مزاج شعبي انطباعي موجه و زائف وأعرج في أحسن حالاته.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حزب الله، الإرهاب، حسن نصر الله، تنظيم إرهابي، السعودية، مجلس التعاون الخليجي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-03-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فتحي العابد، صلاح الحريري، فتحي الزغل، محمد العيادي، ياسين أحمد، صفاء العربي، د - عادل رضا، مصطفى منيغ، أبو سمية، علي عبد العال، د - الضاوي خوالدية، خالد الجاف ، محمد عمر غرس الله، حسن الطرابلسي، د- محمود علي عريقات، صفاء العراقي، أحمد ملحم، العادل السمعلي، حسن عثمان، وائل بنجدو، مراد قميزة، محمد أحمد عزوز، أ.د. مصطفى رجب، رشيد السيد أحمد، عبد الرزاق قيراط ، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد اسعد بيوض التميمي، عمر غازي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عراق المطيري، سفيان عبد الكافي، د. مصطفى يوسف اللداوي، صباح الموسوي ، محرر "بوابتي"، سلوى المغربي، محمد يحي، عبد الله الفقير، د - شاكر الحوكي ، كريم السليتي، د. طارق عبد الحليم، د.محمد فتحي عبد العال، د. أحمد محمد سليمان، عواطف منصور، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عبد الله زيدان، يحيي البوليني، عزيز العرباوي، د- محمد رحال، الهيثم زعفان، المولدي الفرجاني، رضا الدبّابي، حاتم الصولي، نادية سعد، الهادي المثلوثي، سلام الشماع، صلاح المختار، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. أحمد بشير، رافع القارصي، رافد العزاوي، ضحى عبد الرحمن، د. خالد الطراولي ، رمضان حينوني، طلال قسومي، د - المنجي الكعبي، سيد السباعي، عبد الغني مزوز، محمود فاروق سيد شعبان، محمد شمام ، أحمد بوادي، محمود طرشوبي، كريم فارق، محمود سلطان، مصطفي زهران، د. عادل محمد عايش الأسطل، صالح النعامي ، يزيد بن الحسين، د- جابر قميحة، حسني إبراهيم عبد العظيم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فوزي مسعود ، حميدة الطيلوش، د- هاني ابوالفتوح، سامر أبو رمان ، د - محمد بن موسى الشريف ، فهمي شراب، الناصر الرقيق، سليمان أحمد أبو ستة، محمد الطرابلسي، ماهر عدنان قنديل، د. عبد الآله المالكي، إيمى الأشقر، خبَّاب بن مروان الحمد، علي الكاش، د - مصطفى فهمي، منجي باكير، جاسم الرصيف، د - صالح المازقي، إسراء أبو رمان، محمد الياسين، د - محمد بنيعيش، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد الحباسي، تونسي، سعود السبعاني، سامح لطف الله، إياد محمود حسين ، فتحـي قاره بيبـان، أنس الشابي، مجدى داود، أحمد النعيمي، د. صلاح عودة الله ، عمار غيلوفي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة