البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

باكالوريا "علوم شرعيّة" في تونس لمجابهة الإرهاب

كاتب المقال منجي باكير - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6980


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


من المسلّم به أنّ العهدين السّابقين من الدكتاوريّة أسّسا لمنظومة خبيثة و مرعبة لمحاربة الإسلام و القائمين عليه ، حيث اجتُثّت أكبر منارة علميّة بإلغاء جامع الزيتونة و فروعه و ألغيت الأوقاف ، و شدّدت الرّقابة حدّ التجريم على المؤلّفات و المراجع التوسّعيّة للعلوم الشرعيّة ، و عمل الإعلام وسدنة الفرنكوفونيّة بتشجيع الحلقتين الدكتاتوريتين و تحت إمرتهما لتغريب المجتمع و التّرويج للعادات و السلوكات و العقائد الغربيّة الإستعمارية و وُضع الحِجْر على أهل العلم و الدّراية و الدّعوة لدين اللّه بل سعيا إلى تعقّب و محاكمة كلّ من حاول الخروج من دوائرهما و اجتياز ما رسما ه من مفاهيم إقصائيّة و تجفيفيّة ، كما وقعت علمنة المناهج التعليميّة و غيرها من الإٍستحداثات الجهنّميّة لتهميش الدّين وإبعاد دوره عن الحياة العامّة والعمليّة ،،،

حتّى بدا المجتمع التونسي بعد هذه العقود العجفاء ، مجتمعا متصحّرا ، هشّ العقيدة و خاوي العلم مليئا بالترّهات يعمّه الجهل بحقيقة الدين و جوهره ، لا يتعدّى في أحسن الحالات أن يعقل بعض صفوته شيئا من معلوم العبادات ... أمّا البعض الآخر ممّن تحرّكت فيهم حميّتهم على دينهم فنشدوا الخلاص من هذا التعتيم و التجهيل و وصاية الحاكم على ما يعتنقون و يؤمنون لتفصيله على مزاجه و على نمط ما توسوس له به نزعاته اللاّئيكيّة و إملاءات مرجعيّاته . مال هذا البعض ليبحث عن ما يملأ له هذا النّقص ، فكان له ذلك لكن بلا مرجعيّات ولا توثيقات و لا مناهج و لا توجيه، بل بمجهودات فرديّة و توغل مفرط في الدّين ، فاختلطت الأمورو تشابهت المقاصد و تعدّدت التنظيرات بل اكتست في كثير من الأحايين طابع التشدّد و التنطّع لتلامس سوء الفهم وبالتالي ضلال الوعي و الإدراك ،،،

ممّا أدّى هذا إلى تواجد ظاهرة الإنتماء إلى الجماعات على مختلف مشاربها و التحاق بعض الشّباب إلى بؤر القتال و المواطن السّاخنة العالميّة في اجتهادات و استنباطات شتّى ، ثمّ عاودت الرّجوع محليّا لتفرز تجاربها و تسقطها على واقع البلاد مع تجنيد من تستهويهم ذات الأفكار و التوجّهات و الإجتهادات ،،،،

الآن و بعد ثورة هذا الشعب العربي المسلم صار من أوكد حقوقه و أشدّ احتياجاته أن تتجنّد كلّ الأطر المعنيّة بمجابهة المدّ الإرهابي و استئصاله و فكّ أخطاره القادمة و أن تفكّر عمليّا في ردّ الإعتبار للهويّة و كذلك الدّين ،،،
و في هذا الصّدد نقول أنّ النّاشئة لابدّ لها أن تتصالح مع دينها و أن تأخذ تعاليمه على الصّفة الأكاديميّة حتّى تتكوّن في مجال العلوم الدينيّة و أصولها وفروعها و مقاصدها تحت إشراف علمي وأن تتلقّى هذه العلوم على أيادي أساتذة اعتداليين مشهود لهم بالخبرة و الإختصاص و الكفاءة الأكاديميّة ،،،، و لهذا إضافة إلى الضرورة القائمة لإصلاح البرامج التعليميّة العامّة وجب كذلك إدراج العلوم الشرعيّة كشعبة قائمة بذاتها تضاهي باقي الشعب التي تتناول علوم الحياة و تكنولوجيتها و أن تُدرج لها المناهج و توفّر لها المراجع و المتطلّبات ، حتّى يكون لها تخرّجها و شهائدها التي تساهم لاحقا في تنوير المجتمع و تنقية مفاهيمه و استئصال العنف و التكفير و ما شابه ،،،

هذا الحلّ هو أهمّ و أوكد الحلول أمام الحكومة و من استقام من المجتمع المدني للمضيّ بجدّية نحو مجابهة الإرهاب ، للقطع مع أسبابه و مسبّباته و للتضييق على التطرّف و سالكيه و ناشريه ...و هو حلّ استباقي يؤسّس لثقافة اسلاميّة قويمة الرؤى و بيئة اجتماعيّة واضحة المعالم و يلقّح ضدّ التطرّف و الإرهاب .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، الإرهاب، السلفية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-11-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  غزة تلبي نداء القدس، غزة شعلة لن تنطفيء
  الدستوري هل هو حزب يعمل لصالح الوطن ام يروّج للفتنة !؟؟
  اليوم العالمي للمرأة او مضمار التجارة بالمرأة
  على الشّعب أن يستعيد وعيه قبل الكارثة التي يريد افتعالها الساسة المهووسون بالسلطة
  بعد 75 سنة من التأسيس ، الإتحاد يضيّع الشغّيلة ويغرق في وَحل التسييس ..!
  ديمقراطية مايد إن امريكا ،،، ديمقراطية وذني
  أيام قرطاج السنمائية ام الإباحية !؟؟؟
  الوَطن يحتاج - تَضحية - فمن يكونُ لها !؟؟؟
  بايدن او ترامب لن تفرق مع العرب فالبقرة محلوبة محلوبة
  أيّها المارّون بين الوظائف العابرة، لن تنفذوا
  " بــابور زمّرْ، خشّ البَحَرْ "
  مع انعدام الضّمير الدّيني، نعم تُسْرقُ أدوية مرضى السّرطان
  المرأة كــــــائن ناقص ...!
   مـــات الطّالبي ،،، فهل اعتبر من بقي حيّا
  السيّد رئيس الحكومة : ألا تستهويك ربوعُ الجنوبْ ؟
  الشيخ راشد الغنّوشي قائد الرّحلة 2011
  و يبقى المرزوقي أيقونة بمواصفات هذا الوطن
  عندما تحيد قاطرة الإتّحاد عن سكّة حشاد ويصبح semi étatique
  فقلتُ استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارًا
  المرأة التونسيّة في دوائر الضّياع
  إنقلاب تركيا : شعبٌ عظيم ومعارضة مدرسةٌ في الوطنيّة
  تونس وغول الإرهاب الغذائي
  تونس : براميلنا الضّائعة و حاوياتهم المفخّخة
  تونس: دام الفرح "يا بتوع الثورة"، شمس المثليين بين ظهرانيكم
  تواجد قناتي الزّيتونة والإنسان إستحقاق وضرورة لتعديل المشهد الإعلامي
  تونس : 01 ماي عيد الشّغل ،، عيد ماذا أيّها الأبله ؟؟
  تونس: تقنين المساجد و عزل الأئمّة هو دفع لتفريخ مزيد من الإرهاب
  إن فعلها المرزوقي فقد فعلتها النّهضة من قبْله
  المرزوقي لـن يغادر قرطـــاج
  و يبقى المرزوقي عنوانا شامخا و أيقونة للديمقراطيّة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد الطرابلسي، بيلسان قيصر، د. أحمد محمد سليمان، محمد شمام ، د - محمد بنيعيش، عمار غيلوفي، خالد الجاف ، د - صالح المازقي، حاتم الصولي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامح لطف الله، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إسراء أبو رمان، د- هاني ابوالفتوح، سامر أبو رمان ، مصطفى منيغ، رشيد السيد أحمد، سيد السباعي، عواطف منصور، د. صلاح عودة الله ، رافع القارصي، يحيي البوليني، د. مصطفى يوسف اللداوي، يزيد بن الحسين، د. أحمد بشير، عبد الرزاق قيراط ، رمضان حينوني، المولدي الفرجاني، جاسم الرصيف، ضحى عبد الرحمن، محمود طرشوبي، تونسي، مراد قميزة، محمد الياسين، الهادي المثلوثي، علي الكاش، د - عادل رضا، صلاح الحريري، سلوى المغربي، نادية سعد، سعود السبعاني، د - مصطفى فهمي، عمر غازي، أبو سمية، رافد العزاوي، محمد أحمد عزوز، د- جابر قميحة، أحمد ملحم، حسن عثمان، صالح النعامي ، د. طارق عبد الحليم، عبد الله زيدان، علي عبد العال، فهمي شراب، منجي باكير، إيمى الأشقر، د - محمد بن موسى الشريف ، د.محمد فتحي عبد العال، محمود سلطان، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الغني مزوز، أحمد بوادي، سفيان عبد الكافي، أنس الشابي، د - المنجي الكعبي، أحمد النعيمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحـي قاره بيبـان، عراق المطيري، صفاء العراقي، أشرف إبراهيم حجاج، حسن الطرابلسي، العادل السمعلي، د- محمود علي عريقات، محمد اسعد بيوض التميمي، فوزي مسعود ، طلال قسومي، د- محمد رحال، الهيثم زعفان، حميدة الطيلوش، محمد عمر غرس الله، د - الضاوي خوالدية، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد علي العقربي، الناصر الرقيق، صلاح المختار، كريم السليتي، طارق خفاجي، صباح الموسوي ، محمود فاروق سيد شعبان، رحاب اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، سلام الشماع، أ.د. مصطفى رجب، فتحي الزغل، المولدي اليوسفي، حسني إبراهيم عبد العظيم، عبد العزيز كحيل، وائل بنجدو، مجدى داود، مصطفي زهران، عبد الله الفقير، خبَّاب بن مروان الحمد، د. خالد الطراولي ، أحمد الحباسي، صفاء العربي، عزيز العرباوي، محرر "بوابتي"، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد يحي، فتحي العابد، كريم فارق، إياد محمود حسين ، محمد العيادي، ماهر عدنان قنديل، موسى عزوق، د - شاكر الحوكي ، رضا الدبّابي، د. عبد الآله المالكي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز