البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تمظهرات الهوية اللالونية عبر الرمزية التشكيلية من خلال قراءة في تجربة المغربي "حسن الشاعر"

كاتب المقال ألفة خليفي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4187


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مع كل يوم جديد يأتي الفن برؤى و تصورات جديدة تفتح المجال لتجارب فنية و ممارسات تشكيلية تواكب كل التغيرات بإعتبار أن الفن يؤثر و يتأثر ضمن عملية أخذ و عطاء تبرز ما يعيشه المجتمع من تغيرات و تحولات نابعة من التراث الحضاري و معبرة عن هوية تشكيلية تنفرد بخصوصياتها التي تتميزها عن غيرها، حيث أنها تمثل تعبير شكلي و أسلوبي للممارسة الفنية التي تستبطن معاني و دلالات ترواح بين الأصالة و المعاصرة وفق رؤية تجريدية تعبر عن مرجعية فنية تمزج بين الصوفي و الروحاني من خلال ثنائية لا شكلية و لا لونية ، و من هنا بدأت تتجلى بوادر الممارسات الفنية المغربية خاصة بظهور صياغات تشكيلية تهتم بالهوية كعنصر أساسي في الأعمال التشكيلية التي تجلت مع "حسن الشاعر" الفنان المغربي الذي عرف بشغفه و حنينه لطفولته حيث أنه تأثر فيها بالأحياء المغربية العتيقة و مثلت ملهما له في كبره بتشكيلها عبر فعل فني، لم يكن فعلا مرتجلا أو مجرد ممارسة حرفية و عشوائية بل كان ممارسة عالمة تقوم على وعي تام بشروطها و ضروراتها التي كانت معبرة عن تغيرات تراثية تشكيلية بالأساس.

حيث مثلت تجربة "حسن الشاعر" كفنان مغربي صياغة تعبر عن الهوية التراثية عبر توظف تقنيات و قراءات فنية جديدة نابعة من الطبيعة وحاملة لهوية لونية أساسها الأبيض والأسود بما هي أداة تشكيلية تعبر عن أثر فني مفتوح يحمل قراءات فنية نابعة من البيئة و راجعة إليها في الآن ذاتها.

فهذه التجربة ساهمت في الكشف عن العلاقة التشكيلية التي تربط بين الأبيض و الأسود عبر الغوص في الهوية اللالونية النابعة من المكان بإعتباره يمثل ذاكرة تختزن الأبعاد التشكيلية و الفنية يسعى الفنان إلى تجسيدها خصوصا و أنه يمازج بين المعنى و المبنى و ذلك بالمزاوجة بين الأصالة و المعاصرة التي تحمل قيم مختلفة ، تتجلى عبر الرمزية الإستعارية كفضاء للإبداع و ذلك بالكشف عن علاقة الصورة التشكيلية النابعة من الطبيعة كمنبع فني ، يتفاعل فيه الفنان مع الواقع الذي يعيش فيه و يغوص في أعماقه ويكشف عما تحمله من تأثيرات تشكيلية تخلق علاقة تحاورية بين التقنيات و الأساليب عبر حركة جمالية وفنية وإيقاعية وتشكيلية في الآن ذاته، ولعل هذا ما يتأكد في صورة الهوية اللونية التي أصبحت تغزو عالم الفنان وجعلته يدخل في وضعية وجودية فرضت عليه البحث والإمعان والتفكير في الموجود.

و بالتالي تتجلى تجربة حسن الشاعر كرؤية تشكيلية تنحت خصوصيته الفردية و تضفي صبغة ذاتية على ثنايا رؤيته و تصوراته المنفتحة على تأويلات متعددة تهتم بالهوية كرؤية أساسية لهذا المقال عبر شيفرات و رموز تتماشى مع معاني و دلالات الأبيض و الأسود.

-----------
ألفة خليفي
باحثة من تونس


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

بحوث جامعية، دراسات فنية، الفن التشكيلي، الألوان، الهوية الفنية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-12-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سامح لطف الله، محمد العيادي، محمد يحي، كريم فارق، عبد الله زيدان، رشيد السيد أحمد، د - عادل رضا، أنس الشابي، أحمد النعيمي، حاتم الصولي، محمود سلطان، محمد عمر غرس الله، حسن عثمان، سيد السباعي، سلام الشماع، ياسين أحمد، أحمد الحباسي، د. طارق عبد الحليم، د. أحمد محمد سليمان، علي الكاش، جاسم الرصيف، محمد الطرابلسي، تونسي، محمد الياسين، عبد الله الفقير، محمد اسعد بيوض التميمي، ضحى عبد الرحمن، محمد شمام ، مصطفى منيغ، منجي باكير، د. أحمد بشير، أ.د. مصطفى رجب، عمر غازي، أحمد ملحم، حسن الطرابلسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - المنجي الكعبي، علي عبد العال، حسني إبراهيم عبد العظيم، سفيان عبد الكافي، عراق المطيري، خالد الجاف ، د - صالح المازقي، د - شاكر الحوكي ، محمود طرشوبي، إياد محمود حسين ، أبو سمية، صباح الموسوي ، أحمد بوادي، حميدة الطيلوش، د - الضاوي خوالدية، سليمان أحمد أبو ستة، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، يحيي البوليني، عمار غيلوفي، رمضان حينوني، فتحي العابد، إيمى الأشقر، د - مصطفى فهمي، صلاح المختار، مصطفي زهران، عزيز العرباوي، فتحـي قاره بيبـان، عبد الرزاق قيراط ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د- هاني ابوالفتوح، د.محمد فتحي عبد العال، فهمي شراب، د. كاظم عبد الحسين عباس ، الهيثم زعفان، د- جابر قميحة، كريم السليتي، د- محمود علي عريقات، د. خالد الطراولي ، وائل بنجدو، د. صلاح عودة الله ، د - محمد بن موسى الشريف ، طلال قسومي، سامر أبو رمان ، الهادي المثلوثي، ماهر عدنان قنديل، مجدى داود، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. عبد الآله المالكي، إسراء أبو رمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، خبَّاب بن مروان الحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سلوى المغربي، الناصر الرقيق، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح الحريري، صفاء العربي، نادية سعد، عواطف منصور، فوزي مسعود ، مراد قميزة، صالح النعامي ، د - محمد بنيعيش، سعود السبعاني، المولدي الفرجاني، محمد أحمد عزوز، د- محمد رحال، رضا الدبّابي، العادل السمعلي، صفاء العراقي، يزيد بن الحسين، محمود فاروق سيد شعبان، فتحي الزغل، رافد العزاوي، رافع القارصي، محرر "بوابتي"، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الغني مزوز،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة