البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

تراجع’النّهضــة’ وفـــوز ‘النّـــداء’ فــي الميـــزان

كاتب المقال محمد المختار القلالي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4867


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أسفرت نتائج ‘التّشريعيّة’ (الجزئيّة)، فيما أسفرت عن تراجع ‘النّهضة’ خلف ‘النّـــداء’.

الّذين لا يعرفون من الألوان غير الأبيض والأسود سيشعرون بالشّفقة والخوف على ‘الحركة’ إن كانوا من المتعاطفين معها، وبالفرحة والتشفّي إن كانوا من خصومها. وكلاهما، في نظري، لا يحسن التّقدير. يرى إلى ‘الحدث’ في حدّ ذاته، ويغفل عن استتباعاته.

أمّا بالنّسبة إلى الّذين يعون أنّ للحقيقة أكثر من وجه، وأنّ الحكم يكون أدنى إلى الصّواب متى ما خضع لــ’مبدإ التّنسيب’ فسيغبطون ‘النّهضة’ على هذا المآل، وسيروْن في عدم إحرازها المرتبة الأولى عتقا لها وخيرا عميما. ويكفي لمن يعزّ عليه فهم ذلك أن يفترض العكس، أي أن يفترض فوز ‘النّهضة’ بعدد المقاعد التي آلت ‘للنّداء’، والعكس بالعكس، وأن يقدّر، تبعا لذلك، حجم التحدّي الذي سيجد قادة ‘الحركة’ أنفسهم حياله. عليه أن يتساءل: كيف سيتسنّى ‘للنّهضة’ تحقيق أغلبية برلمانية مريحة بما هي مدعوّة إلى تشكيل حكومة وفق العرف المتواضع عليه؟ ومَنْ مِن الأحزاب ذات التّمثيل الوازن في المجلس يمكن أن تقبل به ويقبل بها، خصوصا بعد تراجع حضور حليفيها السّابقين (المؤتمر والتكتّل) ؟ هل يتصوّر عاقل حصول تآلف بينها وبين الأطراف اليساريّة الراديكاليّة؟ هل ستسيغ ائتلافا مع ‘كتلة النّداء’، هذا في حال قبل ‘النّداء’ بذلك، علما وأنّ زعيمه قد كان صرّح بأنّ حزبه و’النّهضة’ خطّان متوازيان، لا يلتقيان؟ وحتى على افتراض’التقاء الضدّين’ من بإمكانه التكهّن بتداعيات واستتباعات هذا الائتلاف، إنْ على صعيد ‘الأداء السّياسي’ الذي ينتظرهما، وإنْ على مزاج الأتْباع من كلا الفريقين؟ هل تلوذ ‘النّهضة’ بمدّ اليد إلى ذوي التّمثيل المتواضع على غرار ‘الاتّحاد الوطني الحرّ’ على سبيل المثال، ما سيدفعها، في الأرجح، إلى وضع مصداقيتها في الميزان؟ وهل سيحقّق لها ذلك، حتى على افتراض حصوله، وضعا مريحا بحضرة خصوم وازنين شرسين داخل المجلس؟

وبالجملة، فأنا على ما يشبه اليقين بأنّ الأقدار قد أرادت بـ’النّهضة’ خيرا لما أن جنّبتها الوقوع في ورطة يصعب عليها الخروج منها. قال تعالى:’وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرّ لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون’ البقرة - الآية 216.
ويبدو لي أنّ قراءتها ‘للحدث’ على هذا النحو هو ما جعلها تبادر إلى دعوة أنصارها إلى الاحتفال بالنّجاة من مغامرة غير مأمونة العواقب.


‘النّهضة’ الآن في موقع تحسد عليه، وستظلّ رقما صعبا في أيّ معادلة سياسيّة، وبإمكانها التّعامل مستقبلا مع الأوضاع بأريحيّة، وبأريحيّة أكثر فيما لو ولّت وجهها شطر المعارضة، وزهدت في الحكم. ألسنا في حاجة إلى التّأسيس لمعارضة وطنيّة مسؤولة وراشدة، تقطع مع أساليب الرّعونة والتهوّر، ولو أنّ المؤشّرات التي بدت إلى حدّ السّاعة لا توحي بأنّ ‘النّهضة’ توثر المعارضة على نيل موطئ قدم لها في السلطة؟

‘النّداء’ ورئيسه هما اللّذان الآن، باعتقادي، في حيص بيص، إذ هما حيال خيارات على غاية من التّنافر والتّعقيد. كما وأنّه لا غنى عن التّساؤل عن انعكاس هذا الفوز على رغبة رئيس ‘النّداء’ الجامحة في بلوغ قصر قرطاج. ذلك أنّ الوضعيّة ذات وجهين فيما يبدو.
حَدَسي يقول إنّ المشهد السّياسي القادم في بلادنا سيكون على قدر كبير من التّعقيد، وإنّ المرحلة التّي تنتظرنا حبلى بالمفاجآت.
قال صاحبي: أن تتفيّأ ‘النّهضة’ السّلامة، فهذا من حسن حظّها، وهو أمر يظلّ يخصّها في النّهاية، لكن ماذا عن مسؤوليتها في تبديد ‘الرّأسمال الرّمزي’ للثّورة، وفي التّسهيل لعودة البعض ممّن ثار عليهم الشّعب إلى مسرح الأحداث من جديد؟
قلت: تلك مسألة أخرى حريّ بمحبّي ‘الحركة’ قبل خصومها مساءلتها عنها، في انتظار... حكم التّاريخ.
أردف الصاحب قائلا: لكن، إذا كانت ‘النّهضة’ لم تنهزم و’النّداء’ لم ينتصر، وفق ما ذهبت إليه في تحليلك، فمن الرّابح والخاسر إذن؟
أجبت: دعنا من التّساؤل عمّن هو الرّابح و الخاسر. و آعلم أنّ المتضرّر ممّا حصل هو’الأمل’. الأمل الذي عاش عليه بعضنا قبل أن نراه يتوارى، ولو إلى حين. وقليل الكلام، يا صاحبي، يغنيك عن كثيره.

--------------
مـــــــــــلاحظة: لمن شاء التواصل مع كاتب السطور، الهاتف: 96.009.082


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الإنتخابات التونسية، الإنتخابات التشريعية، حركة النهضة، نداء تونس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 31-10-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح الحريري، د. عادل محمد عايش الأسطل، رحاب اسعد بيوض التميمي، طلال قسومي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رشيد السيد أحمد، علي عبد العال، سيد السباعي، مصطفى منيغ، أشرف إبراهيم حجاج، د - عادل رضا، د. مصطفى يوسف اللداوي، يزيد بن الحسين، عمر غازي، حسن عثمان، محمد عمر غرس الله، د. طارق عبد الحليم، د - المنجي الكعبي، عبد الغني مزوز، أحمد ملحم، د.محمد فتحي عبد العال، عبد الله الفقير، الهيثم زعفان، وائل بنجدو، أحمد بوادي، سليمان أحمد أبو ستة، الناصر الرقيق، سلوى المغربي، محمود طرشوبي، مجدى داود، خالد الجاف ، محرر "بوابتي"، محمود فاروق سيد شعبان، فتحي الزغل، د. عبد الآله المالكي، رمضان حينوني، أنس الشابي، يحيي البوليني، العادل السمعلي، مراد قميزة، سامر أبو رمان ، محمد العيادي، محمود سلطان، حاتم الصولي، سامح لطف الله، د- جابر قميحة، عمار غيلوفي، كريم السليتي، د- هاني ابوالفتوح، محمد الياسين، رافد العزاوي، فوزي مسعود ، أحمد النعيمي، حسن الطرابلسي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. خالد الطراولي ، أبو سمية، فهمي شراب، كريم فارق، جاسم الرصيف، إياد محمود حسين ، سفيان عبد الكافي، عزيز العرباوي، صلاح المختار، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - صالح المازقي، الهادي المثلوثي، د- محمد رحال، رضا الدبّابي، محمد الطرابلسي، صالح النعامي ، عبد الله زيدان، د- محمود علي عريقات، سعود السبعاني، المولدي الفرجاني، صباح الموسوي ، نادية سعد، عواطف منصور، ماهر عدنان قنديل، د - مصطفى فهمي، عراق المطيري، ضحى عبد الرحمن، د. أحمد بشير، فتحي العابد، عبد الرزاق قيراط ، مصطفي زهران، تونسي، محمد أحمد عزوز، ياسين أحمد، أ.د. مصطفى رجب، د - محمد بنيعيش، محمد يحي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صفاء العربي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، خبَّاب بن مروان الحمد، علي الكاش، رافع القارصي، منجي باكير، إيمى الأشقر، د. صلاح عودة الله ، د - شاكر الحوكي ، إسراء أبو رمان، د - الضاوي خوالدية، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد الحباسي، محمد شمام ، حميدة الطيلوش، صفاء العراقي، سلام الشماع، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. أحمد محمد سليمان، فتحـي قاره بيبـان،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة