البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

السلبية والإستقالة من المسؤولية لدى الحركات الاسلامية

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8058


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هناك خاصية تتسم بها التجمعات السلبية التي تربت على ثقافة القطيع والإمعية، وهي الإستقالة وتوكيل إتخاذ القرارت والنظر فيها، لغيرها، بحيث يصبح هذا الآخر هو من يقرر او في احسن الأحوال هو من يقترح ويشير بالفعل.

تمثل الحركات الإسلامية المعاصرة للأسف أكثر الأطراف التي تحوز على هذه الخاصية، حيث تستقيل القواعد من النظر وتسلم أمرها كلها لقيادة وأحيانا لشيخ، وتنزله منزلة عليا تقارب أحيانا تلك التي للنبي، بحيث لاتنظر معه في أمر ولا يخطر على بالها أصلا إمكانية الخطأ لديه.

وينتج عن ذلك أن يصبح الشيخ او القيادة هي صاحبة القرار، تقرر وتعقد الصفقات وتتخلى عن المبادئ، وتفعل ماتريد من دون الرجوع للقواعد ذات الالاف بل ذوات الملايين أحيانا كما هو الحال مع الاخوان المسلمين بمصر او الجماعة الاسلامية بالباكستان.

هذه الوضعية عمليا تمثل دكتاتورية، حيث تتسلط مجموعة او فرد بالقرار وتعزل الباقي، وهو وضع يشبه لحد بعيد دكتاتورية الحزب الشيوعي بالانظمة الشيوعية بالمعكسر الشرقي سابقا حيث يمثل الحزب هناك الحزب القائد كمايسمى في ادبياتهم له وحده حق تمثيل الناس وللقيادة داخله الحق في تمثيل الحزب.

على ان هناك فرقا، اذ ان الحال بالحركات الاسلامية ناتج عن استقالة ذاتية وعن طواعية للقواعد التي تقبل بوضع الإنسحاب، بل ولاتعتقد اصلا ان القيادة تلك يمكن ان ترتكب خطأ، بل وانها تنطلق في اعمال تبريرية لاخطائها كلما وقع لومها، تأثرا بثقافة تبريرية مجتزئة تقول بوجوب احسان النية بأخيك وبوجوب الطاعة للأمير وغيرها من الاسانيد التي اما موضوعة واما أنها تنزل في غير سياقاتها.

إذا اردنا أن نقترب من وضعنا بتونس، فانظر مثلا كيف استقال عمليا مجلس شورى حركة النهضة وترك الغنوشي واعضادة ممن هم مجرد نسخ منه، يقومون بمايحلو لهم من صفقات مع الثورة المضادة، وانظر إن شئت نواب كتلة النهضة بالتأسيسي ذوي العدد الكبير كيف تحولوا لمجرد كم مثله ولاشيئ سواء

انظر لتلك الكتلة من النواب وقد تحولت لمجرد أداة تنفذ مايمليه او مايوحيه لهم الغنوشي تنفيذا لمايقرره في صفقاته مع الثورة المضادة

وانظر اليهم وقد ذهبت عنهم حتى إمكانية الخجل إذ يتخلون عن قوانين كانوا من أشد المدافعين عنها، لمجرد ان الغنوشي قد اتفق مع الثورة المضادة على فعل ذلك، من مثل التخلي عن قانون تحصين الثورة وغيرها من القوانين.

أليست هذه عينات تؤكد ما أشرت إليه في أول كلامي عن السلبية داخل الحركات الإسلامية


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، حركة النهضة، الحركات الإسلامية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-11-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  المعارف التعليمية جعلت للإقناع بالواقع وليس لتغييره
  لا تبرر مبادئك ولا تعتذر عنها: حادثة احتفال المدرس بالفتاة ذات الحجاب
  الطالبة التي عرفت بفطرتها خطر اللغة الفرنسية
  حول الصراع والتدافع والمغالبة
  المبتئسون "المتقلّقون" من احتفال أستاذ بلابسة الحجاب: ضحايا منظومات التحويل الذهني
  ما لايصح عقديا لا معنى لقبوله معرفيا: حول الدفاع عن الشذوذ الجنسي
  وجوب توفّر نموذج تفسيري للتعامل مع الواقع: فهم غياب الجامعة عن الفعل وحفلة "منوبة"
  التقييم يكون لفكرة الفعل وليس لنتيجته
  الثقة وتوظيفها في نقل المعنى والتوجيه الذهني
  الأسئلة الواجب طرحها حول الحركة الإسلامية واحتمالية التجنيد المخابراتي
  مجلدات ومعارف لا تغير الواقع وإنما تكرسه
  لايكفي أن تفعل وإنما ماذا تفعل: الفعل كمسار وليس كنقطة، ووجوب النظر في تأسيسات تونس الحديثة
  الإختصاص لازم في المعارف وليس في الفكر
  من له تعاملات مع منظمات أجنبية لا يجب أن يُتوقف عنده حتى وإن عارض الإنقلاب
  في فهم بعض أسباب تتالي هزائم حركة "النهضة"
  الوعي الموجه، نموذج الشيعة وخطرهم: من أنتجه وكيف نشأ
  إنها القناعة بما تعتقد في نفسك، هي التي تنتج الفاعلية
  لايمكن أن تقاوم من تتخذه مسطرة: نموذج القبول بالتحقيب الغربي وبمصطلح "الديكولونيالية"
  الفرق بين الفكرة ومحورية الفكرة: حالة الغنوشي
  شروط لنجاح أفعال تغيير الواقع
  الذين يشيدون بالعفيفة لابسة الحجاب، وإذا تزوجوا اختاروا المتبرجة المتهتكة
  نقاش الانتخابات: الأفضل أن نبحث في كيفية خروجنا من السجن لا تحسين ظروف البقاء فيه
  تأملات في الغيب (5): العجز الذهني هو الذي ينتج الجرأة على الله والقرآن
  الواقع تغيره الفاعلية وليس المبادىء والحق
  المصطلح الدعائي المكثف كأداة للفعل السياسي "الناجح": الخوارج، الخوانجية، الإرهاب...
  تماثيل شكري بلعيد، أعمال عدائية يجب أن تزال
  لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
  "الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
  "الكيل بمكيالين": نموذج لصيغ الإخضاع الذهني
  حول اغتصاب الفلسطينيات

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي الكاش، كريم فارق، رضا الدبّابي، صلاح المختار، نادية سعد، د - مصطفى فهمي، الهيثم زعفان، د.محمد فتحي عبد العال، حميدة الطيلوش، محمد الياسين، مصطفى منيغ، ضحى عبد الرحمن، إيمى الأشقر، محمود فاروق سيد شعبان، محمد يحي، عبد الغني مزوز، ماهر عدنان قنديل، عواطف منصور، المولدي الفرجاني، العادل السمعلي، د. عبد الآله المالكي، عزيز العرباوي، سيد السباعي، الهادي المثلوثي، صباح الموسوي ، محرر "بوابتي"، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حاتم الصولي، د- محمد رحال، د. صلاح عودة الله ، علي عبد العال، د- محمود علي عريقات، ياسين أحمد، أحمد ملحم، منجي باكير، مصطفي زهران، سلام الشماع، جاسم الرصيف، طلال قسومي، رافع القارصي، أشرف إبراهيم حجاج، أنس الشابي، سامح لطف الله، سعود السبعاني، أ.د. مصطفى رجب، يزيد بن الحسين، إياد محمود حسين ، صالح النعامي ، د - الضاوي خوالدية، د. خالد الطراولي ، صلاح الحريري، د. أحمد بشير، سفيان عبد الكافي، د - محمد بنيعيش، د. أحمد محمد سليمان، عمار غيلوفي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أبو سمية، عبد الله الفقير، محمود طرشوبي، وائل بنجدو، إسراء أبو رمان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، خبَّاب بن مروان الحمد، مجدى داود، يحيي البوليني، عمر غازي، رمضان حينوني، عراق المطيري، فتحـي قاره بيبـان، د- هاني ابوالفتوح، سامر أبو رمان ، أحمد بوادي، أحمد النعيمي، محمد العيادي، أحمد الحباسي، محمد شمام ، حسن الطرابلسي، د - شاكر الحوكي ، د - عادل رضا، محمد أحمد عزوز، خالد الجاف ، محمود سلطان، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- جابر قميحة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فوزي مسعود ، د. طارق عبد الحليم، محمد اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، محمد الطرابلسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحي الزغل، صفاء العراقي، د - محمد بن موسى الشريف ، حسن عثمان، عبد الله زيدان، سلوى المغربي، مراد قميزة، د - المنجي الكعبي، محمد عمر غرس الله، د. عادل محمد عايش الأسطل، تونسي، رشيد السيد أحمد، فهمي شراب، رافد العزاوي، سليمان أحمد أبو ستة، الناصر الرقيق، كريم السليتي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صفاء العربي، فتحي العابد، د - صالح المازقي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة