البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حرب الأقلام بين الواقع والأوهام

كاتب المقال علي الكاش - العراق    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3138


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


قال الأصمعيّ: أرثى بيتٍ قيل في الجاهلية: أيّتها النفس أجملي جَزَعا ... إنّ الذي تحذرين قد وقعا

منذ سنوات ونحن نكتب ضد الإحتلال الأمريكي الإيراني ونفضح جهد إمكاننا شلة العملاء والفاسدين ممن قدموا على الدبابات الأمريكية والبغال الإيرانية ليدمروا العراق وطنا وشعبا. كتبنا حتى ملٌت اقلامنا منا، ولكننا لم نملٌ منها، وبح صوتنا من الصراخ والتحذير وضروة إتخاذ التدبير، بأن العراق سائر الى الهاوية حتما إذا لم تتداركه النخب الوطنية الشريفة البعيدة عن الطائفية والعنصرية والعشائرية والإقليمية، ولكن كما قال المتنبي " لقد أسمعت لو ناديت حيا.. ولكن لا حياة لمن تنادي". نعم لقد كان التيار المعادي أقوى منا بكثير، بل لا مجال للمقارنة البتة! سيما عندما يتلاقح رجال الدين مع رجال السياسية لتحقيق هدف ما، سيكون النصر حتما حليفا لهم، ولا تتمكن أي فئة مهما كانت قوتها من الوقوف كندِ وتتغلب على هذا التيار الجارف لكل ما هو حسن. كنا نعلم علم اليقين بأننا ننفخ في كربة مثقوبة، وكان الكثير من القراء الأفاضل ينظر الينا نظرة أشفاق ويقول ما الفائدة مما تكتبون طالما لا أحد يسمعكم؟

يقولون وهم بلا شك صادقون في كلامهم: اكتب وأكتب، واكتب! لكن لا أحد يسمعك! بل الأدهى منه أن الكثير ممن يقرأ لكم مقالاتكم ينهالون عليكم بالتعليقات الساخرة والقذع والشتائم كأنكم انتم العملاء واللصوص والفاسدين وليس ممن تفضحونهم! ويصل الإسفاف عند البعض بالتهجم على عائلة الكاتب والقدح في شرفه لأنه يريد فقط صحوة ضمير الشعب وايقاظه من سباته قبل الإنهيار الأخير! كان هذا قبل ان نكتشف بأن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قد جيش (5000) وغدا من المأجورين كتابا ومعلقين للرد على ما نكتب من مقالات ضد حكومته العميلة الفاسدة!
كنا نقول للبعض من القراء أمامنا طريقين لا غيرهما، أما أن نعتكف عن الكتابة ونكسر أقلامنا، ونقف متفرجين أمام ما يحدث من مصائب وكوارث، او أن نستمر بالكتابة حتى النفس الأخيررغم خواء سلتنا من الثمار. هناك إذن خيارات لا ثالث لهما!

بلا أدنى شك أن حالة الإعتكاف عندما يكون البلد محتلا سياسيا وعسكريا ومذهبيا يعتبر خيانة عظمى للذات والوطن وتعاليم السماء، إنه يعني الهروب من المواجهة، ولا يصح ان يهرب المواطن الشريف، عندما يكون العدو داخل البلد، فالمفروض ان جميع الرجال والنساء يكونوا جنودا لدحر العدو. الهروب من المواجهة هو بالضبظ ما يريده الإحتلال وأذنابهم من رجال الدين والسياسة، فكيف نساعدهم بهروبنا من المواجهة؟

إذن لابد من الإستمرار بالمواجهة مع قبول مبدأ الهزيمة في المدى القصير كواقع حال، لكن بالتأكيد سيكون لكن حادثة حديث، لا يمكن أن تسبت الشعوب طويلا، حتى بقية الكائنات الحية لا تسبت سوى فصولا معينة من السنة، صحيح إنه من الصعوبة تصور سبوت شعب لأكثر من عقد من الزمان كحالة نادرة في التأريخ الحديث! لكن هذا هو الوضع السائد، وهو يتطلب بذل المزيد من الجهد من قبل النخب الوطنية لإستمالة المواطنين سيما اولئك المخدرين بأفيون المرجعيات الدينية والسياسية. كلما إرتفع رصيد المتضررين من سياسة الحكومة والمرجعية، كلما إرتفع رصيدنا من الأنصار والمؤيدين، والحمد لله بدأت دلائل البشارة رغم محدوديتها وقلة فاعليتها في الوقت الحاضر، بسبب إستمرارية التأثير المذهبي والعنصري وإرتفاع نسبة الجهل والأمية. لكن مع هذا ليتساءل العراقي مع نفسه: هل قدسية المرجعيات الدينية في الوقت الحاضر هي نفس القدسية التي كانت تتمتع بها خلال سنوات الغزو الأولى؟ هل الزعماء الحاكمون حاليا يحترمهم الشعب ويثق بهم كما هو الحال في السنوات الأولى للغزو؟ هل رصيد العلماء من رجال الدين الأفاضل كعبد الملك السعدي والحسن الصرخي في إرتفاع أم في تناقص؟ هناك تقلبات وتغييرات في الرأي العام العراقي والعربي بدأت تعطي ثمارها رغم أساليب القمع والإضطهاد وشراء الذمم التي تتبعها المرجعيات السياسية والدينية.

لم نكن نستلهم الأفكار في حربنا غير المتكافئة مع الإحتلال واذنابه من مراقبة النجوم كما يفعل الفلكيون، ولم نضرب تخت الرمل كما يفعل السحرة، ولم نكن نعلم الغيب ومعاذ الله ان يعلم البشر علم الغيب، كل ما في الأمر نظرنا الى الخلف قليلا، وتمعنا في تجارب الأمم، فعرفنا ان الوطن، أي وطن، لا يبنيه الإحتلال ولا العملاء الذين يصحبونه. لا يوجد وطن في الأرض بناه غير أصحابه، نعم قد تكون للمساعدات الأجنبية والإستشارات الدولية دورا مهما في التنمية والبناء والتقدم، لكن الأساس في البناء هم الشعوب، هذه هي الحقيقة التي لا تقبل الجدل. الذي ينتظر الخير من الإحتلال واذنابه مثل الخروف الذي ينتظر الخير من الذئب.

الكثير من المشاهد التي رأيناها خلال المقابلات والحوارات والمناقشات أثارت فينا السخط والتقزز، سيما عندما يتهافت السفهاء والمأجورين في الدفاع عن أسيادهم من رجال الدين والسياسة برعونة لا مبرر لها، كان البعض منهم ترتفع عنده درجة حرارة الحماس المهووس بحيث لا تنفع اية تحميلة من تبريد إنفعالاته. والبعض الآخر لا يجد مانعا من العراك وتبادل الشتيمة مع مناظره فداءا لزعيمه الديني او السياسي المفدى. وكم من حالات تشابك بالأيدي والتقاذف بالمواد المكتبية والأقداح رأيناها على شاشات التلفاز بلا حياء ولا إحترام لا للنفس ولا للمشاهد، بالطبع لكل من هذه الحالات الدفاعية والمواقف الذلية ثمنها المدفوع من قبل رجل الدين والسياسة.

أن يقف أحدا ما بكل وقاحة ليدافع عن العملاء واللصوص والفاسدين وأمام الناس بلا حياء، لا بد أن يكون أما عميلا ولصا وفاسدا مثلهم، او متعصبا مذهبيا او قوميا لحد العمى، بحيث يغلق جميع أبواب العقل والضمير، او مأجورا يتلقى ثمن دفاعه المستميت. إن الوقاحة مثيرة للدهشة فليس من المعقول مثلا أن تدافع عن المالكي بعد كل الفضائح التي تكشفت عنه، وبعد أن أفلس ميزانية الدولة العراقية، وفقد العراق اكثر من (800) مليار دولار خلال فترة حكومته المظلمة، وبعد أن أضرم نار فتنة طائفية كبرى، مجنون من يظن إنه يمكن إطفائها، وإنتشار حالات الرشوة والتزوير والوساطة وبيع المناصب، علاوة على الأمية والبطالة والأزمات والإرهاب اليومي الذي يدفع الأبرياء ثمنه من دمائهم نيابة عن سكنة المنطقة الخضراء.

من السفاهة والحماقة ان يدافع احد عن المالكي وهو يسمع بأن ابنه أحمد المالكي اشترى قصرا في فرنسا بحوالي نصف مليار دولار! علاوة على الفنادق والفلل الأخرى في دمشق والإمارات ولبنان. من السفاهة والحماقة ان يدافع العراقي، اي عراقي، عن المالكي بعد ان كُشفت فضيحة تسليم الموصل الى تنظيم الدولة الإسلامية وأسدل الستار عن الموضوع في مسرحية ضحكوا بها على الشعب العراقي، كأنك يا بو زيد ما غزيت، بعد كل التطبيل والتأخير الذي رافق التحقيقات، ليتراكم الغبار على ملف الجهود الضائعة.
نقول لمن كان يدافع عن المالكي ورهطه: لو أراد الشيطان ان يتلبس احدا فلا يجد افضل من نوري المالكي، إن الوطن أكبر من الزعيم، والشعب أبدى من الزعيم، فأما أن تقفوا مع الشعب أو ضده، والحياد هو الضد.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، إيران، الارهاب، داعش، الشيعة، السنة، التدخل الايراني، التدخل الامريكي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 13-02-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد أحمد عزوز، فتحـي قاره بيبـان، كريم السليتي، جاسم الرصيف، طلال قسومي، إياد محمود حسين ، فتحي الزغل، صلاح الحريري، حسن عثمان، مصطفى منيغ، وائل بنجدو، د. أحمد محمد سليمان، سيد السباعي، المولدي الفرجاني، أحمد النعيمي، سفيان عبد الكافي، تونسي، الناصر الرقيق، عمر غازي، يحيي البوليني، عبد الغني مزوز، سعود السبعاني، سليمان أحمد أبو ستة، د - صالح المازقي، د - الضاوي خوالدية، حاتم الصولي، صباح الموسوي ، صفاء العربي، مراد قميزة، محرر "بوابتي"، علي عبد العال، ماهر عدنان قنديل، مصطفي زهران، نادية سعد، فتحي العابد، د. أحمد بشير، عراق المطيري، رمضان حينوني، سلام الشماع، د. عادل محمد عايش الأسطل، حميدة الطيلوش، أحمد ملحم، إسراء أبو رمان، الهادي المثلوثي، د- محمد رحال، أبو سمية، سلوى المغربي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمود علي عريقات، رشيد السيد أحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، محمود طرشوبي، صالح النعامي ، د - عادل رضا، صفاء العراقي، سامح لطف الله، مجدى داود، عبد الرزاق قيراط ، د - محمد بن موسى الشريف ، خبَّاب بن مروان الحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عبد الله زيدان، أحمد بوادي، إيمى الأشقر، عمار غيلوفي، أشرف إبراهيم حجاج، رافد العزاوي، علي الكاش، عبد الله الفقير، محمد يحي، كريم فارق، ضحى عبد الرحمن، فهمي شراب، فوزي مسعود ، د. طارق عبد الحليم، د- هاني ابوالفتوح، د - المنجي الكعبي، رافع القارصي، د. صلاح عودة الله ، محمد الياسين، محمد شمام ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، أنس الشابي، محمود فاروق سيد شعبان، الهيثم زعفان، د. خالد الطراولي ، ياسين أحمد، محمد الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، أ.د. مصطفى رجب، د- جابر قميحة، حسني إبراهيم عبد العظيم، منجي باكير، محمود سلطان، صلاح المختار، محمد اسعد بيوض التميمي، د - مصطفى فهمي، عواطف منصور، د - شاكر الحوكي ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - محمد بنيعيش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د.محمد فتحي عبد العال، رضا الدبّابي، العادل السمعلي، محمد عمر غرس الله، محمد العيادي، سامر أبو رمان ، عزيز العرباوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، خالد الجاف ، حسن الطرابلسي، يزيد بن الحسين،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة