البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

لكي لا نحرث في الماء

كاتب المقال د. ضرغام الدباغ - برلين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4641


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


* جيد أن تدرك الحكومة في بغداد أن التفاوض هو أقصر السبل وأفضلها لحل المشكلات، هذه تستحق علامة صح.

* جيد أن تدرك الحكومة في بغداد أن عاصفة الطائفية هي عاصفة يراد منها تدمير الأوطان، وهذه العاصفة تهدد العراق كما تهدد أقطار أخرى في المنطقة، وهذه تستحق علامة الصح.

* جيد أن تقتنع الحكومة في بغداد أن الاقتتال والصراع يمكن أن يحل بوسائل التفاوض. وهذه تستحق أيضاً علامة الصح.

* وجيد أن يذهب رئيس الوزراء بنفسه إلى أربيل لتفادي صراع أو قتال محتمل، ولكن أن لا يكون ذلك من أجل قضية محددة وهي النفط، بل لتفادي دم عراقي عزيز.

إذا كان الدم العراقي عزيز حقاً، فهو عزيز في الموصل كما في أربيل، كما في الأنبار، كما في الناصرية وكركوك وميسان وديالى والبصرة وكل أرجاء العراق، فالعراقي هو واحد، ودمه محرم.

ولكن المطلوب حتى يكتمل الصح، ويبلغ تمامه، أن تقترن الأقوال بالأفعال، وأن يكون التوصل إلى هذه الحكم والقواعد بالاقتناع، لا بالاقتتال، وبالتالي لأن يحول المنهج والسبيل السلمي إلى استراتيجة لا تكتيك. وبادئ ذي بدء، ومطلعه لابد من توفير الأمن والأمان، وتطمين النفوس والهواجس، وحتى نبلغ هذه المرحلة الأولى الأبتدائية، فهناك الملايين من البشر، لا يشعرون بالأمان، ولا بالاطمئنان، في ستة محافظات، يجري القتل والاغتيال والاعتقال، والاختطاف يومياً، فيما لدى الناس مطالب سهلة ليست معقدة، ولا تمس سيادة البلاد، ولا تدعو لتدخل أجنبي، بل هي تريد إبعاد الأيادي الأجنبية عن العراق، وهي لا تريد حصصاً من الأموال العراقية، بل تريد توزيعاً عادلاً لها، المطالب كلها عادلة، والشعب قد صمم على الحصول عليها،لا محالة، وبالوسائل السلمية، فهل تنحو الحكومة منهج لندخل في السلم كافة .....؟

فلنتصدى للمظاهر الطائفية معاً، وفي مقدمة ذلك انتشار الميليشيات في المدن العراقية، تمنح لنفسها الحق بقتل العراقيين واختطافهم، وإهانتهم، علناً وعلى رؤوس الأشهاد.

احتكار السلطة من أساليب الحكم البائدة، التي لم تعد تتماشى مع العصر وأحكامه، والاستيلاء على إرادة الآخرين وسيلة أندثرت، والتسلط على الأساس الطائفي لم يعد ممكناً، ولن تنفعه حتى القوة المسلحة الغاشمة، ولا الميليشيات المسلحة حتى الأسنان، والأفضل من كل ذلك التوصل إلى حلول ليست بالضرورة أن ترضي المطامع والغرور، ولكن دعها ترضي العقل وأصحاب الحقوق، وتقطع دابراً لهول لا أحد يريده، ولكن لكل ذلك فنحن بحاجة إلى إرادة الطرفين، فلا يكفي أن يكون أحد الأطراف مسالماً، والأخر يتربص به يريد أغتياله.

السياسة والتفاوض تحتاج إلى إرادة الطرفين بحقوق أعتبارية متساوية، وبقناعات مشتركة، ولكن الامر لا يدور على هذا المنوال منذ عشرة سنوات، أما الآن فإذا كان هناك نهج جديد، فهذا تطور مرحب به، ولكنه بحاجة لأكثر من الكلام.

مشكلات العراق كما نراها ونلمسها نحن وغيرنا في العراق وحتى المراقبين، هي مشكلات كبيرة، ومن أجل التصدي لها، فنحن بحاجة إلى توجه استراتيجي لا تكتيكي يهدف إلى تحقيق مكاسب انتخابية، بل ليتوجه الساسة العراقيون صوبها بهدف اقتلاع الألغام وإبعادها من الاحتمالات الكارثية، أما تحقيق مكتسبات وقتية فهذه لن تكون الخطوة الصحيحة على الطريق الصحيح.

* أقتلاع الطائفية وألغاؤها هو مطلب شعب عام يريده الجميع ومن كل الطوائف.
* إنهاء قوانين الإبعاد والاجتثاث، ولتكن العملية السياسية متاحة للجميع.
* الشروع بخطوات مادية ملموسة ضد الفساد.
* أستئناف التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بعد أنقطاع طويل.
* إنهاء حالات الاحتقان السياسي لن يكون إلا عبر الأنفتاح على كافة القوى.
* إطلاق سراح المعتقلين والسجناء السياسيين.

هذه عناوين عامة ورئيسية، لمن يريد الشروع بعملية سياسية عراقية يراد منها نتائج ملموسة، إن كانت الأطراف تريد توفير الدماء، وخراب فوق الخراب. وبتقديرنا أن العراقيون كافة سيتفقون على حماية البلاد، والنهوض صوب عراق ديمقراطي جديد، وسوى هذه العناوين الرئيسية إنما نحرث في الماء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقالة جزء من مقابلة تلفازية بتاريخ 9 / حزيران / 2013





 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الانتفاضة الشعبية بالعراق، غرب العراق، المالكي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-06-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  أقفاص الأسر على مر التاريخ
  مأزق هنية
  ماذا يحدث في بلاد العم سام
  الوضع الثقافي في شبه الجزيرة قبل الاسلام
  سوف تكسبون ... ولكنكم لن تنتصروا Sie werden gewinnen aber nicht siegen
  صبحي عبد الحميد
  الخطوط الدفاعية
  غيرترود بيل ... آثارية أم جاسوسة ..؟
  أمن البعثات الخارجية
  الحركة الوهابية
  ماذا يدور في البيت الشيعي
  الواقعية ... سيدة المواقف
  زنبقة ستالينغراد البيضاء هكذا أخرجت فتاة صغيرة 17 طائرة نازية من السماء
  اللورد بايرون : شاعر أم ثائر، أم بوهيمي لامنتمي
  حصان طروادة أسطورة أم حقيقة تاريخية
  دروس سياسية / استراتيجية في الهجرة النبوية الشريفة
  بؤر التوتر : أجنة الحروب : بلوشستان
  وليم شكسبير
  البحرية المصرية تغرق إيلات
  كولن ولسن
  الإرهاب ظاهرة محلية أم دولية
  بيير أوغستين رينوار
  المقاومة الألمانية ضد النظام النازي Widerstand gegen den Nationalsozialismus
  فلاديمير ماياكوفسكي
  العناصر المؤثرة على القرار السياسي
  سبل تحقيق الأمن القومي
  حركة الخوارج (الجماعة المؤمنة) رومانسية ثورية، أم رؤية مبكرة
  رسائل من ملوك المسلمين إلى أعدائهم
  وليم مكرم عبيد باشا
  ساعة غيفارا الاخيرة الذكرى السادسة والستون لمصرع البطل القائد غيفارا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الله الفقير، أشرف إبراهيم حجاج، إيمى الأشقر، ياسين أحمد، صلاح المختار، د- محمود علي عريقات، د - المنجي الكعبي، العادل السمعلي، حاتم الصولي، ماهر عدنان قنديل، حميدة الطيلوش، أنس الشابي، أحمد ملحم، تونسي، مراد قميزة، سعود السبعاني، رشيد السيد أحمد، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد العيادي، محمد اسعد بيوض التميمي، فتحي العابد، إياد محمود حسين ، الهيثم زعفان، فوزي مسعود ، د. أحمد بشير، د. صلاح عودة الله ، مصطفي زهران، المولدي اليوسفي، كريم فارق، سامح لطف الله، رافع القارصي، د - صالح المازقي، علي عبد العال، مصطفى منيغ، طلال قسومي، فتحي الزغل، سفيان عبد الكافي، المولدي الفرجاني، رضا الدبّابي، فهمي شراب، صفاء العربي، أحمد الحباسي، محمد الطرابلسي، بيلسان قيصر، سلوى المغربي، د. طارق عبد الحليم، عمر غازي، ضحى عبد الرحمن، إسراء أبو رمان، منجي باكير، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود فاروق سيد شعبان، د. ضرغام عبد الله الدباغ، صلاح الحريري، أ.د. مصطفى رجب، عبد الله زيدان، يزيد بن الحسين، جاسم الرصيف، د - مصطفى فهمي، فتحـي قاره بيبـان، محمد الياسين، عواطف منصور، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مجدى داود، د - محمد بنيعيش، صالح النعامي ، د - الضاوي خوالدية، الهادي المثلوثي، محمد يحي، عبد الغني مزوز، عزيز العرباوي، عمار غيلوفي، صفاء العراقي، الناصر الرقيق، سليمان أحمد أبو ستة، وائل بنجدو، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد أحمد عزوز، كريم السليتي، محمود طرشوبي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسن الطرابلسي، عراق المطيري، رافد العزاوي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الرزاق قيراط ، د. أحمد محمد سليمان، محمد شمام ، علي الكاش، رمضان حينوني، د - شاكر الحوكي ، محرر "بوابتي"، د- جابر قميحة، سامر أبو رمان ، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد بوادي، عبد العزيز كحيل، صباح الموسوي ، د.محمد فتحي عبد العال، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- هاني ابوالفتوح، سيد السباعي، طارق خفاجي، أبو سمية، حسن عثمان، محمد علي العقربي، د. خالد الطراولي ، د. عبد الآله المالكي، محمد عمر غرس الله، د - عادل رضا، يحيي البوليني، خبَّاب بن مروان الحمد، نادية سعد، محمود سلطان، د- محمد رحال، سلام الشماع، أحمد النعيمي، خالد الجاف ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز