البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ما هو ثمن تسليح العشائر العراقية السنية ؟!

كاتب المقال احمد الملا - العراق    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4096


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


في خضم الدوامة العالمية الكبرى التي تدور على الأرض العراقية, حيث تدار الإحداث وبشكل احترافي كبير من قبل دول الاستعمار والاستكبار العالمي الشرقية والغربية, يذهب من العراقيين يوميا المئات ضحية لتلك الصراعات والحروب المفتعلة والمدارة من قبل تلك القوى العالمية, وفي الوقت ذاته يتعرض العراقيين لأبشع وأقبح أنواع الاستغلال, ففي الوقت الذي نشهد فيه وجود خفافيش الظلام, التي تعيش على سفك الدماء, نلاحظ هناك مخطط استكباري عالمي يريد أن يجعل من العراقيين خانعين راكعين ومسيرين لدول الغرب.

فبعد أن أصبحت القوى العالمية الغربية خصوصا أمريكا على علم ويقين بان أغلبية الشيعة في العراق هم منقادين لإيران, سعت تلك إلى أن تجعل لها وجود ونفوذ مشابه للوجود الإيراني, بمعنى مثلما يوجد عراقيين موالين لإيران يجب أن يكون هنالك عراقيين موالين لأمريكا, وبما أن أمريكا تعلم علم اليقين إن العراقيين العرب لا يقبلون بأي شكل من أشكال التبعية والانقياد, فمن أجل ضمان الركون لها على اقل تقدير, جعلت أهل السنة والمناطق الغربية الآن تحت مطرقة التنظيم الإرهابي ‘داعش ‘ من جهة وسندان المليشيات الشيعية الموالية لإيران من جهة أخرى, حيث التعرض لأبشع أنواع القتل والتهجير والترويع, مع قلة السلاح وعدم كفايته من حيث النوعية والكفاءة لمجابهة الإرهاب.

وبهذا أصبح موقف العشائر السنية ضعيف جدا ويمكن المراهنة عليه من قبل الأمريكان خصوصا بعد ما وعدوها بتجهيزها بالسلاح, فلا سلاح ولا قوة عسكرية تؤمن لهم الحماية فأين يلتجئون والى من ؟! ومن هنا بدأت أمريكا تتلاعب بالأوراق في محاولة لكسب الرهان على العشائر السنية, وهي إلى الآن تمارس تماطل ولم تقم بتسليح العشائر من أجل أن تضغط بشكل أكبر كي تحصل على ركون اكبر وأكثر من قبل تلك العشائر لصالحها, وهذا هو احد أهم الأثمان التي تريدها أمريكا مقابل التسليح ‘ أعطيك سلاح تعطيني ولائك ‘ ونحن نشك بان أمريكا ستحصل على هذا الولاء لثقتنا ومعرفتنا بمعدن تلك العشائر العربية الأصيلة التي لا يمكن أن تساوم على عروبتها وحريتها بأي ثمن .

الأمر الأخر من مسالة التسليح العشائر السنية يردا منه خلق بديلا لــ ‘ داعش ‘ فحينما يتم تسليح تلك العشائر من قبل الأمريكان, فان القوى المضادة ‘ إيران’ وغيرها وكل جهة أخرى موجودة في العراق تقوم بتسليح ودعم أدواتها واذرعها في العراق, وهذا ما يجعل العراق يصبح بلدا ملغوم بالأسلحة ويصبح اكبر حاضنة عالمية للمسلحين وينتج عنه مئات المليشيات والمنظمات الإرهابية وبالتالي سوف يكون هناك عذر لتواجد هذه الجهة وتلك الدولة وهذه الجهة وتلك الدولة بحجة محاربة الإرهاب ودعم الطائفة أو المذهب أو القومية الفلانية.

نحن مع مسألة تسليح العشائر السنية, وحتى غير السنية, لكن بشرط إن يكون هذا التسليح دون أي مقابل, من جهة ومن جهة أخرى يجب أن تسلح العشائر التي لا تدين بالولاء للجهات والحكومات الغربية أو الشرقية أو الإقليمية, لأنها ستكون أداة قتل بيد تلك الحكومات وليس أداة لحماية الأرض والعرض والمقدسات والأرواح.

ولعل رأي المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني الخاص بمسالة تسليح العشائر السنية والذي صرح به خلال الحوار الصحفي الذي أجرته معه صحيفة الشرق السعودية يوم الثلاثاء 17 / 3 / 2015م, ما هو إلا أرجح وأدق وأعمق وأصوب الآراء – إن كانت هناك أراء - بهذا الخصوص, حيث يقول ...

{ ... إننا ندعو لتسليح كل مستضعف لحماية نفسه وعِرضه وماله من الترويع والتهجير والسلب والنهب والقتل وسفك الدماء, ولابد ايضا من الملاحظة مَنْ الذي يسلّح القبائل؟وما هو ثمن هذا التسليح؟ وأي قبائل التي يُراد تسليحها ؟ هل المقصود القبائل التي تقاتل مع الحكومة الآن أو غيرها ؟ وهل المقصود تسليح القبائل من خلال الشيوخ التي تاجرت بمصير السنة ومصير الشيعة ومصير العراقيين جميعا فباعت كل المبادئ والقيم من أجل المال والواجهة فدمّرت العراق وشعب العراق؟
وإذا سُلِّحت القبائل من هذه الجهة وسلّحت تلك القبائل من تلك الجهة وسُلّحت المليشيات من جهة ثالثة، وقوى التكفير من جهة رابعة وغيرها من جهة خامسة، وكما هو المعلوم فإن الجهات الممولة والداعمة متصارعة، فسيبقى ويبقى ويتعمق أكثر وأكثر القتال والتقتيل وسفك الدماء والتنكيل والتمثيل بالجثث وحرقها والترويع والتهجير وسلب ونهب الأموال والاعتداء على الأعراض.

والسؤال المهم هنا، إن أبناءنا الأعزاء أبناء العشائر ممن يُراد منه أن يحمل السلاح للقتال هل سيرضى بالتسلح وحمل السلاح والقتال؟؟ فإن كلاً منهم سيسأل وأنا أسال نيابة عنهم: سيقاتلون ضدَّ مَنْ؟ وَمَعَ مَنْ؟ ومن أجل مَن؟ ونتيجة القتال والاقتتال ستصبّ في مصلحة مَنْ؟ وإذا حصل النصر على هذا العدو فالبديل مَن؟ ...}.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، إيران، الميليشيات الشيعية، الحشد الشعبي، تقتيل السنة بالعراق،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-03-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - عادل رضا، عمر غازي، عواطف منصور، صلاح المختار، صفاء العربي، سامر أبو رمان ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمد الطرابلسي، محمد يحي، المولدي الفرجاني، صالح النعامي ، عمار غيلوفي، د. عبد الآله المالكي، صلاح الحريري، أبو سمية، حميدة الطيلوش، سامح لطف الله، رحاب اسعد بيوض التميمي، موسى عزوق، رمضان حينوني، أشرف إبراهيم حجاج، خبَّاب بن مروان الحمد، أحمد بوادي، سفيان عبد الكافي، محمود فاروق سيد شعبان، الهيثم زعفان، محمود سلطان، الناصر الرقيق، المولدي اليوسفي، مصطفى منيغ، محمد العيادي، علي الكاش، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم فارق، د - صالح المازقي، محمد الياسين، كريم السليتي، إيمى الأشقر، مجدى داود، د. مصطفى يوسف اللداوي، سليمان أحمد أبو ستة، د. صلاح عودة الله ، وائل بنجدو، أحمد ملحم، عبد الله زيدان، د - المنجي الكعبي، فتحي العابد، د. خالد الطراولي ، أ.د. مصطفى رجب، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد علي العقربي، د- جابر قميحة، محمد شمام ، د- محمد رحال، د - شاكر الحوكي ، رافع القارصي، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد النعيمي، محمود طرشوبي، فهمي شراب، جاسم الرصيف، أحمد الحباسي، د.محمد فتحي عبد العال، سيد السباعي، إسراء أبو رمان، د- محمود علي عريقات، فوزي مسعود ، د. أحمد بشير، حسن الطرابلسي، رافد العزاوي، د - محمد بنيعيش، عبد الرزاق قيراط ، عراق المطيري، خالد الجاف ، د - الضاوي خوالدية، الهادي المثلوثي، د- هاني ابوالفتوح، حاتم الصولي، مراد قميزة، مصطفي زهران، طارق خفاجي، عزيز العرباوي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محرر "بوابتي"، تونسي، صفاء العراقي، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الله الفقير، د. طارق عبد الحليم، رشيد السيد أحمد، د. عادل محمد عايش الأسطل، سلام الشماع، د. أحمد محمد سليمان، منجي باكير، يحيي البوليني، طلال قسومي، د - مصطفى فهمي، ماهر عدنان قنديل، ضحى عبد الرحمن، العادل السمعلي، رضا الدبّابي، محمد أحمد عزوز، أنس الشابي، علي عبد العال، عبد الغني مزوز، سلوى المغربي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن عثمان، ياسين أحمد، يزيد بن الحسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد عمر غرس الله، عبد العزيز كحيل، إياد محمود حسين ، سعود السبعاني، صباح الموسوي ، نادية سعد، بيلسان قيصر، فتحي الزغل، فتحـي قاره بيبـان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز