البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

بيان في خصوص مسألة قانون تحصين الثورة

كاتب المقال فتــحي الزغــــــل - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 11756


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


على إثر موجة النّقاشات التي تتداولها وسائل الإعلام البنفسجية هذه الأيّام في خصوص عدم منع المنتسبين لحزب التّجمّع المنحلّ من ممارسة العمل السياسي، و ادعائها بأنّ قرارا كهذا يُعتبر إقصاءًا لهذه الشّريحة من الشّعب...و على إثر ما لاحظتُه من حملة مُمنهَجَة يقوم بها أزلام هذا الحزب في الإعلام وغيره... و الضّغوطات التي بدأوا يُسلّطونها على نُوّابنا في المجلس التأسيسي في اتجاه عدم إقرار قانون كهذا، و ما وصل إليه بعضهم من تهديد غير مباشر يقايِض به عودة الهدوء للبلاد مقابل عدم إقصائهم، ممّا يقطع الشّكّ من أنّهم الذين وراء سلسلة الفوضى التي أصبحنا نلحظها بشكل يكاد يكون دوريًّا... أسَجّل النقاط التالية:

1- أنّ الشّعب التونسي قد نادى في ثورته من جملة ما نادى به، خلع التّجمّع، و خلع أزلامــه في الإدارة و في المجتمع من البلاد، و ليس خلع رأس النظام فقط. لأنّ كلّ ذلك النّسيـــج الوصوليّ بطبعه و المُتواطئ مع الظلم، إنّما كان الأداة الطبيعـيّة التي استعملها الديكتاتور في الظلـم و القهر و الاستبداد في كلّ الجـــهات. و هم الذيـن كانوا يُصفّقون له و يُساعدونه على ممارساته و يُباركونها. و هم الذين "قوّدوا" بالشرفاء، و حرصوا على إقصاء غيرهم من السّاحة السياسيّة بزجّهم في السّجون و في المنافي و في العزلة الاجتماعيّة.

2- أنّ "التّجمّعيّين" و"الدّساترة" كما يُسمّي البعضُ منهم نفسه، قد حكموا البلاد ستّـين سنةً و لم يُفرزوا غير الاستبـــــــــداد و السّجون و المنافي و محاكم أمن الدولة، و السّرقات المهولة لمقدّرات الشّعب و لثرواته. و هم بذلك مسؤولون مسؤوليّةً سياسيّةً وقانونيّةً يجب أن يُحاكَموا عليها جزائيّا مثل محاكمتهم على فسادهم الماليّ. و أنّ ظهور فقاعاتهم هذه الأيّام راجعٌ لأنّ السّلطة القائمة بعد الثّـورة لم تتفطّن لخدعة الوقـت و الزّمن التي امتطوها بمكرٍ معهودٍ عليهم، ليخرجوا علينا اليوم بهذه الوقاحة، بعد أن لزموا جُحورَهم إبّان الثّورة خوفا من المقصلة. بل بقيت تُجاريهم في موضوع عدم المحاسبة على الخطأ السّياسي لعدم توفّر الوثائق التي تُدينُ تلك الأفعال، و قد ناديتُ في مناسباتٍ عِدّة أنّ ما كان يُسمّى بشريط الأنباء أيّام الديكتاتوريّة فيه من قرائن الإدانة ما يكفي لمحاسبتهم قضائيّا.

3- أنّ تجارب كلّ الدّول التي قامت بها ثورات شعبيّة تُـثبت أن إقصاء من كان يحكم قبل قيام الثّورة من الحياة السياسيّة، هو الضامن الوحيد لعدم عودتهم بعد سنواتٍ يمكن أن تكون قصيرة. و ما حكاية تخويف هؤلاء للشّعب التونسي بمثال العراق من أنّه تحوّل إلى فوضى بسبب قانون اجتثاث حزب البعث إلا مُغالطة كبيرة لأنّي أجزمُ أنّ فوضى العراق تلك مَردُّها تركيبتُه الطائفيّة، و قانونُـه الأساسي الذي أتى به "بول برايمر" فوق الدّبّابة الأمريكيّة و يُسمّى إلى اليوم باسمه، و الذي أحدث ما يُسمّى في ذلك الوقت بمجلس الحكم القائم أساسا على مُحاصصة سياسيّة طائفيّة ضيزى.

4- أنّي أدعو وأصرّ على الدّعوة لأن يقع إبعاد كلّ تجمّعي سابق تولّى مسؤوليّة ضمن حزب التّجمع المنحلّ من قواعده إلى ديوانه السّياسيّ، من كلّ عمل سياسيّ لكامل حياته. و عدم الدّخول في مهاترات تحديد عدد سنوات الإبعاد، الّتي نجــــــــحوا - بمعيّة الإعلام المتواطئ معهم - في تحويل الموضوع من أصله إليها.

5- كما أدعو إلى منع كل "مُخبرٍ" و "قوّاد" تواطأ مع هؤلاء المسؤولين في ذلك الحزب المنحلّ في اتجاه إلحاق أيّ ضررٍ بأيّ مواطن، و لو لم يكن ذلك المخبرُ من منتسبي هذا الحزب، من حقّ الانتــــــــخاب. و عليه فإنّ فتح تحقيقات عدليّة في هذا الصّدد واجب ثوريّ وطنيّ لم تُعِرهُ أيّ جهة الأهميّة التي يستحقّ سواء من السّلطة القضائيّة أو السّلطة السياسيّة التنفيذيّة. و سنناضل من أجل تحقيقه.

6- أدعو أعضاء المجلس التأسيسي إلى الوعي بمسؤوليّتهم التّاريخية أمام الشّعب و أمام الله بأن لا يَدَعُوا إمكانيّةً لعودة هؤلاء إلى السّاحة السّياسيّة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، قانون تحصين الثورة، الثورة المضادة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-06-2013  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  إنذارات بمجتمع يهوي
  أنا اللّص الذي عنه تبحثون
  قراءة في المشهد الانتخابي البرلماني التونسي بعد غلق باب التّرشّحات
  السّياسةُ في الإسلام
  ماذا يقع في "وينيزويلّا"؟ حسابات الشّارع وموازين الخارج
   بعد تفجير شارع بورقيبة ... ألو... القائد الأعلى للقوات المسلّحة؟
  إلى متى تنفرد الإدارة في صفاقس بتأويل خاصّ لقوانين البلاد 2؟
  "التوافق" في تونس بين ربح الحزب وخسارة الثورة
  "ترامب"... رحمة من الله على المسلمين
  حكاية من الغابة... حكاية اللئيم و الحمير
  بقرة ينزف ضرعـــها دما
  تعليقا على مؤتمر النهضة... رضي الشيخان ولم يرض الثّائر
  بعد مائة يوم على الحكومة... إلى أين نحن سائرون؟
  الغرب و الشّرق و "داعش" و "شارلي"
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج3
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج2
  "الإرهاب و مسألة الظّلم" ج1
  كيف تختار الرّئيس القادم؟
  قراءة في الانتخابات البرلمانية التونسية
  سكوتلاندا لا تنفصل... درس في المصلحيّة
  قراءة في النّسيج الانتخابي التّونسي
  "أردوغان" رئيسا لتركيا... تعازي غلبت التهاني
  "غزّة" و الإسلاميّون
  الانتخابات الفضيحة
  أُكرانيا و مصر و نفاق الغرب
  رئيسٌ آخر و حكومة جديدة.... قراءة في ما بعد الحدث
  بيان بخصوص رفض الأطبّاء العمل في المناطق الدّاخليّة
  بيان بخصوص إضراب القضاة
  سلطتنا التّنفيذيّة وعلامات الاستفهام
  سلطتنا القضائيّة و علامات الاستفهام

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد الطرابلسي، عمر غازي، المولدي الفرجاني، د. أحمد محمد سليمان، إسراء أبو رمان، أحمد ملحم، محمد الياسين، سامر أبو رمان ، مجدى داود، مصطفي زهران، رضا الدبّابي، حسني إبراهيم عبد العظيم، نادية سعد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد العيادي، صفاء العربي، محمود فاروق سيد شعبان، د- جابر قميحة، سفيان عبد الكافي، وائل بنجدو، محمد يحي، يزيد بن الحسين، د - صالح المازقي، علي عبد العال، سلام الشماع، أنس الشابي، د. أحمد بشير، عبد الله الفقير، د - محمد بنيعيش، منجي باكير، د.محمد فتحي عبد العال، حسن الطرابلسي، حسن عثمان، رافد العزاوي، كريم السليتي، فتحي العابد، د. خالد الطراولي ، علي الكاش، محمود طرشوبي، صالح النعامي ، محمد علي العقربي، محمود سلطان، محمد اسعد بيوض التميمي، عواطف منصور، عبد الله زيدان، فوزي مسعود ، عزيز العرباوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سليمان أحمد أبو ستة، الناصر الرقيق، د. صلاح عودة الله ، يحيي البوليني، سيد السباعي، إيمى الأشقر، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، العادل السمعلي، بيلسان قيصر، رحاب اسعد بيوض التميمي، كريم فارق، د- محمد رحال، إياد محمود حسين ، د- هاني ابوالفتوح، د - الضاوي خوالدية، أحمد بوادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، ياسين أحمد، عبد الغني مزوز، جاسم الرصيف، د - شاكر الحوكي ، خالد الجاف ، أبو سمية، محمد أحمد عزوز، د. عبد الآله المالكي، حميدة الطيلوش، د - عادل رضا، خبَّاب بن مروان الحمد، المولدي اليوسفي، صفاء العراقي، عبد الرزاق قيراط ، سامح لطف الله، ضحى عبد الرحمن، د- محمود علي عريقات، أ.د. مصطفى رجب، تونسي، محمد عمر غرس الله، صلاح المختار، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحـي قاره بيبـان، فهمي شراب، الهادي المثلوثي، صباح الموسوي ، رافع القارصي، صلاح الحريري، عبد العزيز كحيل، ماهر عدنان قنديل، د - المنجي الكعبي، عمار غيلوفي، محمد شمام ، أحمد الحباسي، مراد قميزة، فتحي الزغل، د. طارق عبد الحليم، عراق المطيري، سعود السبعاني، أحمد النعيمي، أشرف إبراهيم حجاج، د. مصطفى يوسف اللداوي، طلال قسومي، رمضان حينوني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفى منيغ، محرر "بوابتي"، طارق خفاجي، الهيثم زعفان، د - مصطفى فهمي، حاتم الصولي، سلوى المغربي، رشيد السيد أحمد، د - محمد بن موسى الشريف ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز