البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الدفاع عن النقاب والحجاب لا يجب أن يعتمد على مبدأ الحرية في اللباس

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5908


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يقوم بقايا فرنسا في موجة متجددة، بحملة على مظاهر التدين ممثلة هذه المرة في تتبع وزارة الداخلية للابسات النقاب.
ولئن تخفت الحملة هذه المرة تحت مزاعم أمنية، فإننا حينما ننظر إليها في إطار مسار متواصل منذ زمن سيئ الذكر مرورا ببن علي وحربهما على الحجاب، نعرف أن الأمر لا يخرج عن كونه إحدى محطات صراع بقايا فرنسا المتحكمين في مفاصل الدولة مع أنصار الهوية.

لكن ما يهم في هذه المسألة وما أريد تناوله، هو صيغة دفاع أنصار الهوية حينما يحاججون عن الحجاب والنقاب، إذ يقولون انه لا يجب منع الحجاب أو النقاب لأنه يدخل في باب حرية اللباس التي تبيحها القوانين الدولية وحقوق الإنسان الكونية.

هذا دفاع المنكسرين يؤدي لامحالة لتكريس الواقع، وتبريره وتأبيد طرح بقايا فرنسا. كيف ولماذا؟

أولا: القول بان الحجاب يدخل في باب حرية اللباس إقرار ضمني بحرية التعري مادمت تتبنى الخلفية الفكرية والعقدية التي تقول بحرية اللباس على إطلاقه، فيصبح دفاعك عن الحجاب والنقاب مؤد للإقرار بالفساد بل والترويج له.

إقرارك ودعوتك الضمنية للعري تتناقض مع دعوتك للحجاب والنقاب، فكلامك إما أن يكون من خلفية شرعية إسلامية، فهو ساعتها لا يجوز، إذ أنت تصبح داعيا للباطل عوض النهي عنه، وإما انه كلام لا يقصد به ذلك، فهو إذن كلام فاسد يناقض أوله آخره.

ثانيا: الاعتماد على مضمون دفاع يعتمد على خلفية فكرية لا تصدر من تلك التي أنتجت الحجاب والنقاب، أي اعتمادك على مفاهيم قيم الحقوق الكونية الغربية للدفاع عن الحجاب والنقاب، عوض الاعتماد على المنطلقات الاسلامية في الدفاع، إما أن يكون مقصودا أي عن وعي أو غير مقصود.

إن كان مقصودا، فهو يعكس إما إحساسا بعجز المنظومة الإسلامية في تبرير لبس الحجاب أو النقاب، فهو إذن دفاع مسكون بالهزيمة ابتداء، لا يمكن اعتماده في صراع ثقافي وعقدي بدرجة أولى، أو أن يكون مقصودا ولكن ينبع من غرض الإقناع بما يفهمه الخصم بتقريب التبريرات من خلال ما يعتمده هو أي المفاهيم الغربية لحقوق الإنسان، ولكن في هذه الحالة فإن الأمر ينتهي لإقرار بغلبة المنظومة الفكرية للخصم مادمت تستعملها كأداة تبرير ومحاججة، لأنه لا يفهم ماهو المرجح لعدم استعمال منظومتك أنت الإسلامية للتبرير، ولماذا لايكون هو من يتقرب للفهم.

وإن كان غير مقصود، فهو يعكس عجز مستعمل هذه التبريرات عن فهم طبيعة الصراع مع بقايا فرنسا أنه صراع عقدي بدرجة أولى يجب أن يخاض بعدم التسليم بهزيمة منظومة الإسلام في المجال الفكري والعقدي أمام المفاهيم الغربية، والمحاجج هو إذن قاصر فكريا عن استيعاب الصراع وطبيعته ويجب ان يبعد عن إدارة الصراع وبدرجة اولى تستبعد مفاهيمه ومنها الدفاع عن الحجاب و النقاب من خلال القول انه يدخل في باب الحقوق الشخصية.

وثبت إذن أن الدفاع عن الحجاب والنقاب يجب أن يعتمد على التبريرات الإسلامية فقط، ولا يجب أن ينظر لأي مبرر آخر، بل يجب بالتوازي إبطال مفهوم حرية اللباس على إطلاقها، بالتبيين أن مفهوم حرية اللباس مفهوم ذو صحة نسبية يجب أن لا يجاوز المجال الشخصي الضيق، وان جاوزه للمجال العام فإنه يجب صده وإيقافه واعتباره تعديا وخرقا للقوانين العامة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الحجاب، النقاب، الدفاع عن الحجاب، التهجم على الحجاب، محاربة النقاب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 15-02-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المعارف التعليمية جعلت للإقناع بالواقع وليس لتغييره
  لا تبرر مبادئك ولا تعتذر عنها: حادثة احتفال المدرس بالفتاة ذات الحجاب
  الطالبة التي عرفت بفطرتها خطر اللغة الفرنسية
  حول الصراع والتدافع والمغالبة
  المبتئسون "المتقلّقون" من احتفال أستاذ بلابسة الحجاب: ضحايا منظومات التحويل الذهني
  ما لايصح عقديا لا معنى لقبوله معرفيا: حول الدفاع عن الشذوذ الجنسي
  وجوب توفّر نموذج تفسيري للتعامل مع الواقع: فهم غياب الجامعة عن الفعل وحفلة "منوبة"
  التقييم يكون لفكرة الفعل وليس لنتيجته
  الثقة وتوظيفها في نقل المعنى والتوجيه الذهني
  الأسئلة الواجب طرحها حول الحركة الإسلامية واحتمالية التجنيد المخابراتي
  مجلدات ومعارف لا تغير الواقع وإنما تكرسه
  لايكفي أن تفعل وإنما ماذا تفعل: الفعل كمسار وليس كنقطة، ووجوب النظر في تأسيسات تونس الحديثة
  الإختصاص لازم في المعارف وليس في الفكر
  من له تعاملات مع منظمات أجنبية لا يجب أن يُتوقف عنده حتى وإن عارض الإنقلاب
  في فهم بعض أسباب تتالي هزائم حركة "النهضة"
  الوعي الموجه، نموذج الشيعة وخطرهم: من أنتجه وكيف نشأ
  إنها القناعة بما تعتقد في نفسك، هي التي تنتج الفاعلية
  لايمكن أن تقاوم من تتخذه مسطرة: نموذج القبول بالتحقيب الغربي وبمصطلح "الديكولونيالية"
  الفرق بين الفكرة ومحورية الفكرة: حالة الغنوشي
  شروط لنجاح أفعال تغيير الواقع
  الذين يشيدون بالعفيفة لابسة الحجاب، وإذا تزوجوا اختاروا المتبرجة المتهتكة
  نقاش الانتخابات: الأفضل أن نبحث في كيفية خروجنا من السجن لا تحسين ظروف البقاء فيه
  تأملات في الغيب (5): العجز الذهني هو الذي ينتج الجرأة على الله والقرآن
  الواقع تغيره الفاعلية وليس المبادىء والحق
  المصطلح الدعائي المكثف كأداة للفعل السياسي "الناجح": الخوارج، الخوانجية، الإرهاب...
  تماثيل شكري بلعيد، أعمال عدائية يجب أن تزال
  لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
  "الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
  "الكيل بمكيالين": نموذج لصيغ الإخضاع الذهني
  حول اغتصاب الفلسطينيات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
جاسم الرصيف، رافع القارصي، د. صلاح عودة الله ، حسن الطرابلسي، فتحـي قاره بيبـان، د- محمود علي عريقات، صالح النعامي ، د- هاني ابوالفتوح، د - شاكر الحوكي ، عزيز العرباوي، سلام الشماع، وائل بنجدو، عمر غازي، حسني إبراهيم عبد العظيم، الناصر الرقيق، د. أحمد بشير، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، أحمد ملحم، د. عادل محمد عايش الأسطل، عبد الله الفقير، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محمود فاروق سيد شعبان، أحمد النعيمي، فوزي مسعود ، عبد الغني مزوز، د - المنجي الكعبي، سليمان أحمد أبو ستة، صلاح الحريري، عواطف منصور، د - مصطفى فهمي، محمد أحمد عزوز، المولدي الفرجاني، رمضان حينوني، محمد الطرابلسي، الهيثم زعفان، ضحى عبد الرحمن، رافد العزاوي، رحاب اسعد بيوض التميمي، سامح لطف الله، طلال قسومي، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد الحباسي، صلاح المختار، صفاء العربي، أنس الشابي، د. أحمد محمد سليمان، سلوى المغربي، يحيي البوليني، إيمى الأشقر، مصطفى منيغ، عمار غيلوفي، د - صالح المازقي، كريم السليتي، خبَّاب بن مروان الحمد، صفاء العراقي، د. خالد الطراولي ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مصطفي زهران، محمد عمر غرس الله، محمد الياسين، سيد السباعي، خالد الجاف ، محمود طرشوبي، الهادي المثلوثي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، نادية سعد، عراق المطيري، إسراء أبو رمان، إياد محمود حسين ، حسن عثمان، فتحي العابد، يزيد بن الحسين، أحمد بوادي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - محمد بنيعيش، سعود السبعاني، عبد الله زيدان، محمد العيادي، فتحي الزغل، حاتم الصولي، ياسين أحمد، حميدة الطيلوش، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمد رحال، علي الكاش، كريم فارق، محمد شمام ، رشيد السيد أحمد، محرر "بوابتي"، رضا الدبّابي، د. عبد الآله المالكي، سفيان عبد الكافي، صباح الموسوي ، د. طارق عبد الحليم، محمد يحي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- جابر قميحة، د - محمد بن موسى الشريف ، أبو سمية، منجي باكير، مراد قميزة، سامر أبو رمان ، مجدى داود، ماهر عدنان قنديل، د - عادل رضا، تونسي، محمود سلطان، د - الضاوي خوالدية، فهمي شراب، العادل السمعلي، د.محمد فتحي عبد العال، أ.د. مصطفى رجب، علي عبد العال،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة